العلاج
الدواء هو العلاج الرئيسي للدورات الغزيرة (غزارة الطمث)، ولكن يمكن أن تُستخدم الجراحة في بعض الحالات.
إذا شُخّصت حالتكِ كغزارة طمث، سيناقش طبيبك خيارات العلاج الممكنة معكِ، بما في ذلك :
• فعالية العلاجات
• احتمال حدوث آثار ضارة بعد العلاج
• ما إذا كان هناك حاجة لمنع الحمل
• آثار العلاج على الخصوبة
العلاج غير ضروري في بعض الحالات. إذا كان النزيف الغزيرلا يؤثرعلى حياتكِ أو يُشتبه بوجود سبب خطير لغزارة الطمث، يمكنك أن تكونِ مطمئنة بأن النزيف يمكن أن يختلف مع مرور الوقت بالنسبة لبعض النساء.
الهدف من علاج غزارة الطمث هو:
• خفض أو وقف نزيف الطمث المفرط
• تحسين نوعية حياة المرأة بوجود غزارة الطمث
• الوقاية أوعلاج فقر الدم بنقص الحديد الناجم عن نزيف الطمث الغزير
الأدوية
يُوصى بالعلاج الدوائي كخط أول في العلاج عند النساء اللواتي:
• لا توجد لديهنّ أعراض أوعلامات تشير إلى سبب كامن خطير
• بانتظار نتائج استقصاءات أخرى
إذا كان هناك دواء معين لا يناسبكِ أوغير فعال، يُوصى بنوع آخر. تجعل بعض الأدوية فترات الطمث لديكِ أخف وقد تُوقف بعض الأدوية النزيف تماماً. بعض الأدوية هي مانعات حمل أيضاً. سوف يشرح طبيبكِ لكِ كيف يعمل كل نوع من الأدوية وأية آثار جانبية محتملة. سوف يُساعدكِ ذلك وطبيبكِ لتحديد العلاج الأكثر مناسبةً لحالتكِ.
تُذكرالأنواع المختلفة من الأدوية المستخدمة لعلاج غزارة الطمث أدناه.
لولب الليفونورغيستريل داخل الرحم
لولب الليفونورغيستريل داخل الرحم هو جهاز بلاستيكي صغير يُدخل في رحمك ويُطلق ببطء هرمون يسمى هرمون البروجيستيرون. يحمي بطانة الرحم من النمو بسرعة، وهوشكل من أشكال مانعات الحمل أيضاً. لا يؤثر لولب الليفونورغيستريل داخل الرحم على فرصتك بالحمل بعد التوقف عن استخدامه.
تشمل الآثار الجانبية المحتملة لاستخدام لولب الليفونورغيستريل داخل الرحم:
• النزيف غير المنتظم والذي قد يستمر لأكثر من ستة أشهر
• ألم في الثدي عند اللمس
• حب الشباب
• توقف الطمث تماماً (انقطاع الطمث)
وقد تبين أنّ لولب الليفونورغيستريل داخل الرحم يقلل من فقدان الدم بنسبة 71-96٪ و هو الخيار المفضل الأول لعلاج غزارة الطمث عند النساء، وتبين أن استخدام وسائل منع الحمل داخل الرحم مناسب للفترات الطويلة.
حمض الترانيكساميك
إذا كان لولب الليفونورغيستريل داخل الرحم غير مناسب، (على سبيل المثال، إذا لم يكن منع الحمل مرغوباً)، قد تُوصف أقراص حمض الترانيكساميك. تعمل الأقراص من خلال مساعدة الدم في الرحم على التخثر. وقد أُثبت أنّها تحُد من فقدان الدم بنسبة 29-58٪.
يُؤخذ اثنين أو ثلاثة أقراص من حمض الترانيكساميك بعد بدء النزيف الحاد. تُؤخذ ثلاث أو أربع مرات في اليوم لمدة لا تتجاوز 3 إلى 4 أيام. عادة ما يُوصى بها بالحد الأدنى من معدل الجرعات هذا. مثلاً: قرصين ثلاث مرات في اليوم لمدة أربعة أيام. يجب أن يُوقف العلاج إذا لم تتحسن الأعراض في غضون ثلاثة أشهر.
