التخاطر العقلي Mental Telepathy – حقيقة أم خيال؟

التخاطر العقلي Mental Telepathy – حقيقة أم خيال؟

مقدمة عن التخاطر العقلي

سمعنا جميعًا وشاهدنا في أفلام الخيال العلمي ما يسمي ” التخاطر العقلي اوMental Telepathy ،

لكن دعونا نفكر قليلاً، من منا لم يحدث معه مره أو أكثرأنه كان يفكر في من يحب، أو في أحد الأصدقاء أو الزملاء.

ثم فكرت في التواصل معه بالكتابة له علي “الواتس آب” او “الفيس بوك”.
أو حاولت الإتصال به هاتفيًا، وقبل أن تفعل ذلك، تجد نفس الشخص قد سبقك في التواصل بلحظات؟! قد تجد هذا الأمر محيرًا وغريبًا، ولكن هذا ببساطة ما يسمي “التخاطر العقلي Mental Telepathy”.

أمثلة أخري للتخاطر العقلي

لعلك أيضًا في يوم من الأيام كنت مشغولاً بالتفكير في شخص ما.

أوكنت تخاف عليه من وقوع ضرر معين، أو توقعت بوقوع هذا الضرر لذلك الشخص.

وبعدها بفتره وجيزة تري ما توقعته أو كنت تفكر فيه يحدث بالفعل علي أرض الواقع.

أو تشعر أن أحد المقربين إليك في مشكلة أو ضائقة، وتشعر بذلك يقينًا ولكنه لم يخبرك بذلك، وبعد فتره وجيزه عندما يكشف لك الأمر، تكتشف إن ما شعرت به كان حقيقًا! كل هذه أمثلة للتخاطر العقلي أو التوارد الذهني.

تاريخ التخاطر العقلي

توجد العديد من الحوادث التاريخية الموثقة في التراث الإنساني، تثبت وجود هذه الظاهرة، والتي تجادل العلماء بشأنها.

ومن هذه الحوادث وأقدمها وأولها في تاريخ البشرية ، حادثة هابيل وقابيل.

حيث يذكر القرآن الكريم تفاصيل هذه القصة ، عندما خاطب هابيل أخيه قابيل قائلاً له إن كنت تنوي قتلي فأنا لن أفعل.

وبالفعل حدث هذا ، وقد كانت هذه أول ظاهرة للتخاطر العقلي أو التخاطر الذهني في تاريخ البشر.

وغيرها من الحوادث في العصر الحديث التي جعلت البشر يقفون عاجزين عن تفسير هذه الظاهرة.

لكن وصفها إبن خلدون بقوله أنها نوع من الهبات الإلهية أو الكرامات التي يعطيها الله لبعض عباده الذين يختارهم.

تعريف التخاطر العقلي Mental Telepathy

عرّف موقع Psychology Today، التخاطر العقلي بأنه عملية نقل الأفكار من عقل بشري إلى آخر.

ونجد هذا التواصل يوجد بشكل تقليدي في عالم الخيال العلمي أو عالم الخوارق ، وكل منهم يعتبر خارج العلوم المعروفة والسائدة.

وكان هذا التعريف سائدًا لفترة طويلة، حيث كان يُنظر للتخاطر العقلي بأنه نوعًا أو ضربًا من الخيال العلمي.

أول تسمية لظاهرة التخاطر العقلي

وفي عام 1882، كان أول من أطلق هذا المسمي، الذي يعرف حاليًا بالتخاطر الذهني، أو فيما يعرف بالإنجليزية Telepathy، هو عالم النفس الشهير، فريدرك مايرز.

ووضح ذلك المفهوم، بأنه قدرة العقل البشري في نقل أو إكتساب المعلومات من وإلي عقل بشري آخر. ويمكن أن تكون هذه المعلومات في صورة أفكار أو مشاعر.

جدل واسع حول الظاهرة

ومازال هناك جدل واسع بين العلماء حول حقيقة وجود حقيقة التخاطر العقلي هذه من عدمها.

حيث يقول العلماء المعارضين أن هذه الظاهرة لا توجد بشكل متكرر وكبير، وليس لها نتائج ناجحة ومتكررة حيث يمكن الإعتماد عليها في تطبيق ظاهرة التخاطر العقلي أو التخاطر الذهني هذه.

أصل المصطلح العلمي Telepathy

وتُعد الكلمة الإنجليزية (Telepathy) يونانية الأصل تعني بالعربية التأثير عن بعد، وينظر العديد من الشعوب والبشر إلي ظاهرة التخاطر العقلي علي أنها نوعًا من الحاسة السادسة أو القدرة علي الإدراك خارج الحواس البشرية الخمس المعروفة لدينا جميعًا.

ويطلق أيضًا علي ظاهرة التخاطر العقلي فيما يعرف بالإستبصار.

تجارب علمية حديثة لإثبات حقيقة التخاطر العقلي

و علي حسب رواية موقع Psychology Today، إنه في عام 2014 بالتحديد، قام عالم الأعصاب “كارلوس غارو” بجامعة برشلونة الإسبانية، بإجراء تجربة ذكية.

حيث تم وضع منبهات مغناطيسية عبر الجمجمة (TMS) فوق رؤوس بعض الأشخاص في الهند، وتم توصيلها بالانترنت.

وتم إلتقاط إشارات، قد تم إرسالها من هذه المنبهات المغناطيسية، توضح إنه تم نقل إشارات لأدمغة بعض الأشخاص الآخرين موجودين في فرنسا، تطبق عليهم نفس التجربة.

وهذه الإشارات تم نقلها في صورة رسائل بريد إلكتروني لعقول هؤلاء الأشخاص الموجودين في فرنسا.

خلاصة القول

التخاطر العقلي أو التواصل الذهني أو التخاطر الذهني، أيًا كان المسمي، إذا ثبت تأكيده بشكل عملي يمكن قياسه وله نتائج ودلائل ثابته متكررة، فسيكون بإمكان البشر أن يتعلموا طريقة توصيل الأفكار الدقيقة للغاية التي لا يمكن للكلام أو النصوص توصيلها، أو حتي تعبيرات الوجه. وهذا من شأنه يعمق التواصل بين البشر.

فإن الكلمات قد تخطئ ، ولكن الأفكار تنقل ما يعجز الكلام عن نقله.

إغلاق
error: Content is protected !!