الاكتئاب – Depression

الاكتئاب – Depression

المقدمة

الاكتئاب هو أكثر من مجرد الشعور بالحزن أو السأم لبضعة أيام.

نمر جميعاً بنوبات من الشعور بالكأبة، ولكن عندما تكون مكتئب فأنت تشعر بالحزن باستمرار لمدة أسابيع أو أشهر، بدلاً من مجرد بضعة أيام .

مازال بعض الأشخاص يعتقدون أن الاكتئاب تافه وليس حالة صحية حقيقية. إنهم مخطئون. الاكتئاب هو مرض حقيقي مع أعراض حقيقية، وهو ليس علامة ضعف أو شيء يمكنك “الخروج منه فجأة” من خلال “التماسك”.

الخبر السار هو أنه مع العلاج والدعم الصحيح، يمكن لمعظم الأشخاص أن يتماثلوا للشفاء الكامل.

كيف تعرف ما إذا كان لديك اكتئاب

يؤثر الاكتئاب على الأشخاص بطرق مختلفة، ويمكن أن يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض.

وهي تتراوح بين مشاعر دائمة من الحزن واليأس، إلى فقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها والشعور برغبة بالبكاء. يصاب الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أيضاً بأعراض القلق.

يمكن أن يكون هناك أعراض جسدية أيضاً، مثل الشعور بالتعب باستمرار، النوم بشكل سيء، عدم وجود الرغبة أو الدافع الجنسي، والشكوى من مختلف الأوجاع والآلام.

يمكن أن تختلف شدة الأعراض. في الأخف منها، قد تشعر ببساطة بانخفاض مستمر في الروح المعنوية، وفي الاكتئاب الأكثر حدةً يمكن أن يجعلك تشعر بميول انتحارية وبأن الحياة لم تعد تستحق العيش.

يختبر معظم الأشخاص مشاعر التوتر، الحزن أو القلق خلال الأوقات الصعبة. يمكن للمزاج المتدني أن يتحسن بعد وقت قصير، بدلاً من أن يكون علامة على الاكتئاب.

متى يجب عليك مراجعة الطبيب

من المهم طلب المساعدة من طبيبك إذا كنت تعتقد بأنك مكتئب.

ينتظر الكثير من الأشخاص لفترة طويلة قبل طلب المساعدة لعلاج الاكتئاب، ولكن من الأفضل عدم التأخير. كلما أسرعت برؤية الطبيب، كلما كنت أسرع في طريقك للتعافي.

يوجد في بعض الأحيان مسبب للاكتئاب. يمكن لأحداث الحياة المتغيرة، مثل الفجيعة، فقدان وظيفتك أو حتى ولادة طفل، أن تسببه.

الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الاكتئاب هم أيضاً أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب بأنفسهم.

ولكن يمكن أيضاً أن تصبح مكتئب دون سبب واضح.

الاكتئاب هو أمر شائع جداً ويصيب حوالي واحد من كل 10 منا في مرحلة ما. فهو يؤثر على الرجال والنساء، الصغار والكبار.

يمكن أيضاً للاكتئاب أن يصيب الأطفال. وقد أظهرت الدراسات أن حوالي 4٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة إلى 16 قد يتأثرون بالاكتئاب.

العلاج

يتضمن علاج الاكتئاب إما الأدوية أو العلاجات الحديثة، أوعادةً ما يكون مزيجاً من الاثنين. سيعتمد نوع العلاج الذي يوصي به طبيبك على نوع اكتئابك.

التعايش مع الاكتئاب

يستفيد الكثير من الأشخاص المصابين بالاكتئاب عن طريق إجراء تغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة المزيد من التمارين، خفض الكحول وتناول المزيد من الطعام الصحي.

تدابير المساعدة الذاتية مثل قراءة كتاب عن المساعدة الذاتية أو الانضمام إلى مجموعة دعم هي أيضاً جديرة بالاهتمام.

الأعراض

يمكن لأعراض الاكتئاب أن تكون معقدةً وتختلف على نطاق واسع بين الأشخاص. ولكن كقاعدة عامة، إذا كنت مكتئباً، ستشعر بالحزن، اليأس، فقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها من قبل.

