يوجد الكثير من المساجد التاريخية بمكة ،حيث تزخر مكة المكرمة بكثير من المساجد الأثرية، ذات الشأن العظيم بالتاريخ الإسلامي، حيث حظيت تلك المساجد بشرف زيارة رسولنا الكريم لها، وإقامته الصلوات بها، من أجل تبلغ دعوته من خلالها، ولا تزال تلك المساجد أعظم شاهد ومعلم من المعالم الإسلامية بتاريخ الإسلام، إذ تحظى هذه المساجد أيضا بمكانتها العظيمة بنفوس المسلمين، لأنها تذكرهم ببدايات نشر الدعوة الإسلامية من خلال المساجد للعالم كافة.
مسجد الجعرانة:
من أهم المساجد التاريخية بمكة ،يوجد مسجد الجعرانة بشرق مكة المكرمة، على بعد 24 كم من المسجد الحرام، ومن خلال هذا المسجد يعتمر أهالي مكة، تم إعادة بناء هذا المسجد بعهد الملك فهد بن عبد العزيز، حيث تم تجديد عمارته، وبناؤه بهذا الطراز الذي عليه الأن، تصل مساحة المسجد حوالي 430م2، وبلغت تكاليفه حينها مليوني ريال، يعي المسجد أكثر من ألف مصل.
يوجد المسجد في قرية الجعرانة، التي قسم فيها رسول الله ما إغتنموه من غنائم عقب نصر المسلمين على هوازن في غزوة حنين بعام الفتح، وقد أقام رسول الله في هذه القرية بضع عشرة ليلة، ولم يقم بتقسيم أية غنائم، منتظراً قدوم هوازن إليه تائبين، ولكن طال رجوعهم، فقام الرسول بتوزيعها ولكن بعد الإنتهاء من توزيعها جاء إليه وفد هوازن معلناً توبته في جعرانة، وسألوا رسول الله أن يرد لهم أموالهم وسبيهم، فخيرهم ما بين إختيار المال أو السبي، فإختاروا السبي، وكان لهم ما أردوا، ثم أحرم رسول الله ليلا وعاد إلى جعرانة بعد تأديته للعمرة بنفس الليلة، وأصدر أمراً إلى جيشه للرحيل إلى المدينة المنورة.
إقرأ أيضا:مقبرة المعلاة: أشهر المعالم الإسلامية بمكةتاريخ مسجد الجعرانة
ويعود تاريخ عمارة هذا المسجد إلى القرن الثاني من الهجرة، وتم تجديده بعدها بحوالي ألف سنة، ليكون بنفس صورته الحالية.
مسجد الجن :
يعتبر من المساجد التاريخية بمكة وأهمها، وقد نال أهميته هذه لوقوع العديد من الحوادث بع، فقد تلقى رسول الله بيعة الجن بهذا المسجد، فيقول حبر الأمة إبن مسعود أن رسول الله كان يتلو القرآن بإحدى اليالي وإستمع إليه نفر من الجن، فنزلت سورة الجن لذلك.
إقرأ أيضا:مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورةموقع مسجد الجن:
يوجد مسجد الجن بمقابل مقبرة المعلاة بمكة، ويطلق عليه البعض من أهل مكة مسجد الحرس، تم تجديده لأكثر من مرة، عبر التاريخ الإسلامي، وكان أخر تجديد له تم بعهد الملك فهد بن عبد العزيز عام 1421هـ، حيث تم وضع الأحجار المماثلة الجميلة على جدران المسجد.