أقراص حمض الترانيكساميك ليست شكلاً من أشكال مانعات الحمل ولن تؤثر على فرصك في الحمل. يمكن مشاركة حمض الترانيكساميك مع مضادات الإلتهاب اللاستيرويدية عند الضرورة (انظر أدناه).
تتضمن الآثار الجانبية المحتملة عسر الهضم والإسهال.
مضادات الإلتهاب اللاستيروئيدية
يمكن أن تُستخدم مضادات الإلتهابات اللاستيروئيدية أيضاً لعلاج غزارة الطمث كخيار ثاني إذا كان لولب الليفونورغيستريل داخل الرحم غير مناسب. وقد أُثبت أن مضادات الإلتهاب اللاستيروئيدية تحد من فقدان الدم بنسبة 20-49٪. تُؤخذ على شكل أقراص من بداية الدورة الشهرية (أو قبلها مباشرة) وحتى يُوقف النزيف.
مضادات الإلتهاب اللاستروئيدية التي يُنصح بها لعلاج غزارة الطمث هي:
• حمض الميفيناميك
• نابروكسين
• ايبوبروفين
تُؤخذ هذه الأدوية عادة ثلاث أو أربع مرات في اليوم.
تعمل مضادات الإلتهاب اللاستيروئيدية على الحد من إنتاج جسمك لمادة شبيهة بالهرمونات تدعى البروستاجلاندين والتي ترتبط بغزارة الدورة الشهرية. هذه الأدوية مسكنات للألم أيضاً. وليست من أصناف مانعات الحمل. ومع ذلك يمكن استخدامها مع حبوب منع الحمل الفموية المشتركة عند الضرورة (انظري أدناه).
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لمضادات الإلتهاب اللاستيروئيدية عسر الهضم والإسهال.
يمكن استخدام مضادات الإلتهاب اللاستيروئيدية لعدد غير محدد من دورات الطمث، طالما أنها تخفف أعراض فقدان الدم الغزير ولا تتسبب بآثار جانبية ضارة خطيرة. ومع ذلك ينبغي أن يُوقف العلاج بعد ثلاثة أشهر إذا وُجِد أن مضادات الإلتهاب اللاستيروئيدية غير فعالة.
حبوب منع الحمل الفموية المشتركة
حبوب منع الحمل المشتركة يُشار إليها غالباً على أنها حبوب يمكن استخدامها لعلاج غزارة الطمث. تحتوي على هرمونات الاستروجين والبروجستيرون. تأخذين حبة واحدة يومياً لمدة 21 يوماً، قبل إيقافها لمدة سبعة أيام. خلال الإستراحة لمدة سبعة أيام يحدث الطمث. ثم تُكرر هذه الدورة.
إنّ الفائدة من استخدام حبوب منع الحمل الفموية المشتركة لعلاج غزارة الطمث هو أنها توفر شكلاً أسرع عكساً لمنع الحمل من لولب الليفونورغيستريل داخل الرحم. كما تفيد هذه الأدوية أيضاً في تنظيم الطمث لديكِ، والحد من آلام الطمث (عسر الطمث).
تعمل حبوب منع الحمل الفموية المشتركة عن طريق منع المبايض من إطلاق البويضة كل شهر. طالما كنتِ تأخذين الحبوب بشكل صحيح، يجب أن تمنع الحمل.
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لحبوب منع الحمل الفموية المشتركة ما يلي:
• تغيرات في المزاج
• الغثيان (الشعور بالإعياء)
• احتباس السوائل
• ألم في الثدي عند اللمس
نورتوستيرون الفموي
نورتوستيرون هو نوع هرموني بروجستروني من صنع الإنسان (واحد من الهرمونات الجنسية الأنثوية). هو نوع آخر من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج غزارة الطمث. يؤخذ على شكل أقراص 2-3 مرات يومياً من اليوم الخامس إلى اليوم 26 من الدورة، يُعد اليوم الأول هو اليوم الأول من الطمث.
