التهاب القولون التقرحي – Ulcerative colitis

التهاب القولون التقرحي – Ulcerative colitis

المقدمة

التهاب القولون التقرحي هو مرض (مزمن) طويل الأمد يصيب القولون.

تتضمن الأعراض:

•     إسهال دموي

•     ألم بطني

•     حاجة متكررة للذهاب إلى المرحاض

•     فقدان الوزن

يمكن لهذه الأعراض أن تتراوح بين الخفيفة والشديدة، تترافق مع حالة غير متوقعة. يمكن أن تتهيج الأعراض ثم تختفي (يُعرف باسم خمود المرض) لمدة شهور أو حتى لسنوات.

العلاج

لا يوجد حالياً أي علاج لإلتهاب القولون التقرحي وبالتالي فإن الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض أثناء التهيُّج ومنع الأعراض من العودة خلال فترة خمود المرض – يُعرف هذا باسم العلاج الصائن.

تستخدم أدوية مثل أمينوساليسيلات و الستيروئيدات القشرية (الأدوية الستيرويدية) لهذا الغرض.

عادة ًما يمكن علاج ” التهيجات” التي تتراوح بين الخفيفة الى المعتدلة في المنزل. يحتاج التهيج الشديد إلى العلاج في المستشفى لأن هناك فرصة لتطوّر مضاعفات خطيرة.

قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة جزء من القولون، إذا فشل عمل الأدوية.

ما الذي يسبب التهاب القولون التقرحي؟

يُعتقد أن يكون التهاب القولون التقرحي ما هو معروف بإسم مرض المناعة الذاتية. يعني هذا أن النظام المناعي – دفاع الجسم ضد الإصابة – يخطئ بطريقة ما ويهاجم الأنسجة السليمة.

تقول إحدى النظريات أن الجهاز المناعي يخطئ بظن أن البكتيريا غير المؤذية داخل القولون تشكّل تهديداً ويهاجم أنسجة القولون، مما يسبب في التهابها.في الحالات الشديدة، قد تتشكل قروح مؤلمة تنزف و تفرز مخاطاً و قيحاً.

إن السبب الذي يجعل نظام المناعة يتصرّف بهذه الطريقة غير واضحٌ تماماً. يعتقد معظم الخبراء أن هذا تشترك به مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.

المضاعفات

تشمل المضاعفات ما يلي:

•     التهاب القنوات الصفراوية (الأنابيب التي تنقل الصفراء من الكبد) – المعروف باسم التهاب الأقنية الصفراوية التصلّبي البدئي، يمكن أن يسبب أعراض مثل حكة الجلد والتعب

•     الغازات التي تنحبس داخل القولون، مؤديةً إلى تضخمه – وهذا معروف باسم تضخم القولون السام، حيث يتطلب علاجاً طارئاً لأنه يمكن أن يكون مهدداً للحياة

يكون لدى الناس الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي خطر متزايد للإصابة بسرطان الأمعاء. ولهذا السبب، يُنصح بفحوص منتظمة لسرطان الأمعاء.

من يُصاب به

التهاب القولون التقرحي هو مرض غير شائع. يقدَّر أنه يتم تشخيص حالة واحدة جديدة كل عام من بين كل 1،000 شخص.

يظهر المرض عادةً لدى شخص يتراوح عمره بين 15 و 30.

يكون أكثر شيوعاً لدى الناس ذوي البشرة البيضاء من أصل أوروبي و ذوي البشرة السوداء. يكون المرض نادراً جداً لدى الناس من أصول عربية أو آسيوية. وأسباب ذلك غير واضحة.

يصاب كلاً من الرجال والنساء بالتهاب القولون التقرحي بنفس القدر.

التوقعات

عادةً ما تكون التوقعات لمعظم الناس الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي جيدة جداً. غالباً ما تكون الأعراض خفيفة الى معتدلة ويمكن السيطرة عليها بتناول الدواء.

مع ذلك، يقدَّر أن واحداً من كل 5 أشخاص يعانون من التهاب القولون التقرحي لديهم أعراض شديدة لا تستجيب للدواء. في هذه الحالات، قد يكون من الضروري استئصال القولون جراحياً.

الأعراض

يمكن للأعراض أن تتفاوت تبعاً لمساحة القولون المصابة ومستوى الإلتهاب.

