التعليم عبر الإنترنت

التعليم عبر الإنترنت

“في الماضي، كان العمال البالغين غير قادرين على مواصلة حياتهم الدراسية بسبب ضيق الوقت، وقد ألغى الإنترنت كل تلك القيود المتعلقة بالوقت من خلال تقديم تجربة تعلم إفتراضية تماماً” (الدكتور ستيلا طومسون).

لقد أضحى الإنترنت بيئة التعلم الإفتراضية التي تجتمع بها مصادر التعلم الإلكتروني مع بعضها بعضاً (محاضرات، عروض توضيحية، معلومات عن المنهاج، تقييم، واجبات)، وفيه تكون المادة العلمية متاحة على الشبكة لكل شخص كي يتعامل معها وفقاً لوقته وسرعته الشخصية في التعلم.

ويتيح الإنترنت للطلبة دخول المواقع الإلكترونية حسب إهتماماتهم الشخصية (علمية، أدبية…) وميولهم ورغباتهم، واستخدامها لنشر أعمالهم من نصوص ومواد وتشاركها مع زملائهم، ويزود الإنترنت المتعلم بتنوع لغوي كبير وذلك من خلال التعامل مع أشخاص ذوو لغات مختلفة ووجود المعلومات المكتوبة بلغات مختلفة كذلك، ويبدو أهمية الإنترنت بالقدرة على تزويد المتعلمين بالتمارين المختلفة والتي تناسب سائر المقررات، أضف إلى ذلك إمكانية التفاعل العالمي مع المعلم والزملاء والمتعلمين الآخرين من دول ومجتمعات أخرى متجاوزة الحدود الجغرافية (بعد المنطقة عن مكان التعلم، المواصلات…) أو سوء الأحوال الجوية.

ويمكن توظيف العديد من المواقع والأدوات للتعليم عبر الإنترنت، ومن أهمها:

• المواقع الإجتماعية:

من الممكن إستخدام المواقع الإجتماعية في عملية التعلم، فهي تعد سهلة الإستخدام، كما أنها تتيح للمتعلم أن يبقى على إتصال مع أفراد مجموعته التعلمية، ومن الأمثلة على هذه المواقع: -موقع Facebook – موقع Twitter.

وتعزز هذه المواقع روح التواصل بين الطلبة والمعلمين مستفيدين مما تقدمة هذه المواقع من خدمات تساعد المعلم على بناء تدريبات تساعد الطالب على المذاكرة (Flash Card)، أو تبادل الكتب وإعارتها بين الطلبة(Book Tag) ، أو إضافة المقررات والإعلانات والواجبات (Courses)، وتكوين حلقات نقاش ومجموعات للدراسة على مدار الساعة (Groups) فضلاً عن أن هذه المواقع تفتح المجال للبث المباشر للمحاضرات لمن لم يسعفه الحظ في الوصول إلى قاعة التدريس، لا بل يستطيع المدرس أن يضع لنفسه ساعات مكتبية (Face Hours) يمكن من خلالها للطلبة التواصل معه وطرح الأسئلة وتلقى الإجابة بسرعة كبيرة.

• التعلم بالهاتف النقال (mlearning):

بدأت فكرة “التعلم عن طريق الجوال” من خلال أحد البرامج البحثية الأوربية، التي استهدفت في عام 2001م شريحة محددة من المجتمع الأوربي بين سن 16- 24 سنة، ممن اعتبروا في خطر من ناحية ضعف ارتباطهم بالمجتمع اجتماعياً وتعليمياً، فأغلب هذه الشريحة كان بلا عمل أو يحصل على أجر محدود أو حتى بلا مأوى، كما كانت الشريحة المختارة أيضاً لا تتلقى تعليماً سواءً من خلال أنظمة التعليم التقليدي أو غيره، وكان القاسم المشترك بين هذه الشريحة المختارة أنها كلها كانت تمتلك جهاز تليفون جوال، وترغب في التعلم من خلال نظام خاص يسمح بتغطية احتياجات كل فرد منها ومساعدته للتعلم والحصول على المعرفة.
وقد رصد للمشروع في حينها مبلغ 4.5 مليون يورو، واهتم به الإتحاد الأوربي والمفوضية الأوربية، وارتبطت به عدد من الجامعات والمراكز البحثية، ونشأ عنه الاهتمام الحالي بموضوع التعلم عن طريق الجوال، أو ما يشار إليه غختصاراً بـM-Learning ، ويستخدم مصطلح M-Learning أو “التعلم عن طريق الجوال” مؤخراً للدلالة على “ارتباط نظم التعليم الإلكتروني مع تقنيات أجهزة الهواتف المتنقلة الحديثة، لتقديم المعارف والمعلومات عن طريق الهاتف الجوال”.
لذا أصبح التوجه لإستخدامه وسيلة تعلمية فعالة من خلال ربطه بالإنترنت، حيث تغيرت النظرة حول التعلم بالهاتف الخلوي من كونه نشاط معزول إلى تعلم يعطي خبرات تعاونية وتحادثيه غنية، ومن المتوقع أن يكون التعليم عن طريق الجوال أحد وسائل التعلم وتبادل المعارف في المجتمعات خلال هذا القرن.

• الكتب الإلكترونية:

وتتميز بإمكانية نقلها في الذاكرة المتنقلة (الفلاش)، وهذا يتيح للمتعلم التعلم في أي وقت وأي مكان.
• مواقع التعلم الإلكترونية: ولها ميزات متعددة منها:
أ) التفاعلية في التعلم: ينجز المعلم الدرس من خلال جهازه الخاص ويقوم برفعها أو من خلال الموقع حيث يوفر الأدوات اللازمة لذلك.
ب) الدردشة الفورية: من خلال الشات التي يقوم الموقع ببنائها تلقائياً مع كل درس تتم إضافته.
ج) إنشاء منتدى للمقرر: يتم من خلاله التفاعل طويل المدى وذلك عندما يتصل الطالب ويسجل دخوله في أي وقت يمكنه الاطلاع على حلول التمارين والجديد من الأفكار والتواصل مع زملائه الطلبة ومعلمه.
د) التمارين التفاعلية: يتم تقييم الطالب ونشر النتائج حيث لا يمكن تغييرها، ويقوم الموقع بتحويل الطالب للاستدراك في حالة عدم حصوله على المعدل المناسب للخروج من الدرس وتتحكم الإدارة في المعدل.

• البريد الإلكتروني:

يمكن الإستفادة منه في التعلم حيث يقوم المعلم بتسجيل ايميلات الطلبة، ويرسل لهم بصفة دورية الجديد من الدروس والمعلومات ويطالبهم بالرد بإجابة التمارين، ولا بد من التأكيد على أن التعلم عبر الإنترنت يرتقي بمهارات التفكير العليا للمتعلم، فالطالب يراد منه الوصول إلى المعلومة بنفسه وتحليلها وتمحيصها، ومن ثم اتخاذ القرار باستخدامها من عدمه، وهذا يراعي أن لكل متعلم شخصيته الفريدة والمتميزة والقادرة على تعلم كيفية التعلم من خلال سرعته الذاتية وقدراته كذلك.

إغلاق
error: Content is protected !!