الصحة

الذبحة الصدرية – Angina

الذبحة الصدرية - Angina

المقدمة

 

الذبحة الصدرية هي ألم في الصدر يحدث عندما يتعسر تزويد عضلات القلب بالدم. تحدث عادة بسبب تصلّب وتضيّق الشرايين التي تغذّي القلب بالدم.

يبدو الألم والانزعاج من الذبحة الصدرية كألم خفيف، ثقيل أو حاد في الصدر يمكن أن يمتد أحياناً إلى الذراع اليسرى، الرقبة، الفك أو الظهر. عادة ما يحدث الألم نتيجة لنشاط بدني أو إجهاد ولا يدومعادة إلا لبضع دقائق. غالباً ما يُشار إليه كنوبة ذبحة صدرية.

متى تطلب المساعدة الطبية

اطلب الإسعاف إذا واجهت ألماً في الصدر ولم يسبق أن تم تشخيص حالتك بمشكلة في القلب.

إذا تعرضت لنوبة ذبحة صدرية وسبق أن تم تشخيصك بالحالة، خذ الدواء الموصوف لك (ثلاثي نترات الغليسريل). ويمكن أخذ جرعة ثانية بعد خمس دقائق إذا لم تكن الجرعة الأولى فعّالة. إذا لم يكن هناك أي تحسن بعد خمس دقائق من الجرعة الثانية، قم باستدعاء سيارة إسعاف.

أنواع الذبحة الصدرية

النوعان الرئيسيان للذبحة الصدرية هي الذبحة الصدرية المستقرة والذبحة الصدرية غير المستقرة.

•     الذبحة الصدرية المستقرة – حيث تحدث نوبات الذبحة الصدرية نتيجة مسبّب واضح (مثل التمارين الرياضية) وتتحسن مع العلاج والراحة

•     الذبحة الصدرية غير المستقرة – حيث تكون نوبات الذبحة الصدرية مفاجئة أكثر، تحدث دون وجود مسبّب واضح وتستمر برغم الراحة

إقرأ أيضا:الوقاية من المخدرات

لا تعد الذبحة المستقرة قاتلة وحدها. لكنها، تعد علامة تحذير خطيرة أن لديك خطراً متزايداً للإصابة بمشاكل تهدد الحياة، مثل   سكتة قلبية أو سكتة دماغية.

قد تواجه أعراض الذبحة الصدرية غير المستقرة بعد تعرض سابق لأعراض الذبحة الصدرية المستقرة. ومع ذلك، يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية غير المستقرة أيضاً لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ سابق بالذبحة الصدرية المستقرة.

يجب اعتبار الذبحة الصدرية الغير مستقرة كحالة طبية طارئة لأنها تعد علامة على أن وظيفة قلبك تدهورت فجأة وبسرعة، مما يزيد خطر إصابتك سكتة قلبية أو سكتة دماغية.

لماذا تحدث الذبحة الصدرية

تحدث معظم حالات الذبحة الصدرية بسبب تصلب الشرايين، وهو تصلّب وتضيّق الشرايين بسبب تراكم المواد الدهنية المعروفة باسم اللويحات. مما يحد من تدفق الدم إلى القلب ويؤدي إلى أعراض الذبحة الصدرية.

التقدم بالسن، التدخين، السمنة، وتناول وجبات غنية بالدهون تزيد جميعها خطر الاصابة بتصلّب الشرايين.

علاج الذبحة الصدرية

يهدف علاج الذبحة الصدرية الى تخفيف الأعراض خلال نوبة الذبحة الصدرية، وللحد من عدد نوبات الذبحة الصدرية التي يُصاب بها الشخص ولتقليل خطر الإصابة بمزيد من المضاعفات.

يمكن استخدام عدد من الأدوية لتحقيق هذا. يؤخذ بعض منها عند الحاجة فقط، في حين يؤخذ البعض الآخر يومياً.

قد يوصى بإجراء عملية جراحية لتوسيع أو تضييق الشرايين إذا لم تستجب الاعراض للأدوية.

إقرأ أيضا:الفرق بين فيتامين D2 وفيتامين D3 وماذا يعني لك

المضاعفات

مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نوبات الذبحة الصدرية هو أن تصلب الشرايين يمكن أن يستمر ليزداد سوءاً. مما يؤدي إلى انسداد الأوعية التي تزود القلب بالدم، الأمر الذي قد يؤدي لسكتة قلبية. وبالمثل، يمكن أن يؤدي انسداد الأوعية التي تزوّد الدماغ بالدم إلى إلى السكتة الدماغية.

يُقدّر سنوياً أن واحد من كل مئة شخص يعانون من الذبحة الصدرية المستقرة سيتعرضون لسكتة دماغية أو سكتة قلبية قاتلة وما يصل إلى 1 من 40 شخص سيتعرضون لسكتة دماغية أو سكتة قلبية غير قاتلة.

يمكنك إلى حد كبير أن تقلل خطر إصابتك بهذه المضاعفات من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة. على سبيل المثال، إذا كنت بدينا وكنت تدخن، يمكنك الحد من المخاطر بشكل كبير عن طريق التوقف عن التدخين والوصول لوزن صحي.

الأعراض

أكثر أعراض الذبحة الصدرية شيوعاً هو شعور بألم أو انزعاج في الصدر. يمكن أن يبدو الألم حاداً، خفيفاً أو ثقيلاً.

يمكن أن يمتد الألم من صدرك لذراعك الأيسر، الرقبة، الفك والظهر. في بعض الحالات، يكون الألم مماثلاً لعسر الهضم.

قد يترافق ألم الصدر أيضاً مع:

•     ضيق تنفس

•     شعور بالغثيان

•     شعور بتعب غير اعتيادي

إقرأ أيضا:اتبعي نظاما غذائيا صحيا أثناء الحمل – Have a healthy diet in pregnancy

•     دوار

•     أرق

قد يواجه بعض الناس ضيقاً في التنفس دون أي ألم واضح في الصدر.

المسبّبات

هناك نوعان من الذبحة الصدرية، وتُدعى الذبحة الصدرية المستقرة وغير المستقرة. تكون أعراض هذين النوعين متشابهة، ولكن هناك بعض الاختلافات الهامة.