تستمر الأعراض لأسابيع أو أشهر وتكون سيئةً بما فيه الكفاية لتتداخل مع عملك، حياتك الاجتماعية وحياتك الأسرية .

هناك العديد من الأعراض الأخرى للاكتئاب ومن غير المحتمل أن تصاب بكل واحدة من المدرجة أدناه.

إذا واجهت بعض هذه الأعراض لأكثر من يوم، كل يوم لأكثر من أسبوعين، يجب عليك طلب المساعدة من طبيبك.

تشمل الأعراض النفسية:

•     تدني الحالة المزاجية أو الحزن المستمر

•     الشعور باليأس والعجز

•     تدني احترام الذات

•     الرغبة بالبكاء

•     شعور قوي بالذنب

•     سرعة الانفعال وعدم احتمال الآخرين

•     عدم وجود الدافع أو الاهتمام بالأشياء

•     صعوبة في اتخاذ القرارات

•     عدم الحصول على أي متعة من الحياة

•     الشعور بالقلق أو الاضطراب

•     وجود أفكار انتحارية أو أفكار بإيذاء نفسك

تشمل الأعراض الجسدية:

•     التحرك أو التحدث ببطء أكثر من المعتاد

•     تغير في الشهية أو الوزن (عادةً انخفاض، ولكن في بعض الأحيان زيادة)

•    الإمساك

•     أوجاع وآلام غير مبررة

•     نقص الطاقة أو نقص الاهتمام بالجنس (فقدان الرغبة الجنسية)

•     تغييرات في الدورة الشهرية

•     اضطرابات النوم (على سبيل المثال، تجد صعوبةً في النوم ليلاً أو الاستيقاظ في الصباح الباكر جداً)

تشمل الأعراض الاجتماعية:

•     عدم القيام جيداً بعملك

•     مشاركة أقل في الأنشطة الاجتماعية وتجنب الاتصال مع الأصدقاء

•     إهمال هواياتك واهتماماتك

•     مواجهة صعوبات في حياتك المنزلية والأسرية

يمكن للاكتئاب أن يصيبك تدريجياً، لذلك من الممكن أن تواجه صعوبة في ملاحظة أي أعراض. لا يزال العديد من

الأشخاص يحاولون التعامل مع أعراضهم دون أن يدركوا أنهم مرضى. ويمكن أن تحتاج إلى صديق أو أحد أفراد الأسرة لمعرفة أن هناك خطأ ما.

يصف الأطباء الاكتئاب بمدى خطورته:

•     يكون للاكتئاب الخفيف بعض التأثير على حياتك اليومية

•     يكون للاكتئاب المعتدل تأثير كبير على حياتك اليومية

•     يجعل الاكتئاب الحاد من المستحيل تقريباً أن تستمر خلال الحياة اليومية – قد يعاني عدد قليل من الأشخاص المصابون بالاكتئاب الشديد من أعراض ذهانية

الحزن والاكتئاب

يمكن أن يكون من الصعب التمييز بين الحزن والاكتئاب. فهما يشتركان بالعديد من الخصائص ذاتها، ولكن هناك اختلافات مهمة بينهما.

الحزن هو رد فعل طبيعي تماماً للخسارة، بينما الاكتئاب هو مرض.

تجد بأن الأشخاص الحزينون مشاعرهم من الخسارة والحزن تأتي وتذهب، ولكن هم مازالوا قادرين على التمتع بالأشياء، ويتطلعون إلى المستقبل.

في المقابل، يعاني الأشخاص الذين لديهم اكتئاب من الشعور المستمر بالحزن. هم لا يتمتعون بأي شيء ويجدون صعوبةً في اتخاذ موقف إيجابي بشأن المستقبل.

أنواع أخرى من الاكتئاب

هناك أنواع مختلفة من الاكتئاب، وفي بعض الظروف قد يكون الاكتئاب أحد الأعراض. وتشمل:

• اكتئاب ما بعد الولادة. تصاب بعض النساء بالاكتئاب بعد ولادة الطفل. يتم علاج اكتئاب ما بعد الولادة بطرق مشابهة لأشكال أخرى من الاكتئاب، من خلال علاجات المحادثة والأدوية المضادة للاكتئاب.

