أسباب تأخر الحمل المتعلقة بالزوجة: قناة فالوب

أسباب تأخر الحمل المتعلقة بالزوجة: قناة فالوب

استعرضنا سابقاً أسباب تأخر الحمل المتعلقة بالزوج وننتقل الآن إلى الأسباب المتعلقة بالزوجة وذلك كما تشرحها د. رجاء منصور مديرة المركز المصري لأطفال الأنابيب في كتابها (الخصوبة ..أسباب تأخر الحمل وأحدث الطرق لعلاجها).

 

ففي حوالي 50% من حالات عدم الإنجاب يكون هناك سبباً لذلك عند الزوجة، سواء كان ذلك عند الزوجة فقط أو مصاحباً بسبب آخر لعدم الإنجاب عند الزوج.

وينصح قبل البدء في علاج الأسباب المانعة للحمل عند الزوجة أن يجرى تحليل للسائل المنوي للزوج.

 

وسنناقش تباعاً أسباب عدم الإنجاب عند الزوجة وأولها:

 

(1) قناة فالوب

قناة فالوب تصل بين المبيض وتجويف الرحم وتلعب دورًا حيويًا وأساسيًا في عملية التقاط البويضة وقت التبويض واحتضانها في الجزء الطرفي من الأنبوبة حيث يتم إخصابها بالحيوانات المنوية، ثم تقوم أيضاً بتوفير المواد والعناصر اللازمة لنمو البويضة المخصبة وتنقلها إلى داخل الرحم، وأي إعاقة في هذه الوظائف الأساسية للأنبوبة أو “قناة فالوب” تسبب عدم القدرة على حدوث الحمل.

 

ومن أهم الأسباب التي تؤثر على وظيفة قناة فالوب الإصابة بالالتهابات. وقد يحدث الالتهاب في قناة فالوب نتيجة لصعود الميكروبات من التهابات المهبل وعنق الرحم.

 

وأيضاً قد تحدث الالتهابات في الأنبوبة نتيجة التهابات في المنطقة السفلى للبطن أو الحوض مثل التهاب الزائدة الدودية، ومن الالتهابات المعروفة في منطقة الحوض التهابات الدرن والكلاميديا والسيلان.

 

وينتج عن الالتهابات أيضاً حدوث التصاقات حول الأنبوبة مما يعوق من حرية وحركة الأنبوبة ويكون حائلاً بين طرف الأنبوبة والمبيض، وأحياناً يحدث أن تشد الالتصاقات الأنبوبة بعيداً عن مكانها الطبيعي.

 

إذا لم تعالج الالتهابات أو تكررت أو كانت شديدة فقد تؤدي إلى الانسداد التام للأنبوبة.

 

وفي الأنابيب التي تعرضت للالتهابات ولكن لم يحدث انسداد تام لها يمكن أن تخصب الحيوانات المنوية البويضة ولكن في بعض الأحيان تكون الأنبوبة غير قادرة على تحريك البويضة ويحدث ما يعرف بالحمل خارج الرحم.

 

ومن العوامل التي قد تؤثر على وظيفة قناة فالوب أيضاً هو التعرض لجراحات في الحوض أو البطن مما قد ينتج عنه التصاقات في الحوض. وللأسف فكثيراً ما تتعرض الزوجة إلى مثل هذه العمليات بدون وجود أي داعي حقيقي واضح لتعرضها للعملية. وتكون النتيجة هو تقليل فرص هذه الزوجة من الحمل بدلاً من مساعدتها على الحمل.

 

وهذه الحقيقة يجب أن ينتبه إليها كل من الأطباء والسيدات حيث أن الحوض من المناطق الحساسة والتي سريعاً ما يتكون حول أعضائه الداخلية كثيراً من الالتصاقات نتيجة للجراحات.

 

ومن المعروف أنه من شبه المستحيل أن تجري جراحة في منطقة الحوض ويمكن التحكم التام في عدم حدوث نزيف ولو بسيط أثناء أو بعد العملية وتلقائياً ينتج عنه التصاقات ومن أشهر الأمثلة على ذلك الالتصاقات التي تنتج بعد عملية إزالة تكيسات المبيض أو ما يعرف أيضاً بعملية تقشير المبيض، وقد أثبتت كل الدراسات العديدة التي أجريت مؤخراً أن لهذه العملية أضرار كثيرة تفوق أي احتمال وجود نفع لها.

ولذلك ففي الطب الحديث تعتبر هذه العملية من العمليات التي كانت تجرى في الماضي وأصبحت تاريخاً. يجب أن تعرف السيدات هذه الحقيقة ويجب أن يعرفوا حقهم في استشارة أكثر من طبيب قبل الإقدام على أي جراحة.

إغلاق
error: Content is protected !!