الإجهاض – Miscarriage

الإجهاض – Miscarriage

المقدمة

الإجهاض هو فقدان الحمل خلال الأسابيع 23 الأولى.

العلامة الرئيسية للإجهاض هي النزيف المهبلي، والتي يمكن أن يتبعها تشنج وآلام في أسفل البطن.

إذا كان لديك نزيف مهبلي، اتصلي بطبيبك. يمكن أن يحوّلك معظم الأطباء مباشرة إلى وحدة حالات الحمل المبكر في المستشفى المحلي إذا لزم الأمر.

مع ذلك ضعي في اعتبارك أن النزيف المهبلي الخفيف يعدّ شائعاً نسبياً خلال الثلث الأول من الحمل (الأسابيع 12 الأولى) ولا يعني بالضرورة أنك تعانين من إجهاض.

ما الذي يسبّب الإجهاض؟

توجد العديد من الأسباب لاحتمال حدوث الإجهاض على الرغم من عدم تحديد السبب عادة. غالباً لا تعود الأسباب لأي شيء قد قامت به الأم.

يُعتقد أن معظم حالات الإجهاض تكون بسبب صبغيات مشوّهة عند الجنين. الصبغيات هي “المكونات الأساسية” التي توجّه نمو الجنين. إذا كان لدى الطفل عدد كبير من الصبغيات أو لم يكن لديه ما يكفي منها، فلن ينمو بشكل مناسب.

إذا حدث الإجهاض خلال الثلث الثاني من الحمل (بين الأسابيع 14 و 26)، فهو عادة نتيجة لحالة صحية دفينة عند الأم.

بالنسبة لمعظم النساء، يكون الإجهاض حدث لمرة وحيدة ويمكنهن الاستمرار للحصول على حمل ناجح في المستقبل.

هل يمكن منع الإجهاض؟

لا يمكن منع أغلب حالات الإجهاض. إذا عانت امرأة من أكثر من ثلاث حالات إجهاض عند ذلك تحتاج بعض النساء إلى مساعدة للحفاظ على حملهن مع علاج تحت رعاية أخصائي.

مع ذلك، توجد بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها لتقليل خطر الإجهاض. تجنبي التدخين، شرب الكحول وتعاطي المخدرات أثناء الحمل. يمكن أن يساعد الحصول على وزن صحي قبل الحمل أيضاً.

ماذا يحدث إذا اعتقدتِ أنك قد تتعرضين لإجهاض؟

إذا كان لديك أعراض الإجهاض، سيتم إحالتك عادة إلى مستشفى لإجراء فحوص. في معظم الحالات،يمكن ان يحدّد الفحص بالموجات فوق الصوتية ما إذا كان الحمل مستمراً أو كنتِ تتعرضين لإجهاض.

عندما يتم تأكيد الإجهاض، ستحتاجين إلى التحدث لطبيبك أو الممرضة حول الخيارات من أجل إدارة نهاية الحمل. في معظم الحالات ستخرج أنسجة الحمل بشكل طبيعي خلال أسبوع أو أسبوعين. وفي بعض الأحيان قد يُنصَح ببعض الأدوية للمساعدة في إخراج النسيج أو يمكنك اختيار إجراء عملية جراحية بسيطة لإزالته إذا لم ترغبي بالإنتظار.

بعد الإجهاض

يمكن أن يكون الإجهاض تجربة تستنزف العاطفة والجسم. فقد تشعرين بالذنب، الصدمة والغضب.

تتوفر الإستشارة والدعم حالياً من خدمات الإستشارة في المستشفيات والجمعيات الخيرية. وقد تجدين أنّه من المفيد أيضاً أن تحصلي على ذكرى لطفلك المفقود.

يمكنك أن تحاولي الحصول على طفل آخر حالما تختفي الأعراض، لكن عليكِ التأكد أنكِ مستعدة جسدياً وعاطفياً أولاً.

لا يعني حدوث إجهاض بالضرورة أنكِ ستتعرضين لإجهاض آخر عندما تحملين ثانية. فمعظم النساء قادرات على الحصول

على حمل صحي بعد إجهاض، حتى في حالات الإجهاض المتكرر.