تشمل الأعراض الشائعة:

•     ألم بطني

•     إسهال دموي مع مخاط

قد يكون هناك أيضاً:

•     تعب وإرهاق

•     فقدان الشهية و الوزن

•     فقر الدم (ضيق في التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب، وتعب وشحوب الجلد)

•     ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) إلى 38درجة مئوية (100.4فهرنهايت) أو أعلى

•    التجفاف

•     الرغبة المستمرة في تفريغ الأمعاء (معروفة باسم الزحار)

غالباً ما تكون الأعراض أسوأ في بداية الصباح.

سيكون لدى كثير من الأشخاص الذين يعيشون في المرض فترات طويلة من الأشهر أو السنوات يعانون فيها من عدد قليل جداً، أو من عدم وجود أعراض. مع ذلك، في جميع الحالات، في نهاية المطاف ستعود الأعراض بحال عدم العلاج .

لم يتم التعرف على أي مثير محدّد يسبب عودة الأعراض، على الرغم من أنه يعتقد أن الضغط النفسي قد يكون عاملاً.

متى يجب طلب المشورة الطبية

إذا عانيت من تهيجٍ شديد للأعراض قد تحتاج إلى دخول المستشفى كإجراء احترازي.

يتم عادةً وصف التهيّج الشديد عندما يتم تبرز الدماء لستة مرات أو أكثر في يوم واحد، و هناك أعراض تشير إلى أنك مريض جداً مثل الحمى، سرعة ضربات القلب وفقر الدم.

إذا كنت تعتقد أنه قد يكون لديك تهيّج شديد، اتصل بطبيبك المسؤول عن رعايتك للحصول على المشورة.

الأسباب

إن السبب الدقيق للمرض هو غير معروف، ولكن يعتقد الباحثون أن هناك عدداً من العوامل المعنية. يتم سردها أدناه.

الجهاز المناعي

يعتقد بعض الباحثين أن العدوى الفيروسية أو البكتيرية تثير نظام الدفاع الطبيعي لجسمنا ضد العدوى، الجهاز المناعي.

يستجيب الجهاز المناعي للعدوى عن طريق التسبب في التهاب يرتبط بالتهاب القولون التقرحي، ولكن لسبب ما لا ” يتوقف” الجهاز المناعي عندما تمر العدوى، ويستمر ليسبب التهاباً.

يعتقد علماء آخرون أنه ليس هناك عدوى معنية وأن الجهاز المناعي هو الذي يقوم بالخلل بنفسه.

هناك نظرية رائدة تقول بأن نظام المناعة يخطئ عندما يعتبر “البكتيريا الصديقة” الموجودة في القولون (التي تسهل عملية الهضم) على أنها عدوى. لذلك يحاول وقف انتشار ما يعتقد أنه عدوى من خلال التسبب في التهاب (تورم) القولون. تعرف الحالات التي يهاجم فيها الجهاز المناعي الأنسجة السليمة بحالات المناعة الذاتية.

الجينيّة

يبدو أن جيناتك التي ترثها تلعب دوراً في تطوير التهاب القولون التقرحي. أظهرت الدراسات أن حوالي واحد من كل 6 أشخاص يعانون من التهاب القولون التقرحي لديهم قريب يعاني من المرض. أيضاً، إن مستويات التهاب القولون التقرحي هي أعلى بكثير لدى جماعات عرقية معينة دون غيرها.

حدّد الباحثون العديد من الجينات التي يبدو أنها تجعل الناس أكثر عرضة لتطوير التهاب القولون التقرحي، على الرغم من أن كيفية فعل ذلك بالضبط لا تزال غير مؤكدة.

البيئية

أين وكيف نعيش يلعب دوراً في تطور التهاب القولون التقرحي. يكون المرض أكثر شيوعاً في المناطق الحضرية في الأجزاء الشمالية من أوروبا الغربية وأمريكا.

