الأدب العربي

شعر نزار قباني عن الفراق

شعر نزار قباني عن الفراق

مقدمة

الفراق هو البعد عن من ارتبطت قلوبنا بهم لأيام وسنوات وهذا الأمر يصعب علينا تحمل نتائجه لأنه في غاية الحساسية والصعوبة، وأجمل ما وردنا عن الفراق هو ما كتبه نزار قباني من أشعار، وهنا في مقالي هذا جمعتُ لكم أجمل الشعر عن الفراق والحزن وما قالهُ نزار قباني عن الفراق، أتمنى أن يعجبكم.

أشعار نزار قباني

حزن يغتالني

وهم يقتلني

وظلم حبيب يعذبني

آه.. ما هذه الحياة

التي كلّها آلام لا تنتهي

وجروح لا تنبري

ودموع من العيون تجري

جرحت خدي

أرقت مضجعي

وسلبت نومي

آه يا قلبي

يا لك من صبور

على الحبيب لا تجور

رغم ظلمه الكثير

وجرحه الكبير

الذي لا يندمل ولا يزول

ما زلت تحبه

رغم كل الشرور ما زلت تعشقه

رغم الجور والفجور

ما زلت تحن إليه

رغم ما فيه من غرور

قلبي.. ويحك قلبي

إلى متى.. إلى متى؟؟

اخبرني بالله عليك إلى متى؟؟

هذا الصبر

وهذا الجلد والتحمل

إلى متى هذا السهر والتأمل؟

إلى متى هذه المعاناة والتذلل؟

كف عن هذا كف

فاكره كما كرهت

واهجر ما هجرت

وعذب كما عذبت

واظلم كما ظلمت

واجرح كما جرحت

فلقد عانيت كثيراً

وصبرت كثيراً وكثيراً على حبيب لا يعرف

للحب معنى

أما آن لك يا قلبي أن توقف كل هذا

فبالله عليك يا قلبي

كف

علمني حبك

علمني حبك أن أحزن

وأنا محتاج منذ عصور

لأمرأة تجعلني أحزن

لامرأة أبكي فوق ذراعيها

مثل العصفور

لأمرأة تجمع أجزائي

كشظايا البلور المكسور

علمني حبك سيدتي أسوأ عادات

علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات

وأجرب طلب العطارين وأطرق باب العرافات

علمني أخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات

وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات

أطارد ثوبك في أثواب المجهولات

أطارد طيفك

حتى

حتى

في أوراق الإعلانات

علمني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات

بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات

بحثا عن وجه عن صوت هو كل الأوجه والأصوات

أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان

وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان

لم اعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان

وان الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان

علمني حبك

علمني حبك أن أتصرف كالصبيان

أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان

وعلى أشرعه الصيادين على الأجراس على الصلبان

علمني حبك

كيف الحب يغير خارطة الأزمان

علمني أني حين أحب تكف الأرض عن الدوران

علمني حبك أشياء

ما كانت أبدا في الحسبان

فقرأت أقاصيص الأطفال دخلت قصور ملوك الجان

وحلمت أن تتزوجني بنت السلطان

تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان

وحلمت أن اخطفها مثل الفرسان

وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان

علمني حبك يا سيدتي ما الهذيان

علمني كيف يمر العمر ولا تأتي بنت السلطان

علمني حبك كيف احبك في كل الأشياء

في الشجر العاري في الأوراق اليابسة الصفراء

في الجو الماطر في الأنواء

في اصغر مقهى نشرب فيه مساء

قهوتنا السوداء

علمني حبك أن أوى

لفنادق ليس لها أسماء

ومقاه ليس لها أسماء

علمني حبك كيف الليل يضخم أحزان الغرباء

علمني كيف أرى بيروت

امرأة تلبس كل مساء

علمني كيف ينام الحزن

كغلام مقطوع القدمين

في طرق الروشة والحمراء

علمني حبك أن احزن

وأنا محتاج منذ عصور

لامرأة تجعلني أحزن

لامرأة ابكي فوق ذراعيها

مثل العصفور

لامرأة تجمع أجزائي

كشظايا البلور المكسور

أجمل ما قال نزار

لم أحبك كشخص فقط بل أحببتك كوطن لا أريد الإنتماء لغيره.

أحبك.. لا أدري حدود محبتي.. طباعي أعاصير.. وعواطفي سيل.. وأعرف أني متعب ياصديقتي.. وأعرف أني أهوج.. أنني طفل.. أحب بأعصابي، أحب بريشي.. أحب بكلي.. لا اعتدال، ولا عقل.

ويا ليت المشاعر ترى ليعرف كل ذي حق حقه.