الأعراض

يعدّ النزيف المهبلي أكثر علامات الإجهاض شيوعاً.

يمكن أن يتغير هذا من تبقيع خفيف أو إفرازات بنّية إلى نزيف حاد أو دم أحمر فاتح. قد يتوقف النزيف و يعود على مدى عدة أيام.

مع ذلك، يُعتبر النزيف المهبلي الخفيف خلال الثلث الأول من الحمل (الأسابيع 12 الأولى) شائعاً نسبياً ولا يعني بالضرورة أنكِ تواجهين إجهاضاً.

إذا كنتِ تعانين من نزيف مهبلي، اتصلي بطبيبك، فريق رعاية الأمومة أو وحدة الحمل المبكر في المستشفى المحلي في أسرع وقت ممكن.

تشمل الأعراض الأخرى للإجهاض ما يلي:

•     تشنج وآلام في أسفل البطن

•     إفرازات سوائل من المهبل

•     إفرازات من نسيج المهبل

•     لم تعودي تعانين من أعراض الحمل، مثل الشعور بالغثيان وألم الثدي

متى يجب طلب المساعدة الطبية العاجلة

في حالات نادرة، يحدث الإجهاض بسبب تطور الحمل خارج الرحم. ويعرف هذا باسم الحمل خارج الرحم. قد تكون حالات الحمل خارج الرحم خطيرة لأنكِ قد تواجهين خطر نزيف داخلي.

تشمل أعراض الحمل خارج الرحم ما يلي:

•     آلام بطن مستمرة وحادّة

•     نزيف مهبلي أو تبقيع، عادة بعد بدء الألم.

•     ألم في طرف الكتف

•     شعور بدُوار و شحوب شديدين، وربما إغماء

عادة ما تظهر أعراض الحمل خارج الرحم بين الأسبوعين 5 و 14 من الحمل.

إذا واجهتِ أي من الأعراض المذكورة أعلاه، راجعي أقرب قسم حوادث وطوارئ فوراً. وإذا لم تكوني قادرة على الحركة، استدعِ سيارة إسعاف.

الأسباب

هناك العديد من الأسباب التي تشرح أسباب حدوث الإجهاض، على الرغم من عدم تحديد السبب غالباً.

إذا حدث الإجهاض خلال الثلث الأول من الحمل (الشهور الثلاثة الأولى)، فإنه عادة ما يكون بسبب مشاكل مع الطفل المقبل (الجنين). حوالي 3 من كل 4 حالات إجهاض تحدث خلال هذه الفترة.

إذا حدث الإجهاض خلال الثلث الثاني من الحمل (بين الأسابيع 14 و 26)، قد يكون نتيجة لحالة صحية دفينة عند الأم.

يمكن أن تنجم حالات الإجهاض المتأخرة عن طريق عدوى حول الجنين يؤدي إلى انقطاع كيس الصّاء قبل أي ألم أو نزيف. في حالات نادرة، يمكن أن تنجم بسبب فتح عنق الرحم في مرحلة مبكرة جداً.

الإجهاض في الثلث الأول من الحمل

تنجم أغلب حالات الإجهاض في الثلث الأول من الحمل بسبب مشاكل مع صبغيات الجنين.

مشاكل الصبغيات

الصبغيات هي كتل من الحمض النووي. وتحتوي مجموعة مفصّلة من التعليمات التي تتحكّم بنطاق واسع من العوامل، من كيفية تطور الخلايا إلى لون العينين الذي سيملكه الجنين.

أحياناً، يمكن أن يسوء شيء ما في مرحلة من الحمل ويتلقى الجنين عدد كبير جداً من الصبغيات أو لا يتلقى ما يكفي منها. غالباً ما تكون أسباب هذا غير واضحة، ولكنه يعني أن الجنين لن يكون قادراً على النمو بشكل طبيعي، ممّا يؤدي إلى الإجهاض.

يُقدر أن ما يصل إلى ثلثي حالات الإجهاض المبكر ترتبط بالتشوهات الصبغية.

مشاكل المشيمة

المشيمة هي العضو الذي يربط إمداد الأم الدموي بجنينها. إذا كان هناك مشكلة في نمو المشيمة، يمكن أن يؤدي أيضاً إلى الإجهاض.

الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل

الحالات الصحية طويلة الأمد

يمكن أن تزيد العديد من الحالات الصحية طويلة الأمد (المزمنة) من خطر حدوث الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل. وهي:

•     مرض السكري (إذا كان التحكم به ضعيفاً)

•     ارتفاع ضغط الدم الحاد

•     الذئبة (حالة صحية حيث يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة)

• أمراض الكلى

•     فرط نشاط الغدة الدرقية

•     قصور نشاط الغدة الدرقية

•     الداء البطني (وجود رد فعل سلبي على الغلوتين)

الأمراض

قد تزيد الأمراض التالية من خطر إصابتك:

•     الحميراء (الحصبة الألمانية)

•     الفيروس المضخم للخلايا

•     داء المقوسات

•     التهاب المهبل الجرثومي

•     فيروس نقص المناعة البشرية

•     الكلاميديا

•     السيلان

•     الزهري

•     الملاريا

الأدوية

تتضمن الأدوية التي تزيد من خطر إصابتك ما يلي:

•     الميسوبروستول (يُستخدم لحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي)

•     الرتينوئيدات (يُستخدم للأكزيما وحب الشباب)

•     الميثوتريكسيت (يُستخدم لحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي)

•     الأدوية المضادة للإلتهابات غير الستيرويدية (يُستخدم للآلام والإلتهاب)

للتأكد من أن دواء ما آمن في الحمل، تحققي دائماً من طبيبك، القابلة أو الصيدلي قبل تناوله.

بنية الرحم

يمكن أن تؤدي المشاكل والتشوهات في الرحم إلى حالات إجهاض في الثلث الثاني من الحمل. تشمل المشاكل المحتملة ما يلي:

•     زوائد غير سرطانية في الرحم تُسمى الأورام الليفية

•     رحم ذو شكل غير طبيعي

عنق الرحم الضعيف

في بعض الحالات، تكون عضلات عنق الرحم أضعف من المعتاد. هذا ما يُعرف بعنق الرحم الضعيف أو قصور عنقي. قد يكون عنق الرحم الضعيف بسبب إصابة سابقة لهذه المنطقة تتبع عادة عملية جراحية.

يمكن أن يسبّب ضعف العضلة بفتح عنق الرحم في فترة مبكّرة جداً من الحمل ممّا يؤدي للإجهاض.

متلازمة المبيض متعدد الكيسات

متلازمة المبيض متعدد الكيسات (متلازمة تكيس المبايض) هي حالة يكون فيها المبيضين أكبر من المعتاد. ممّا يؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني داخل الرحم.

تُعرف متلازمة المبيض متعدد الكيسات بأنها السبب الرئيسي للعقم. هناك إثبات يشير بأنه قد يرتبط أيضاً بالخطر المتزايد للإجهاض عند النساء القادرات على الإنجاب. ومع ذلك، الدور الدقيق الذي تلعبه متلازمة المبيض متعدد الكيسات غير واضح.

عوامل الخطر

قد يحدث الإجهاض المبكر بالصدفة. ومع ذلك، هناك العديد من الأشياء التي تُعرف بأنها تزيد من خطر حدوث المشاكل.

عمر الأم له تأثير:

•     بالنسبة للنساء تحت سن 30، ستنتهي 1 من كل 10 حالات حمل بالإجهاض

•     بالنسبة للنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 35-39، ما يصل إلى 2 من كل 10 حالات حمل تنتهي بالإجهاض

•     بالنسبة للنساء فوق سن 45، أكثر من نصف جميع حالات الحمل تنتهي بالإجهاض

تشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:

•     البدانة

•     التدخين خلال الحمل

•     سوء استعمال الأدوية خلال فترة الحمل

•     شرب أكثر من 200 ملغ من الكافيين يومياً (كوب واحد من الشاي يحتوي على حوالي 75 ملغ من الكافيين، وكوب واحد من القهوة سريعة الذوبان يحتوي حوالي 100 ملغ من الكافيين)