لقد تم اقتراح عوامل بيئية مختلفة، تتضمّن:

•     تلوث الهواء

•     النظام الغذائي: إن النظام الغذائي الغربي النمطي هو عالي الكربوهيدرات والدهون، وهو ما قد يفسر لماذا تكون الشعوب الآسيوية، التي تميل إلى تناول أطعمة أقل في الكربوهيدرات والدهون، أقل إصابة بالتهاب القولون التقرحي

•     النظافة: يتم تربية الأطفال في بيئات خالية أكثر فأكثرمن الجراثيم، ولكن من الممكن أن يحتاج الجهاز المناعي إلى التعرض للجراثيم ليتطور بشكل صحيح (وهذا ما يعرف بإسم فرضية النظافة، تم اقترحها كسبب محتمل لظهور أمراض الحساسية مثل الربو)

مع ذلك، لم يتم تحديد أي عوامل بشكل إيجابي.

عوامل الخطر

التهاب القولون التقرحي هو مرض غير شائع. يقدَّر أنه يتم تشخيص حالة واحدة جديدة كل عام من بين كل 1،000 شخص.

يظهر المرض عادةً لدى شخص يتراوح عمره بين 15 و 30.

يكون أكثر شيوعاً لدى الناس ذوي البشرة البيضاء من أصل أوروبي و ذوي البشرة السوداء. يكون المرض نادراً جداً لدى الناس من أصول عربية أو آسيوية. وأسباب ذلك غير واضحة.

يصاب كلاً من الرجال والنساء بالتهاب القولون التقرحي بنفس القدر.

الاختبارات

لتشخيص التهاب القولون التقرحي، سيسألك طبيبك أولاً عن الأعراض التي تعاني منها، صحتك العامة، و تاريخك الطبي. ثم سيقوم بفحصك بدنياً والتحقق من وجود علامات مثل الشحوب (الناجم عن فقر الدم) والألم عند لمس المعدة (الناجم عن الإلتهاب).

الخطوة التالية هي إختبار الدم وعينة من البراز. يمكن أن تظهر اختبارات الدم ما إذا كنت مصاباً بفقر الدم. هناك أيضاً اختباران للدم متخصصان معروفان باسم اختبارسرعة تثفّل الكريات الحمراء واختبار البروتين الارتكاسي الذين يبحثان عن تغييرات في الدم تشير إلى مرضٍ والتهاب. سيتم فحص البراز للكشف عن الإصابة. قد يتم أيضاً إجراء تصوير بالأشعة السينية للمساعدة في تقييم مدى الحالة.

التنظير السيني

سيحتاج التشخيص بعد ذلك إلى أن يتم اثباته عن طريق دراسة مستوى ومدى التهاب الأمعاء. يتم ذلك في البداية عن طريق استخدام المنظار السيني، وهو أنبوب مرن يحتوي على كاميرا يتم إدخاله في المستقيم.

لا يكون هذا الإجراء مؤلماً، على الرغم من أنك قد تُعطى مسكّناً للإسترخاء. يستغرق عادةً حوالي 15 دقيقة، وبعد ذلك يمكنك العودة إلى منزلك.

يتمكّن المنظار السيني من النظر في المستقيم والجزء السفلي من القولون فقط. إذا كان يعتقد أن التهاب القولون التقرحي قد أصاب جزء كبير من قولونك، سيطلب إجراء فحص آخر. وهو ما يُعرف باسم تنظير القولون.

تنظير القولون

يستخدم تنظير القولون أنبوب أطول وأكثر مرونة يسمى منظار القولون، الذي يسمح بفحص القولون بأكمله.

سيكون ضرورياً قبل إجراء الفحص أن يكون القولون فارغاً تماماً. لذلك سيكون هناك حاجة لاتخاذ مليّنات قوية مسبقاً.

مرة أخرى، لا يكون الإجراء مؤلماً على الرغم من أنك قد تشعر بالإنزعاج في البداية. سيتم إعطاؤك المسكّنات لمساعدتك على الإسترخاء. يستغرق هذا الإجراء حوالي نصف ساعة، وبعد ذلك ستكون قادراً على العودة إلى المنزل.

العلاج

حالما يتم تأكيد التشخيص، قد يتم تحويلك إلى طبيب الجهاز الهضمي (طبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي) وبذلك يمكن تقييم شدة المرض ووضع خطة العلاج.