•     الاضطراب ثنائي القطب المعروف أيضاً باسم “الاكتئاب الهوسي”. هو الإصابة بنوبات من الاكتئاب وتحسن عالٍ في المزاج بشكل مفرط (الهوس). تشبه أعراض الاكتئاب الاكتئاب السريري، ولكن يمكن لنوبات الهوس أن تشمل سلوكاً ضاراً مثل المقامرة، الإسراف في المرح والممارسة غير الأمنة للجنس.

•     الاضطرابات العاطفية الموسمية . والمعروفة أيضاً باسم “اكتئاب الشتاء”، الاضطراب العاطفي الموسمي هو نوع من الاكتئاب الذي يحتوي على نمط موسمي عادةً ما يتعلق بالشتاء.

الأسباب

ليس هناك سبب واحد للاكتئاب. يمكن أن تصاب به لأسباب مختلفة وله العديد من الأسباب مختلفة.

بالنسبة للبعض، يمكن لحدث مزعج أو مرهق في الحياة – مثل الفجيعة، الطلاق، المرض، الوفرة والوظيفة أو هموم المال – أن يكون السبب .

في كثير من الأحيان، يمكن لأسباب مختلفة أن تجتمع لتؤدي إلى الاكتئاب. على سبيل المثال، قد تشعر بالضعف بعد مرض ثم تتعرض لحدث صادم، مثل الفجيعة، التي تؤدي للاكتئاب.

غالباً ما يتحدث الأشخاص عن “دوامة” من الأحداث التي تؤدي إلى الاكتئاب. على سبيل المثال، إذا كانت علاقتك مع شريك حياتك تنهار، فمن المحتمل أن تشعر بالضعف، لذلك تتوقف عن رؤية الأهل والأصدقاء وقد تبدأ بالشرب أكثر. يمكن لكل هذا أن يجعلك تشعر بالسوء أكثر ويؤدي إلى الاكتئاب.

لقد اقترحت بعض الدراسات أيضاً أنك قد تكون أكثر احتمالاً للتعرض للاكتئاب كلما تقدمت بالعمر، وأنه أكثر شيوعاً إذا كنت تعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.

عوامل الخطر

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر إصابتك بالاكتئاب. والأكثر شيوعاً موضحة أدناه:

الأحداث المجهدة

يأخذ معظم الأشخاص وقتاً للتعامل مع الأحداث المجهدة، مثل فجيعة أو انهيارعلاقة. عندما تحدث هذه الأحداث المجهدة، تكون أكثر عرضةً لخطر الإصابة بالاكتئاب إذا توقفت عن رؤية أصدقائك وعائلتك وحاولت التعامل مع مشاكلك بنفسك.

المرض

قد تكون أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب إذا كان لديك مرض منذ فترة طويلة أو مرض يهدد الحياة، مثل مرض القلب التاجي أو السرطان.

إصابات الرأس هي أيضاً سبب معترف عليه في كثير من الأحيان للاكتئاب. يمكن لإصابة بالغة في الرأس أن تؤدي إلى تقلب في المزاج ومشاكل عاطفية.

يمكن لبعض الأشخاص أن يعانوا من قصور في الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية) بسبب مشاكل في نظامهم المناعي. في حالات نادرة يمكن لإصابة طفيفة في الرأس أن تتلف الغدة النخامية، وهي غدة بحجم حبة البازلاء في قاعدة الدماغ التي تنتج هرمونات الغدة الدرقية.

يمكن لهذا أن يسبب عدداً من الأعراض، مثل التعب الشديد وفقدان الاهتمام بالجنس (فقدان الرغبة الجنسية)، والتي يمكن بدورها أن تؤدي إلى الاكتئاب .

الشخصية

قد تكون أكثر عرضةً للاكتئاب إذا كان لديك بعض السمات الشخصية، مثل تدني احترام الذات أو أن تكون مفرطاً في النقد الذاتي. قد يكون هذا بسبب الجينات الموروثة من والديك، أو بسبب شخصيتك أو تجارب حياتية مبكرة.

