أين وقعت معركة اليرموك
تعتبر معركة اليرموك واحدة من أبرز المعارك التي خاضها المسلمون بعد وفاة الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم -، وهي معركة خالدة أرّخها المسلمون لحظة بلحظة، فهي التي أسّست لعصر جديد من العزّة، والمنعة، والتوسّع، كما وتعتبر معركة اليرموك واحدة من أبرز الانتصارات التي حقّقها المسلمون بعد وفاة الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم -.
وقَعت معركة اليرموك في المنقطة القريبة من نهر اليرموك الذي يقع في منطقة بلاد الشام والذي ينبع من سوريا ويمتد على طول الحدود الأردنيّة السوريّة، وأرض المعركة موجودة إلى يومنا هذا في شمال المملكة الأردنيّة الهاشميّة. أمّا عام حدوثها فكان في العام الرابع بعد وفاة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -، في العام 636 من الميلاد.
حدثت هذه المعركة بين جيش المسلمين من جهة وبين جيش البيزنطيين من جهة أخرى، وكان عدد جيش المسلمين في هذه المعركة قرابة الـ 40 ألف جندي مسلم في أعلى التقديرات، في حين كان عدد البيزنطيين حوالي 240 ألف جندي، ومع هذا التفوّق العددي الكبير لصالح جيش البيزنطيين، كانت الغلبة في نهاية المعركة للمسلمين، فقد ألحق جيش المسلمين بالبيزنطيين خسائر فادحة وكبيرة، وصلت إلى ما يقترب من 100 جندي في أعلى التقديرات، في حين وصلت خسائر المسلمين أربعة آلاف جندي مسلم فقط، وهذا لم يأتِ من فراغ، بل بسبب التربيّة الإيمانيّة التي رباهم عليها معلم البشريّة الخير والهدى محمد – صلى الله عليه وسلم -، وبسبب أخذهم بالأسباب وفهمهم الكامل لما هم مقدمون عليه، فكانوا يخطّطون ويتدارسون الأمر جيّداً قبل أن يقدموا على تنفيذه وهذا هو سر نجاحهم وتفوقهم، في الدنيا والآخرة.
قبل بدء المعركة توفي خليفة رسول الله أبو بكر الصديق – رضي الله عنه -، وهذا الأمر أحدث هزّة في المدينة، فبمجرد استلام عمر بن الخطاب الخلافة أرسل على الفور بعزل القائد العام لجيش المسلمين خالد بن الوليد ووضع مكانه أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح، وطلب منهما في رسالته أن يبقيا هذا الأمر سرّاً خوفاً على معنويات المسلمين من الانهيار في المعركة، وذلك لشدّة تعلقهم بهذه الشخصيّة العظيمة، فقد كان الجميع يوقرونه ويرونه علماً ومنارة يُهتدى بها بعد وفاة الرسول، فهو من ثبّت الأمة أثناء العاصفة. ونتيجة هذه المعركة العظيمة كانت فقد فر هرقل من بلاد الشام، ونتيجة لذلك فقد حصل المسلمون على بلاد الشام تمهيداً لدخولهم في باقي المناطق.