يتم الحكم على شدة المرض عن طريق التالي:

•     كم مرة تقوم فيها بالتبرّز

•     ما إذا كان هذا البراز دموي

•     ما إذا كنت تعاني أيضاً من أعراضٍ على نطاق أوسع مثل الحمّى، سرعة ضربات القلب وفقر الدم (ضيق في التنفس، عدم انتظام ضربات القلب، التعب وشحوب الجلد)

•     مدى سيطرتك على مثانتك

•     صحتك العامة

إذا كانت الأعراض التي تعاني منها خفيفة قد لا يتطلب منك علاجاً محدداً لأن التهاب القولون التقرحي من الدرجة الخفيفة غالباً ما يزول من تلقاء نفسه في غضون بضعة أيام.

غالباً ما يتم علاج التهاب القولون التقرحي المعتدل باستخدام دواء يسمى الأمينوساليسيلات. إذا لم يكن فعالاً، يمكن استخدام البدائل مثل الستيروئيدات القشرية الستيروئيدات القشرية (الأدوية الستيرويدية) وقامعات المناعة (الأدوية التي تقمع عمل جهازك المناعي).

عندما تصبح أعراضك تحت السيطرة قد يُنصح بمواصلة تناول الأمينوساليسيلات لأن هذه يمكن أن تساعد على منع المزيد من التهيّج، وهذا يعرف باسم العلاج الصائن.

إذا كنت تعاني من تهيّج شديد قد تحتاج إلى دخول المستشفى حيث يمكن اعطاؤك حقن من االستيروئيدات القشرية أو قامعات المناعة.

هناك أيضاً نوعٌ جديد نسبياً من الأدوية تسمى انفليكسيماب يمكن استخدامها لعلاج التهاب القولون التقرحي الحادّ حيث لا يمكن استخدام الستيروثيدات القشرية لأسباب طبية.

قد يوصى بالجراحة لاستئصال جزء من القولون إذا فشلت الأدوية في السيطرة على الأعراض أو كنت تواجه تهيُّجاً متكرراً للأعراض.

يتم مناقشة خيارات العلاج مع مزيد من التفاصيل أدناه.

الأمينوساليسيلات

الأمينوساليسيلات هي الخيار الأول لعلاج التهاب القولون التقرحي من الدرجة الخفيفة إلى المعتدلة. تساعد على تخفيف الإلتهاب و يمكن أن يتم اتخاذها:

•     فموياً: كأقرص أو كبسولات يتم بلعها

•   على شكل تحميلة: وهي كبسولة تقوم بإدخالها في المستقيم، حيث تذوب بعدها هناك

•     عبر حقنة شرجية: حيث يتم ضخّ السائل إلى قولونك

تعتمد كيفية تناول الأمينوساليسيلات على شدة ومدى حالتك.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للأمينوساليسيلات:

•     الإسهال

•     الشعور بالغثيان

•     الصداع

•     طفح جلدي

الستيروئيدات القشرية

قد يتم استخدام الستيرويدات القشرية (الأدوية الستيرويدية) إذا كان التهاب القولون التقرحي لديك أكثر شدّة أو أنه لا يستجيب للأمينوساليسيلات. تتصرف الستيروئيدات مثل الكثير من الأمينوساليسيلات في الحدّ من الإلتهاب، إلا أنها أقوى بكثير.

كما هو الحال مع الأمينوساليسيلات، يمكن أن يتم اعطاء الستيروئيدات فموياً، موضعياً أو عن طريق تحميلة أو حقنة شرجية.

لا ينصح باستخدام الستيروئيدات على المدى الطويل، خاصّة عن طريق الفم، لأنها يمكن أن تسبب آثاراً جانبية خطيرة. لذلك، عندما يستجيب التهاب القولون للعلاج، فمن المرجّح أنك ستتوقف عن استخدامها.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية لاستخدام الستيروئيد على المدى القصير ما يلي:

•     تغيرات في الجلد مثل حب الشباب

•     اضطراب النوم و المزاج

•    عسر الهضم

•     تورّم

تشمل الآثار الجانبية لاستخدام الستيروئيد لفترات طويلة (أكثر من 12 أسبوعاً) ما يلي:

•     تخلخل العظام – ضعف العظام

•     ارتفاع ضغط الدم (فرط التوتر الشرياني)

•     مرض السكري – أو تفاقم مرض السكري الموجود

•     زيادة الوزن

•     إعتام عدسة العين – حيث يمكن لبقع مغبشّة في عدسة العين أن تجعل الرؤية غير واضحة أو ضبابية

لتقليل مخاطر استخدام الستيروئيد لفترات طويلة، من المهم أن:

•     تتبع نظام غذائي صحي ومتوازن مع الكثير من الكالسيوم.

