الاضطراب ثنائي القطب – Bipolar Disorder

الاضطراب ثنائي القطب – Bipolar Disorder

المقدمة

الاضطراب ثنائي القطب – عُرف في الماضي بالاكتئاب الجنوني – هو حالة صحية تؤثر على حالاتكم النفسية، بحيث يمكن أن تتأرجح من درجة قصوى إلى أخرى.

إن كنت مصاباً بالاضطراب ثنائي القطب، سيكون لديك فترات أو “نوبات” من :

•     الاكتئاب – تشعر بنقص شديد في الحيوية والخمول

•     الهوس – حيث تشعر بالطاقة والنشاط المفرط (يُعرف الهوس الأقل شدّة بالهوس الخفيف)

تعتمد أعراض الاضطراب ثنائي القطب على الحالة النفسية التي تمر بها. فخلافاً للتغيرات المزاجية البسيطة، يمكن أن تدوم كل نوبة حادة من الاضطراب ثنائي القطب لعدة أسابيع أو أطول، وقد لا يعاني بعض الأشخاص من حالة نفسية “طبيعية” في الغالب.

الاكتئاب

غالباً ما يتم تشخيص مرحلة الاكتئاب للاضطراب ثنائي القطب في البداية.  فقد تٌشخص حالتك بداية بالاكتئاب السريري قبل الإصابة بالنوبة الجنونية فيما بعد (بعد سنوات في بعض الأحيان)، وبعد ذلك يمكن أن تُشخَص حالتك بالاضطراب ثنائي القطب.

خلال نوبة الاكتئاب، قد يتولّد لديك شعور غامر بعدم القيمة، التي قد تؤدي ربما إلى التفكير بالانتحار.

وإن كانت لديك ميول للانتحار أو تواجه أعراض الاكتئاب الشديد، اتصل بطبيبك، أو منسّق الرعاية أو خدمة الطوارئ المحلية للصحة النفسية في أقرب وقت ممكن.

الهوس

قد تشعر خلال مرحلة الهوس للاضطراب ثنائي القطب، بفرح كبير وتتملكك الكثير من الخطط الطموحة والأفكار. وقد تنفق مبالغ كبيرة من المال على أشياء لا يمكنك تحمل نفقاتها ولست بحاجتها عادةً. عدم الشعور بالحاجة إلى الأكل أو النوم، أو التحدث بسرعة والانزعاج السريع من الخصائص الشائعة أيضاً لمرحلة الهوس للاضطراب ثنائي القطب.

قد تشعر خلال مرحلة الهوس، بإبداع كبير وقد ترى الهوس كتجربة إيجابية. ومع ذلك، خلال مرحلة الهوس للاضطراب ثنائي القطب، قد تواجه أيضاً أعراض الذهان (حيث ترى أو تسمع أشياءاً غير موجودة أو قد تصبح مقتنعاً بأشياء ليست صحيحة).

التعايش مع الاضطراب ثنائي القطب

غالباً ما تكون المراحل العالية والمنخفضة من الاضطراب ثنائي القطب شديدة جداً بحيث أنها تتداخل مع الحياة اليومية. لكن، يوجد هناك خيارات عدة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب التي يمكن أن تُحدث فرقاً. وتسعى إلى السيطرة على الآثار المترتبة على النوبة ومساعدة الشخص الذي يعاني من الاضطراب ثنائي القطب ليعيش بشكل طبيعي قدر الإمكان.

ويُعتقد بأن استخدام مزيج من العلاجات هو أفضل وسيلة للسيطرة على الاضطراب الثنائي القطب. يمكن أن يشمل العلاج:

•     الأدوية لمنع نوبات الهوس، الهوس الخفيف (هوس شديد أقل درجة) والاكتئاب – وتُعرف هذه بمثبّتات الحالة النفسية وتُؤخذ كل يوم، على أساس طويل الأمد.

•     الأدوية لعلاج الأعراض الرئيسية للاكتئاب والهوس عند حدوثها

•     تعلّم التعرف على محفّزات وعلامات نوبات الاكتئاب أو الهوس

•     العلاج النفسي كالعلاج بالمحادثة للمساعدة في التعامل مع الاكتئاب وتقديم النصيحة حول كيفية تحسين علاقاتكم

•     المشورة حول نمط الحياة كالقيام بالتمارين الرياضية الاعتيادية، التخطيط للأنشطة التي تستمتعون بها والتي تمنحكم شعوراً بالإنجاز، والمشورة بشأن تحسين نظامكم الغذائي والحصول على المزيد من النوم

وتتوفر المساعدة والمشورة للأشخاص الذين يواجهون حالات صحية طويلة الأمد و لأولياء أمورهم أيضاً عن طريق الجمعيات الخيرية، جماعات الدعم والجمعيات. ويشمل ذلك المساعدة الذاتية وتقديم المشورة للإدارة الذاتية والتعامل مع الجوانب العملية لحالة صحية طويلة الأجل.