عادة ما تحدث نوبات الذبحة الصدرية المستقرة عندما يضطر القلب على العمل بجهد أكبر، على سبيل المثال أثناء ممارسة نشاط بدني أو توتر عاطفي. في بعض الحالات، يمكن أن يظهر الألم أيضاً بعد تناول وجبة أو أثناء الطقس البارد. هذا ما يُعرف بمسبّبات الذبحة الصدرية. تتحسن أعراض الذبحة الصدرية المستقرة عادة إذا استرحت لبضع دقائق.

تكون الذبحة الصدرية الغير مستقر مفاجئة أكثر. حيث يمكن أن تحدث بدون أي مسبّبات واضحة ويمكن أن تستمر حتى عندما تستريح. قد تستمر نوبات الذبحة الصدرية غير المستقرة لفترة أطول من بضع دقائق ولا تستجيب دائماً للعلاجات المستخدمة في الذبحة المستقرة.

متى تطلب المساعدة الطبية

اطلب سيارة إسعاف إذا أصابك ألم في الصدر ولم يسبق تشخيص حالتك بمشكلة في القلب.

يتاح الأسبرين بسهولة ولن تُصاب بحساسية ضده، خذ حبة واحدة أثناء انتظار وصول سيارة الإسعاف. ويعد الأسبرين القابل للمضغ الأفضل حيث يعمل أسرع من غيره. يساعد الأسبرين على منع تخثّر الدم ويقلّل خطر التعرّض   لسكتة قلبية أو سكتة دماغية.

إذا أصبت بنوبة ذبحة صدرية وسبق أن تم تشخيصك بهذه الحالة، خذ الدواء الموصوف لك (ثلاثي نتراتالغليسريل). ويمكن أخذ جرعة ثانية بعد خمس دقائق إذا كانت الجرعة الأولى غير فعالة. إذا لم يحدث أي تحسّن بعد خمس دقائق من الجرعة الثانية، قم باستدعاء سيارة إسعاف.

الأسباب

تحدث الذبحة الصدرية عندما لا يتم تزويد القلب بما يكفي من الدم.

ككل أعضاء وأنسجة الجسم، يحتاج قلبك إلى إمداد مستمر بالدم الغني بالأوكسجين ليعمل بشكل طبيعي.

يتم تزويد القلب بالدم بواسطة وعائين دمويين كبيرين يُعرفان بالشرايين التاجية. غالباً ما تحدث الذبحة الصدرية عند تضيّق وتصلّب الشرايين التاجية بسبب حالة تُدعى تصلّب الشرايين.

عند استراحتك، تحتاج عضلات قلبك لكمية صغيرة نسبياً من الدم. لكن عندما تمارس الرياضة أو تشعر بالتوتر، يجب أن تعمل عضلات قلبك بجهد أكبر فتزداد بالتالي حاجتها للدم. إذا تضيّقت الشرايين التاجية، لن تتمكن الكمية اللازمة من الدم من الوصول إلى القلب في الوقت المناسب، مسببّة أعراض الذبحة الصدرية.

في بعض الحالات، تحدث الذبحة الصدرية عندما يتوقف توريد الدم بواسطة قطعة من رواسب دهنية (لويحة) تنفصل عن بطانة الشرايين و يمكن أن تتراكم اللويحات في الشرايين مسببة تصلّب الشرايين .

عوامل الخطر

إن أي عامل يسبّب تضيّق الشرايين التاجية يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالذبحة الصدرية. على سبيل المثال:

•  ارتفاع ضغط الدم

•  نظام غذائي يحتوي نسب عالية من الدهون والكوليسترول

•  عدم ممارسة الرياضة

•  التدخين

•  مرض السكري من النوع 1 و مرض السكري من النوع 2

•   العمر

•   التاريخ العائلي

غالباً يمكن أن تتداخل عوامل الخطر هذه. سيتم شرحها لاحقاً وبالتفصيل.

ارتفاع ضغط الدم

صُمّمت الشرايين لتضخ الدم بضغط معين. إذا تم تجاوز هذا الضغط، ستتضرر جدران الشرايين. يمكن أن ينجم ارتفاع ضغط الدم عن:

•  زيادة الوزن

• ارتفاع ضغط الدم

• التدخين

•  الإجهاد

•  عدم ممارسة الرياضة

بالنسبة للأسباب التي لم يتم فهمها تماماً، يعد ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعاً لدى الأشخاص من أصول شرق أوسطية أو من جنوب آسيا (الهند، باكستان وبنجلاديش). وغالباً ما يكون هناك قابلية لتوريث الإصابة بارتفاع ضغط الدم في العائلات.

نظام غذائي عالي الدهون والكوليسترول

الكوليسترول هو نوع من الدهون يعد أساسياً لعمل الجسم. فهو يساعد على إفراز هرمونات، يحمي النهايات العصبية ويشكّل أغشية الخلايا (الجدران التي تحمي الخلايا المنفردة). هناك نوعان رئيسيان من الكولسترول:

•     البروتين الدهني منخفض الكثافة – يتركّب غالباً من الدهون، إضافة إلى كمية صغيرة من البروتين، ويمكن أن يسدّ هذا النوع من الكوليسترول الشرايين لذلك يشار إليه غالباً باسم “الكوليسترول السيئ”.

•     البروتين الدهني عالي الكثافة – يتركب غالباً من البروتين، إضافة لكمية صغيرة من الدهون، يمكن أن يساعد هذا النوع من الكوليسترول في تقليل انسداد الشرايين لذلك يشار إليه غالباً باسم “الكوليسترول الجيد”

يتم صنع أغلب الكوليسترول الذي يحتاجه الجسم بواسطة الكبد. لكن، يؤدي تناول الأغذية التي تحتوي نسب عالية من الدهون المشبعة إلى تفكيك الكوليسترول إلى بروتين دهني منخفض الكثافة (كوليسترول سيء).

عدم ممارسة الرياضة

يمكن أن تسبّب عدم ممارسة الرياضة بانتظام ارتفاع ضغط الدم وتزيد خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2. تزيد كل من هذه خطر إصابتك بذبحة صدرية.

التدخين

يمكن أن يسبب التدخين تلفاً في جدران الشرايين. في حال تلف الشرايين بسبب التدخين، ستتشكل خلايا دموية تسمى الصفائح في موقع التلف في محاولة لإصلاحه. وهذا ما يمكن أن يسبّب تضيّق الشرايين.

كما يقلّل التدخين قدرة الجسم على نقل الأوكسجين في جميع أنحاء الجسم، الأمر الذي يزيد احتمال حدوث خثرة الدم.