•     تحافظ على وزن جسم سليم.

•    تقلع عن التدخين.

•     لا تشرب أكثر من حدود الكحول الآمنة (المستويات اليومية الموصى بها هي ثلاث إلى أربع وحدات من الكحول للرجال واثنين إلى ثلاث وحدات للنساء).

•    تمارس التمارين الرياضية المنتظمة.

ستحتاج أيضاً إلى مواعيد منتظمة لفحص ضغط الدم المرتفع والسكري وتخلخل العظام إذا كان علاجك يتطلب استخدام الستيروئيدات القشرية على المدى الطويل.

قامعات المناعة

قد يتم اعطاؤك قامعات المناعة إذا كان مرضك لا يزال لا يستجيب للعلاج، وأحياناً مع الأدوية الأخرى.

قد يوصى بها أيضاً إذا تم اتخاذ قرار بسحب العلاج بالستيروئيد للحدّ من الآثار الجانبية المحتملة. وهو المعروف باسم العلاج الموفر للستيروئيد.

تعمل قامعات المناعة عن طريق الحدّ من أو قمع نظام مناعة جسمك.سيوقف هذا الإلتهاب الناجم عن التهاب القولون التقرحي.

تأخذ قامعات المناعة بعض الوقت لبدء العمل (عادةً 2-3 أشهر).

إن نقطة الضعف هي أنها تؤثر على الجسم كله، وليس فقط على قولونك. قد يجعلك هذا أكثر عرضة للعدوى، لذلك من المهم إبلاغ طبيبك عن أي علامة للعدوى، مثل الإلتهاب والحمّى أو المرض، على الفور.

كما أنها يمكن أن تقلل من إنتاج خلايا الدم الحمراء، فتجعلك عرضة لفقر الدم. ستحتاج إلى إجراء اختبارات دم منتظمة لمراقبة مستويات خلايا الدم لديك والفحص للبحث عن وجود أي مشاكل أخرى.

إن قامعات المناعة المفضّلة المستخدمة في علاج التهاب القولون التقرحي هي دواء معروف بإسم الآزاثيوبرين. وهذا لأنها نادراً ما تسبب آثاراً جانبية لدى معظم الناس.

وقد تم ربط استخدام الآزاثيوبرين على المدى الطويل بزيادة طفيفة لمخاطر الإصابة بالسرطان، ولا سيما سرطان الجلد.

لا ينصح باستخدام الآزوثيوبرين عادةً لدى النساء الحوامل. مع ذلك، إذا كان هذا هو العلاج الوحيد الذي يسيطر بنجاح على مرضك، فمن المحتمل أن يتم نصحك بمواصلة تناوله. إن أي خطر عليك أو على طفلك أقل بكثير من المخاطر التي يحدثها التهاب القولون التقرحي.

تدبير التهاب القولون التقرحي الحادّ النشط

ينبغي أن يتم تدبير التهاب القولون التقرحي الحاد النشط في المستشفى للحدّ من مخاطر التجفاف، سوء التغذية ومضاعفات ربما تكون قاتلة مثل تمزّق قولونك.

سيتم اعطاؤك سائل داخل الوريد (حقنه مباشرةً في وريدك) لعلاج التجفاف. يمكن أن يتم علاج المرض نفسه باستخدام حقن الستيريوئيدات أو قامعات المناعة.

انفليكسيماب

انفليكسيماب هو نوع جديد من الأدوية المستخدمة فقط لعلاج التهاب القولون التقرحي النشط والحادّ إذا لم تكن قادراً على تناول أدوية الستيروئيد لأسباب طبية، كأن تعاني من حساسية تجاهها.

وهو يعمل عن طريق استهداف بروتين يسمى العامل المنخّر للورم ألفا، الذي يستخدمه نظام المناعة لتحفيز الإلتهاب.

يتم اعطاء الانفليكسيماب عن طريق التنقيط في ذراعك على مدار ساعتين. هذا ما يعرف بالتسريب.

سيُجرى لك تسريب إضافي في الوريد بعد أسبوعين ومرة أخرى بعد 6 أسابيع. ثم بعد كل 8 أسابيع، إذا كان العلاج لا يزال مطلوباً.