•     شرب الكحول

مفاهيم خاطئة عن الإجهاض

لا ترتبط زيادة خطر الإصابة بالإجهاض ب:

•     حالة الأم العاطفية أثناء الحمل، مثل التوتر أو الاكتئاب

•     إصابة بصدمة أو خوف أثناء الحمل

•     التمارين الرياضية أثناء الحمل (لكن ناقشي مع طبيبك أو القابلة ما نوع التمرين الرياضي المناسب لك خلال الحمل)

•     رفع أو إجهاد خلال فترة الحمل

•     العمل أثناء الحمل

•     ممارسة الجنس أثناء الحمل

الاختبارات

إذا زرتِ طبيبك أو القابلة بسبب نزيف مهبلي أو أي أعراض أخرى للإجهاض، فقد يتم تحويلك إلى وحدة الحمل المبكّر في المستشفى لإجراء فحوص. 

الفحوص

يمكن ان تُجري المستشفى فحوصاً للتأكد ما إذا كان لديكِ إجهاض.

من الممكن أن تؤكد الفحوص أيضاً ما إذا كان لا يزال النسيج الحملي موجوداً في رحمك (إجهاض غير كامل) أو إذا تم إخراج كل النسيج الحملي خارج رحمك (إجهاض كامل).

عادة ما يكون الفحص الأول هو صورة بالأمواج فوق الصوتية للتأكد من نمو طفلك والكشف عن ضربات القلب. في معظم الحالات، يتم هذا عادة باستخدام مسبار صغير يتم إدخاله في المهبل (الموجات فوق الصوتية عبر المهبل). ممكن أن يبدو هذا مزعجاً قليلاً لكنه ليس مؤلماً. قد تتمكنين من الخضوع لصورة خارجية عبر بطنك إذا أردتِ. لا يُعد أي من أنواع الفحص خطراً للجنين ولا تزيد من خطر إصابتك بالإجهاض.

قد يُعرض عليكِ أيضاً اختبارات دم لقياس الهرمونات المرتبطة بالحمل، مثل موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية بيتا والبروجسترون. ويمكن تكرار هذا بعد 48 ساعة إذا كانت المستويات حدّية أو أن تكون مرحلة مبكرة جداً من الحمل.

في بعض الأحيان، لا يمكن تأكيد الإجهاض فوراً باستخدام الموجات فوق الصوتية أو اختبار الدم. على سبيل المثال، قد لا يمكن ملاحظة ضربات القلب إذا كان طفلك في مرحلة مبكرة جداً من النمو (أقل من 6 أسابيع). إذا كان هذا هو الحال، قد تُنصحين بإجراء المزيد من الإختبارات فوق الصوتية و / أو اختبار الحمل مرة أخرى في غضون أسبوع أو اثنين.

الإجهاض المتكرر

إذا تعرضتِ لثلاث حالات إجهاض أو أكثر متتالية (الإجهاض المتكرر)، فغالباً ما تُجرى المزيد من الإختبارات للتأكد من أي سبب دفين. مع ذلك، لم يتم العثور على أي سبب في حوالي نصف الحالات. سيتم ذكر هذه الإختبارات الإضافية فيما يلي.

تنميط نووي

إذا تعرضتِ لحالات إجهاض متكررة، يمكن أن تقومي مع شريكك بإجراء فحوص من أجل تشوهات في الصبغيات (كتل من الحمض النووي) والتي يمكن أن تسبّب المشكلة. هذا ما يُعرف بالتنميط النووي.

إذا كشف التنميط النووي عن مشكلات في صبغياتك أو صبغيات شريكك، فقد تُحالين لاختصاصي في علم الوراثة السريرية (خبير مورّثات). سيكون قادراً على شرح فرص حمل ناجح في المستقبل، وما إذا كان هناك أي علاجات للإنجاب، مثل التخصيب في المختبر، التي يمكنك تجربتها. ويعرف هذا النوع من النصيحة بالإستشارة الوراثية.

الصور بالأمواج فوق الصوتية

يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل للتحقق من بنية الرحم من أجل أي تشوّهات. ويمكن استخدام إجراء ثاني يستخدم ماسح أشعة فوق الصوتية ثلاثي الأبعاد لفحص أسفل البطن والحوض لإعطاء تشخيص أكثر دقة.

