أبو علاء المعري

أبو علاء المعري

إنه الفيلسوف والشاعر الكبير أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، الشاعر والفيلسوف والحكيم والأديب العربي من العصر العباسي، وقد لد وتوفي في معرة النعمان التي تقع في الشمال السوري وإليها يُنسب كذلك . وقد لُقب بـرهين المحبسين لأنه اعتزل الناس وكان ضريرا .

من أشعاره  :

أبي حكمت فيه الليالي ولم تزل

رماحُ المنايا قادراتٍ على الطعْنِ

مضى طاهرَ الجثمانِ والنفسِ والكرى

وسُهد المنى والجيب والذيل والرُّدْنِ

وتلك الأبيات أيضا :

غَرِيَتْ بذمِّي أمةٌ

وبحمدِ خالقِها غريتُ

وعبدتُ ربِّي ما استطعـ

ـتُ، ومن بريته برِيتُ

ويقول تارة أخرى:

خُلِقَ الناسُ للبقاء فضلَّت

أمةٌ يحسبونهم للنفادِ

إنما ينقلون من دار أعما

لٍ إلى دار شقوة أو رشادِ

وهذه :

لا أطلبُ الأرزاقَ والمو

لى يفيضُ عليَّ رزقي

إن أُعطَ بعضَ القوتِ أعـ

ـلم أنَّ ذلك فوق حقي

ويقول كذلك :

قضيت في منزلي برهةً

سَتِير العيوب فقيد الحسد

فلما مضى العمر إلا الأقل

وهمَّ لروحي فراق الجسد

بُعثت شفيعًا إلى صالح

وذاك من القوم رأي فسد

فيسمع منِّي سجع الحمام

وأسمع منه زئير الأسد

وهذه القصيدة :

الافي سبيل المجد ما أنا فاعل

عفاف وإقدام وحزم ونائل

واني وان كنت الأخير زمانه

لآت بما لم تستطعه الأوائل

واني جواد لم يحل لجامه

ونصل يمان أغفلته الصياقل

فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص

ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل

وطال اعترافي بالزمان وصرفه

فلست أبالي من تغول الغوائل

إذا وصف الطائي بالبخل مادر

وعير قسا بالسفاهة باقل

وقال السهى للشمس أنت ضئيلة

وقال الدجى للصبح لونك حائل

وطاولت الأرض السماء سفاهة

وفاخرت الشهب الحصى والجنادل

فيا موت زر إن الحياة ذميمة

ويا نفس جدي إن دهرك هازل

ومن جميل أشعاره أيضا :

أَمَّـا الحقيقـةُ* فهـيَ أَنِّـي ذاهـبٌ

واللّـــهُ يعلــمُ بــالذي أنــا لاقِ

وأظنُّنـي مـن بعـدُ لسـتُ بذاكـرٍ

مـا كـان مـن يُسـرٍ ومـن إملاقِ

لـم أُلفَ كالثَّقَفيّ بل عِرسي هي السـ

ودْاءُ مـــا جهَّزتُهــا بطــلاقِ

عَجبًـا لبُرْدَيْهـا الدُّجُنَّـةِ والضحُّـى

ووِشــاحِها مــن نَجمِهـا المِقـلاقِ

كـم أخـلقَ العصـرانِ مُهجةَ مُعصِرٍ

وهُمــا عــلى أَمـنٍ مـن الإخـلاقِ

دُنيــاكَ غـادرةٌ وإن صـادتْ فتًـى

بــالخَلقِ فهــي ذميمـةُ الأخـلاقِ

يَســتمِطرُ الأغمــارُ مـن لذَّاتِهـا

سُـــحُبًا تُليـــحُ بُمــومِضٍ أَلاَّقِ

لــم تُلــقِ وابِلَهـا ولكـنْ خِلتَهـا

خَــيلا مســوَّمةً مــع العُــلاَّقِ

وإِذا المُنــى فَتحـتْ رتـاجَ معيشـةٍ

بكــرَتْ عليــهِ بُمحــكمِ الإغـلاقِ

ومتـى رضيـتَ بصـاحبٍ من أَهلِها

فلقـــد مُنيــتَ بكــاذبٍ مَــلاَّقِ

شُــهبٌ يُسِّـيرهُا القضـاءُ وتحتَهـا

خِــلَقٌ تُشــاهِدهُا بغــيرِ خَـلاقِ

مــا لـي وللنَّفَـرِ الـذينَ عهـدتُهُمْ

بالكَرخ من شـاشٍ ومــن إيـلاقِ

حَــلَقٌ مُجادَلَــةٌ كشُـربِ مُهلهِـلٍ

شربـوا على رغمٍ بكـاسِ حَــلاقِ

والـروحُ طـائرُ محـبَسٍ فـي سجنهِ

حـــتى يَمُـــنَّ رَداهُ بــالإطلاقِ

ســيموتُ محــمودٌ ويهلِــكُ آلِـكٌ

ويــدومُ وجــهُ الواحــدِ الخـلاّقِ

يـا مرحبًـا بـالموتٍ مـن مُتنظِّـرٍ

إن كــان ثَــمَّ تعــارفٌ وتـلاقِ

سـاعاتُنا تحـتَ النفـوسِ نجـائبٌ

وخــدَتْ بهــنَّ بعيــدةَ الإطـلاقِ

ألـقِ الحيـاةَ إلـى الممـاتِ مُجـرَّدًا

إنَّ الحيـــاةَ كثـــيرةُ الأعــلاقِ

إغلاق
error: Content is protected !!