مقدمة
القنبلة الشقراء مارلين مونرو ممثلة ومغنية أمريكية ، لمع نجمها في النصف الأول من القرن العشرين متغلبة على طفولة قاسية ومشردة ومستغلة ملامحها الجريئة والفاتنة لتصبح واحدة من أوائل نجوم الإغراء !
من هي مارلين مونرو ؟ وما هي التضحيات التي قدمتها في سبيل الشهرة ؟ عن حياتها الشخصية وملف موتها الذي يلفه الغموض .. يتحدث المقال .
أولا : الحياة المبكرة :
1. جذورها العائلية:
ولدت مارلين مونرو في الأول من حزيران 1926م لأم كانت قد عرفت بكثرة علاقاتها العاطفية إذ خاضت غلاديس مونرو ”Gladys Monroe “ العديد من العلاقات العاطفية قبل ان تلدها.
لكن كل تلك العلاقات لم تسفر إلا عن الفشل والتشرد ، وانتهت بإنجاب الإخوة غير الأشقاء ل مارلين ، روبرت عام 1918 وبيرينيس عام 1919م .
ولدت مارلين بعد زواج والدتها من مارتن مورتنسن “Martin Edward Mortensen ” في المستشفى العام في لوس أنجلوس بكاليفورنيا .
رافقت مارلين مونرو معاناة عدم معرفتها لهوية والدها الحقيقي طوال حياتها .
إذ حملت عند ولادتها اسم نورما جين مورتنسون Norma Jeane Mortenson” “، ولكن سرعان ما استبدل الاسم عند تعميدها الى نورما جين بيكر “ Norma Jeane Baarker “ .
ولاحقا عام 1946م تحديدا اطلقت على نفسها اسم مارلين مونرو””Marliyn Monro اذ اتخذته اسما فنيا لها .
2. طفولتها :
عاشت مارلين مونرو طفولة غير مستقرة نظرا لعجز والدتها ماليا ونفسيا عن تربيتها ورعايتها .
اذ كانت تعاني من اضطرابات نفسية ، انعكس ذلك على حياة مارلين ففي عام 1937 وضعتها غلاديس في رعاية أسرة حاضنة ، “The Bolenders “.
وعلى الرغم من أن عائلة بوليندر عائلة متدينة أرادت تبني مارلين ، إلا أن غلاديس تمكنت في النهاية من تقويم أسلوب حياتها.
وأخذت مارلين في رعايتها عندما كانت مارلين تبلغ من العمر 7 سنوات.
ومع ذلك ، بعد فترة وجيزة من استعادة حضانة مارلين ، كان تعرضت غلاديس لانهيارًا عقليًا كاملاً وتم تشخيصه على أنها مصاب بالفصام مما الزمها بالاقامة بمستشفى للأمراض العقلية.
قضت غلاديس بقية حياتها في الدخول والخروج من المستشفيات ونادراً ما كانت على اتصال بشابة مارلين الصغيرة.
بعد ذلك ولسنوات عانت مارلين حياة الميتم ومن تنقلها بين الأسر الحاضنة إذ تعرضت للاعتداء الجنسي من قبل أحد افراد الاسر التي رعتها .
حيث صرحت فيما بعد انها” تعرضت للاغتصاب في الحادية عشر من عمرها ” .
3. زواجها الأول :
في سن السادسة عشر من عمرها لم تجد القنبلة الشقراء مارلين مونرو خلاصا لمعاناتها الا بالزواج من صديقها جيمس دوغيرتي James Dougherty” “.
وذلك في عام 1942 م ،إذ تركت المدرسة الثانوية واصبحت ربة منزل .
لم تحظى بزواج سعيد وذلك لعدم اندماجها مع زوجها اذ صرحت لاحقا انها كانت ” تموت من الملل ” أثناء الزواج .
وعندما انضم دوغيرتي إلى الخدمة العسكرية ، شعرت ماريلين بأنه قد هجرها، مما أدى لعدة مشاكل أصبح خلالها زواجهما مليء بالتعاسة والإحباط .
فكان الحل الوحيد هو الانفصال الذي تم في عام1946م.
ثانيا : مشوارها الفني :
1. بداية كعارضة
كانت بداية دخول مارلين مونرو الى عالم الأضواء من خلال عرض الأزياء إذ التقت بالمصور ديفيد كونوفر1944م .
الذي أرسلته وحدة الصور المتحركة الأولى التابعة للقوات الجوية للجيش الأمريكي إلى مصنع الذخائر الذي كانت تعمل فيه مارلين .
بعد ذلك توقفت عن العمل في المصنع في يناير 1945 وبدأت في عرض الأزياء لصالح كونوفر وأصدقائه.
في هذه الفترة قامت مارلين بتغيرات نوعية لشكلها اذا قامت بتقويم شعرها البني المجعد وصبغته باللون الاشقر.
وبدأت باتخاذ مسار خاص بها في عالم التجميل اذا تميزت بالشامة على خدها الايسر .
وتبعا لهذا فقدت لفتت انظار شركات الاعلان وكذلك المجلات.
ونتيجة للتغيرات التي اجرتها على نفسها وكذلك لطموحها وعملها بجد فقد تمكنت بحلول عام 1946م من الظهور على غلاف 33 مجلة مثل:؛
Pageant و US Camera و Laff Peek .