الاضطراب ثنائي القطب والحمل

يمكن للاضطراب ثنائي القطب، ككافة مشاكل الصحة النفسية الأخرى، أن يزداد سوءاً أثناء الحمل. وتتوفر مساعدة الاختصاصي.

ما الذي يسبّب الاضطراب ثنائي القطب؟

إن الأسباب الحقيقية للاضطراب ثنائي القطب ليست معروفة. ومع ذلك، يُعتقد بأن عدة أمور تُحفّز النوبة. فيُعتقد أن الضغط الشديد، والمشاكل الغامرة والأحداث المغيّرة للحياة تساهم في ذلك غالباً، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والكيميائية.

من يتأثر؟

إن الاضطراب الثنائي القطب شائع نسبياً. ويتم تشخيص واحد بين 100 شخص بهذا المرض.

يمكن أن يظهر الاضطراب ثنائي القطب في أي عمر، على الرغم من أنه غالباً ما يتطور بين عمر الـ 18 و 24 سنة. فالرجال والنساء من كافة الخلفيات هم عرضة بشكل متساوٍ لتطوير الاضطراب ثنائي القطب.

ويختلف نمط التقلّبات المزاجية في الاضطراب الثنائي القطب على نطاق واسع بين الناس. فعلى سبيل المثال، سيواجه بعض الناس القليل فقط من نوبات الاضطراب في حياتهم وسيكونون مستقرين فيما بينها، في حين قد يتعرض البعض الآخر للعديد من النوبات.

الأعراض

يتميز الاضطراب الثنائي القطب بتقلبات مزاج. ويمكن أن تتراوح التقلّبات المزاجيّة من عالية حادة (الهوس) إلى خفيفة حادة (الاكتئاب). ويمكن أن تدوم نوبات من الهوس والاكتئاب لعدة أسابيع أو أكثر.

الاكتئاب

خلال فترة الاكتئاب، ستشمل أعراضكم :

•     شعور بالحزن واليأس

•     فقدان الطاقة

•     صعوبة في التركيز وتذكّر الأشياء

•     فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية

•     شعور بالفراغ أو عدم القيمة

•     شعور بالندم والإحباط

•     شعور بالتشاؤم حول كل شيء

•     الشك الذاتي

•     شعور بالوهم، وهلوسات وتفكير مشوش أو غير منطقي

•     فقدان الشهية

•     صعوبة في النوم

•     الاستيقاظ باكراً

•     أفكار انتحارية

الهوس

قد تتضمن مرحلة الهوس للاضطراب الثنائي القطب ما يلي:

•     شعور بفرح كبير، وابتهاج وفرط سعادة

•     التحدث بسرعة كبيرة

•     شعور بطاقة كاملة

•     شعور بالأهمية الذاتية

•     شعور بأنك مليء بأفكار جديدة وتملك خطط مهمّة

•     تشتيت الانتباه بسهولة

•     الغضب أو الهيجان بسهولة

•     شعور الوهم، وهلوسات وتفكير مشوش أو غير منطقي

•     عدم الرغبة بالنوم

•     عدم الأكل

•     القيام بأشياء ينتج عنها عواقب وخيمة عادةً، كإنفاق مبالغ كبيرة من المال على سلع باهظة الثمن ولا يمكن تحمل نفقاتها أحياناً

•     اتخاذ قرارات أو قول أشياء ليست من طبيعتك بحيث يراها البعض خطرة أو مؤذية

الدوران السريع

إن كنتم مصاباً بالاضطراب الثنائي القطب، قد تتعرض لنوبات من الاكتئاب بشكل أكثر انتظاماً من تعرضك لنوبات الهوس. أو قد تتعرض في الغالب للهوس أكثر من الاكتئاب.

بين نوبتي الاكتئاب والهوس، يمكن أن تمر بفترات من الحالات النفسية “الطبيعية”.لكن، فقد يتقلّب بعض الأشخاص المصابين بالاضطراب الثنائي القطب باستمرار بين مرحلة شديدة وخفيفة بسرعة دون المرور بفترة “طبيعية” بينها. ويُعرف هذا بالدوران السريع.

التعايش مع الاضطراب الثنائي القطب

إن الاضطراب الثنائي القطب هو حالة صحية من نقيضين.  فقد يكون الأشخاص المصابين بالاضطراب الثنائي القطب غير مدركين بأنهم يمرون بمرحلة هوس الحالة. فبعد انتهاء النوبة، يمكن أن يُصدموا بتصرفاتهم. ومع ذلك، وفي ذلك الوقت، قد يعتقدون بأن الأشخاص الآخرين كانوا سلبيين وغير مساعدين.

