إن استقرار الحياة الزوجية، غاية من الغايات، التي يحرص عليها الإسلام، وعقد الزواج، إنما يعقد للدوام والتأبيد إلى أن تنتهي الحياة؛ ليتسنى للزوجين أن يجعلا من البيت مهداً، يأويان إليه، وينعمان في ظلاله الوارفة، وليتمكنا من تنشئة أولادهما تنشئة صالحة، ومن أجل هذا،كانت الصلة بين الزوجين من أقدس الصلات، وأوثقها.
وليس أدل على قدسيتها من أن اللّه – سبحانه – سمى العهد، بين الزوج وزوجته، بالميثاق الغليظ، فقال: ” وَأَخَذْنَ مِنْكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ” [النساء: آية 21].
وإذا كانت العلاقة بين الزوجين هكذا، موثقة مؤكدة؛ فإنه لا ينبغي الإخلال بها، ولا التهوين من شأنها.
وكل أمر من شأنه أن يوهن من هذه الصلة، ويضعف من شأنها، فهو بغيض إلى الإسلام؛ لفوات المنافع، وذهاب مصالح كل من الزوجين؛ فعن ابن عمر، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: “أبغض الحلال إلى الله – عز وجل – الطلاق”(1).
وأي إنسان أراد أن يفسد ما بين الزوجين من علاقة، فهو في نظر الإسلام خارج عنه، وليس له شرف الانتساب إليه؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من خَبّبَ(2) امرأة على زوجها(3)”.
وقد يحدث أن بعض النسوة يحاول أن يستأثر بالزوج، ويحل محل زوجته، والإسلام ينهى عن ذلك أشد النهي؛ فعن أبي هريرة – رضي اللّه عنه – أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسألِ المرأة طلاقَ أختها؛ لتستفرغ صفحتها(4) ولتنكح، فإنما لها ما قدِّر لها”(5).
والزوجة التي تطلب الطلاق، من غير سبب، و
لا مقتض، حرام عليها رائحة الجنة؛ فعن ثوبان، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة”(6).