يكون لدى حولي واحد من كل أربعة أشخاص حساسية للانفليكسيماب ويعانون من أعراض مثل:

•     آلام في العضلات والمفاصل

•     حكة في الجلد

•     ارتفاع في درجة الحرارة

•     طفح جلدي

•     تورم في اليدين أو الشفتين

•     مشاكل البلع

•     صداع

تتفاوت الأعراض من خفيفة إلى حادة وعادةً ما تتطور في أول ساعتين بعد الإنتهاء من التسريب في الوريد.

نادراً ما اختبر الناس أيام أو حتى أسابيع من الحساسية المتأخرة بعد التسريب في الوريد. إذا بدأت تواجه الأعراض المذكورة أعلاه بعد أخذ الانفليكسيماب، اطلب المساعدة الطبية الفورية.

سيتم مراقبتك بعناية بعد التسريب الأول، وإذا لزم الأمر، قد يتم استخدام أدوية قوية مضادة للحساسية، مثل الإبينفرين.

لقد كان هناك عدد من الحالات التي قام فيها الانفليكسيماب “بتنشيط” إصابة السل الساكنة مسبقاً. لذلك، قد لا يكون مناسباً إذا كان لديك تاريخ سابق من مرض السل. ونفس الشيء ينطبق أيضاً مع عدوى التهاب الكبد الفيروسي ب.

لا ينصح أيضاً بالانفليكسيماب للأشخاص الذين لديهم تاريخ من أمراض القلب.

سيجعلك الانفليكسيماب أكثر عرضة للعدوى، لذلك تجنب التواصل مع الأشخاص المصابين بعدوى جدري الماء أو بالقوباء المعروفة.

من المهم ابلاغ طبيبك عن أعراض العدوى الممكنة، مثل السعال، وارتفاع في درجة الحرارة أو التهاب الحلق.

الحفاظ على الخمود

بمجرد أن تكون الأعراض في مرحلة خمود، ينبغي أن يساعد تناول جرعة منتظمة من الأمينوساليسيلات في منع تكرار الأعراض. إذا عاود المرض بشكل متكرر، قد يوصى بجرعة منتظمة من قامعات المناعة مثل الآزاثيوبرين.

إذا كان لديك التهاب قولون تقرحي واسع النطاق، يوصى عادةً بالعلاج الصائن مدى الحياة.

إذا كان التهاب القولون التقرحي لديك يقتصر على جزء صغير من قولونك، قد تكون قادراً على وقف العلاج، إذا مرَّ عامان دون عودة الأعراض.

العمل الجراحي

إذا لم يستجب التهاب القولون التقرحي للعلاج الطبي المكثَّف، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية.

قد ترغب أيضاً في التفكير في الجراحة إذا لم يكن علاجك الصائن يعمل و كان المرض يؤثر على نوعية حياتك.

تتضمن الجراحة إزالة القولون بشكل دائم – استئصال القولون. كجزء من هذه العملية، سيتم إعادة توجيه أمعاءك الدقيقة من القولون بحيث يمكن أن تمرر الفضلات خارج جسمك.

يتحقق هذا عادةّ من خلال تنفيذ فغر لفائف الأمعاء، حيث يتم إجراء شق في المعدة و سحب الأمعاء الدقيقة قليلاً خارج الثقب وتوصيلها إلى الجيب (الذي يجمع الفضلات).

مع ذلك، في السنوات الأخيرة، تم استخدام تقنية آخرى بشكل متزايد تعرف باسم الجيب الشرجي اللفائفي. وهو جيب داخلي يقوم الجرّاح بإنشائه من الأمعاء الدقيقة ثم بوصله إلى العضلات المحيطة بفتحة شرجك. يمكن إفراغ الجيب بنفس الطريقة التي تقوم فيها بالتبرّز.

تكمن ميزة هذه التقنية بأنك لست بحاجة إلى حمل جيب خارجي.

نمط الحياة

النظام الغذائي

على الرغم من أن النظام الغذائي لا يبدو أنه يلعب دوراً في التسبب بالتهاب القولون التقرحي، لكن يمكن أن يساعد في

السيطرة على هذا المرض .