ويعاني بعض الناس المصابين بالاضطراب الثنائي القطب من نوبات أكثر تواتراً وشدة من غيرها. وتعني الطبيعة القصوى للحالة بأن البقاء في وظيفة ما قد يكون صعباً وأن العلاقات الاجتماعية قد تصبح متوترة. وهنالك أيضاً خطر متزايد لانتحار.

خلال نوبات الهوس والاكتئاب، قد يواجه الشخص المصاب بالاضطراب الثنائي القطب أحاسيس غريبة، كرؤية، أو سماع أو شمّ أشياء غير موجودة (هلوسات). ويمكن أيضاً أن يصدق أشياءاً قد تبدو غير عقلانية بالنسبة للأشخاص الآخرين (أوهام). تعرف هذه الأنواع من الأعراض بالذهان أو نوبات الذهان.

الأسباب

إن السبب الدقيق للاضطراب ثنائي القطب ليس مفهوماً تماماً. ومع ذلك، يعتقد الخبراء بأن عدداً من العوامل المختلفة تعمل معاً وتجعل الشخص أكثر عرضة لتطوير الحالة الصحية. يُعتقد بأنها تشكل مزيجاً معقداً من العوامل الجسدية، البيئية والاجتماعية.

اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ

يُعتقد على نطاق واسع بأن الاضطراب ثنائي القطب هو نتيجة لخلل في التوازن الكيميائي في الدماغ. تُدعى المواد الكيميائية المسؤولة عن التحكم بوظائف العقل بالناقلات العصبية، وتشمل أمثلتها النورأبينفرين، السيروتونين والدوبامين .

إن كان هنالك اختلال في التوازن في مستويات واحد أو أكثر من الناقلات العصبية، فقد يسبّب ذلك أعراض الاضطراب ثنائي القطب. على سبيل المثال، قد تحدث نوبات من الهوس عندما تكون مستويات الناقلات العصبية مرتفعة جداً، وقد

تنتج نوبات من الاكتئاب عنما تصبح مستويات الناقلات العصبية منخفضة جداً.

علم الوراثة

يُعتقد بأن الاضطراب ثنائي القطب مرتبط بعلم الوراثة أيضاً. يبدو بأن الاضطراب ثنائي القطب ينتقل في العائلات، ويُعتبر أفراد عائلة لشخص لديه هذه الحالة معرضون لخطر متزايد بتطوير الاضطراب بأنفهسم.

مع ذلك، لا وجود لجينة واحدة مسؤولة عن الاضطراب ثنائي القطب. فبدلاً من ذلك، يُعتقد بأن عدداً من العوامل الوراثية والبيئية تعمل كمحفّزات للحالة.

المحفّزات

تثير غالباً الظروف أو الحالات المُجهدة أعراض الاضطراب ثنائي القطب. تشمل الأمثلة على المحفزات المجهدة كلاً من:

•     الاعتداء الجسدي، الجنسي أو العاطفي

•     انهيار علاقة

•     وفاة أحد أفراد الأسرة المقرّبين أو المحبوبين

يمكن أن تسبّب هذه الأنواع من الأحداث المغيرة للحياة نوبات من الاكتئاب خلال حياة الإنسان.

وقد ينجم الاضطراب ثنائي القطب أيضاً عن مرض جسدي، واضطرابات النوم والمشاكل الغامرة في الحياة اليومية، كالمشاكل المتعلقة بالمال، العمل أو العلاقات.

عوامل الخطر

يمكن أن يظهر الاضطراب ثنائي القطب في أي عمر، على الرغم من أنه غالباً ما يتطور بين عمر الـ 18 و 24 سنة. فالرجال والنساء من كافة الخلفيات هم عرضة بشكل متساوٍ لتطوير الاضطراب ثنائي القطب.

إن الأسباب الحقيقية للاضطراب ثنائي القطب ليست معروفة. ومع ذلك، يُعتقد بأن عدة أمور تُحفّز النوبة. فيُعتقد أن الضغط الشديد، والمشاكل الغامرة والأحداث المغيّرة للحياة تساهم في ذلك غالباً، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والكيميائية.

الاختبارات

إذا اشتبه طبيبك بأن لديك اضطراب ثنائي القطب، فسيحيلوك عادةً إلى طبيب نفسي (أخصائي في الصحة النفسية مؤهل طبياً).

وإن كان هنالك خطر بأن تؤذي نفسك نتيجة مرضك، سوف يرتّب لك طبيبك موعداً على الفور.