السكري

إذا كنت مصاباً بداء سكري غير مضبوط، يمكن أن تسبّب كمية كبيرة من الغلوكوز في الجسم تلفاً لجدران الشرايين.

العمر

يزداد تضيّق الشرايين مع مرور الوقت. بالتالي،كلما كبرت، يكبر احتمال تضيّق الشرايين لديك، مما يزيد خطر الإصابة بذبحة صدرية.

التاريخ العائلي

يمكن أن ينتشر مرض القلب في العائلات، لذلك إذا كان لديك قريب من الدرجة الأولى (الأم، الأب، أخ أو أخت) لديه تاريخ بمرض القلب أو الذبحة الصدرية، فإن خطر إصابتك بالذبحة الصدرية سيزداد.

الاختبارات

عند زيارتك للطبيب بعد إصابتك بألم في الصدر، سيبدأ ربما بسؤالك عن نمط الأعراض، مثل ما إذا كنت قد لاحظت أي مسبّبات معينة.

سيقيّم طبيبك عندها ما إذا كان لديك أي علامات أو أعراض يمكنها أن تشير إلى أنك في خطر متزايد للإصابة بتصلّب الشرايين. حيث تنسدّ الشرايين بمواد دهنية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى أعراض الذبحة الصدرية.

كجزء من التقييم ستقوم ب:

•     اختبارات ضغط الدم

•     قياس وزنك وقياس خصرك

•     اختبارات الدم لقياس كمية الكولسترول والجلوكوز (إذا كنت مصاباً بمرض السكري) في الدم، وأيضاً لتحديد مدى فاعلية الكبد

•     اختبار البول لتحديد مدى فاعلية الكليتين

تعد الاختبارات ضرورية لأن بعض أدوية الذبحة الصدرية غير مناسبة للأشخاص المصابين بأمراض الكبد والكلى.

ومن المحتمل مناقشة ما إذا كنت تدخّن، تشرب الكحول ومقدار شربك، ما إذا كنت تتناول غذاء عالي الدهون و أي تاريخ عائلي بمرض القلب.

إذا اشتُبه بالذبحة الصدرية، فمن المحتمل أن تتم إحالتك إلى قسم أو عيادة قلبية متخصصة لإجراء مزيد من التحليل لتأكيد أو نفي تشخيص مشتبه بالذبحة الصدرية، ولتقييم خطر تعرضك لسكتة قلبية أو سكتة دماغية في المستقبل.

قد يوصف لك دواء يدعى ثلاثي نترات الغليسيريل لتقديم إسعاف فوري لنوبات ذبحة صدرية محتملة أثناء انتظارك رؤية اختصاصي.

ينطوي التقييم على مجموعة من الاختبارات سيتم شرحها أدناه.

تخطيط القلب الكهربائي

يسجل تخطيط القلب الكهربائي النبضات والنشاط الكهربائي للقلب. يوضع عدد من الأقطاب (أقراص معدنية صغيرة) على الذراعين، الساقين والصدر. ويتم توصيل الأقطاب بآلة تسجّل الإشارات الكهربائية لكل نبضة قلبية.

قد تشير قراءة غير طبيعية لتخطيط القلب الكهربائي إلى أن عضلات قلبك لا تتلقى ما يكفي من الدم.

اختبار احتمال الجهد

يشبه اختبار احتمال الجهد اختبار تخطيط القلب الكهربائي ولكن يتم إجراؤه عند ممارستك لتمارين رياضية، عادة على جهاز مشي أو دراجة تمارين.

يتم إجراء اختبار احتمال الجهد لقياس مقدار التمارين التي يتحمّلها قلبك قبل بدء أعراض الذبحة الصدرية. وتعد هذه المعلومات مفيدة لتقييم مقدار شدة الذبحة الصدرية المحتمل.

التصوير الومضاني لإرواء العضلة القلبية

يعد التصوير الومضاني لإرواء عضلة القلب اختباراً بديلاً لاختبار احتمال الجهد يُستخدم عندما يكون الشخص غير قادر على التمرّن أو عندما تكون نتائج اختبار تحمل الجهد غير واضحة.

يتطلّب التصوير الومضاني لإرواء العضلة القلبية حقن كمية صغيرة المواد المشعة في الدم. تُستخدم كاميرا خاصة، تسمى كاميرا غاما، لتعقّب المادة عند انتقالها خلال الأوعية الدموية إلى القلب. مما يسمح لاختصاصيي الرعاية الصحية بتحديد كيفية وصول الدم إلى القلب.

عادة ما يتم إجراء التصوير الومضاني لإرواء العضلة القلبية عند الرّاحة وعند القيام بتمارين رياضية. إذا لم تكن قادراً على التمرّن، يمكن استخدام أدوية لتوليد آثار مشابهة للتمرينات على قلبك.

تصوير الأوعية التاجية

تصوير الأوعية التاجية هو اختبار لتحديد ما إذا كان لديك تضيّق في الشرايين التاجية ولتحديد مدى شدّة الانسدادات.

أثناء تصوير الأوعية، يتم تمرير أنبوب دقيق، مرن يسمى قثطرة في وريد أو شريان في فخذك أو ذراعك، وتستخدم الأشعة السينية لتوجيهها إلى الشرايين التاجية . يتم حقن صبغة في القثطرة لإظهار الشرايين التي تزود القلب بالدم. يؤخذ عدد من صور الأشعة السينية ( الصور الشعاعية للأوعية الدموية) لإظهار أي انسدادات.

ينطوي تصوير الأوعية التاجية على خطر صغير لمضاعفات خطيرة، مثل سكتة دماغية أو سكتة قلبية، والتي تقدّر بحوالي 1 من 500. على الرغم من أن الخطر صغير، إلا أن أخصائيي الرعاية الصحية لا يرغبون عادة بإجراء الصور الشعاعية للأوعية الدموية إلا إذا فاقت فوائد الإجراء المخاطر المحتملة. 

لذلك، من المحتمل أن تتم إحالتك لإجراء تصوير الأوعية التاجية إذا:

•     بقي تشخيص الذبحة الصدرية غير واضح

•     استمرت أعراض الذبحة الصدرية لديك برغم العلاج و / أو اعتُقد أنك معرض لخطر كبير للإصابة سكتة قلبية أو سكتة دماغية وسيتم النظر بالجراحة

الذبحة الصدرية غير المستقرة

إذا اشتبه باحتمال إصابتك بذبحة صدرية غير مستقرة، سيتم ادخالك المستشفى. واستناداً إلى شدة الأعراض، قد توضع في جناح عام أو في وحدة العناية المركّزة.