التاريخ العائلي

إذا كان شخص آخر في عائلتك قد عانى من الاكتئاب في الماضي، مثل أحد الوالدين أو الأخ أو الأخت، فإنه من المرجح أنك ستعاني منه أيضاً.

الولادة

بعض النساء معرضات بشكل خاص إلى الاكتئاب بعد الحمل. التغيرات الهرمونية والجسدية، وكذلك المسؤولية المضافة لحياة جديدة، يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب بعد الولادة.

العزلة

يمكن للابتعاد عن العائلة والأصدقاء أن يزيد من خطر إصابتك بالاكتئاب.

الكحول والمخدرات

يحاول بعض الأشخاص التأقلم عندما تصعب عليهم الحياة عن طريق شرب الكثير من الكحول أو تعاطي المخدرات. هذا ما يمكن أن يؤدي إلى دوامة من الاكتئاب.

يساعد القنب على الاسترخاء، ولكن هناك أدلة على أن ذلك يمكن أن يساعد على الاكتئاب، وخاصةً في سن المراهقة.

حاول ألا تميل لإغراق أحزانك بالمشروب. يتم تصنيف الكحول باعتبارها “مكئبات قوية” وفي الواقع يمكن أن تجعل الاكتئاب أسوأ.

الاختبارات

إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب لأكثر من يوم، كل يوم لأكثر من أسبوعين، يجب عليك طلب المساعدة من طبيبك.

من المهم بصفة خاصة التحدث إلى طبيبك إذا كنت تواجه :

•     أعراض الاكتئاب التي لا تتحسن

•     يؤثر مزاجك على عملك، مصالح أخرى، والعلاقات مع العائلة والأصدقاء

•     التفكير في الانتحار أو إيذاء النفس

أحياناً، عندما يكون الأشخاص مكتئبون فإنهم يجدون أنه من الصعب أن يساعد العلاج فعلاً. ولكن كلما أسرعت بالعلاج، كلما تخلصت من اكتئابك أسرع.

لا توجد اختبارات جسدية للاكتئاب، على الرغم من أن طبيبك قد يقوم بفحصك والقيام ببعض اختبارات البول أو الدم لاستبعاد الحالات الأخرى التي لها أعراض مشابهة، مثل الغدة الدرقية.

الطريقة الرئيسية التي سيعلم بها طبيبك إذ ما كان لديك اكتئاب هي من خلال طرح الكثير من الأسئلة حول صحتك العامة، وكيفية تأثير شعورك عليك نفسياً وجسدياً.

حاول أن تكون منفتحاً مع طبيبك قدر الإمكان. سيساعد وصف أعراضك، وكيف أنها تؤثر عليك طبيبك في فهم إذ ما كان لديك اكتئاب وإلى أي درجة هو حاد.

إن أي مناقشة مع طبيبك ستكون سريةً. سيقوم طبيبك بكسر هذه القاعدة فقط إذا كان هناك خطر كبير من الضرر إما على نفسك أو على الآخرين، وإذا كان إبلاغ أحد أفراد الأسرة أو مقدم الرعاية يمكن أن يحد من هذا الخطر.

العلاج

العلاجات بالحديث

العلاج السلوكي المعرفي

يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على فهم أفكارك وسلوكك، وكيفية تأثيرهاعليك .

يقر العلاج السلوكي المعرفي بأن الأحداث في ماضيك قد شكّلتك، ولكنه يركز في الغالب على كيفية تغيير الطريقة التي تفكر، تشعر وتتصرف بها في الوقت الحاضر.

يعلمك كيفية التغلب على الأفكار السلبية، على سبيل المثال أن تكون قادراً على تحدي مشاعر اليأس.

يكون لديك عادةً جلسات لفترة قصيرة، وعادةً ستة إلى ثمانية جلسات، على مدى 10-12 أسبوع على أساس واحد إلى واحد مع مستشار مدرب في العلاج المعرفي السلوكي. في بعض الحالات، قد يعرض عليك علاج سلوكي معرفي ضمن مجموعة.

العلاج بين الأشخاص

يركز العلاج بين الأشخاص على علاقاتك مع الآخرين وعلى المشاكل التي قد تواجهها في علاقاتك، مثل الصعوبات في التواصل أو التعامل مع الفجيعة.