تقييم المتخصّص

سوف يتم تقييمك أثناء موعدك. وسيسألك الطبيب النفسي عدداً من الأسئلة لتحديد ما إذا كان لديك اضطراباً ثنائي القطب، وإذا كان الأمر كذلك، ما هي العلاجات الأنسب بالنسبة لك .

أثناء التقييم، ستُسأل عن أعراضك، ومتى عانيت منها لأول مرة. سيسألك الطبيب النفسي أيضاً عما تشعر به عادةً عند قدوم وأثناء نوبة الهوس أو الاكتئاب، وفيما إذا سبق وفكرت بإيذاء أنفسك.

سيحتاج الطبيب النفسي أيضاً لمعرفة المزيد عن خلفيتك الطبية وتاريخ العائلة، لتحديد ما إذا كان أُصيب أي من أقاربك بالاضطراب الثنائي القطب. وإذا كان هناك أشخاص آخرون في عائلتكم لديهم هذه الحالة، فقد يطلب الطبيب النفسي التحدث إليهم. على كل حال، سيطلب موافقتك قبل القيام بذلك.

اختبارات أخرى

بالاعتماد على أعراضك، قد تحتاج أيضاً لاختبارات لمعرفة ما إذا كانت لديك مشكلة جسدية، مثل ضعف نشاط الغدة الدرقية أو فرط نشاط الغدة الدرقية.

إذا كنت مصاباً باضطراب ثنائي القطب، ستحتاج لزيارة طبيبك بانتظام لفحص الصحة البدنية.

توجيهات متقدمة

إذا تم تشخيصك بالإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، فمن المهم مناقشة حالتك مع الطبيب النفسي لتشارك بشكل كامل في القرارات المتخذة بشأن علاجك ورعايتك.

ومع ذلك، في بعض الحالات، قد لا يكون الشخص قادراً على اتخاذ قرار مستنير بشأن رعايته، أو الإبلاغ عن احتياجاته.  قد يكون هذا هو الحال إن اشتدت الأعراض. ففي هذه الحالات، قد يكون ممكناً إعداد توجيهات متقدمة.

إن التوجيهات المتقدمة هي مجموعة من التعليمات المكتوبة التي توضح ما العلاجات والمساعدة التي تحتاجونها (أو لا تحتاجونها) مسبقاً في حال عدم تمكنك من الإبلاغ عن قرارك في مرحلة لاحقة. سيكون طبيبك والطبيب النفسي قادرين على إعطائك المزيد من المساعدة والمشورة حول هذا الموضوع.

العلاج

يهدف علاج الاضطراب ثنائي القطب إلى الحد من شدة وتواتر نوبات الاكتئاب والهوس بحيث يمكن للشخص أن يعيش حياة طبيعية قدر الإمكان.

خيارات العلاج للاضطراب ثنائي القطب

إذا لم يتم علاجها، ستستمر نوبات من الهوس المتعلقة بالاضطراب ثنائي القطب لمدة 3-6 أشهر. وتميل نوبات الاكتئاب إلى الاستمرار لمدة أطول، من 6-12 أشهر.

ومع ذلك، ومع العلاج الفعال، تتحسن النوبات عادة في غضون ثلاثة أشهر .

يمكن أن يُعالَج الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب ثنائي القطب باستخدام مجموعة من العلاجات المختلفة. قد

يشمل العلاج واحد او أكثر من الإجراءات التالية:

•     الأدوية لمنع نوبات الهوس، والهوس الخفيف (هوس أقل شدّة) والاكتئاب – وتُعرف هذه بمثبتات الحالة النفسية وتؤخذ كل يوم، على أساس طويل الأمد

•     الأدوية لعلاج الأعراض الرئيسية للاكتئاب والهوس عند حدوثها

•     تعلم التعرّف على محفزات وعلامات نوبات الاكتئاب أو الهوس

•     العلاج النفسي كالعلاج بالكلام للمساعدة في التعامل مع الاكتئاب وتقديم النصيحة حول كيفية تحسين علاقاتكم

•     المشورة حول نمط الحياة كالقيام بالتمارين المنتظمة، التخطيط للأنشطة التي تستمتعون بها والتي تمنحكم شعوراً بالإنجاز، والمشورة بشأن تحسين نظامكم الغذائي والحصول على مزيد من النوم.

يمكن أن يتلقى معظم الناس الذين يعانون من الضطراب ثنائي القطب معظم علاجهم دون الحاجة إلى البقاء في المستشفى.

ومع ذلك، قد يكون العلاج في المستشفى لازماً إذا كانت أعراضكم شديدة أو كانت هنالك مخاوف بإيذاء أنفسكم أو الآخرين. وفي بعض الحالات، قد تكونون قادرين على تلقي العلاج في مستشفى نهاري والعودة إلى المنزل في الليل.

