اجمل المعالم العربية الموجودة في أسبانيا
تتميز دولة أسبانيا بالسحر الاصيل والآثار العريقة وإحتوائها على كثير من المعالم العربية التي تمنحها جمالاً فوق طبيعتها ا لجميلة، حيث المساجد والقصور ووجود أجمل الحدائق بها، تتنوع البلدة بتنوع آثارها وحضارتها العريقة ذات العديد من المعالم العربية، وعلى الرغم ن إختلاف الأسماء والأماكن بها مثل قرطبة وغرناطة والزهراء وإشبيلية، إلا أن كل تلك الأماكن تشمل عدداً من المعالم الأثرية الإسلامية، والتي تشتهد وستظل شاهدة على مدى عظمة الحضارة الإسلامية ومدى تقدم المسلمين، الذين تركوا لنا بصماتهم الواضحة بكافة الميادين في بلاد الأندلس، طوال فترة حكمهم بالأندلس والتي إستمرت لثمانية قرون، منذ أن قام طارق بن زياد وموسى بن نصير بإفتتاحها، وكان ذلك في عام 92هـ، وإستمرت عظمة الحضارة الإسلامية هناك حتى سقطت غرناطة في عام 897 هـ هذا لتاريخ هو بمثابة أخر دولة الإسلام ببلاد الأندلس.
قصر الحمراء في مدينة غرناطة :
من أشهر المعالم العربية بغرناطة، حيث أن قصر الحمرا يعكس لنا مدى تقدم هندسة المعمار والفن الإسلامي التي توصل إليها المسلمون في أسبانيا، ويعد من القصر العربي الأفضل على مستوى العالم، ومن أكثر المعالم السياحية شهرة وجذباً للسياح على مستوى العالم أيضا، وهو عبارة عن قصر أثري وحصن كبير، قام الملك أبو عبد الله محمد والذي كان يُعرف بإسم ابن الأحمر بتشييده في القرن العاشر الميلادي، هذا القصر يتسم بالسمات المعمارية الإسلامية عليه.
مسجد قرطبة :
هذا المسجد تم بناؤه في خلال قرنين ونصف من الزمان، يعود تأسيسه لعام 92هـ، حينما قام بنو آمية بإتخاذ مدينة قرطبة الحاضرة الأولى للخلافة الأموية ببلاد الأندلس، فحينها قام مسيحي قرطبة بإقتسام كنيستهم العظمى مع المسلمين، فقاموا ببناء مسجد في الجزء الخاص بهم، وتركوا الجزء الأخر للروم، وحينما أقبل المسلمين وإزدحمت المدينة بهم، قام عبد الرحمن الداخل بشراء الكنيسة م نالروم، وذلك في مقابل أن يقوم بإعادة بناء ما هُدم من كنائسهم آنذاك الغزو، فقام عبد الرحمن الداخل بإنشاء مسجد قرطبة عام 785 ميلادية، ووصلت مساحته آنذاك الوقت 4875 متر مربع، وتم تسمية السمجد بجامع الحضرة، بمعنى جامع الخليفة، بينما اليوم يسمونه بمسجد الكاتدرائية، بعدما قام الأسبان بتحويله لكاتدرائية ميحية، ومن أهم مميزات هذا الجامع أنه ينفرد بتاريخ الفن المعماري، وواحداً من المعالم العربية في أسبانيا ا لتي لا تزال تحتفظ بأصالتها، إذ أن كافة التعديلات والإضافات وأعمال الزينة التي قاموا بها كانت تسير إتجاه واحد، بحيث أن يتسق كل تلك التعديلات مع الشكل الأساسي للمسجد.
حصن جورماز :
وهو مثال أخر للعمارة الإسلامية المتواجدة بشمال شبه الجزيرة وهي قلعة جورمازظن والتي تنصب أهميتها بكونها ساحة عسكرية من الطراز الأول، وهذة القلعة تعد هي القلعة الأكبر بالقرون الوسطى في أوربا، يوجد بالحصن باب الخلافة، يحمل هذا الباب طابعاً قوياً للفن الإسلامي.
برج الذهب بأشبيلية :
وهو واحداً من الأبراج العسكرية التي تم إنشاؤها على نهر الوادي الكبير في مدينة إشبيلية الواقعة بجنوب الدولة الأسبانية، تم بناؤه بعهد الخلافة الموحدية، وذلك من أجل السيطرة على حركات المرور في مدينة أشبييلية إلى الأندلس، والتي يتم عبورها في الوادي الكبير، وقد إُستخدم البرج في العصور الوسطى كسجن وسياج آمني، وذلك من أجل حماية المعادن الثمينة، التي كانت تأتي محملة بالسفن القادمة من أمريكا الجنوبية بعدما تم إكتشافها وتأتي أيضا من ا لهند، والأن أصبح برج الذهب متحفاً شاهاداً على أفخم المعالم العربية الشاهد على فن المعمار الإسلامي، يفد إليه الساح شرقاً وغرباً لزيارته، يوجد بالمتحف بعضاً من المعدات البصرية التي ترجع تاريخها إلى العصور الوسطى، والتي كانت البحرية تقوم بإستخدامها لإكتشاف الأمريكتين، وأيضا يوجد بالمتحف نماذج لأشهر السفن التي إكتشف بها الأسبانيين القارتين الأمريكتيين بالقرن الخامس عشر، وبعضاً من المدافع التي يعود تاريخها للقرن السابع عشر.