يعمل النورتوستيرون الفموي عن طريق منع بطانة الرحم من النمو بسرعة. هو ليس شكلاً فعالاً لمنع الحمل، ويمكن أن يكون له آثاراً جانبية غير سارة، بما في ذلك:
• زيادة الوزن
• ألم في الثدي عند اللمس
• حب الشباب على المدى القصير
المركبات البروجستيرونية الفموية مثل نورتوستيرون ليست فعالة مثل حمض الترانيكساميك وقد لا تكون قادرة دائماً على السيطرة على النزف الغزير.
البروجستيرون الحقني
هناك نوع من البروجستيرون يسمى خلات ميدروكسي بروجسترون متوفر على شكل حقن ويُستخدم أحياناً لعلاج غزارة الطمث. يعمل عن طريق منع بطانة الرحم من النمو بسرعة وهو شكل من أشكال منع الحمل. لا يمنعك هذا الدواء من الحمل بعد التوقف عن استخدامه، على الرغم من أنه قد يكون هناك تأخير قبل تمكنكِ من الحمل مجدداً بعد إيقافهِ.
تشمل الآثار الجانبية الشائعة لحقن البروجستيرون ما يلي:
• زيادة الوزن
• نزف غير منتظم
• غياب الطمث (انقطاع الطمث)
• تأخر قدرتك على الحمل لمدة 6 إلى 12 شهراً بعد التوقف عن أخذ الحقن
• أعراض ما قبل الطمث مثل الإنتفاخ، احتباس السوائل وألم الثدي عند اللمس
سوف تحتاجين لأخذ هذا الشكل من أشكال البروجستيرون حقناً مرة واحدة كل 12 أسبوعاً طالما العلاج مطلوب.
نظير الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية
نظير الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية هو نوع من الهرمونات يُعطى في بعض الأحيان حقناً لعلاج الأورام الليفية (أورام غير سرطانية في الرحم).
وقد أظهرت الدراسات أن نظير الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية غير فعال في الحد من فقدان الدم أثناء الطمث. لكن يمكن أن يكون مكلفاً وقد يسبب تشوهات هرمونية (قصور الغدد التناسلية) مماثلة لانقطاع الطمث، وتشمل آثارها الهبات الساخنة، زيادة التعرق وجفاف المهبل. لذلك نظير الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية ليس علاجاً روتينياً ولكن يمكن أن يُستخدم أثناء انتظار الجراحة.
العمل الجراحي
قد يقترح الإختصاصي المشرف الجراحة إذا كانت الأدوية غير فعالة في علاج غزارة الطمث لديكِ.
وهناك عدة أنواع من العمليات يمكن أن تُستخدم لعلاج غزارة الطمث. هناك نوعان فقط مناسبان إذا كانت الدورات الغزيرة لديكِ بسبب الأورام الليفية (أورام غير سرطانية في الرحم). وهذه الأنواع هي:
• انصمام الشريان الرحمي
• استئصال الورم العضلي
انصمام الشريان الرحمي
انصمام الشريان الرحمي هو إجراء غزويّ بالحد الأدنى يُجرى من خلال إدخال أنبوب صغير إدراجها في فخذك. يتم حقن حبات بلاستيكية صغيرة من خلال الأنبوب في الشرايين التي تغذي الدم إلى الورم الليفي.يعيق هذا الشرايين ويسبب تقلص الورم الليفي خلال 6 أشهر اللاحقة.
تشمل مزايا انصمام الشريان الرحمي:
• عادة ما تكون ناجحة عند النساء االللواتي يعانين من دورات غزيرة ناجمة عن الأورام الليفية
• المضاعفات الخطيرة نادرة
• تحتاجين لقضاء ليلة واحدة في المستشفى فقط
ومع ذلك، إن إجراء انصمام الشريان الرحمي قد يسبب بعض الألم بعد إزالة التزويد بالدم، ويُحتاج إلى مسكنات قوية للألم لنحو 8 ساعات.هناك أيضا مضاعفات أخرى سيكون الاختصاصي قادراً على مناقشتها معكِ.
