تعتبر الخواطر من أنواع التعبير البسيط، الذي بإمكان أي شخصٍ أن يقوم به، فهو يعتمد على الإحساس وما يجري في خاطر الإنسان في لحظةٍ من اللحظات، فيخُطّ بها الكلمات التي تعبّر عن انسجامه مع حدثٍ معين.
وخواطر الصباح هي من أجمل الخواطر التي تعبر عن صفاء النفس ونقاءها، وتعبر عن انطلاقة يومٍ جديد، عن التفاؤل، والحب، والأمل، عن الإقدام، والعمل، والنشاط، عن التسامح، وإلغاء كل ما فات من خصومات، عن التحدي، والاستعداد لتخطّي العقبات.
من خواطر الصباح:
لا شيء أجمل من إشراقةِ صباحٍ هادئ، يقول لك فيه من يُحبك (صباح الخير)، فيغدو الصباح صباح الخير، والحب، والأمل، والهدوء، والنشوة، وكل الأشياء الجميلة.
خلق الله الكون في تعاقب ليلٍ ونهار، ليجعلها محطات تغيير للنفس البشرية، ومحطات تتوقف عندها كل حالات اليأس، وتبدأ بها أنغام الأمل، فالليل والأمس مهما حملا من متاعب يجب أن يكون الصباح خلافًاً لهما، ويحمل من كل الخير والسرور، الصباح هو نقطة تحوّل لمن أراد، وهو علامة التفاؤل، وهو بريقُ الجمال لمن أراد أن يستشعر ذلك، لمن أراد أن يجعل من يومه الجديد يوماً جديداً بحق، وليس يوماً روتينيًا يحمل أعباء الأمس ويلقيها في قالبٍ جديد، ويتعب الروح أكثر مما أتعبته في البارحة؛ فالصباح خُلق للتغيير، والتفاؤل، وليكن كذلك لا غير ذلك.
قال تعالى: “والصبح إذا تنفس”، دليلُ الإشراق بعد الظلمة وحلكة الليل، ودليل الإنشراح للنفس بعد موتها في نومها، ودليل النشاط بعد كسل الساعات الماضية، الصباح يتنفس هو دليل الحياة الحقيقية.
صباحٌ جميل على صوت العصافير ورائحةِ القهوة، وشيءٌ من التراتيل التي نعشقها، واستحضارٌ لما سيكون في اليوم من أعمال، واستجماعٌ لكل معاني التفاؤل، والنشاط، والعمل، والاجتهاد، فالقهوة وقطعة الشوكلاتة ستؤدي أُكُلها حتمًا، وسيكون لوجودها تاثير، وللعمل الجيد أثرٌ كبير.
عندما تفتح عيناك فتجد أن رصيد حياتِك وأيامك، لم ينتهي بعد، يلهث لسانُك “الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور”، تستيقظ في عافية وصحة وعقل سليم فتتذكر نعم الله عليك، وتردد “أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله”، “اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر”، وتذكر أنه يومٌ جديد يخاطِبُك أني على عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة، كل هذه الطاقة الإيجابية، التي تشحنها في ذاتك منذ الصباح كافية بأن يكون يومك جميل، وفيه كل خير تريد.
أعطي لشمس الصباح وَجهَك، وأدِر لشمسِ المساء ظهرك، فشمس الصباح مفيدة للصحة ومنعشة للروح، أما شمس المساء فهي مودّعة يومك، الذي قدّمت فيه ما استطعت من الخير، والعمل، واستمتعت بالفرح، والمرح، والأصدقاء، والأحباب، تغادرُك مساءً لتأتيك صباحاً، وترى استقبالك لها مجدداً.
لا شيء أجمل من لحظات النقاء والهدوء، صوت العصافير الذي يخرج للأفق شيئاً فشيئاً، ومسامع الحياة التي بدأت بالظهور، لا شيء أجمل من الصباح وتدرج الصعود ليومٍ جديد.