يحكى أن شابين يتنقلان في البحر بواسطة قارب داهمتهم عاصفة هوجاء، أخذتهم إلى اليمين وإلى اليسار، ضربتهم بقوة، حتى لم يعرفوا مكانهم!
استيقظوا ليجدوا أنفسهم تائهين على جزيرة نائية .. لم يجدوا وسيلة للنجاة، إلا الدعاء!
جلسا .. وهم مختلفا الأديان يدعوان ربهما، ولكن لم يستجب لهما أحد!
احتدم النقاش تحت تأثير الخوف .. فقال الأول واسمه خالد للثاني واسمه يوسف “دينك غير صحيح.. هذا سبب عدم الاستجابة لنا، علي أن أنفصل عنك وأدعو ربي وحدي”.
حزن يوسف لكلام صديقه .. لكنه رضي بطلبه، وذهب كل منهما إلى أبعد ما يمكنه عن الأخر في الجزيرة.
بدأ خالد يدعو ربه هناك “أريد طعاماً”… فيأتيه الطعام
“أريد شراباً”… فيأتيه الشراب
طلب زوجة فجاءته …
طلب بيتا فتفاجأ بظهوره في الجزيرة…
بعد ذلك طلب قارباً يعود فيه إلى أهله وبلاده، وعندما صعد فيه وزوجته، سمع صوتاً من بعيد يقول له “أين ذاهب وتترك رفيقك؟”.
فرد عليه “من أنت؟”.
ليجيبه الصوت “لا علاقة لك بمن أنا، أين تترك رفيقك؟”.
فقال خالد “إننا اتفقنا على ذلك ودعائي مستجاب ودعاؤه ليس كذلك”.
فرد عليه الصوت “أنت مخطىء .. أنا لم أستجب دعاءك، أنا استجبت دعاءه حيث كان يدعو “اللهم اقبل دعوة خالد””
انهار خالد باكياً … وأدرك أن الصداقة لها عمق لا يدركه إلا الأصدقاء الأنقياء.