يمكن أن يثبت المسح إذا كان لديكِ عنق رحم ضعيف. يمكن إجراء هذا الإختبار فقط عندما تصبحين حاملاً ثانية، في هذه الحالة سيُطلب منكِ عادة أن تأتي لإجراء فحص عندما تكونين بين الأسبوع 10 و 12 من الحمل.

فحص الدم

يمكن أن يُفحص دمك من أجل مستويات عالية من:

•     هرمون يشارك في تطوير البويضة (ويُسمى الهرمون اللوتيني)

•     تحليل من أجل الأجسام المضادة للفوسفولبيد و مضادات التخثر الذئبية – يجب إجراء هذا الفحص مرتين، يفصل بينها ست أسابيع، عندما لا تكونين حاملاً.

تُعرف الأجسام المضادة للفوسفولبيد بأنها تزيد فرصة حدوث جلطات دموية. يمكن أن تمنع جلطات الدم هذه من وصول الدم إلى الجنين، ممّا يسبّب الإجهاض.

العلاج

إذا لم يبقَ أي أنسجة حمل في رحمك، عندها لا يلزم أي علاج.

لكن، إذا بقيت بعض أنسجة الحمل في رحمك، تكون خياراتك:

•     انتظري خروج الأنسجة من الرحم بشكل طبيعي (تدبير توقّعي)

•     تناولي الأدوية التي يمكنها أن تسبّب خروج الأنسجة من الرحم (تدبير طبّي)

•     قومي بإزالة الأنسجة جراحياً (تدبير جراحي)

إن نسبة خطر المضاعفات لهذه الخيارات ضئيل جداً. لذا ناقشيها مع الطبيب المسؤول عن رعايتك.

التدبير التوقعي

يُنصح عادة بأن تنتظري 7-14 يوم بعد الإجهاض لخروج الأنسجة بشكل طبيعي.هذا ما يُسمى التدبير التوقعي.

إذا تراجع الألم والنزيف أو توقفا تماماً خلال هذا الوقت، قد يعني هذا انتهاء الإجهاض. وستُنصحين بإجراء اختبار الحمل المنزلي بعد ثلاثة أسابيع.

إذا أظهر الإختبار أنكِ لا زلتِ حاملاً، فقد تحتاجين لإجراء مزيد من الإختبارات للتأكد من عدم وجود حمل رحوي أو حمل خارج الرحم.

إذا لم يبدأ الألم والنزيف خلال 7-14 يوماً، استمر أو ازداد سوءاً، فقد يعني هذا أن الإجهاض لم يبدأ أو لم ينتهِ بعد. سيتوجب عليكِ في هذه الحالة إجراء فحص آخر. اتصلي بالمستشفى على الفور إذا أصبح النزيف حاداً بشكل خاص، أُصبتِ بارتفاع في درجة الحرارة (حمّى)، أو واجهتِ ألماً شديداً.

بعد هذا الفحص، قد تختاري إما أن تنتظري لحدوث الإجهاض طبيعياً، أو تقومي بإجراء جراحة أو علاج دوائي. إذا اخترتِ الإستمرار في اإانتظار، فيجب أن يتحقق أخصائي الرعاية الصحية حالتك ثانية بعد حوالي 14 يوماً.

الأدوية

إذا لم ترغبي بالإنتظار قد تختارين تناول الأدوية لإزالة النسيج.

يتطلب هذا أخذ أقراص تتسبّب بفتح عنق الرحم، وبالتالي تسمح بخروج الأنسجة. سوف يعرض عليكِ في معظم الحالات أخذ أقراص تُدعى الفرازج يتم إدخالها في المهبل مباشرة، حيث تذوب. على أي حال، قد تتوفر أقراص يمكن ابتلاعها إذا أردتِ ذلك. عادة ما يُستخدم دواء يُسمى الميفيبريستون أولاً، ثم دواء يُسمى الميسوبروستول بعد 48 ساعة.

عادة ما تبدأ آثار أقراص الميسوبروستول في غضون ساعات قليلة. وستواجهين أعراض مشابهة لدورة حيض قوية، مثل تشنّج و نزيف مهبلي حاد. قد تواجهين أيضاً نزيف مهبلي لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.

