رجال في الشمس
يعرض الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني في روايته ” رجال في الشمس ” قصة ثلاثة من الفلسطينيين اتجهوا إلى الكويت في الخمسينيات من القرن الماضي طلباً للمال وتحقيقاً للإستقرار ولكنهم فشلوا في تحقيق أحلامهم ولاقوا مصيرهم المجتوم وماتوا ميتة شنيعة تقشعر منها الأبدان في مركز الحدود الكويتي بعد نجاح قائدهم ” أبي الخزران ” في تجاوز مركز الحدود العراقي .
الرواية تجمع بين الرمزية والواقعية ، فتحقيق الحلم الفردي ليس حلً ناجحاً لمشكلة شعب بل لا يحل مشكلة الفرد نفسه لأن من يخسر وطنه لا يربح شيئاً ولو أصبح من الأثرياء . إن هذه الرواية تعكس الحالة الإقتصادية المتردية للشعب الفلسطيني بعد حرب 1948م ، فالفقر والتشرد دفعهم إلى المغامرة واقتحام جحيم الصحراء مضحيين بأنفسهم من أجل لقمة عيش كريمة ، والرواية تعكس ظاهرة الابتزاز التي تظهر عقب الأزمات والحروب كما أنها تبرز بعض العادات السيئة في المجتمع الفلسطيني ولعلها موجودة في المجتمعات العربية الأخرى في نفس الفترة فابن العم ملزم بالزواج بابنة عمه وهي ملزمة بالزواج منه كذالك ، والرواية أيضاً تظهر قسوة الحياة والضيق المادي الذي دفع بعض الفلسطينين إلى الكسب غير مشروع كما حصل مع ” أبي الخيزران ” ، رمزت القصة إلى ضياع الفلسطينيين في تلك الحقة وتحول قضيتهم إلى قضية لقمة العيش موحياً إلى أنهم قد ضلوا الطريق دون أن يقدم البديل .