سيتم إجراء تخطيط كهربية القلب حال وصولك المستشفى ليقيّموا بسرعة ما إذا تضرر قلبك بشكل كبير.

كما سيتم إجراء اختبارات الدم لتحديد تزايد مستوى الأنزيمات التي يُعرف أنها تُطلق عند إصابة القلب. ويمكن أيضاً إجراء تصوير الأوعية التاجية لتقييم حجم وموقع الانسداد في الشريان التاجي.

قد يتم البدء بالعلاج قبل معرفة نتائج الاختبار، نظراً للحاجة الملحّة لمنع المضاعفات الخطيرة الناجمة عن الذبحة الصدرية الغير مستقرة.

السجل العالمي للحوادث القلبية الحادة

بعد تلقي العلاج المناسب لأعراض الذبحة الصدرية الغير مستقرة، سيكون من الضروري تقييم احتمال الإصابة بأعراض متكررة، أو ربما أعراض نوبة قلبية، في الأشهر الستة المقبلة. وسيكون للنتيجة تأثير هام على خطة العلاج الموصى بها.

السجل العالمي للحوادث القلبية الحادة (GRACE) هو طريقة مستخدمة على نطاق واسع لتقييم خطر التعرض لمزيد من مشاكل القلب. يعد السجل العالمي للحوادث القلبية الحادة (GRACE) في جوهره نظام تسجيل قائم على عوامل مثل:

•     عمرك

•     عدد نبضات قلبك في الدقيقة

•     ضغط دمك

•     مقدار مادة تسمى الكرياتينين موجودة في دمك – عندما تكون أعلى من المستويات المتوقعة يمكن أن تكون مؤشراً إلى إصابة القلب

•     ما إذا كان لديك أي علامات وأعراض لقصور القلب، مثل السوائل الزائدة داخل الرئتين (قصور القلب وهو حين يكون القلب غير قادر على تلبية حاجة الجسم من الدم الغني بالأكسجين).

ستعطي نتيجة السجل العالمي للحوادث القلبية الحادة (GRACE) مؤشراً دقيقاً نسبياً لخطر إصابتك بمزيد من مشاكل القلب. يمكن أن تتراوح النتيجة من منخفضة جداً (أقل من 1 من 65) إلى النتيجة الأعلى (أكثر من 1 من 10).

عادة ما يُنصح بالجراحة كإجراء احترازي بالنسبة للأشخاص الحاصلين على نتيجة سجل عالمي للحوادث القلبية الحادة خطيرة (GRACE) والتي تدل أن لديهم احتمال 1 في 33 على الأقل للإصابة بمزيد من المشاكل.

العلاج

يهدف علاج الذبحة الصدرية لتقديم راحة فورية من الأعراض، الوقاية من حدوث سكتات في المستقبل وتقليل خطر التعرض لمزيد من المضاعفات.

بشكل أدق، سيتم استخدام العلاج للمساعدة في الحد من خطر الإصابة بسكتة قلبية أو سكتة دماغية.

إذا اعتُقد أن خطر إصابتك عالٍ، قد سيوصى بمجموعة من الأدوية والجراحة. قد يوصى بالجراحة أيضاً إذا لم تنفع الادوية.

إذا اعتُقد أن نسبة تعرضك لسكتة قلبية أو سكتة دماغية منخفضة، سيكون من الممكن الحد بشكل كبير من الخطر من خلال استخدام مجموعة من الأدوية وتغييرات في نمط الحياة.

الإسعاف الفوري من الأعراض

تلاثي نترات الغليسريل هو دواء يستخدم على نطاق واسع لتقديم الإسعاف الفوري من أعراض الذبحة الصدرية. كما يمكن استخدامه كإجراء وقائي قبل القيام بنشاطات تُعرف بأنها تحفّز الذبحة الصدرية، مثل التمارين الرياضية.

ينتمي ثلاثي نترات الغليسريل إلى مجموعة من الأدوية تسمى النترات. تعمل النترات من خلال إرخاء وتوسيع الأوعية الدموية التي تزيد تدفق الدم إلى القلب.

يتوفر ثلاثي نترات الغليسريل بشكل حبوب تذوّبها تحت لسانك، أو كبخّاخ. قد تُصاب بالصداع، الدوار و احمرار الوجه حالما تتناول ثلاثي نترات الغليسريل.

عليك تجنّب شرب الكحول عند أخذك ثلاثي نترات الغليسريل حيث يمكنها أن تزيد الآثار الجانبية سوءاً. إذا شعرت بالدوار، تجنّب القيادة والعمل على آلات ثقيلة أو معقّدة.

تخفّف جرعة واحدة من ثلاثي نترات الغليسريل عادة الألم في غضون 2-3 دقائق. إذا لم تنفع الجرعة الأولى، يمكن أخذ جرعة ثانية بعد خمس دقائق.

عليك طلب الإسعاف إذا استمر الألم لخمس دقائق بعد تناول الجرعة الثانية من ثلاثي نترات الغليسريل.

عادة ما تنتهي حبوب ثلاثي نترات الغليسريل بعد حوالي ثمانية أسابيع، وفي هذه المرحلة ستحتاج إلى مصدر جديد. لذا، قد تفضل استخدام بخّاخ ثلاثي نترات الغليسريل حيث أنه يستمر لفترة أطول.

الوقاية من نوبات الذبحة الصدرية

تُستخدم الأدوية أيضاً للوقاية من نوبات الذبحة الصدرية.عادة ما يتطلب هذا أخذ نوع واحد من الدواء على الأقل يومياً لبقية حياتك.

سيجرّب الطبيب أو أخصائي أمراض القلب (خبير في علاج أمراض القلب) دواء واحد أولاً لمعرفة ما إذا كان يساعد في الحد من الأعراض. هذا ما يُعرف باسم معالجة أحادية الدواء. إذا لم يكن فعالاً، قد تُنصح باثنين من الأدوية. هذا ما يُعرف باسم العلاج المركب (انظر أدناه).

