اضطراب تعدد الشخصيات

اضطراب تعدد الشخصيات

اضطراب تعدد الشخصيات… يعرف خبراء علم النفس مرض تعدد الشخصيات في الوقت الراهن باسم (اضطراب الهوية التفارقي). وهو اضطراب عقلي نفسي ينتمي للاضطرابات الانشقاقية الهستيريا.  والذي يظهر بحالة خاصة من الانفصال يعيشها المريض. ليغيب الترابط المطلوب بين أفكاره وسلوكياته ومشاعره و انهيار في الذاكرة والوعي و الإدراك وكذلك هويته الحقيقية. حيث يفصل نفسه عن الموقف أو تجربة عنيفة أو صادمة، ليتقمص شخصية أخرى شديدة الاختلاف. ويمكن أن يتناوب شخصيتين منفصلتين أو أكثر للفرد تتناوبان في التحكم بسلوكياته ووعيه. حيث تتحكم شخصية واحدة ببقية التحولات الشخصية الأخرى فيما يمكن للمريض أن يعاني من الوقوع تحت سيطرة شخصيتين أو أكثر بحسب حالته. ويمكن أن تكون أعراض اضطراب تعدد الشخصيات خفيفة، أو شديدة لدرجة أنها تتداخل مع السلوك العام لشخصية، سواء في الحياة الشخصية أو في العمل. وهو اضطراب نادر لكنه مثير وخطير في أحيان أخرى. وتعتبر الإناث أكثر تعرض للإصابة عن الذكور بنسبة 1:5. ويمكن أن يحدث الإصابة في أي مرحلة عمرية.

اضطراب تعدد الشخصيات

يتغير سلوك المريض وكأنه شخصية أخرى متميز عن شخصيته الاعتيادية، ويعيش بشخصيتين أو أكثر، وكل شخصية تتحكم بشكل مستقل بالسلوك والتصرفات والقرارات المتخذة في أوقات معينة، أي أن كل شخصية لها طباع وسلوك وتفكير وتاريخ وسمات ورأي منفصل عن الشخصية الأخرى.
ويمكن أن يترافق ذلك الاضطراب مع ظهور فقدان في الذاكرة وفجوات في التركيز وهلوسة. كما تشمل أعراض هذا الاضطراب صداع ونوبات من الصراخ والغضب وتجارب الخروج من الجسد. و يكون المريض غير واعي لتصرفات الشخصيات فيقوم بأفعال لم يعتد عليها كجرائم السرقة أو القيادة المتهورة أو القتل، ولا يتذكر أنه قام بأي من هذه الأعمال.

يمكنك مشاهدة كيفية التخلص من الخوف عند الأطفال 

أسباب اضطراب تعدد الشخصيات

  • تعتبر السبب الأبرز وراء معاناة البعض من مرض تعدد الشخصيات. هي الإصابة بالتوتر الشديد، وهو استجابة نفسية للضغوط  البيئية المحيطة و الحياة الشخصية و حوالي 90% من حالات هذا الاضطراب عانت من الإيذاء وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة. حيث يؤدي المرور بالتجارب القاسية وسوء المعاملة في مرحلة الطفولة تحديدًا إلى احتمالية الإصابة بهذا المرض العقلي.
  • يعد التعرض للإهمال من جانب الأبوين أو للإيذاء النفسي أيضًا من العوامل وراء المعاناة من اضطراب تعدد الشخصيات، حيث يبقى ذلك كافيًا أحيانًا للإصابة بهذا الاضطراب، وحتى من دون التعرض للاعتداء الجسدي أو جنسي. من الوارد أن يتمثل سبب الإصابة بمرض تعدد الشخصيات، في مواجهة مواقف وصدمات متكررة تهدد الحياة في مرحلة الطفولة، وخاصة إن كان الطفل لم يتجاوز السادسة من عمره، ولا يزال في مرحلة شديدة الحساسية.

أعراض اضطراب تعدد الشخصيات

تبدو أعراض مرض تعدد الشخصيات شديدة  ومتعددة. وذلك من خلال سيطرة شخصيتان مختلفتان ومتميزتان أو أكثر، إحداهما المعتادة أو الأساسية للشخص، والأخرى بديلة، على ذهن المريض والمعاناة من مشاعر سلبية . حيث هذا الاضطراب يعد من اخطر الاضطرابات النفسية التي تهدد حياه صاحبه قد تتطور للأسوأ بمرور الوقت. لذلك إذا واجهت البعض من هذه الأعراض لا تترُك نفسك في هذه المشكلة كثيراً. نوضح علامات الإصابة بهذا المرض العقلي فما يلي:

الشخصيات المتعددة :
  • هي أبرز أعراض وعلامات الإصابة بمرض تعدد الشخصيات، حيث يبدو المريض مشتتًا بين شخصيتين على الأقل، ووصولًا إلى نحو عدد غير متوقع من هوية مختلفة يتقمصها المريض في أوقات متقاربة، فيما يمكن لتلك الشخصيات أن تبدو مختلفة والعقيدة والجنس أو النوع وكذلك الرغبات والسلوكيات عند التعامل مع البيئة المحيطة، أو ربما تكون الشخصيات من كائنات أخرى مثل الحيوانات.
القلق والاكتئاب :
  • حيث يعد هذا المرض عقليًا في المقام الأول، فإنه يؤثر بالسلب على الحالة النفسية للمريض. حيث يعزز الاضطراب بواسطة مشاعر القلق ونوبات الذعر، والرهاب التي تسيطر على المصاب به بمرور الوقت. فيما يتطور الأمر للأسوأ أحيانًا ليصل إلى حد المعاناة من مرض الاكتئاب وتقلب المزاج والهلوسة السمعية والبصرية واضطرابات النوم بما في ذلك الأرق، والذعر الليلي، والمشي أثناء النوم مما قد يجعله عنيفاً أحياناً .
الانفصال التام :
  • يعاني مريض اضطراب تعدد الشخصيات من حالة انفصال عن الواقع و النفس والعواطف. تظهر أحيانًا في صورة الإحساس بالانفصال عن الجسد والخروج منه، أو عبر الشعور بأن العالم المحيط ليس حقيقيًا كما يبدو. علمًا بأن عدم قدرة المريض على تحديد شخصيته أو رغباته وأفكاره هي من الأعراض الشهيرة التي تظل تشتته بين شخصيات متعددة. مما يتسبب في وجود ضغوطات كبيرة أو مشكلات في علاقات العمل، أو المجالات المهمة الأخرى.
ضعف الذاكرة :
  • تؤدي الأعراض السابقة إلى ضعف الذاكرة وفشل المريض في تذكر أمور بديهية تخصه لفترات زمنية، أو لأحداث، أو لأشخاص، أو معلومات شخصية. كما تسبب له بعض الآلام كصداع الرأس على سبيل المثال. بالإضافة إلى أن الوقوع تحت سيطرة شخصية ما تصبح من الأمور التي ينسى المريض تفاصيلها فيما بعد؛ ليبدو الأمر الثابت هو وجود شخصية رئيسية هي التي يحمل المريض اسمها دومًا، فيما لا يمكنها إدراك حقيقة وجود شخصيات أخرى بداخل نفس العقل.
إيذاء النفس :
  • من المحتمل أن يقع مريض اضطراب تعدد الشخصيات ضحية لأفكار مدمرة، تضر به في المقام الأول. حيث تظهر بداية في صورة أفكار سلبية تمنع المريض من القيام بالسلوكيات المفيدة له، قبل أن يسوء الوضع لحد إيذاء النفس بصورة عنيفة، أو عبر ارتكاب مواقف و سلوكيات غير منطقية للشخص نفسه. مثل قيادة السيارة بتهور شديد أو حتى سرقة أحد الأصدقاء المقربين. وعدم القدرة على التعامل بشكل جيد مع الإجهاد العاطفي أو المهني. لتصل إلى إدمان المخدرات أو الكحوليات علاوة على المعاناة من الأفكار والميول الانتحارية.

تشخيص اضطراب تعدد الشخصيات

  • في حالة وجود أعراض اضطراب تعدد الشخصيات قد يقوم الطبيب بالتأكد من التاريخ الطبي للمريض، وإجراء الفحص البدني.
  • ومن الرغم من عدم وجود اختبارات يمكنها تشخيص اضطراب تعدد الشخصيات طبيًا. إلا أنه يمكن استخدام اختبارات تشخيصية مختلفة، مثل: فحص عينة دم، أو التصوير بالأشعة السينية، أو الأشعة المقطعية، أو بالرنين المغناطيسي لاستبعاد المرض الجسدي أو الآثار الجانبية للأدوية.
  • في حال لم يتم ظهور أي مرض جسدي على المريض. فقد يحيله الطبيب إلى طبيب نفسي أو أخصائي اجتماعي، الذي قد يجري مقابلة للحصول على صورة كاملة عن تجارب المريض السابقة وأدائه الحالي.

علاج اضطراب تعدد الشخصيات

علاج اضطراب تعدد الشخصيات ربما يكون طويل وشاق للوصول إلى الشفاء التام. لأنه من الصعب توحيد الشخصيات وإعادة العقل إلى الوعي. وعلى الرغم من ذلك الشفاء منه ليس مستحيل، ويكون عن طريق ما يلي:

العلاج بالتحليل النفسي:
  • وهو نوع من العلاج النفسي يجلس به المريض مع المعالج النفسي ويطرح المعالج على المرض عدة أسئلة لاكتشاف ما يجول بخاطره ولمعرفه توجهات شخصياته الأخرى وسلوكها ويحاول مناقشته في مواضيع تمس تجاربه السابقة ليعرف السبب الكامن وراء شخصياته المتعددة وجذبه نحو الواقع.
العلاج السلوكي المعرفي:
  • ويعتمد على إعادة ظبط المعتقدات والسلوكيات الخاطئة للمريض وتوضيح الأفكار الصحيحة وتعديل السلوك لأن بعض هذه المعتقدات تكون مدمرة للذات وبسببها تنشأ الشخصيات، حيث يحاول المعالج تصحيح الأفكار المغلوطة وتعديلها.
 الأدوئي:
  • يمكن استخدام أدوية الاكتئاب ومضادات القلق والمهدئات لعلاج الأعراض التي ترافق هذا الاضطراب، ولكن لا يوجد دواء لحل المشكلة الأساسية إلى هذه اللحظة بل إن الأدوية تخفف من الاكتئاب والتشنجات والآثار الجانبية فقط

يمكنك مشاهدة أيضاً ما هو علاج وسواس الخوف من الموت

إغلاق
error: Content is protected !!