الاهداف التربوية هي قائمة تضم مجموعة الغايات التي تسعي التربية الى تحقيقها وهي توجهنا في تنظيم وقيادة البرامج التربوية ، كما انها تشير الى نوع المادة الدراسية ، والخبرات التعليمية ، وطرق التدريس ، والاجراءات الادارية ، واساليب الاشراف التي نحتاج اليها . والاهداف تخدم ايضا كقاعدة لتقديم النتائج النهائية .
وتسلط لنا الاهداف الاضواء علي الحاجات كما يراها الشخص أو الاشخاص الذين اشتركوا في تشكيل الاطار الفكري ووضع قوائم الغايات بالنسبة لها فالفردية المتكاملة هدف في حد ذاته ، والجماعية المتكاملة هدف أخر .
وتمتزج حاجات الافراد وحاجات المجتمع في الأهداف التي من أجلها فتحت المدارس وكلاهما يخدم الاجراءات الديمقراطية التي تتيح لجميع الافراد فرص الاسهام في عمل الخطط والتنفيذها ، وبالمثل تطالب جميع المساهمين بتحمل مسئولية النجاح أو الفشل فيها .
فالاهداف اذن هي لافتات توجيهية ، تنير الطريق امامنا ، والتربية التي تسير على غير هدى بدون اطار من الاهداف تشابه تجوال الفرد في فضاء أو صحراء بدون استخدام البوصلة ، ولكي نتقدم نحو غايات مقبولة ، فمن الضروري أن تكون هذه الغايات واضحة المعالم والحدود ، وان يضع المخططون علامات توجه طريق المسيرة وتسمح للعابرين أن يتعرفوا على مواقعهم والاهداف المعروفة تيسر الاختيار السليم للاجراءات والاساليب الفنية وهي تبين متى يعتبر النشاط التربوي ناجحا ، أو متى يجب ان نغير او نعدل من الاجراءات والخطط المتصلة .
إقرأ أيضا:افضل المدن للدراسة في المانياوحتى نتحاشى أي سوء فهم في تقدير الاهداف ، فلابد من تفهم المستويات المختلفة لها ، وبسبب أن الاهداف إنما تمثل قائمة الغايات أو الاغراض للنشاط التربوي ، فيستتبع ذلك أنه حتى في أي مستوى ينفذ فيه البرنامج يمكن أن يكون ، بل ولابد وأن يكون له قائمة موازية للاهداف . وعلى ذلك فالدولة التي توفر تعليما شعبيا للجميع لابد وأن يكون لديها من الاسباب أو الاغراض ما يدعوها لوضع البرامج التربوية الالزامية . والمجتمع الذي يخطط برنامج تربوي لابد وأن يشير إلى أهداف هذا البرنامج في صورة حاجات محددة . والغرض من أية دراسة لابد وأن يتحدد ، كما لابد وأن يترجم هذا الغرض الى وحدات ودروس يومية بقصد التوجيه الدقيق للخدمات التعليمية . واذا كان لنا ان نحقق الاهداف الاجتماعية الاصلية ، فلابد لكل مستوى من مستويات الاهداف المتتالية أن يسهم في تحقيق الاهداف العامة الاولية ، وعلى ذلك هناك طريقة صالحة تستخدم في تصنيف الاهداف – ذلك بتوضيح المستويات التي تتطابق مع تكوين البرنامج نفسه .
الغرض الاساسي والاهداف العامة للتعليم المدرسي :
إن الهدف الاساسي للتربية طوال فترات العصر البدائي والعصر الحضاري حتى الآن إنما كان لتمكين الفرد من أن يصبح مواطنا أفضل للمجتمع الذي يعيش فيه، وتهدف التربية في بلادنا إلى مساعدة الافراد لكي يعيشوا بفاعلية في مجتمعهم العربي الجديد التي كانت موجودة فيه.
إقرأ أيضا:هي طريقة لتعلم المزيد حول العالم الطبيعيفالمدرسة الابتدائية القديمة (الأولية) كانت تؤكد عنايتها على القراءة والكتابة والدين ، في حين أن المدرسة الثانوية القديمة كانت تعد بعضا من المواطنين لاستكمال تعليمهم في المرحلة العالية ، أو تعد معظمهم للحصول على وظيفة أو عمل في دواوين الحكومة، ويرجع ذلك ولاشك لأغراض استعمارية كانت تسيطر على الدولة حينذاك ، وكانت المدرسة تهتم بالمادة الدراسية أكثر من اهتمامها بالإعداد للحياة، ولكن مع تطور الوقت وتخلصنا من تحكم الاستعمار وسيطرته، ومع زيادة فهمنا لطبيعة الفرد وللعمليتين التعليمية والتربوية – اتجهت المناهج نحو الاهتمام بالمتعلم ذاته – خصائصه ، وقدراته ، ومعلوماته ، أي اتجه الاهتمام إلى الصورة التي تجعل من المواطن إنسانا يشار إليه بأنه تربى وأعد للحياة العناية بحاجات الحياة الحقيقية : ولقد تحدث المفكرون والفلاسفة من خلال التاريخ الطويل ، كما كتبوا عن التربية كظاهرة إعداد للحياة . ومع ذلك فالمدارس في معظمها كانت تؤكد امتصاص المادة واستيعابها أكثر من الاهتمام بالنمو الاجتماعي والإنفعالي والبدني .
إقرأ أيضا:العادات والتقاليد في بريطانياوالحاجات الحقيقية للحياة إنما تتركز في :
1. حاجات الفرد
2. حاجات المجتمع
ولا شك أن أي منهما لا يمكن أن يعتمد على نفسه بدون الآخر ، وأن هاتين الحاجتين أنما تتحدان المدرسة حتى يمكن لها أن تخدم الفرد وتخدم المجتمع .