ستُنصحين بإجراء اختبار حمل منزلي بعد ثلاثة أسابيع من العلاج. إذا أظهر اختبار الحمل أنك لا زلتِ حاملاً، فقد تحتاجين لإجراء مزيد من الإختبارات للتأكد من عدم وجود حمل رحوي أو حمل خارج الرحم.

إذا لم يبدأ النزيف خلال 24 ساعة من تناول الدواء، عليكِ الإتصال بأخصائي الرعاية الصحية لمناقشة الخيارات.

الجراحة

يتم إجراء الجراحة في بعض الحالات لإزالة أي نسيج حمل باقٍ. وقد تُنصحين بإجراء جراحة عاجلة إذا:

•     واجهتِ نزيف حاد مستمر

•     هناك دليل أن أنسجة الحمل قد أُصيبت

•     لم ينجح الدواء أو انتظار خروج النسيج طبيعياً

تنطوي الجراحة على فتح عنق الرحم بأنبوب صغير يعرف باسم الموسّع، وإزالة أي نوع من الأنسجة المتبقية بأداة الشفط. سيُعرض عليكِ خيار إما تخدير عام أو تخدير موضعي إذا كان كلاهما مناسباً.

يُعرف هذا النوع من الجراحة بتفريغ محتويات الحمل المتبقيّة. قد تسمعين أنه يُشار إليها أيضاً بالتدبير الجراحي للإجهاض.

إذا كانت زمرة دمك بعامل ريسوس سلبي، سيُعرض عليكِ حقن من دواء يُسمى الغلوبولين المناعي المضاد د بعد تفريغ محتويات الحمل المتبقية. وهذا ضروري لمنع داء ريسوس.

نمط الحياة

في حالات عدّة، لا يُعرف سبب الإجهاض ولن تكوني قادرة على منعه. 

مع ذلك، هناك طرق لخفض خطر الإجهاض، وتشمل:

•     عدم التدخين أثناء الحمل

•     عدم شرب الكحول أو استخدام العقاقير غير المشروعة أثناء الحمل

•     تناول غذاء صحي ومتوازن مع خمس حصص على الأقل من الفاكهة والخضروات يومياً

•     القيام بمحاولات لتجنّب بعض الأمراض المعدية أثناء الحمل، مثل الحصبة الألمانية

•     المحافظة على وزن صحي قبل الحمل (انظر أدناه)

وزنك

البدانة تزيد من خطر الإجهاض.

يكون الشخص بديناً عندما يكون مؤشر كتلة الجسم لديه أكثر من 30. يمكنك التحقق من مؤشر كتلة جسمك باستخدام حاسبة الوزن الصحي. إذا كنتِ حاملاً، ستتمكن القابلة أو الطبيب من إخبارك بمؤشر كتلة جسمك.

يعد فقدان الوزن قبل الحمل أفضل طريقة لحماية صحتك و نمو طفلك. فمن خلال وصولك إلى وزن صحي، تقطعين خطر كل المشاكل المرتبطة بالبدانة في فترة الحمل. اتصلي بطبيبك للحصول على النصيحة بشأن كيفية إنقاص الوزن. فقد يتمكّن طبيبك من إحالتك إلى عيادة إنقاص وزن متخصصة.

حتى الآن، لم يُشر أي دليل أن خسارة الوزن خلال الحمل تخفّض خطر الإجهاض، لكن يُعتبر تناول الطعام الصحي وممارسة النشاطات مثل المشي والسباحة شيئاً جيداً لجميع الحوامل. إذا لم تكوني نشيطة قبل الحمل، عليكِ استشارة القابلة أو الطبيب قبل البدء بنظام تمارين جديد خلال الحمل.

علاج سبب لم تحديده

يمكن أحياناً تحديد سبب الإجهاض. في هذه الحالات، قد يكون من الممكن الحصول على علاج لمنع حصول مزيد من حالات الإجهاض. ويرد أدناه بعض الأسباب الممكن علاجها من الإجهاض.