العلاج

تتوفر العلاجات المتعددة للمساعدة في استقرار تأرجحات الحالة النفسية. وتشمل مايلي:

•     كربونات الليثيوم

•     الأدوية المضادّة للاختلاج

•     الأدوية المضادة للذهان

إذا كنتم تتلقون علاج للاضطراب ثنائي القطب أصلاً وظهر لديكم الاكتئاب، سيتحقق طبيبكم إذا كنتم تتناولون الجرعة المناسبة وسيعدلها، إن لزم الأمر.

يمكن أن تُعالَج نوبات الاكتئاب في الاضطراب ثنائي القطب بطريقة مشابهة للاكتئاب السريري. ويتضمن هذا استخدام أدوية مضادة للاكتئاب. اقرؤوا معلومات حول كيفية علاج الاكتئاب والأدوية المضادة للاكتئاب.

إذا أوصى طبيبكم أو الطبيب النفسي بأن تتوقفوا عن أخذ دواء للاضطراب ثنائي القطب، ينبغي على الجرعة أن تُخفَض تدريجياً على مدى أربعة أسابيع على الأقل، وقد تصل إلى ثلاثة أشهر إذا كنتم تتناولون الأدوية المضادة للذهان أو الليثيوم. وإن توجب عليكم التوقف عن تناول الليثيوم لأي سبب كان، راجعوا طبيبكم حول أخذ الأدوية المضادة للذهان أو (انظروا أدناه) بدلاً من ذلك.

كربونات الليثيوم

تعتبر كربونات الليثيوم (يشار إليها غالباً كالليثيوم فقط) من الأدوية الأكثر شيوعاً التي تُستعمل لعلاج الاضطراب ثنائي القطب. ويعتبر الليثيوم طريقة طويلة الأمد لعلاج نوبات الهوس، والهوس الخفيف والاكتئاب. ويوصف عادةً لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

إذا تم وصف الليثيوم لكم، التزموا بالجرعة ولا تتوقفوا عن أخذها بشكل مفاجئ (إلا إذا طلب منكم طبيبكم ذلك).

ليكون الليثيوم فعالاً، يجب أن تكون الجرعة دقيقة. وإن كانت الجرعة غير دقيقة، قد تسبب آثاراً جانبية، مثل الإسهال والإقياء. وإن كنتم تأخذون الليثيوم وكانت لديكم آثاراً جانبية، أخبروا طبيبكم على الفور.

أثناء أخذكم الليثيوم، ستحتاجون للقيام بتحاليل دم منتظمة (مرة كل ثلاة أشهر على الأقل) للتأكد من أن معدلات الليثيوم الخاص بكم ليست مرتفعة جداً أو منخفضة جداً. ستحتاج كلاكم ووظائف الغدة الدرقية لأن تُفحص كل شهرين إلى ثلاثة أشهر للتحقق فيما إذا تم ضبط معدل الليثيوم، وكل 12 شهر في الحالات الأخرى.

خلال أخذكم الليثيوم، تجنبوا استعمال الأدوية المضادة للالتهاب الغير ستيروئيدية (المسكّنات)، مثل الايبوبروفين، ما لم توصف من قبل طبيبكم. يمكن لطبيبكم أن ينصحكم أكثر حول هذا الموضوع.

الأدوية المضادة للاختلاج

تشمل الأدوية المضادة:

•     الفالبروات

•     الكاربامازيبين

•     الاموتريجين

تستعمل هذه الأدوية أحياناً لعلاج نوبات الهوس. وكما الليثيوم، هي مثبتات للحالة النفسية طويلة الأمد. أما الأدوية المضادة للاختلاج فتستخدم غالباً لعلاج الصرع، لكنها فعالة أيضاً في علاج الاضطراب ثنائي القطب.

قد يستخدم نوع واحد من المضادات، عندما لا تستجيب الحالة الصحية لليثيوم من تلقاء نفسها، أو قد تستخدم في مزيج يشمل الليثيوم.

الفالبورات

لا توصف الفالبورات عادةً للنساء ممن هم في سن الإنجاب لأن ذلك قد يشكل خطراً ويلحق الضرر بالطفل المستقبلي. على أي حال، إن لم يكن هناك بديل، سيقوم طبيبكم بالتأكد من أنكم تستخدمون أنوعاً موثوقة من وسائل منع الحمل.

إذا تم وصف الفالبورات لكم، ستحتاجون إلى زيارة الطبيب للقيام بتعداد كريات الدم عندما تبدؤون العلاج ومرة أخرى بعد ستة أشهر.

