عندما قدّم العالم الشهير آينشتاين أسئلة الاختبار لبعض طلابه، اكتشف مساعده أن الأسئلة التي تم تقديمها هي الأسئلة نفسها التي قُدِّمت لطلاب العام السابق، والغالب أن الطلاب قد اطّلعوا عليها، ولم يتوقع أن يقع آينشتاين في مثل هذا الخطأ.
فتجرأ المساعدُ وهمس في أذنه وقال: «دكتور آينشتاين، أليست هذه هي أسئلة طلاب العام السابق نفسها؟» فقال آينشتاين: «بلى»، فتساءل المساعد: «اعذرني على السؤال دكتور آينشتاين، ولكن كيف يمكن أن تقدّم أسئلة العام السابق نفسها؟» فقال آينشتاين: «أنا لم أغيّر الأسئلة، ولكن الإجابات تغيّرت».
العالم من حولنا يتطوّر ويتغيّر بسرعة هائلة، وكذلك الإنسان الذي يعيش حالة تغيير مستمرة، فكل لحظة تمر به، وكل معلومة تصل إليه، وكل موقف يعيشه يؤثر عليه بصورة أو بأخرى، ليغيّر جزءاً منه.
قال الفيلسوف اليوناني هيراكليدس: «التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في الحياة».
صحيح أن الإنسان لا يستطيع أن يختار المهارات الفطرية، أو القدرات العقلية التي يُخلق بها، كما أنّه لا يستطيع أن يقرّر الظروف الاجتماعية، أو الأحداث الخارجة عن إرادته، ولكنّه بالتأكيد يستطيع تطوير مهاراته، وزيادة معارفه، وتقويم اتجاهاته، ليُخرج أفضل ما لديه، ويدفع نفسه للوصول إلى أقصى ما يمكنها أن تصل إليه.
التغيير سنّة الحياة، والتطور طريق النجاح، والثبات وهْمٌ لا يتحقق.