بداية، سيُستخدم دواء يُدعى حاصر بيتا أو دواء يُدعى حاصر قناة الكالسيوم للحد من تكرار حدوث نوبات الذبحة الصدرية. يعتمد وصف أي الدوائين على مستوى صحتك و، في بعض الحالات، على رغبتك الشخصية.

حاصرات بيتا

تجعل حاصرات بيتا  ضربات القلب أبطأ وأقل قوة.ما يعني أن القلب يحتاج كمية أقل من الدم والأوكسجين بعد ممارسة الرياضة، والذي يمكنه إما منع الذبحة الصدرية أو خفض معدل تكرارها.

تشمل الآثار الجانبية الشائعة لحاصرات بيتا تعب، برودة في اليدين والقدمين،إسهال وغثيان.

كما يمكن أن تتفاعل حاصرات بيتا مع أدوية أخرى مسببة آثار جانبية ضارة. استشر طبيبك أو الصيدلي قبل أخذ أدوية أخرى بالترافق مع حاصرات بيتا، بما في ذلك تلك المتاحة دون وصفة طبية.

حاصرات قنوات الكالسيوم

 

تعمل حاصرات قنوات الكالسيوم على ارخاء العضلات التي تشكل جدران الشرايين، مما يزيد تدفق الدم إلى القلب.

تشمل الآثار الجانبية لحاصرات قنوات الكالسيوم احمرار الوجه، صداع، دوخة، تعب وطفح جلدي. لكن تختفي هذه الآثار الجانبية خلال بضعة أيام حالما يعتاد جسمك على الدواء.

تجنّب شرب عصير جريب فروت إذا كنت تأخذ حاصرات قنوات الكالسيوم حيث يمكن أن تسبّب انخفاضاً في ضغط الدم.

إذا لم تكن قادراً على أخذ حاصرات بيتا أو حاصرات قناة الكالسيوم لأسباب طبية، أو إذا وجدت أن الآثار الجانبية سيئة للغاية، قد يوصي طبيبك أو أخصائي أمراض القلب بدواء بديل.

النترات طويلة المفعول

تشبه النترات طويلة المفعول ثلاثي نترات الغليسريل، إلا أنها مصمّمة لوقاية طويلة الأمد من الأعراض.

تشمل الآثار الجانبية الصداع واحمرار الوجه، لكن يجب أن تتحسن هذه مع مرور الوقت.

إذا كنت تأخذ النترات طويلة المفعول، يجب أن لا تأخذ دواء العجز الجنسي المعروف باسم فياغرا. ذلك لأن الجمع بين الاثنين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض خطير في ضغط الدم.

إيفابرادين

إيفابرادين هو نوع أحدث من الأدوية له تأثير مشابه لحاصرات بيتا بأنه يخفّض سرعة ضربات القلب.

لكنه يعمل بطريقة مختلفة عن حاصرات بيتا، ما يعني أنه من الممكن غالباً استخدامه عند الأشخاص الغير قادرين على أخذ حاصرات بيتا لأسباب طبية، مثل أولئك المصابين بالتهاب رئوي.

من الآثار الجانبية الشائعة لإيفابرادين هو تعرّض الأشخاص لومضات مؤقتة من الضوء في مجال الرؤية. إذا كنت تعاني من هذا الأثر الجانبي، فقد لا يكون من الآمن لك القيادة ليلاً. وعليك استشارة طبيبك.

نيكورانديل

نيكورانديل هو منشّط لقناة البوتاسيوم يعمل بطريقة مماثلة لحاصرات قنوات الكالسيوم، عن طريق توسيع الشرايين التاجية لزيادة تدفق الدم إلى القلب.

لكن وحيث أن منشّطات قناة البوتاسيوم تحقق هذا التأثير بطريقة مختلفة عن حاصرات قناة الكالسيوم، يمكن استخدامها غالباً من قبل الأشخاص الغير قادرين على أخذ حاصرات قناة الكالسيوم لأسباب طبية.

تشمل الآثار الجانبية لنيكورانديل دوخة، صداع وغثيان.

رانولازين

يعمل رانولازين عن طريق إرخاء عضلات القلب لتحسين تدفق الدم ومنع نوبات الذبحة الصدرية.

على عكس الأدوية الأخرى المستخدمة في الوقاية من نوبات الذبحة الصدرية، لا يؤثر الرانولازين على السرعة التي ينبض بها القلب، وقد يكون علاجاً بديلاً أكثر ملائمة للأشخاص المصابين بقصور القلب أو ضربات قلب غير طبيعية.

تشمل الآثار الجانبية الشائعة لرانولازين الإمساك، الدوار والشعور بالوهن.

العلاج المركّب

إذا لم ينفعك دواء واحد، قد يوصى لك بمجموعة من الأدوية. هذا ما يُعرف باسم العلاج المركب.

إذا لم ينفع العلاج المركب، قد يتم تحويلك للعلاج الجراحي (أنظر أدناه).

في بعض الحالات، حيث يكون الأشخاص غير قادرين أو غير راغبين بعملية جراحية، أو إذا كنت تنتظر إجراء عملية، قد يوصف لك ثلاث أدوية مختلفة.

تقليل خطر الإصابة بسكتة قلبية أو سكتة دماغية0

تتوفر ثلاث أدوية للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بسكتة قلبية وسكتة دماغية عند الأشخاص الذين يعانون من الذبحة الصدرية. و هي:

الستاتين

يعمل الستاتين من خلال عرقلة عمل إنزيم في الكبد مسؤول عن صنع الكوليسترول. يجب أن يقِ تخفيض مستويات كوليسترول الدم من حدوث ضرر أكبر على الشرايين التاجية ويجب أن يقلّل من خطر الإصابة بسكتة قلبية أو سكتة دماغية.

يكون للستاتين أحياناً آثار جانبية خفيفة مثل، إمساك، إسهال وألم في البطن.

أسبرين الجرعة المنخفضة

يعد أسبرين الجرعة المنخفضة نوعاً من دواء يُدعى دواء مضاد للصفيحات. يتم استخدامه للحد من “لزوجة” دمك لمنع تخثر الدم، الأمر الذي يمكنه أن يقلّل خطر الإصابة بسكتة قلبية.

تعد الآثار الجانبية لأسبرين الجرعة المنخفضة أمراً فريداً، ولكن يمكن أن تشمل تهيّج المعدة أو الأمعاء، عسر الهضم والغثيان.