هناك بعض الأدلة على أن العلاج بين الأشخاص يمكن أن يكون فعالاً مثل مضادات الاكتئاب أو العلاج المعرفي السلوكي، ولكن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث.

الاستشارة

الاستشارة هو شكل من أشكال العلاج الذي يساعدك على التفكير في المشاكل التي تعاني منها في حياتك لإيجاد سبل جديدة للتعامل معها. يقوم المستشارون بدعمك في إيجاد حلول للمشاكل، ولكن لا يقولون لك ماذا يجب أن تفعل.

تتكون عادةً الاستشارة من ستة إلى 12 جلسة لمدة ساعة. تتحدث بثقة إلى المستشار. يقوم المستشار بدعمك، ويقدم لك المشورة العملية.

تكون الاستشارة مثالية للأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة في الأساس ولكنهم بحاجة للمساعدة في التعامل مع أزمة حالية، مثل الغضب، مشاكل في العلاقة، الفجيعة، الفصل من العمل، العقم أو ظهور مرض خطير.

الحصول على المساعدة

يجب أن تكون وجهتك الأولى هي طبيبك، الذي يمكن أن يحولك لعلاج الاكتئاب بالحديث المتوفر محلياً.

في بعض الأجزاء من البلاد، يكون لك أيضاً خيار الإحالة الذاتية. هذا يعني أنه إذا كنت لاتفضل التحدث مع طبيبك فإنه يمكنك أن تذهب مباشرةً إلى طبيب معالج مختص.

مضادات الاكتئاب

مضادات الاكتئاب هي الأدوية التي تعالج أعراض الاكتئاب. هناك ما يقارب 30 نوعاً مختلفاً متاحاً.

يستفيد معظم الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب معتدل أو شديد من مضادات الاكتئاب، ولكن لا يستفيد الجميع. قد تستفيد من مضاد واحد للاكتئاب، ولكن ليس لآخر، وقد تحتاج إلى تجربة اثنين أو أكثر من العلاجات قبل أن تعثر على النوع الذي يفيدك.

تعمل الأنواع المختلفة من مضادات الاكتئاب تقريباً بشكل جيد مثل بعضها. ومع ذلك، تختلف الآثار الجانبية بين العلاجات المختلفة والأشخاص.

عند البدء بتناول مضادات الاكتئاب يجب أن تراجع طبيبك أو ممرضة متخصصة كل أسبوع أو أسبوعين لمدة أربعة أسابيع على الأقل لترى مدى الفعالية التي تعمل بها. إذا كانت تعمل، ستحتاج إلى المواصلة في تناولهم في نفس الجرعة لمدة لاتقل عن أربعة إلى ستة أشهر بعد أن تخف أعراضك.

إذا عانيت من نوبات من الاكتئاب في الماضي، قد تحتاج إلى المواصلة في تناول مضادات الاكتئاب لمدة تصل إلى خمس سنوات أو أكثر.

لا تسبب مضادات الاكتئاب الإدمان، ولكن كن على استعداد للحصول على بعض أعراض الانسحاب إذا توقفت عن تناولها فجأةً أو نسيت جرعةً.

مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية

إذا كان طبيبك يعتقد أنك ستستفيد من تناول مضادات الاكتئاب، قد يوصف لك عادةً نوع حديث يسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية . أمثلة عن مضادات اكتئاب مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية الأكثر شيوعاً هي السيروكسات (البارواكسيتين)، البروزاك (فلوكستين) والسيبراميل (سيتالوبرام).

أنها تساعد على زيادة مستوى مواد كيميائية طبيعية في دماغك تسمى السيروتونين، والتي يعتقد أنها مواد كيميائية “محسنة للمزاج”.

تعمل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية بشكل جيد كمضادات الاكتئاب الأقدم ولها آثار جانبية أقل.

يمكنها، ومع ذلك، أن تسبب الغثيان والصداع، فضلاً عن جفاف في الفم ومشاكل في ممارسة الجنس. ومع ذلك، تتحسن كل هذه الآثار السلبية عادةً مع مرور الوقت.