أتجوّل في الوطن العربي وليس معي إلا دفتر.. يرسلني المخفر للمخفر.. يرسلني العسكر للعسكر.. وأنا لا أحمل في جيبي إلا عصفور.. لكن الضابط يوقفني.. ويريد جوازاً للعصفور.. تحتاج الكلمة في وطني لجواز مرور.. أبقى مرميّاً ساعاتٍ منتظراً فرمان المأمور.. أتأمّل في أكياس الرمل ودمعي في عينيّ بحور.. وأمامي ارتفعت لافتةٌ تتحدّث عن وطن واحد.. تتحدّث عن شعب واحد.. وأنا كالجرذ هنا قاعد.. أتقيّأ أحزاني وأدوس جميع شعارات الطبشور.. وأظلّ على باب بلادي مرميّاً كالقدح المكسور.

لا ترفع الصوت فأنت آمن.. ولا تناقش أبداً مسدساً.. أو حاكماً فرداً.. فأنت آمن.. وكن بلا لونٍ، ولا طعمٍ، ولا رائحةٍ.. وكن بلا رأيٍ.. ولا قضيةٍ كبرى.. واكتب عن الطقس، وعن حبوب منع الحمل (إن شئت) فأنت آمن.. هذا هو القانون في مزرعة الدواجن.

تاريخنا ليس سوى إشاعة، من أين يأتينا الفرح؟.. ولوننا المفضل السواد، نفوسنا سواد.. عقولنا سواد، داخلنا سواد، حتى البياض عندنا يميل للسواد.. !.

من أين يأتينا الفرح؟ وكل طفل عندنا، تجري على ثيابه دماء كربلاء.. والفكر في بلادنا أرخص من حذاء.. وغاية الدنيا لدينا : الجنس.. والنساء.

قضيت عشرين سنة.. أعيش في حضيرة الأغنام.. أعلف كالأغنام.. أنام كالأغنام.. أبول كالأغنام.. أدور كالحبة في مسبحة الإمام.. أعيد كالببغاء، كل ما يقول حضرة الإمام.. لا عقل لي.. لا رأس.. لا أقدام.

جاء تشرين يا حبيبة عمري.. أحسن الوقت للهوى تشرين.. ولنا موعد على جبل الشيخ.. كم الثلج دافئ وحنون.. لم أعانقك من زمان طويل.. لم أحدثك والحديث شجون.. جاء تشرين إن وجهك أحلى.. بكثير ما سره تشرين.. كيف صارت سنابل القمح أعلى.. كيف صارت عيناك بيت السنونو.. إن أرض الجولان تشبه عينيك.. فماء يجري ولوز وتين.. كل جرح فيها حديقة ورد.. وربيع ولؤلؤ مكنون.. يا دمشق البسي دموعي سوارا.. وتمني فكل شيء يهون.

لا تلعنوا السماء إذا تخلت عنكم.. لا تلعنوا الظروف فالله يؤتي النصر من يشاء وليس حداداً لديكم.. يصنع السيوف.

لا تثقي، بما روى التاريخ، يا صديقتي فنصفه هلوسة ونصفه خطابة.. اطفالنا، ليس لهم طفولة.. سماؤنا، ليس بها سحابة.. عشاقنا يستنشقون وردة الكآبة.. كتابنا، يحاولون القفز كالفئران من مصيدة الرقابة.

هل تسمعين أشواقي عندما أكون صامتاً؟ إن الصمت يا سيدتي هو أقوى أسلحتي.. هل شعرت بروعة الأشياء التي أقولها عندما لا أقول شيئاً؟

فاتنٌ وجهك لكن في الهوى ليس تكفي فتنة الوجه الجميل.

يحدث أحيانا أن أبكي مثل الأطفال بلا سبب.. يحدث أن أسأم من عيني بلا سبب.. يحدث أن أتعب من كلماتي.. يحدث أن أتعب من تعبي وبلا سبب.

قرأت كتاب الأنوثة حرفاً حرفاً ولا زلت أجهل ماذا يدور برأس النساء.

هل عندك شك أنك أحلى امرأة في الدنيا وأهم امرأة في الدنيا؟ هل عندك شك أني حين عثرت عليك ملكت مفاتيح الدنيا؟ هل عندك شك أني حين لمست يديك تغير تكوين الدنيا؟ هل عندك شك أن دخولك في قلبي هو أعظم يوم في التاريخ وأجمل خبر في الدنيا؟.

هل تسمحون لي أن أعلم صغيرتي أن الدين هو أخلاق وأدب وتهذيب وأمانة وصدق، قبل أن أعلمها بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل.

هناك ثقافة واحدة هي ثقافة القوة.. حين أكون قوياً يحترم الناس ثقافتي وحين أكون ضعيفاً أسقط أنا وتسقط ثقافتي معي.

أنا رجل لا يريح ولا يستريح فلا تصحبيني على الطرق المعتمة.. فشِعري مدان ونثري مدان ودربي الطبيعي بين القصيدة والمحكمة.

ألا تجلسين لخمس دقائق أخرى؟ ففي القلب شيء كثير وحزن كثير وليس من السهل قتل العواطف في لحظات وإلقاء حبك في سلة المهملات.

السابق
ادعية لمن تحب
التالي
الفوائد الغذائية للقرع العسلي