قد تساعد النصائح التالية :

•     الإحتفاظ بمذكرات الطعام: قد تجد أنك تستطيع تحمّل بعض الأطعمة، بينما يجعل البعض الآخر منها أعراضك تزداد سوءاً.ينبغي، عن طريق الإحتفاظ بتسجيل يتضمن ماذا ومتى تتناول الطعام، أن تكون قادراً على استبعاد الأطعمة التي تتسبب بمشكلة من نظامك الغذائي .

•     تناول وجبات صغيرة: قد يشعرك تناول خمس أو ست وجبات أصغر في اليوم، بدلاً من ثلاث وجبات رئيسية بالتحسّن.

•     شرب الكثير من السوائل: من السهل أن تصاب بالتجفاف عندما تعاني من التهاب القولون التقرحي، لأنك يمكن أن تفقد الكثير من السوائل عبر الإسهال. يعدّ الماء أفضل مصدر للسوائل. تجنب الكافيين والكحول لأنها ستجعل الإسهال أكثر سوءاً، والمشروبات الغازية لأنها ستسبب الغازات.

•     المكملات الغذائية: اسأل طبيبك أو طبيب الجهاز الهضمي ما إذا كنت بحاجة إلى المكملات الغذائية، لأن جسمك قد لا يمتص ما يكفي من الفيتامينات والمعادن، مثل الكالسيوم والحديد.

الضغط النفسي

مجدداً، على الرغم من أن الضغط النفسي لا يسبب التهاب القولون التقرحي، قد يقلل ضبط مستويات الضغط النفسي بنجاح من تواتر الأعراض. قد تساعدك النصائح التالية:

•     ممارسة التمارين: لقد تم اثبات أن ممارسة التمارين تحدّ من الضغط وترفع مزاجك. ينبغي أن يكون طبيبك أو طبيب الجهاز الهضمي قادراً على تقديم المشورة بشأن خطة التمارين المناسبة.

•     تقنيات الإسترخاء: تعدّ تمارين التنفس، التأمل واليوغا وسائل جيدة لتعليم نفسك الإسترخاء.

•     التواصل: يمكن أن يكون التعايش مع التهاب القولون التقرحي محبطاً وعازلاً. يمكن أن يكون للحديث مع أشخاص آخرين لديهم المرض فائدة كبيرة.

المضاعفات

التهاب الأقنية الصفراوية التصلّبي البدئي

التهاب الأقنية الصفراوية التصلّبي البدئي هو إختلاط شائع لالتهاب القولون التقرحي الذي يصيب شخصاً من كل 20 حالة.

يحدث التهاب الأقنية الصفراوية التصلّبي البدئي عندما تلتهب القناة الصفراوية تدريجياً و تتأذّى مع مرور الوقت. القناة الصفراوية هي أنابيب صغيرة تستخدم لنقل الصفراء (عصارة الجهاز الهضمي) من الكبد إلى الجهاز الهضمي.

لايسبب التهاب الأقنية الصفراوية التصلّبي البدئي عادةً أعراضاً إلى أن يدخل في مرحلة متقدمة. يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

•    الإرهاق (التعب الشديد)

•    الإسهال

•     حكة في الجلد

•     فقدان الوزن

•     القشعريرة

•     ارتفاع درجة الحرارة (حمى) إلى 38درجة مئوية (100.4فهرنهايت) أو أعلى

•     اليرقان: اصفرار الجلد وبياض العينين

لا يوجد علاج مباشر لالتهاب الأقنية الصفراوية التصلّبي البدئي ولكن يمكن استخدام أدوية، مثل ريفامبيسين، لتخفيف الكثير من الأعراض، مثل الحكة في الجلد.

في الحالات الأكثر شدّة لالتهاب الأقنية الصفراوية التصلّبي البدئي، قد تكون هناك حاجة لعملية زرع كبد.

سرطان الأمعاء

يتعرض الأشخاص المصابين بالتهاب القولون التقرحي لمخاطر متزايدة للإصابة بسرطان الأمعاء (سرطان القولون، المستقيم أو الأمعاء)، وخاصة إذا كان المرض شديداً أو واسع النطاق.

كلما كانت مدة التهاب القولون التقرحي أطول، كلما زاد الخطر:

•     بعد 10 سنوات يكون خطر الإصابة بسرطان الأمعاء هو 1 من 50 حالة.

•     بعد 20 سنة يكون خطر الإصابة بسرطان الأمعاء هو 1 من 12حالة.

