الأرواح جنود مجندة – تفسيرها ومعناها

مقدمة

الأرواح جنود مجندة ، يتسائل الكثيرين عن تفسير هذه العبارة. والبعض لا يعلم أن العبارة الأرواح جنود مجندة هي جزء من حديث شريف قاله الرسول – صلى الله عليه وسلم.

أصل عبارة الأرواح جنود مجندة

إن هذه العبارة هي جزء من حديث شريف رواه الإمام بخاري في صحيحه، في كتاب أحاديث الأنبياء : باب الأرواح جنود مجندة

“عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ .

تأمل في معني الأرواح جنود مجندة

ألم تفكر في يوم من الأيام متحيرًا بسبب انجذابك نحو أشخاص معينين.

وتسائلت عن سبب نفورك من غيرهم منذ النظرة واللحظة الأولى من لقائك بهم؟؟

هل فكرت سابقًا في حديث الرسول الكريم عندما قال: “الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف”؟؟

إليك التفسير الذي حاولت العديد من نظريات علم النفس الوصول إليه لمعرفة سبب تنافر الإنسان من شخص ما وانجذابه لغيرة حتي بدون سبب واضح.

ويرجح علماء النفس أن هذا ما يسمى بالمصطلح النفسي “هالة الإنسان”.

التفسير العلمي الحديث لمعني الأرواح جنود مجندة

وفسر علماء النفس هذه الحالة على أنها المجال المغناطيسي المحيط بالإنسان والذي قد يتفق مع مجال مغناطيسي لشخص آخر.

ونتيجة لذلك ينسجم شخصان مع بعضهما، أو قد يختلف هذا المجال المغناطيسي فينفر كل منهم عن الأخر.

وقد يتحدد هذا المجال حسب الشحنات “السالبة والموجبة” التي تنبعث عن الإنسان على شكل طاقة كهربائية.

وظهرت بعدها العديد من النظريات والمقترحات والتخمينات حول موضوع “هالة الإنسان” التي لم تفسر تفسيراً علمياً مقنعاً.

ثم حاول علماء النفس بعد ذلك ربط هذه الظاهرة بالروح، وعلى أنها قدرات روحية تتباين من شخص لآخر.

وهذه الحقيقة التي وصل إليها علماء النفس اليوم قد سردها رسولنا الكريم بالتفصيل في هذا االحديث الشريف.

قدرة العقل وإرتباطها بعبارة الأرواح جنود مجندة

إن للعقل قدرة في التحكم بالجسم ووظائفه، وارتباط كل ذلك بالقوة الروحية داخل كل إنسان.

ويمكن أن تكون هذه القدرة سبباً في دفعه للأمام ونجاحه في الحياة عندما تدفع هذه القوم العقل للتفكير بطريقة إيجابية.

وهذا الرأي والتفسير العلمي هو تفسير لما جاء في الحديث الشريف في جزئية جنود مجندة .

والمقصود بها أن الإنسان قادر على تجنيد هذه الروح والتحكم بها بأمر الله. ولذلك نسمع عن الكثير من الفرضيات الحديثة التي تحاول تفسير حقيقة العلاقات الإنسانية.

وغيرها التي تفسر أسباب نجاح أشخاص وفشل آخرين.

بينما نجدها أن كل هذا تم ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية التي لم تترك جانباً دون أن تغطيه.

تفسير الحديث الشريف كاملاً

وجاء قول ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث النبوي الشريف قائلاً:

( الأرواح جنود مجندة إلخ ) قال الخطابي :

يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد.

وأن الخيِّر من الناس يحن إلى شكله والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره.

فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر .

فإذا اتفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت.

ويحتمل أن يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجسام.

وكانت تلتقي فتتشاءم ، فلما حلت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول فصار تعارفها وتناكرها على ما سبق من العهد المتقدم.ذ