جنة العريف :
تقع جنة العريف بشمال قصر الحمراء، وتعد واحدة من أجمل المعالم الأثرية التي توجد بأبانيا، تم تصميمها لتكون حديقة وبستان في المؤسسة الإسلامية ،وقد منحها موقعها بشمال قصر الحمراء تميزاً كبيراً، جنة العريف هي الفيلا التي إستخدمها أحد ملوك المسلمين كمكان خاص به من أجل الإسترخاء وقضاء أوقات الترفيه، كما هو الحال بقصر الحمراء، ولذلك فأن القصر الذي يقع على المنحدر وبوسط المزارع، يتناسب كثيراً مع الوصف الذي قدمه العالم ابن ليون، حينما وصف بإحدى كتبه عم الزراعة المساكن ذات الابع الريفي، ووصف البساتين الأربعة الموجودة آنذاك الوقت، والتي لا يزال واحد من تلك الأربعة باقي ليومنا هذا، وهو بستان كلورادا أو ميرثيريا، وبالرغم من أن أسماؤهم مسيحية إلا أنها تعود في الأغلب للعصور الوسطى، كانت تلك البساتين حينها بمثابة الإمتداد الذي يتم في شكل تدريجي بمستويات مختلفة تحت القصر، هذا الأمر الذي كان يضفي روعة وإبداعاً بشكل عام.
قصر مدينة الزهراء :
قام ببناؤه عبد الملك عبد الرحمن الناصر، بمدينة الزهراء الأسبانية، فهو واحدا من القصور الفاخرة وواحداً من المعالم العربية الشهيرة، حيث أن جدران القصر تم صنعها م الرخام المزين بالذهب، وبكل جانب من جوانب القصر يوجد ثمانية أبواب مصنعة من العاج والأبنوس وتم ترصيعها بالجواهر والذهب، وتم تزيين جوانب القصر بالتماثيل وأبدع الصور، وبوسط القصر وُضع صهريجاً عظيماً مملوءاً بالزئبق، وحينما كانت تشرق الشمس على ذاك المجلس تسطع جوان بالمجلس بالأضواء الساحرة، وقام الناصر بتزويد مقامه بالقصر، فكان مقامه عبارة عن جناح شرقي معروف بالمؤنس، إذ كان يوجد به أنفس التحف والذخائر، وتم فيه نصب حوضاً شهيراً نُقش بالذهب، الذي تم إهداؤه إليه من قصر
القسطنطينية، والذي قام بجلبه من القسطنطينية إلى قرطبة كان ربيع الأسقف، وقام الوزير أحمد بن حزم بجلب حوض ثاني رائع من الشام كان الوزير أحمد بن حزم، هذا الحوض يُقام عليه إثنا عشر تمثالاً تم صنع هذة التماثيل من الذهب الأحمر ورُصع بالجواهر، هذة التماثيل تمثل بعضاً من الطيور والحيوانات تقوم بقذف الماء من أفواهها لتصب في الحوض، بالإضافة إلى كل هذا وذاك، فإن بالقصر تم بناء مسجداً بداخله بطول ثلاثون ذراع، فكان المسجد آية في الروعة والفخامة، ومن العجيب أنه تم بناء المسجد في 48 يوماً فقط، ليخرج لنا بكل هذا الإتقان والروعة، وشارك في يناء هذا المسجد أكثر من ألف عامل، مائتين منهم نجارين وثلاثمئة منهم عمال بناء، أما باقي العمال كامن الأجراء وأمهر العمال.
قصر الجعفرية :
تم بناء قصر الجعفرية المحصن في النصف الثاني للقرن الحادي عشر من الميلاد، والذي يوافق القرن الخامس هجرياً، تم بناؤه بعهد المقتد الذي كان حينها أميراً لسرقسطة، قام بني هود العرب بالإستيلاء على القصر لصالح بنو تجيب من كندا، وأصبح القصر مقراً لهم، أهميته تأتي في كونه أحد المعالم العربية المميزة في أسبانيا التي وُجدت بهذا الحجم، إذ يشهد على الهندسة الإسلامية ببلاد الأندلس، بعهد الطوائف، قصر الجعفرية واحداً من المعالم الثرية بالمعرفة بالفن الطائفي الذي وجد بنهاية فترة الإستقلال لأمراء الطوائف، ثم صعود المرابطين للحكم، وبعدما تم إسترداد سرقسطة عام 1118 ميلادياً من قبل ألفونس الأول المسيحي، وبعدها أضبح القصر مكاناً لإقامة ملوك الأراجون من المسيحين.
ثم جاءت لعبت الجعفرية وقامت بدورها الرئيسي في نشر فن المدجن الأرجواني، وعملت على إدخال بعض تغييراتها على الطابق العلوي ليصبح قصراً مخصصا لإقامة الملوك المسيحيين من الكاثوليك، وكان ذلك في عام 1492، ثم جاء بعدها في عام 1593 بإدخال بعض التغييرات الجديدة بحيث تجعل من قصر الجعفرية قلعة عسكرية ذات طابع نهضوي، يمكن ملاحظة تحويله لقلعة عسكرية من خلال الخندق والحدائق التي تحيط القصر، التي تم تحويلها بعدها لثكنات، تعرض هذا القصر كثيراً لتحويلات وخسائر، وبالأخص أثناء حرب الإستقلال في أسبانيا التي كانت ضد جيوش النابولونية ،ثم في أوائل النصف الثاني من القرن اعشرين الماضي تم ترميم القصر، ليصبح هو المقر الحالي للمجلس التشريعي للأراجون.