بعض مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ليست مناسبةً للأطفال دون سن 18 عاماً. تظهر الأبحاث أن خطر إيذاء النفس والسلوك الانتحاري قد يزيد إذا تم أخذها تحت سن 18. الفلوكستين هو من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية الوحيد الذي يمكن وصفه لتحت سن 18، وحتى في تلك الحالة لا يجب ان يتم تناوله إلا عندما يعطي المتخصص الإذن.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

يتم استخدام هذه المجموعة من مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب المعتدل إلى الحاد.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والذي تتضمن الإميبراميل(الإيميبرامين) والأميتريبتيلين، قد تواجدت لفترة أطول من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.

وهي تعمل عن طريق رفع مستويات السيروتونين والنورادرينالين الكيميائية في الدماغ. يمكن لكلاهما أن تساعد في رفع مزاجك.

إنها عموماً آمنة جداً، ولكن يعتبر تدخين القنّب سيئا إذا كنت تأخذ مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لأنها يمكن أن تجعل قلبك يخفق بسرعة.

قد تشمل الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، والتي تختلف من شخص لآخر، جفاف الفم، عدم وضوح الرؤية، الإمساك، مشاكل التبول، التعرق، الدوار والنعاس الشديد.

تخف الآثار الجانبية عادةً بعد 7 إلى 10 أيام، عندما يعتاد جسمك على الدواء.

مضادات الاكتئاب الأخرى

تعمل مضادات الاكتئاب الجديدة، مثل الإيفكسور (فينلافاكسين)، الكيمبالتا أو الينتريف (دولوكسيتين) والزيسبين سولتاب

(ميرتازابين)، بطريقة مختلفة قليلاً عن مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.

تعرف هذه الأدوية بأنها (مثبطات امتصاص السيروتونين). مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، تعمل على تغيير مستويات السيروتونين والنورادرينالين في الدماغ.

لقد أظهرت الدراسات أن مثبطات امتصاص السيروتونين يمكن أن تكون أكثر فاعليةً من مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، على الرغم من أنها لا توصف بشكل روتيني لأنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم.

أعراض الانسحاب

لاتسبب مضادات الاكتئاب الإدمان في نفس طريقة المخدرات غير المشروعة والسجائر، ولكن عند التوقف عن أخذها قد يكون لديك بعض أعراض الانسحاب، بما في ذلك:

•     اضطراب في المعدة

•     أعراضاً تشبه أعراض الانفلونزا

•    التوتر

•    الدوار

•     أحلام اليقظة في الليل

•     أحاسيس في الجسم تشبه الصدمات الكهربائية

في معظم الحالات تكون هذه الأعراض خفيفةً جداً، ولكن أحياناً يمكن أن تكون شديدةً جداً. يبدو أن حدوثها يكون أكثر احتمالاً مع البارواكسيتين (سيروكسات) والفينلافاكسين (ايفكسور).

العلاجات الأخرى

نبتة سانت جون

نبتة سانت جون هي علاج عشبي يأخذه بعض الأشخاص للاكتئاب. هو متوفر في محلات الأغذية الصحية والصيدليات.

هناك بعض الأدلة على أنها قد تساعد في علاج الكآبة الخفيفة والمعتدلة، لكن لا ينصح بها من قبل الأطباء. وذلك لأن كمية المكونات النشطة تختلف بين العلامات التجارية الفردية والدفعات، بحيث لا يمكنك أبداً أن يكون متأكداً من نوع الأثر الذي ستتركه فيك.

تناول نبتة سانت جون مع أدوية أخرى، مثل مضادات الاختلاج، مضادات التخثر، مضادات الاكتئاب وحبوب منع الحمل، يمكن أيضاً أن يسبب مشاكل خطيرة.

يجب أن لا تتناولي نبتة سانت جون إذا كنت حاملاً أو ترضعين، بما أننا لا نعرف على وجه اليقين إذا كانت آمنة.

العلاج بالصدمة الكهربائية

في بعض الأحيان قد ينصح بالعلاج بالصدمة الكهربائية إذا كان لديك اكتئاب حاد ولم ينجح أي علاج غيرها بما في ذلك مضادات الاكتئاب.