الكاربامازيبين

يوصف الكاربامازيبين فقط بناء على نصيحة خبير في الاضطراب ثنائي القطب. في البداية، تكون الجرعة مُخفضة قبل أن تتم زيادتها تدريجياً. إذا كنتم تتناولون أدوية أخرى (بما في ذلك حبوب منع الحمل)، ستتم مراقبة تقدمكم بعناية.

وسيتم اجراء إختبارات الدم للتأكد من وظائف الكبد والكلى عندما تبدؤون بأخذ الكاربامازيبين ومرة أخرى بعد ستة أشهر. ينبغي عليكم أيضاً القيام بتعداد كريات الدم (عند البداية وبعد ستة أشهر) وقد يتوجب عليكم مراقبة وزنكم وطولكم.

الاموتريجين

إذا تم وصف الاموتريجين لكم، ستبدؤون عادةً بجرعة منخفضة تتم زيادتها تدريجياً.

وإذا كنتم تأخذون الاموتريجين وظهر لديكم طفح جلدي، راجعوا طبيبكم على الفور. وعليكم القيام بفحص صحي سنوي، أما الاختبارات الأخرى فهي ليست مطلوبة عادةً.

كما يجب على النساء اللواتي يتناولون حبوب منع الحمل التحدث إلى طبيبهن للتغيير إلى طريقة مختلفة لمنع الحمل.

الأدوية المضادة للذهان

توصف الأدوية المضادة للذهان أحياناً لمعالجة نوبات الهوس أو الهوس الخفيف. وتتضمن الأدوية المضادة للذهان ما يلي:

•     الأريبيبرازول

•     الأولانزابين

•     الكيوتيابين

•     ريسبيريدون

يمكن أن تستعمل أيضاً كمثبتات طويلة الأمد للحالة النفسية. ويمكن للكيوتيابين أن يستعمل للاكتئاب الثنائي القطب الطويل الأمد.

يمكن للأدوية المضادة للذهان أن تكون فعالة بشكل خاص إذا كانت الأعراض شديدة أو كان السلوك مشوشاً. فمن شأن الأدوية المضادة للذهان أن تسبب آثاراً جانبية، كعدم وضوح الرؤية، جفاف الفم، الإمساك وزيادة الوزن، عادة ما تكون الجرعة الأولى مخفضة.

إذا تم وصف الأدوية المضادة للذهان لكم، ينبغي عليكم القيام بفحوصات صحية منتظمة (كل ثلاثة أشهر على الأقل لكن ربما أكثر في بعض الأحيان)، لا سيما إذا كنتم مصابين بمرض السكري. وإذا لم تتحسن أعراضكم، قد يعرض عليكم تناول الليثيوم والفالبورات أيضاً.

الدوران السريع

إذا كانت لديكم حالة الدوران السريع (تتحولون بسرعة من حالة شديدة إلى خفيفة دون المرور بحالة “طبيعية”)، قد يوصف لكم الليثيوم والفالبورات.

إذا لم يساعد ذلك، قد يعرض عليكم تناول الليثيوم بمفرده أو مع مزيج من الليثيوم، و الفالبورات والاموتريجين. ومع ذلك، لن يوصف لكم عادة مضاد الاكتئاب ما لم يكن قد أوصى اختصاصي في الاضطراب ثنائي القطب بذلك.

تعلموا كيفية تمييز المحفزات

إذا كنتم مصابين بالاضطراب ثنائي القطب، بإمكانكم تعلم كيفية تمييز علامات التحذير لنوبة هوس أو اكتئاب قادمة.

هذا لن يمنع النوبة من الحدوث، لكنه قد يسمح لكم بالحصول على المساعدة في الوقت المناسب.

وهذا قد يعني إجراء بعض التغييرات لعلاجكم، وربما بإضافة أدوية مضادة للاكتئاب أو مضادة للذهان إلى الأدوية المثبتة للحالة النفسية التي تتناولوها في ذلك الحين. بإمكان طبيبكم أو الأخصائي أن يقدم لكم النصيحة حول هذا.

العلاج النفسي

يجد بعض الناس العلاج النفسي مفيداً عند استخدامه إلى جانب مع الدواء بين نوبات الهوس أو الاكتئاب. ويمكن أن يشمل هذا:

•     التثقيف النفسي لمساعتدكم في التعرف على المزيد بما يتعلق بالاضطراب الثنائي القطب

•     العلاج السلوكي المعرفي، وهو الأكثر فائدة عند علاج الاكتئاب

•     العلاج الأُسري، وهو نوع من العلاج النفسي الذي يركز على العلاقات الأسرية (مثل الزواج) ويشجع الجميع داخل

الأسرة أو العلاقة للعمل معاً لتحسين الصحة النفسية

فترة الحمل

إن إدارة الاضطراب الثنائي القطب عند النساء الحوامل، أو ممن يسعون إلى الحبَل، هو معقد وموضع تحدٍ. وإن مخاطر تناول الأدوية خلال فترة الحمل والتي تعد أحد المشاكل الرئيسية ليست مفهومة تماماً دائماً.