إذا كنت مصاباً بحساسية تجاه الأسبرين، أو إذا لم تكن قادراً على أخذه بسبب إصابتك بحالة صحية أخرى يمكن أن تتفاقم بسسبه، مثل قرحة المعدة، تتوفر أدوية بديلة مضادة للصفيحات.

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)

مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) هي أدوية يمكن استخدامها لخفض ضغط الدم.

تعيق مثبطات الأنزيم المحول للأنجيستون نشاط هرمون يدعى أنجيوتنسين 2، والذي يعمل على تضييق الأوعية الدموية. وكذلك إيقاف القلب عن العمل بجهد كبير، وتحسّن مثبطات الأنزيم المحول للأنجيستون تدفق الدم في الجسم.

وقد عُرفت مثبطات الأنزيم المحول للأنجيستون بأنها تقلّل تزويد الكليتين بالدم، ممّا يقلّل من كفاءتها. لذا قد يتم إجراء اختبارات دم وبول قبل البدء بأخذ مثبطات الأنزيم المحول للأنجيستون للتأكد من عدم وجود مشاكل سابقة بالكليتين.

قد يلزم إجراء اختبارات الدم والبول عند الاستمرار باستخدام مثبطات الأنزيم المحول للأنجيستون.

تشمل الآثار الجانبية لمثبطات الأنزيم المحول للأنجيستون، دوخة، تعب أو ضعف وسعال جاف، مستمر، لكنها تختفي في غضون بضعة أيام.

عليك استشارة طبيبك أو الصيدلي قبل أخذ أي دواء آخر بالترافق مع مثبطات الأنزيم المحول للأنجيستون لأن بإمكانها التتسبّب بآثار جانبية.

الجراحة

عادة ما يوصى بإجراء الجراحة إذا لم تستجب أعراض الذبحة الصدرية للدواء. ولكن من المحتمل أن تحتاج لمواصلة أخذ بعض الأدوية بعد إجراء جراحة.

وهناك نوعان رئيسيان من الجراحات التي تُجرى لعلاج الذبحة الصدرية وهي:

•     طعم مجازة الشريان التاجي (تحويل مسار الشريان التاجي-CABG) – حيث يتم أخذ قطعة من الوعاء الدموي من جزء آخر من الجسم وتستخدم لتغيير مسار جريان الدم لاجتياز القطعة الضيقة أو المسدودة من الشريان.

•     التداخل الإكليلي عبر الجلد (PCI)، والذي يُعرف أيضاً باسم قسطرة القلب – حيث يتم توسيع قطعة متضيّقة من شريان باستخدام أنبوب صغير يسمى الدعامة.

طعم مجازة الشريان التاجي أو التداخل الإكليلي عبر الجلد؟

في بعض الحالات قد لا يكون من الممكن اختيار ما إذا كنت تريد إجراء طعم مجازة الشريان التاجي أو التداخل الإكليلي عبر الجلد. على سبيل المثال، قد لا يكون التداخل الإكليلي عبر الجلد مناسباً لأشخاص تكون الأوعية الدموية لديهم ذات تركيب نادر حيث يمكنه أن يجعل تقنية التداخل الإكليلي تشكّل تحدياً محدداً.

يتشابه كل من طعم مجازة الشريان التاجي والتداخل الإكليلي عبر الجلد إلى حد كبير في فعاليتهما في علاج الذبحة الصدرية والوقاية من المضاعفات المميتة على المدى الطويل، على الرغم من أن لكل تقنية إيجابياتها وسلبياتها.

حيث لا يتطلب التداخل الإكليلي عبر الجلد إجراء شقوق كبيرة في الجسم، ويكون وقت الشفاء من الجراحة بعد العملية أسرع بكثير وينطوي على ألم أقل بكثير بعد الجراحة.

أحد المساوئ الرئيسية للتداخل الإكليلي في الجلد هو وجود خطر أعلى في أن تُسد القطعة المفتوحة من الشريان مرة ثانية مما يتطلب جراحة أخرى للعلاج.تُظهر البيانات الحديثة أنه يلزم القيام بجراحة أخرى عند حوالي 1 من 25 حالة.

عادة ما تكون عملية طعم مجازة الشريان التاجي الخيار الجراحي المفضل للأشخاص:

•     المصابين بداء السكري، و / أو

•     الذين أعمارهم أكثر من 65 سنة، و / أو

•     ممّن لديهم انسداد في ثلاثة أو أكثر من الأوعية الدموية التي تزوّد القلب بالدم.

تشير الأبحاث إلى أن استخدام تقنية طعم مجازة الشريان التاجي في ظروف كهذه ربما يطيل مدى العمر أكثر من تقنية التداخل الإكليلي عبر الجلد. كما يوجد دليل حديث أن الأشخاص الذين يخضعون لطعم مجازة الشريان التاجي يظهرون عادة نوعية حياة أفضل قليلاً على المدى الطويل.

مساوئ طعم مجازة السريان التاجي هي أن ألم ما بعد الجراحة يكون أكبر من التداخل الإكليلي التاجي عبر الجلد ويكون وقت الشفاء أطول وهو حوالي 12 أسبوع مقارنة مع حوالي أسبوع إلى أسبوعين عند إجراء التداخل الإكليلي عبر الجلد.

إذا كان العلاج غير فعّال

إذا لم تتحسن أعراض الذبحة الصدرية على الرغم من الأدوية والجراحة (أو إذا كانت الجراحة غير مناسبة)، يمكن اعتماد نهج مختلف. قد يتطلب هذا استخدام علاجات نفسية أو سلوكية، مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT).

يمكن أن تساعد أنواع من العلاج مثل العلاج المعرفي السلوكي في تطوير مهارات التأقلم مع الحالة، إدارة الألم وتحسين أعراضك.

توجد بعض أنواع العلاج التي يقول المعهد الوطني للصحة وتميز الرعاية (NICE) بأنها يجب ألا تُقدم للمساعدة في إدارة الألم عند الأشخاص المصابين بذبحة صدرية مستقرة (ذبحة صدرية ناجمة عن إجهاد عاطفي أو بدني )، وهي:

•     التحفيز الكهربائي للأعصاب عبر الجلد (TENS) – حيث يتم استخدام آلة صغيرة تعمل بواسطة بطارية لإعطاء نبضات كهربائية في الجسم لتخفيف الألم.