خلال العلاج بالصدمات الكهربائية، ستعطى أولاً التخدير والأدوية لترخي عضلاتك. ثم ستتلقى ‘صدمة’ الكهربائية إلى دماغك من خلال أقطاب كهربائية موضوعة على رأسك.

سيعطى لك سلسلة من جلسات العلاج بالصدمات الكهربائية. وعادةً ما تكون مرتين في الأسبوع لمدة 3-6 أسابيع.

بالنسبة لمعظم الأشخاص، العلاج بالصدمات الكهربائية جيد لتخفيف الاكتئاب الحاد، ولكن التأثير المفيد يميل للزوال بعد عدة أشهر.

قد يصاب بعض الأشخاص بآثار جانبية غير سارة، بما في ذلك الصداع لفترات قصيرة، مشاكل في الذاكرة، الغثيان وآلام في العضلات.

الليثيوم

إذا كنت قد تناولت عدة أنواع من مضادات الاكتئاب ولم تتحسن، فإن طبيبك قد يصف لك نوع من الدواء يسمى الليثيوم، بالإضافة إلى علاجك الحالي.

هناك نوعان من الليثيوم: كربونات الليثيوم وسترات الليثيوم. كلاهما عادةً ما يكون فعالاً، ولكن إذا كنت تأخذ واحداً يفيدك، فمن الأفضل عدم تغييره.

إذا أصبح مستوى الليثيوم في دمك مرتفع جداً، يمكن أن يصبح ساماً. لذلك، ستحتاج اختبارات الدم كل ثلاثة أشهر للتأكد من مستويات الليثيوم بينما تتعاطاه.

ستحتاج أيضاً إلى تجنب اتباع نظام غذائي قليل الملح لأنه يمكن أيضاً أن يجعل الليثيوم ساماً. أسأل طبيبك للحصول على مشورة حول نظامك الغذائي.

نمط الحياة

الحديث عنه

يمكن لتشارك مشكلة مع شخص آخر أو مع مجموعة أن يعطيك الدعم والرؤية الثاقبة لاكتئابك. لقد بينت البحوث أن الحديث يمكن أن يساعد الأشخاص على التعافي من الاكتئاب والتعامل بشكل أفضل مع الإجهاد.

قد لا تشعر بالراحة حول مناقشة صحتك النفسية ومشاركة محنتك مع الآخرين. إذا كان الأمر كذلك، الكتابة عن شعورك أو التعبير عن عواطفك من خلال الشعر أو الفن هي طرق أخرى للمساعدة في تحسين مزاجك .

التدخين، المخدرات والكحول

قد يكون من المغري أن تدخن أو تشرب لتشعر بأنك أفضل. قد تبدو السجائر والكحول بأنها تساعد في البداية، لكنها تجعل الأمور أكثر سوءاً على المدى الطويل.

كن حذراً جداً من حشيش القنب. قد ترى أنه غير ضار، ولكن أظهرت الأبحاث صلة قوية بين تعاطي القنب والمرض العقلي، بما في ذلك الاكتئاب.

تشير الدلائل أنه إذا كنت تدخن الحشيش فإنك:

•     تجعل أعراض الاكتئاب أسوأ

•     تشعر بمزيد من التعب وتكون غير مهتم بالأشياء

•     أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب الذي ينتكس وعلى نحو أكثر تواتراً

•     لن تحصل على رد فعل جيد على الأدوية المضادة للاكتئاب

•     أكثر عرضةً للتوقف عن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب

•     أقل عرضةً لتتعافى تماماً

إذا كنت تشرب أو تدخن كثيراً جداً أو تتعاطى المخدرات، احصل على المشورة والدعم من طبيبك، أو اقرأ هذه المقالات حول الحصول على المساعدة إذا كنت ترغب في التوقف عن التدخين، تعاطي المخدرات أو شرب الكثير من الكحول.

العمل والمال

إذا كان سبب اكتئابك هو العمل أكثر من اللازم أو اذا كان يؤثر على قدرتك على القيام بعملك، قد تحتاج إلى وقت لتتعافى. ومع ذلك، هناك أدلة على أن أخذ إجازات لفترات طويلة من العمل يمكن أن يجعل الاكتئاب أسوأ. هناك أيضاً الكثير من الأدلة على أن العودة إلى العمل يمكن أن تساعدك على الشفاء من الاكتئاب.

