البيت المعمور المخصص لعبادة الملائكة
يتعجب الكثير من أصحاب الديانات الأخرى من النظام الذي وضعه الله سبحانه وتعالى للمسلمين أثناء الصلاة , أيضاً يتعجبون من قطع العديد من المسلمين الآلآف الكيلومترات إلى مكة المكرمة للحج والطواف حول الكعبة الشريفة , ولهم كل الحق في التعجب فهم لا يعلمون عظمة الدين الإسلامي الذي جعل التعاليم الإسلامية نور تنير لنا الطريق .
تعتبر الكعبة الشريفه التي تقع في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية والتي تقع على الكرة الأرضية إلا إنها مركز الكون بأكمله فهي معجزة الله في الأرض وبيته الحرام الذي يأتي إليه المسلمين للتعبد والطواف والحصول على الراحة النفسية والتخلص من ذنوبهم , بالإضافة إلى المعجزات الأخرى والتي تتلخص في ماء زمزم الذي لا ينتهي والحجر الأسود الذي عكف العلماء والخبراء الدوليين في دراسته وقد توصلوا إلى أن الحجر الإسود ليس مصنوع من أي حجر على سطح الأرض أو حتى شبيه له .
أيضاً قامت الدراسات على الغرض أو المغزى من طواف المسلمين عكس عقارب الساعة وقد أثبتت الابحاث والدراسات أن الطواف عكس عقارب الساعة يعمل على تكوين وتجميع جميع الطاقة الإيجابية وتنتشر في جسم الإنسان كما إنها تساعد على تفريغ الطاقة السلبية التي تؤذي الإنسان وهذا ما ينعكس على شعور المسلم بالراحة والإسترخاء بعد الطواف وإحساسه بوجود نور رباني يغمره ويربط قلبه بالله ويصل إلى أقصى درجة من الراحة والطمآنينة فلا يتم إستغراب المسلمين الذين يتمنون القيام بالعمرة أو الحج ثم الوفاة بعدها أو الوفاة أثناء أداء مناسك العمرة أو الحج لأنه قد يكون بلغ درجة كبيرة من الراحة التي تجعله يستغنى عن الدنيا بما فيها من متع فقط لدخول الجنة .
إقرأ أيضا:أول مسلمة تقتل مشركاً في الإسلاميعتبر المكان الذي تم فيه وضع وبناء الكعبة الشريفة من قبل سيدنا إبراهيم بمساعدة إبنه سيدنا إسماعيل في مكان إسمه بكة وهو أقدس وأفضل الامكان على وجه الأرض ولهذا تم تسمية الكعبة بالكعبة المشرفة
ولكن عدد من المسلمين يسأل عن ماهو البيت المعمور ؟ وأين يقع ؟ , وهذا ما سوف نجاوب عليه في السطور التالية :
ماهو البيت المعمور ؟
أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام عن البيت المعمول عندما رآه في رحلته إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج , وعندما وصل إلى السماء السابعة سأل النبي صلى الله عليه والسلام رفيقة سيدنا جبريل عن ماهو هذا البيت فقال له أنه البيت المعمور , وشاهد الرسول صلي الله عليه وسلم النبي الذي بنى الكعبة متكئ على البيت المعمور وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام , وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن وصف للبيت المعمور فقال (البيت المعمور مسجد في السماء بحذاء الكعبة لو خر لخر عليها يدخله سبعون ألف ملك كلّ يوم إذا خرجوا منه لم يعودوا، و أخرج الطبري أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قال : و البيت المعمور هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة يصلي فيه كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة، ثمّ لا يعودون إليه )
إقرأ أيضا:دعاء الزواج من شخص معين
وذكر الله سبحانه وتعالى في سورة الطور البيت المعمور في قسمه وهذا يدل على عظمة مكانة البيت المعمول عند الله حينما قال عز وجل (وَالطُّورِ، وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ، مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ )
البيت المعمول هو عبارة عن بيت يشبة إلى حد ما الكعبة ولكنه مخصص لطواف الملائكة والصلاة والتعبد لله سبحانه وتعالى حيث يدخل للطواف فيه حوالي سبعون ألف من الملائكة وعند إنتهائهم من الطواف والخروج بعد ذلك لا يعودون مرة أخرى .
إين يقع البيت المعمور ؟ :
أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن موقع البيت المعمول حيث قال في حديثة الشريف (يا معشر أهل مكة إنكم بحذاء و سط السماء)، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم في حديث آخر (عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن البيت المعمور : فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ». جاء في صحيح البخاري أيضاً الرواية الثانية: «ثم رُفِعَ لِيَ البيتُ المَعْمُور، يدخلُه كلَّ يَومٍٍ سَبْعُونَ ألف مَلَك ) .
إقرأ أيضا:طريقة استخراج زكاة المالحيث أن موقع البيت المعمور كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يقع تحت الكعبة بستة أرضين وفوقها تقع السموات السبع .
وقد فسر لنا الشيخ عبدالعزيز بن باز أن البيت المعمور يقع فوق السماء السابعة على الكعبة في الأرض وعندما راى الرسول صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج سيدنا إبراهيم متكئ على البيت المعمور فإذا سقط كان سيسقط على الكعبة في السماء السابعة , وقد أثبت ذكر الرسول عليه السلام عن دخول كل يوم 70 ألف ملك يطوفون ويتعبدون بالبيت المعمور ثم يخرجون ولا يعودون على وجود أعداد كبيرة جداً لا يمكن عدها أو حصرها للملائكة .
وقد أوضح الشيخ محم بن صالح العثيمين أن البيت المعمور يقع في السماء السابعة وهي قدرة ومعجزة من الله سبحانه وتعالى .
البيت المعمور يشبة كما وصفة الرسول صلى الله عليه وسلم الكعبة بشكل كبير ولكن الكعبة مخصصة لعبادة المسلمين من الإنس والبيت المعمور مخصص لعبادة الملائكة وجميعهم يعبدون ويتقربون من الله سبحانه وتعالى خالقهم وخالق الكون بأكمله .