•     نبضات الضد الخارجية (EECP)- حيث تُلفّ حلقات قابلة للنفخ حول الربلتين، الفخذين والأرداف وتُنفخ في وقت يتناسب مع نبضات قلبك. يتم إجراؤه للمساعدة في تحسين تدفق الدم من وإلى القلب.

•     الوخز بالإبر – وهو شكل من أشكال الطب الصيني القديم حيث يتم إدخال إبر دقيقة في الجلد في نقاط معينة من الجسم.

لا يُنصح بهذه العلاجات بسبب عدم وجود دليل يتعلق بفعاليتها وسلامتها عند تطبيقها على أشخاص يتعرضون لذبحة صدرية مستقرة.

الذبحة الصدرية غير المستقرة

إذا كان لديك ذبحة صدرية غير مستقرة (حيث تظهر الأعراض فجأة وتستمر رغم الراحة)، عند دخولك المستشفى سيتم إعطاؤك دواء لمنع الإصابة بتخثر الدم ولتقليل خطر التعرض لسكتة قلبية أو سكتة دماغية.

عادة ما يكون الأسبرين للمساعدة في منع تجلّط الدم إلا في حال وجود سبب يمنعك من أخذه، مثل وجود تاريخ عائلي لمرض الكبد.

ومن المحتمل أن يوصف لك دواء آخر لمنع تخثّر الدم يُدعى كلوبيدوغريل، والذي قد تحتاج إلى أخذه لفترة 12 شهر على الأقل (إذا لم تكن قادراً على أخذ الأسبيرين سيوصف الكلوبيدوغريل فقط).

كما يمكن إعطاؤك حقنة لدواء إضافي يمنع تخثّر الدم مثل الفوندابارينيوكس أو الهيبارين.

من المحتمل عندها أن تخضع لعدد من الاختبارات لتقييم خطر إصابتك بسكتة قلبية في المستقبل.

إذا كان الخطر متوسط، قد يتم إجراء فحص يسمى تصوير الأوعية التاجية لتقييم حجم وموقع الانسداد في الشريان التاجي. إذا كان الانسداد كبيراً، يمكن إجراء جراحة طعم مجازة الشريان التاجي أو التداخل الإكليلي عبر الجلد لتوسيع الشريان.

نمط الحياة

الوقاية من الذبحة الصدرية

اتباع نمط حياة صحي هو الطريقة الأكثر فاعلية لتقليل خطر الإصابة بذبحة صدرية.

إذا كنت قد أصبت فعلاً بذبحة صدرية، فإن إجراء تغييرات في نمط الحياة سيساعد في منع الأعراض من أن تزداد سوءاً وفي تقليل خطر الاصابة بسكتة قلبية أو سكتة دماغية.

أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تناول غذاء صحي ومتوازن، محاولة إبقاء ضغط الدم في مستوى صحي وتجنّب التدخين. سيخفّض هذا من ضغعط الدم، يقلّل مستويات الكوليسترول ويقوّي قلبك.

اتباع نظام غذائي صحي

سيزيد تناولك لغذاء غير صحي بنسب عالية من الدهون والملح خطر إصابتك بذبحة صدرية، ويزيد خطر تعرّضك لسكتة قلبية أو سكتة دماغية.

يمكن أن يساعد تناول غذاء يحتوي الكثير من الألياف، مثل الرز من الحبوب الكاملة، الخبز والمعكرونة، والكثير من الفواكه والخضروات على تقليل هذه المخاطر. تعد الفواكه والخضروات غنية بالفيتامينات، المعادن والألياف وتساعد في إبقاء جسمك في حالة جيدة. عليك تناول خمس حصص بمعدل80غ من الفاكهة والخضراوات يومياً.

خفض الدهون

يمكن أن يسبّب تناول الأطعمة الغنية بالدهون تراكم لويحات دهنية في الشرايين. ويمكنك المساعدة في الوقاية من هذا من خلال تجنّب الأطعمة التي تحتوي دهون مشبعة.

تشمل الأطعمة التي تحتوي نسب عالية من الدهون المشبعة:

• فطائر اللحم

• النقانق والقطع الدهنية من اللحوم

• الزبدة

• السمن (نوع من الزبدة غالباً ما يُستخدم في الطبخ الهندي)

• دهن حيواني

• الكريمة

• الجبن القاسي

• الكعك والبسكويت

• الطعام الذي يحتوي جوز الهند أو زيت النخيل

سيزيد تناول كمية صغيرة من الدهون غير المشبعة مستوى الكوليسترول الجيد ويساعد في تقليل أي انسداد في الشرايين. تشمل الأطعمة التي تحتوي نسبة عالية من الدهون غير المشبعة ما يلي:

• الأسماك الدهنية

• الأفوكادو

• المكسرات والبذور

• عباد الشمس، بذور اللفت وزيت الزيتون

لمزيد من المعلومات، راجع حقائق عن الدهون و تناول نسبة أقل من الدهون المشبعة.

تقليل الملح

إضافة إلى ذلك، يجب أن تقلّل كمية الملح في الطعام لأن بإمكانها زيادة ضفط الدم.

عليك أن تتناول أقل من 6غ (0.2 أونصة) من الملح يومياً، أي بمقدار نصف ملعقة صغيرة. لمزيد من المعلومات، راجع نصائح لغذاء بملح أقل.

الإقلاع عن التدخين

يمكن أن يزيد التدخين خطر الإصابة بكل من السكتات القلبية والسكتات الدماغية لأنها تسبّب تضيّق الشرايين وترفع ضغط الدم. 

إذا قررت الإقلاع عن التدخين، سيتمكن طبيبك من إرشادك إلى أفضل السبل لإيقاف التدخين. وسيصف لك طبيبك علاجاً طبياً لمساعدتك في أعراض الشعور بالنقص التي قد تصيبك بعد الإقلاع عن التدخين.

استهلاك الكحول

يمكن أن يرفع شرب الكحول ضغط الدم.

تعد الكحول أيضاً غنية بالسعرات الحرارية، لذا ستكسب الوزن إذا شربت باستمرار، ممّا يزيد ارتفاع ضغط الدم (انظر أدناه).

لذا سيقلّل التوقف عن الكحول خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

المحافظة على وزن صحي

يدفع الوزن الزائد قلبك إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم في الجسم الأمر الذي بإمكانه زيادة ضغط الدم. اعرف ما إذا كنت في حاجة لإنقاص الوزن مع الحاسبة الصحية لمؤشر كتلة الجسم.

