يجب على المسلم ألا يفسر القوامة تفسيراً خاطئاً، الرجال قوامون على النساء صحيح، فضل الله الرجل على المرأة في بعض الأمور، وفضل المرأة على الرجل في بعض الأمور، ولا يعني في أي حال من الأحوال أنه فضل الرجل على المرآة، او الرجل يكون قوام على المرأة فقط في الانفاق، فلا يعقل أن يُحسب الرجل بعشرة والمرأة بخمسة، أو أن تعطي ابنك في الطعام نصف دجاجة، وللبنت ربع دجاجة، وهذا لا يجوز إطلاقاً، وليس للذكر نصيب مثل حظ الأنثيين إلا في قضية الميراث فقط، أما في الحياة العامة إذا ابتسمت في وجه الولد، وقطبت في وجه البنت تعتبر من الكبائر يوم القيامة، وتقع في قعر جهنم، “اعدلوا هو أقرب للتقوى”، يقول الدكتور عمر عبد الشافي: “من لم ينجب بنتاً فلم ينجب، البنت في البيت صورة عن الرحمة والحنو والعطف، وتأتي لك بأسرة، وتضم لعائلتك عائلة، الولد يتزوج يستولي عليه أهل الزوجة”. فيجب على القوامة أن تأتي في مكانها، الرجل عندما يكون له خلق ودين ويتحمل المرأة ويحسن إليها إذا اساءت، أليست هذه هي القوامة؟ والشاعر العربي يقول: “والكبير الكبير دائماً يعاني”.
هل الرجولة هي منظر، أي ذكورة؟!
لا طبعاً، يقول الله تعالى: “فيه رجال يحبون أن يتطهروا”، قد يكون فيه نساء، فالرجولة هنا ليست الذكورة، يعني هذا المسجد في رجال وفي نساء، أما قوله” ليس الذكر كالأنثى” في طبيعة المهمة، أي أن المرأة تحمل، ترضع، تجلس في البيت، في الليل أكثر السائرين في الطريق رجال.
ما هو المعنى الصحيح للقوامة؟
القوامة هي احترام لآدمية المرأة المسلمة، وأن يكون قيماً، وقد سمي ابن قيم الجوزية، أبوه كان قيماً على الجوزية، أي أمير أو حاكم، فقيم تعني يقوم بالأمور ويضعها في نصابها، فإن وضع الأمور في غير نصابها فيكون هذا هو تعريف الظلم.
إذا وضعت الأمور في غير نصابها فهو ظلم، أما إذا وضعتها في نصابها فهو العدل وإذاً تكون قيماً، ولا تفهم القوامة على أنها أوامر وقرارات للزوج على زوجته وهو جالس يضع قدم على أخرى، لا هذه ليست بقوامة، لأنك عندما تتزوج لا تجلب أمة، ولا ملك يمين تأمر وتنهى فقط، قال ابن القيم والصحابة في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: “كان في مهنة أهله، بقوم معهن البيت، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويعين في مهنة أهله، يمزق معهن اللحم، قالت عائشة: نُضاحِكه ويضاحكنا، ويكلمنا ونكلمه، فإذا جاء وقت الصلاة كأنه لا يعرفنا ولا نعرفه”، هذه الزوجية، وتلك النبوة، هذه زوجية وتلك قيادة، وهذا هو المعنى المفهوم من القوامة، والرجل الذي له فهم للقوامة تجده متزن، وكلامه متوازن، لا يهين آدمية المرأة، والزوجية في الإسلام، إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، هذا والله اعلم.