•     بعد 30 سنة يكون خطر الإصابة بسرطان الأمعاء هو 1 من 6 حالات.

غالباً ما يجهل الناس الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي أنهم مصابون بسرطان الأمعاء لأن الأعراض الأولية لهذا النوع من السرطان تتشابه مع التهاب القولون التقرحي، مثل وجود الدم في برازك، الإسهال والآلام في البطن.

لهذه الأسباب قد يتم نصحك بإجراء تنظير القولون كل بضع سنوات للتحقق من عدم الإصابة بالسرطان. سيزيد تكرار فحوص تنظير القولون من مدة البقاء على قيد الحياة بحال وجود المرض.

للحدّ من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، تأكّد من تناول طعام صحي متوازن يتضمّن الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة.  من المهم أيضاً ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، الحفاظ على وزن صحي وتجنب الكحول والتدخين.

ينبغي أن يساعد تناول الأمينوساليسيلات كوصفة طبية أيضاً في التقليل من خطر إصابتك بسرطان الأمعاء.

تخلخل العظام

تخلخل العظام هو إختلاط شائع يصيب ما يقارب 1 من كل 6 أشخاص يعانون من التهاب القولون التقرحي.

تخلخل العظام هو مرض يصيب العظام، مسبباً ترققها و ضعفها. لا يحدث المرض بسبب التهاب القولون التقرحي بشكل مباشر، ولكنه يتطور كأثر جانبي لاستخدام الستيروئيد لفترات طويلة.

على الرغم أن المخاطر المرتبطة باستخدام الستيروئيد معروفة، فإن استخدام الستيروئيدات على المدى الطويل لدى بعض الناس هو السبيل الوحيد للسيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي.

هناك العديد من الأدوية، مثل البايفوسفونات، التي يمكن استخدامها لتعزيز العظام.

قد يتم نصحك أيضاً بتناول مكملات منتظمة من فيتامين د والكالسيوم، لأن كلاهما له آثار مقوية للعظام.

قم بقراءة المزيد عن علاج تخلخل العظام.

تضخم القولون السام

تضخم القولون السام هو اختلاط نادر وخطير يحدث لدى حوالي 1 من 20 من حالات التهاب القولون التقرحي الحادّ.في الحالات الشديدة من الإلتهاب، يمكن أن تنحبس الغازات في القولون، مؤدّيةً إلى تضخمه. وهذا أمر خطير لأنه يمكن أن:

•     يدخل الجسم في صدمة (انخفاض مفاجئ في ضغط الدم)

•     يفتّق (يمزّق) القولون

•     يسبب خمجاً في الدم (انتان دموي)

تشمل أعراض تضخم القولون السام:

•     آلام البطن

•    التجفاف

•     ارتفاع درجة حرارة الجسم (40 درجة مئوية أو 104فهرنهايت)

•     سرعة معدل ضربات القلب

يمكن علاج تضخم القولون السام بالسوائل الوريدية،المضادات الحيوية والستيروئيدات. في الوقت ذاته، سيتوجب إدخال أنبوب في مستقيمك وقولونك بحيث يمكن سحب الغاز خارجاً وإزالة الضغط عن قولونك.

في الحالات الأكثر شدّة، سيتوجب استئصال القولون.

يمكن أن يساعد علاج أعراض التهاب القولون التقرحي قبل أن تصبح شديدةً على منع تضخم القولون السام من التطوّر.

الأثر العاطفي لالتهاب القولون التقرحي

يمكن أن يكون للتعايش مع مرض طويل الأمد والذي يكون غير متوقع ربما و موهن للعزيمة كما في التهاب القولون التقرحي، وخاصةً إذا كان شديداً، أثر عاطفي.

في بعض الحالات، يمكن أن يؤدّي القلق والتوتر الناجم عن التهاب القولون التقرحي إلى الإكتئاب.

تشمل علامات الإكتئاب الشعور بالإحباط، اليأس والتوقف عن الإستمتاع بالأنشطة التي اعتدت الإستمتاع فيها.

إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مكتئباً، اتصل بطبيبك للحصول على المشورة.

قم بقراءة المزيد عن علاج الإكتئاب.

قد تجد أنه من المفيد التحدث مع آخرين مصابين بالتهاب القولون التقرحي، إما وجهاً لوجه أو عبر الانترنت.

إغلاق
error: Content is protected !!