إذا كنتِ تخططين لحدوث حمل في المستقبل، قد تختارين عدم إجراء انصمام الشريان الرحمي فهناك مخاطر محتملة على خصوبتك.
قد يُطلب انصمام الشريان الرحمي في حوالي 10-20٪ من الحالات مرة أخرى في وقت لاحق. سيناقش الاختصاصي معك الموضوع.
استئصال الورم العضلي
يمكن إزالة الأورام الليفية في بعض الأحيان باستخدام إجراء العمليات الجراحية المعروفة باسم استئصال الورم العضلي. ومع ذلك فإن العملية غيرمناسبة لكل أنواع الورم الليفي. سيكون طبيبك النسائي (متخصص في الجهاز التناسلي للأنثى) قادراً على إخبارك ما اذا كان من الممكن استئصال الورم العضلي وما هي المضاعفات.
عندما يكون استئصال الورم العضلي ممكناً فهي عملية فعالة. ومع ذلك، تنمو الأورام الليفية مرة أخرى في بعض الحالات.
إذا لم تسببب الاورام الليفية لديكِ الدورات الغزيرة، يمكن إجراء العديد من العمليات الجراحية، بما في ذلك:
• استئصال بطانة الرحم – حيث يتم إتلاف بطانة الرحم
• استئصال الرحم – الاستئصال الجراحي للرحم، الذي يتضمن أحياناً إزالة عنق الرحم وقناتي فالوب والمبيضين
يمكن للإختصاصي مناقشة هذا معك، بما في ذلك الفوائد وأية مخاطر مرتبطة بها.
استئصال بطانة الرحم
هناك تقنيات مختلفة تستخدم لإستئصال بطانة الرحم. وتشمل :
• استئصال بطانة الرحم بالأمواج الدقيقة – يُدخل مسبار يستخدم طاقة الأمواج الدقيقة (وهو نوع من الإشعاع) إلى الرحم لتسخين وإتلاف بطانة الرحم –
• الإستئصال بالبالون الحراري – يُدخل بالون إلى الرحم ويُضخّم ويُسخّن ليتلف بطانة الرحم
يمكن القيام بهذه الإجراءات تحت تأثير مخدر موضعي (دواء مسكن للألم) أو التخدير العام (حيث تفقدين الوعي).هذه الإجراءات سريعة التنفيذ حيث تأخذ حوالي 20 دقيقة، ويمكنكِ في كثير من الأحيان العودة إلى المنزل في نفس اليوم.
قد تواجهين بعض النزيف المهبلي لبضعة أيام بعد استئصال بطانة الرحم و هو مُشابه للطمث الخفيف. استخدمي الفوط الصحية بدلاً من السدادات القطنية. يمكن أن تكون الإفرازات دموية عند بعض النساء لمدة 3 أو 4 أسابيع.
قد تواجهين أيضاً تقلصات في البطن، آلام مماثلة لآلام الطمث لمدة يوم أو اثنين. ويمكن أن تُعالج هذه الأعراض بمسكنات الألم مثل الباراسيتامول.
يُوصى عادة بعدم حدوث حمل بعد إجراء استئصال بطانة الرحم، حيث أن هناك خطراً مرتفعاً من التعرض لمشاكل مثل االإجهاض.
استئصال الرحم
سيوقف استئصال الرحم (إزالة الرحم) أي طمث مستقبلاً، ولكن ينبغي إجراؤه فقط بعد اختبار ومناقشة الخيارات الأخرى. عملية استئصال الرحم ووقت الشفاء أطول من التقنيات الجراحية الأخرى المستخدمة لعلاج الدورات الغزيرة.
يُستخدم استئصال الرحم لعلاج غزارة الطمث فقط بعد مناقشة مستفيضة مع الاختصاصي لتوضيح فوائد ومساوئ هذا الإجراء.
لن تكوني قادرة على الحمل بعد استئصال الرحم.