2. عالم السينما
دخلت مارلين مونرو عالم السنيما عالم 1946م اذ وقعت عقدها الاول مع شركة Fox حيث شاركت في بعض الادوار الموجزة عادت بعدها لتتألق في عالم الاعلانات .
بدأت مارلين مونرو في جذب الانتباه كممثلة في عام 1950م بعد ظهورها في أدوار ثانوية في The Asphalt و All About Eve ، اذ لعبت دور العشيقة في كلا الفيلميين .
من هنا عرفت لدى الجماهير بالقنبلة الشقراء وعادت لتوقع عقد جديد مع Fox .
انطلقت مسيرتها الفعلية في التمثيل في أوائل الخمسينات بعروض في Monkey Business و Love Nest Niagara .
انحسرت ادوارها في هذه الفترة في المجال الكوميدي وكذلك ادوار الاغراء . لكن مارلين كانت تنظر لما هو اكثر في سلم الشهرة ولم تقبل فكرة انحسارها في هذه الادوار .
لذلك اقدمت على تعلم التمثيل حيث في عام 1955 ، درست مع لي ستراسبرغ في استوديو الممثلين في مدينة نيويورك .
ومن ثم قدمت أداءً قويا في عملها المسرحي “آنا كريستي “Anna Christie” للكاتب الأميركي الشهير يوجين أونيل ” Eugene O’Neill”.
وعملها السينمائي “حكة السنة السابعة “The Seven Year Itch” اللذان أعادا الثقة لها.
وكان “موقف الأوتوبيس”Bus Stop “عام 1956م، تمكنت بدورها الساحر فيه من الحصول على ترشيح لجائزة غولدن غلوب الشهيرة.
إلا أنه لربما يكون عمل ماريلين مونرو الأكثر تحقيقاً للنجاح هو “البعض يفضلونها ساخن “Some Like It Hot “عام 1959م.
حيث تمكن الفيلم من الحصول على خمسة ترشيحات للأوسكار.
3. مارلين كمغنية :
لم تقتصر شهية القنبلة الشقراء مارلين مونروالفنية على العرض والتمثيل والمسرح وانما خاضت عالم الغناء تاركة لنجمها بريقا فيه .
حيث قامت بعدة تسجيلات موسيقية لعدد من الاغاني التي لاقت رواجا في عصرها وكان من أشهرها :
That Old Black Magic –
My Heart Belongs to Daddy –
You’d Be Surprised –
She acts like a woman should – .
ثالثا : الجوائز الفنية
في النهاية كان لابد لماريلين أن تحصد ثمار جهدها، وتقديراً لما قدمته في مجال الفن سواء كان عن طريق الصور الفوتوغرافية، أو عن طريق السينما، فقد حصلت على العديد من الجوائز بمختلف المجالات:
· جائزة من مجلة (Photo Play) عام 1952م.
· جائزة الأنثى الأكثر شهرة لعام 1953م من مجلة (Photo Play).
· جائزة غولدن غلوب (Henrietta Award) في عام 1954م.
· جائزة (David Di Donatello) عن فيلمها “الأمير وفتاة الاستعراض” عن فئة أفضل ممثلة أجنبية عام 1958م.
رابعا الحياة الشخصية :
دفعت مارلين مونرو حياتها الشخصية ثمنا لشهرتها ، فهي لم تحظى بحياة سعيدة ولا زواج مستقر.
وبالاضافة الى زواجها الاول الذي سبق ان اشرنا اليه فقد اعادت التجربة مرتين .
كان زواجها الثاني في 14 كانون الثاتي /يناير من عام 1954 م ، من جو ديماغيو” Joe DiMggio ” أحد أشهر أبطال البيسبول في خمسينيات القرن الماضي.
وقع جو ديماغيو في غرام ماريلين مما جعله يطلق زوجته ويتزوج بها، وهذا ما جعل قصتهما مشهورة في كافة أنحاء أمريكا.
وكفشل زواجها السابق، فشل زواجها هذا لكن لسبب مختلف تماماً، حيث كان حب مارلين واخلاصها الكبير لعملها وجمهورها السبب الأساسي لتفكيك هذا العلاقة بعد تسعة أشهر فقط من إعلانها .
ليتم الانفصال في 27 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1954م.
ختمت القنبلة الشقراء مارلين مونرو تجربة الزواج بزواجها من الكاتب الأميريكي الشهير آرثر ميلر “” Arthur Miller عام 1959 .
وعلى الرغم من ان ميلر كان مولعا بها الا انا الزواج انتهى بطريقة مثيرة للجدل عام 1961م حيث لم يتردد الزوجان من تبادل الاتهامات الفظيعة عن بعضهما .
خامسا : وفاتها :
تباينت الاسباب حول موت مارلين مونرو مما أثار ضجة زادت من شهرتها حتى بعد وفاتها .
ففي صباح الخامس من أغسطس 1962م وجدت مارلين مرنرو ميتة في غرفتها اذ كانت مستلقية على سريرها وهي عارية ويدها ممدودة الى سماعة الهاتف .
ترجح الاقوال بأن مارلين قد انتحرت نظرا لما عانته في الفترة الاخيرة من حياتها من اكتئاب والضغط النفسي .
أما الرواية الاخرى فتستند على تسجيلات كانت عند معالجها النفسي تبين ان موت مارلين كان مجرد اغتيال وهو ليس بالامر البعيد اذا نظرنا له من منظور الشائعات التي كانت تدعي بأنها عشقية للرئيس جون كينيدي .