إذا كنت في حاجة لانقاص الوزن، فمن الجدير تذكّر أن فقدانك بضعة أرطال فقط سيحدث فرقاً كبيراً في ضغط الدم والصحة العامة. احصل على نصائح حول فقدان الوزن بشكل آمن.

ممارسة التمارين الرياضية

سيساعد النشاط والقيام بتمارين رياضية منتظمة على إبقاء القلب والأوعية الدموية بحالة جيدة. كما يمكن أن تساعد التمارين الرياضية المنتظمة أيضاً على فقدان الوزن وتساعد في خفض ضغط الدم.

يمكن أن يكون البدء ببرنامج تدريب عندما تكون مصاباً بالذبحة الصدرية تحدياً لأن النشاط البدني قد يحفّز أعراض نوبة الذبحة الصدرية. ومع ذلك، كلما تمرّنت أكثر، كلما قل احتمال تعرضك لذبحة صدرية.

ينصح بالنشاطات ذات التأثير المنخفض، كالمشي، السباحة وركوب الدراجات، بينما لا ينصح بنشاطات شاقّة أكثر، مثل كرة القدم والسكواتش.

المضاعفات

السكتات القلبية والسكتات الدماغية هي أخطر المضاعفات التي يمكن أن تحدث في حالات الذبحة الصدرية.

لكن، يمكن أن يكون لضغط الحياة بوجود حالة صحية طويلة الأمد تأثير على صحتك العاطفية أيضاً، وفي بعض الحالات، يؤدي للاكتئاب. يتم مناقشة هذه الأعراض مع مزيد من التفاصيل أدناه.

السكتة القلبية

إن السبب الرئيسي للذبحة الصدرية هو عندما يصبح التزويد الوعائي للقلب مسدوداً بواسطة ترسّبات دهنية تدعى لويحات.

عند حدوث هذا، هناك احتمال صغير بأن تنفصل إحدى اللويحات (تتمزق)، مسبّبة تشكّل خثرة دموية. يمكن أن تسد الخثرة الدموية الأوعية التي تزوّد عضلات القلب بالدم الغني بالأوكسجين، مسبّبة تلفاً واسعاً لعضلات القلب ومؤدية لسكتة قلبية.

يعتمد خطر الإصابة بسكتة قلبية على عدة عوامل، مثل العمر، ضغط الدم ودرجة الانسداد.

بالاعتماد على هذه العوامل، يتراوح خطر الإصابة بسكتة قلبية في سنة ما من أقل من 1 من 100 إلى 1 من 12. ومن الممكن دائماً تقليل هذا الخطر عن طريق إجراء تغييرات في نمط الحياة (شاهد منع الذبحة الصدرية لمزيد من المعلومات).

تشمل أعراض السكتة القلبية ما يلي:

•     ألم في الصدر – عادة ما يكون الألم في وسط الصدر، ويمكن أن تشعر بثقل، ضيق أو ضغط

•     ألم في أعضاء أخرى من الجسم – ويمكن أن يبدو كما لو أن الألم ينتقل من صدرك إلى ذراعيك (تتأثر عادة الذراع اليسرى كما يمكن أن يؤثر على كلا الذراعين أيضاً)، الفك، الرقبة، الظهر والبطن

•     ضيق في التنفس

•     غثيان

•     شعور عارم بالقلق (يشبه الإصابة بنوبة ذعر)

عليك الاتصال بالإسعاف على الفور إذا كنت تشك بإصابتك أو أي شخص آخر تعرفه بسكتة قلبية.

يتم علاج السكتات القلبية باستخدام مجموعة من الأدوية لتحسين تدفّق الدم الى القلب والجراحة لتجنّب الانسداد (طعم مجازة الشريان التاجي) أو توسيع الشريان (التداخل الإكليلي عبر الجلد).

السكتة الدماغية

إذا كان لديك لويحات دهنية تسدّ شرايينك التاجية، قد يكون لديك لويحات تسدّ الوعاء الدموي الرئيسي الذي يزوّد دماغك بالدم (الشريان السباتي).

إذا انفصلت إحدى اللويحات، من الممكن أن تسبّب الإصابة بتخثّر دموي، فتمنع تزويد الدم إلى الدماغ وتسبّب سكتة دماغية.

كما هو الحال مع السكتة القلبية، يمكنك تقليل خطر الإصابة بسكتة دماغية من خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة.

يمكن تذكّر الأعراض الرئيسية للسكتة الدماغية باستخدام ما يمثّل (Face, Arms, Speech, Time-FACE) الوجه-الذراعين-الكلام-الوقت.

•     الوجه –  قد يتدلى الوجه على جانب واحد، وقد لا يتمكن الشخص من الإبتسام أو قد يتدلى الفم أو العين

•     الذراعان –  قد لا يتمكن الشخص المشكوك بإصابته بسكتة دماغية من رفع إحدى أو كلتا ذراعيه أو إبقاءها كذلك بسبب ضعف أو خدر في الذراع

•     الكلام – قد يكون كلام الشخص متداخلاً أو غير واضح أو قد لا يكون قادراً على الكلام مطلقاً على الرغم من أنه يبدو واعياً

•     الوقت – يجب أن تطلب الإسعاف على الفور إذا رأيت أي من هذه العلامات أو الأعراض

 

يمكن علاج السكتة الدماغية باستخدام الأدوية لحلّ الخثرة الدموية والجراحة لفتح الشريان السباتي.

الاكتئاب

يمكن أن يسبّب العيش مع حالة صحية مثل الذبحة الصدرية شعوراً بالتوتر والقلق عند بعض الأشخاص، ممّا يؤدي إلى أعراض الاكتئاب. قد تشعر بالاكتئاب إذا كنت خلال الشهر الماضي:

•     قد شعرت غالباً بالإحباط، الاكتئاب أو اليأس

•     شعرت باهتمام أو متعة أقل في فعل الأشياء

من المهم أن تتحدث إلى طبيبك إذا اعتقدت أنك مصاب بالاكتئاب.لا يؤثر الاكتئاب على صحتك النفسية فقط، بل يمكن أن يؤثر سلباً على صحتك الجسدية أيضاً.

يشمل علاج الاكتئاب الأدوية المضادة للاكتئاب ونوع من العلاج بالكلام يدعى العلاج المعرفي السلوكي (CBT).

السابق
الدوالي – Varicose Veins
التالي
الرجفان الأذيني – AF