ينبغي وضع خطة مكتوبة تتعلق بإدارة العلاج للمرأة الحامل المصابة بالاضطراب الثنائي لقطب بأسرع وقت ممكن. يجب

وضع هذه الخطة مع المريضة، شريكها، طبيبها المولّد (أخصائي الحمل)، القابلة، الطبيب والزائر الصحي.

لا يوصف العلاج التالي بشكل روتيني للنساء الحوامل الذين يعانون من الاضطراب الثنائي القطب:

•     الفالبروات – هنالك خطر على الجنين والتطوّر اللاحق للمرض للطفل

•     الكاربامازيبين – لها فعالية محدودة وهناك خطر وقوع ضرر على الجنين

•     الليثيوم – هناك خطر وقوع ضرر على الجنين، مثل مشاكل القلب

•     الاموتريجين – هناك خطر وقوع ضرر على الجنين

•     البارواكسيتين – هناك خطر وقوع ضرر على الجنين، مثل تشوهات القلب والأوعية الدموية

•     العلاج الطويل الأمد مع البنزوديازيبينات – هناك مخاطر أثناء الحمل وبعد الولادة مباشرة، مثل الشق الحلقي ومتلازمة الطفل المرنة

نمط الحياة

على الرغم من أنه حالة صحية طويلة الأمد، إلا أن طرق العلاج الفعالة للاضطراب ثنائي القطب والمترافقة مع تقنيات المساعدة الذاتية من شأنها الحد من تأثيرها على حياتكم اليومية.

الحفاظ على النشاط وتناول الطعام بشكل جيد

يعتبر تناول الطعام بشكل جيد والحفاظ على الرشاقة من الأمور المهمة للجميع. ويمكن أن تساعد التمرينات الرياضية أيضاً على الحد من أعراض (خاصة أعراض الاكتئاب) الاضطراب ثنائي القطب. وقد يساعد ذلك في التركيز واتباع الروتين، وهو أمر مهم لكثير من الناس .

قد يساعد اتباع نظام غذائي صحي مترافق مع ممارسة التمارين الرياضية أيضاً في الحد من زيادة الوزن، حيث يعتبر أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاجات الطبية للاضطراب ثنائي القطب.

قد تزيد بعض العلاجات من خطر تطور مرض السكري أو قد يزداد مرض السكري سوءاً. فالحفاظ على وزن صحي وممارسة التمرينات الرياضية هو وسيلة هامة للحد من تلك المخاطر.

عليكم القيام بفحص طبي مرة واحدة في السنة على الأقل لمراقبة خطر تطور أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري. وسيشمل هذا تسجيل وزنكم، وفحص ضغط دمكم وإجراء أية اختبارات مناسبة تتعلق بالدم..

اقرؤوا المزيد من المعلومات حول فقدان الوزن و تحسين اللياقة البدنية.

الرعاية الذاتية وإدارة الذات

الرعاية الذاتية

تعتبر الرعاية الذاتية جزءاً أساسياً من الحياة اليومية. وتنطوي على تحمل مسؤولية صحتكم وعافيتكم من قبل الناس المكلفين برعايتكم. وتتضمن الرعاية الذاتية البقاء لائقاً بدنياً والحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة، تجنب الأمراض أو

الحوادث والاعتناء بالأمراض البسيطة والحالات الصحية الطويلة الأجل بفاعلية أكثر.

يمكن أن يستفيد الأشخاص المصابين بحالات صحية طويلة الأمد بشكل كبير من المساعدة بطريقة الرعاية الذاتية. فيمكن أن يعيشوا مدة أطول، يعانون من ألم أقل، القلق، الاكتئاب والتعب بشكل أقل، ويحصلوا على نوعية أفضل من الحياة ويكونوا أكثر نشاطاً واستقلالاً.

الحديث عن هذا الأمر

يجد بعض الأشخاص المصابين بالاضطراب الثنائي القطب سهولة في التحدث مع الأهل والأصدقاء حول حالتهم الصحية وتأثيراتها. بينما يجد البعض الآخر اللجوء إلى الجمعيات الخيرية ومجموعات المساعدة أكثر سهولة. كما تدير الكثير من المنظمات مجموعات المساعدة الذاتية التي من شأنها جعلكم على تواصل مع أشخاص آخرين يواجهون نفس الحالة الصحية. ويتيح هذا للناس أن يتشاركوا بالأفكار المساعدة ويدركوا بأنهم ليسوا وحيدين في شعورهم هذا.