متلازمة أضداد الفوسفولبيد

متلازمة أضداد الفوسفولبيد، تُعرف أيضاً باسم متلازمة هيوز، وهي حالة تسبّب تخثّرات دموية. ويمكن معالجتها بالأدوية. وقد أظهرت الأبحاث أن الجمع بين الأسبرين والهيبارين (دواء يستخدم لمنع تخثّر الدم) يمكن أن يُحسّن نتائج الحمل عند النساء اللواتي تعانين من هذه الحالة.

اقرأي المزيد عن علاج متلازمة أضداد الفوسفولبيد.

عنق الرحم الضعيف

يمكن علاج عنق الرحم الضعيف، يُعرف أيضاً بالقصور العنقي، بعملية جراحية لوضع غرزة صغيرة من خيط قوي حول عنق الرحم لإبقائه مغلقاً. ويتم هذا عادة بعد الأسابيع ال 12 الأولى من الحمل، وتُزال في الاسبوع 37 تقريباً.

المضاعفات

يمكن أن يكون للإجهاض أثر عاطفي عميق ليس على المرأة فقط بل على زوجها أيضاً، أصدقائها وأهلها.

تتوفر النصيحة والدعم خلال هذا الوقت العصيب.

الأثر العاطفي

أحياناً، يتم الإحساس بالأثر العاطفي بعد الإجهاض مباشرة، بينما يستغرق عدة أسابيع في حالات أخرى. يمر العديد من الأشخاص الذين أُصيبوا بالإجهاض بفترة حداد.

من الشائع بعد الإجهاض أن تشعري بالتعب، تفقدي شهيتك وتواجهي صعوبة في النوم. قد يتولد لديك أيضاً شعور

بالذنب، الصدمة، الحزن والغضب (ينصبّ في بعض الأحيان على زوجك، أو على صديقاتك أو أفراد أسرتك اللواتي لديهن حالات حمل ناجح).

يحزن مختلف الناس بطرق مختلفة. فقد يجد بعضهم أن من المريح الحديث عن مشاعرهم، في حين يجد آخرون أن مناقشة هذا الموضوع شيء مؤلم جداً.

تتصالح بعض النساء مع حزنهن بعد عدة أسابيع من الإجهاض وتبدأن بالتخطيط لحمل آخر. أما بالنسبة لنساء أخريات، فتعدّ فكرة التخطيط لحمل آخر أمراً صادماً جداً، على الأقل على المدى القصير.

قد يتأثر والد الطفل أيضاً بالفقدان. فيجد الرجال في بعض الأحيان صعوبة في التعبير عن مشاعرهم خاصة إذا شعروا أن دورهم الرئيسي هو دعم الأم وليس العكس. وقد يساعد التأكد أن تتناقشا صراحة كيف يشعر كلاكما.

يمكن أن يسبّب الإجهاض أيضاً مشاعر القلق أو الاكتئاب، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في العلاقة.

الحصول على الدعم

إذا شعرتِ بالقلق من أنك أو زوجك تعانيان من مشاكل في التعامل مع الحزن، قد تحتاجان لمزيد من العلاج والمشورة. هناك مجموعات الدعم التي يمكن أن توفر أو ترتب استشارة للأشخاص الذين تضرروا من الإجهاض.

يمكن أن يقدم طبيبك الدعم والنصيحة.

ممارسة الجنس ومحاولة حمل آخر

يجب عليكِ تجنّب ممارسة الجنس حتى تختفي أعراض الإجهاض. يجب أن تعود دورتك الشهرية خلال أربعة إلى ستة أسابيع من الإجهاض، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر حتى تستقر دورتك بانتظام.

إذا لم ترغبي بالحمل، فعليك استخدام وسائل منع الحمل فوراً.

إذا لم ترغبي بحمل آخر، قد يلزم مناقشة الأمر مع طبيبك أو فريق الرعاية الصحية في المستشفى. وتأكدي من أنكِ جيدة جسدياً وعاطفياً قبل المحاولة من أجل حمل آخر.

على الرغم من عدم إمكانية منع الإجهاض عادة، لكن يوجد عدة طرق لتقليل نسبة الخطر.

إغلاق
error: Content is protected !!