من المهم أن تتجنب الكثير من التوتر، وهذا يشمل التوتر المرتبط بالعمل.

اقرأ المزيد عن كيفية التغلب على الإجهاد في العمل.

العناية بشخص يعاني من الاكتئاب

لا يتأثر فقط الشخص الذي يعاني من الاكتئاب بمرضه. المقربين منه أيضاً يتأثرون.

إذا كنت تعتني بشخص مصاب بالاكتئاب، يمكن لعلاقتك معه والحياة الأسرية بشكل عام أن تصبح متوترةً. قد تشعر أنك في حيرة بماذا تفعل. وقد يساعد إيجاد مجموعة دعم والتحدث إلى أشخاص آخرين في وضع مماثل.

إذا كنت تواجه صعوبات في العلاقة أو الزواج، فقد يساعدك الاتصال بمستشار العلاقات الذي يمكن أن يناقش الأشياء معك ومع شريك حياتك.

الرجال هم أقل احتمالاً لطلب المساعدة من النساء وأيضاً أكثر احتمالاً أن يتحولوا لشرب الكحول أو المخدرات عند الاكتئاب.

التعامل مع الفجيعة

يمكن لفقدان شخص قريب منك أن يكون المسبب لاكتئابك.

عندما يموت شخص تحبه، يمكن للصدمة العاطفية أن تكون قويةً جداً بحيث تشعر أنه من المستحيل أن تتعافى. ومع ذلك، مع مرور الوقت وبالمساعدة والدعم الصحيح، فمن الممكن أن تبدأ بعيش حياتك مرةً أخرى.

المضاعفات

الاكتئاب والانتحار

ترتبط أكثر من 90٪ من حالات الانتحار بالاضطرابات العقلية، ويكون سبب معظمها الاكتئاب الحاد.

العلامات التحذيرة لدى أي شخص يعاني من الاكتئاب ويفكر في الانتحار هي :

•     القيام بترتيبات نهائية، مثل التخلي عن الممتلكات، كتابة وصية أو توديع الأصدقاء

•     الحديث عن الموت أو الانتحار – قد يكون هذا تصريح مباشر، مثل “أنا أتمنى لو كنت ميتا”، ولكن سيتحدث الأشخاص المكتئبون في كثير من الأحيان عن هذا الموضوع بصورة غير مباشرة، وذلك باستخدام عبارات مثل “أعتقد أن الموتى هم أكثر سعادةً منا نحن” أو ” ألن يكون من الجميل الذهاب إلى النوم وعدم الاستيقاظ أبداً ”

إيذاء النفس مثل جرح أذرعهم أو أرجلهم أو حرق أنفسهم بالسجائر

•     تحسن مزاجي مفاجئ، وهو قد يعني بأن الشخص قد قرر الانتحار وأنه يشعر بحال أفضل بسبب قراره

إذا كنت تشعر بالميل للانتحار أو في أزمة اكتئاب، اتصل بطبيبك في أقرب وقت ممكن. سيكون قادر على مساعدتكم.

مساعدة صديق أو قريب ذو ميل للإنتحار

إذا كنت ترى أي من العلامات التحذير المذكورة أعلاه:

•     احصل على مساعدة مهنية للشخص

•     دعهم يعلمون أنهم ليسوا وحيدين وأنك تهتم بهم.

•     قدّم دعمك لإيجاد حلول أخرى لمشاكلهم.

إذا كنت تشعر بأن هناك خطراً مباشراً، إبقى مع الشخص أو أحضر شخصاً آخر للبقاء معه، وأزل جميع الوسائل المتاحة للانتحار، مثل الدواء. يمكن للأدوية دون وصفة طبية مثل المسكنات أن تكون خطيرةً بنفس قدر الأدوية بوصفة طبية. أيضاً، أزل الأشياء الحادة والمواد الكيميائية المنزلية السامة مثل المبيّض.

إغلاق
error: Content is protected !!