علاجات التخاطب مفيدة لإدارة الاضطراب الثنائي القطب، وخصوصاً خلال فترات الاستقرار.

تجنب المخدرات والكحول

يتعاطى بعض الناس المصابين بالاضطراب ثنائي القطب الكحول أو المخدرات غير المشروعة في محاولة للتخلص من آلامهم وضيقهم. فلكل منها تأثيرات تأثرات اجتماعية وجسدية مؤذية معروفة، وهم ليسوا بدائل عن العلاج الفعّال والرعاية الصحية الجيدة.

كما يجد بعض الناس المصابين بالاضطراب ثنائي القطب بأنهم طالما يخضعون للعلاجات الفعالة، بإمكانهم التوقف عن إساءة استعمال الكحول والمخدرات. وقد يواجه البعض الآخر مشاكل منفصلة لكنها ذات صلة بمساوئ استعمال الكحول والمخدرات، والتي قد تحتاج لمعالجتها بشكل منفصل.

إن تجنب الكحول والمخدرات هو جزء مهم من التعافي من نوبات الهوس، الهوس الخفيف أو أعراض الاكتئاب، ويمكن أن يساهم في فترات الاستقرار.

اقرؤوا المزيد من المعلومات حول إساءة استخدام الكحول و إساءة استعمال المخدرات.

العيش مع أو رعاية شخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب

يمكن أن يمر الأشخاص الذين يعيشون مع شخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب أو يرعونه بوقت عصيب. فخلال نوبات المرض، قد تتغير شخصيات الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن يصبحوا مسيئين أو حتى عنيفين. وفي بعض الأحيان، قد يتدخل الأخصائيين الاجتماعيين والشرطة. ومن المحتمل أن تمر العلاقات الاجتماعية والحياة الأسرية بالضغط.

إذا كنت تعتني بشخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب، قد تشعر بحيرة. وقد يساعد إيجاد مجموعة الدعم والتحدث إلى أشخاص آخرين في وضع مماثل.

وإذا كنت تواجه صعوبات في العلاقات الاجتماعية أو الزواج، يمكنك الاتصال بمستشاري العلاقات الاجتماعية المتخصصين الذين يمكنهم أن يتحدثوا في الأمر معك ومع شريكك.

التعامل مع المشاعر الانتحارية

إن وجود أفكار انتحارية هو عارض اكتئاب شائع للاضطراب ثنائي القطب.  فمن دون العلاج، قد تَقوى هذه الأفكار. وقد أظهرت بعض الأبحاث أن خطر الانتحار بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب هو أقوى بـ 15 – 20 مرة أكثر من عامة السكان. وأظهرت الدراسات أيضاً أن ما يصل إلى 25-50٪ من الناس المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يحاولون الانتحار مرة على الأقل.

قد يبدو الانتحار مبكراً بشكل كبير في مسير المرض، لذلك فإن التعرف المبكر إليه والتدخل قد يساعد في منعه.

إن كان لديك رغبة في الانتحار أو كنت تواجه أعراضاً انتحارية شديدة، اتصل بطبيبكم أو منسق الرعاية أو خدمات الطوارئ المحلية المتعلقة بالصحة النفسية.

إيذاء النفس

ضرر النفس (ويُسمى أحيانا إيذاء الذات) من أعراض لمشاكل الصحة النفسية كالاضطراب ثنائي القطب. وبالنسبة لبعض الأشخاص، فإن إيذاء النفس هو وسيلة لكسب السيطرة على حياتهم أو تشتيت أنفسهم مؤقتاً عن الاضطراب العقلي. وقد لا يكون ذلك ذو صلة بالانتحار أو محاولة الانتحار.

المضاعفات

التعامل مع المشاعر الانتحارية

إن وجود أفكار انتحارية هو عارض اكتئاب شائع للاضطراب ثنائي القطب.  فمن دون العلاج، قد تَقوى هذه الأفكار. وقد أظهرت بعض الأبحاث أن خطر الانتحار بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب هو أقوى بـ 15 – 20 مرة أكثر من عامة السكان. وأظهرت الدراسات أيضاً أن ما يصل إلى 25-50٪ من الناس المصابين بالاضطراب ثنائي القطب يحاولون الانتحار مرة على الأقل.

قد يبدو الانتحار مبكراً بشكل كبير في مسير المرض، لذلك فإن التعرف المبكر إليه والتدخل قد يساعد في منعه.

إن كان لديك رغبة في الانتحار أو كنت تواجه أعراضاً انتحارية شديدة، اتصل بطبيبكم أو منسق الرعاية أو خدمات الطوارئ المحلية المتعلقة بالصحة النفسية.

إغلاق
error: Content is protected !!