العلاج
خطة عمل شخصية للربو
كجزء من تقييمك الأولي، ينبغي تشجيعك على وضع خطة عمل شخصية للربو مع طبيبك. إذا تم إدخالك الى المستشفى بسبب نوبة ربو، ينبغي أن تُقدم لك خطة عمل (أو فرصة لاستعراض خطة العمل الحالية) قبل أن تغادر إلى المنزل.
ينبغي أن تتضمن خطة العمل معلومات عن أدويتك الخاصة بالربو وستساعدك على معرفة متى تسوء أعراضك، وما هي الخطوات الواجب اتخاذها. يجب أيضاً إعطاؤك المعلومات حول ما يجب فعله إذا أُصبت بنوبة ربو.
ينبغي مراجعة خطة العمل الشخصية للربو مع طبيبك أو الممرضة مرة في السنة على الأقل، أو بشكل أكثر تكراراً إذا كانت أعراضك حادّة.
كجزء من خطة الربو، قد يتم إعطاؤك مقياس التدفق الأقصى. سيعطيك هذا طريقة أخرى لمراقبة الربو الذي تعاني منه، بدلاً من الاعتماد على الأعراض فقط.
تناول أدوية الربو
أجهزة الاستنشاق
عادةً ما يتم إعطاء أدوية الربو عن طريق أجهزة الاستنشاق، وهي أجهزة تمرر الدواء مباشرةً إلى المسالك الهوائية عن طريق الفم عندما تأخذ شهيقاً. يعد استنشاق الدواء وسيلة فعّالة لأخذ دواء الربو لأنه يذهب مباشرة إلى الرئتين، مع وصول مقدار قليل جدأ إلى أماكن أخرى من الجسم. مع ذلك، يعمل كل جهاز بطريقة مختلفة قليلاً. ينبغي أن تتلقى التدريب من طبيبك أو ممرضتك حول كيفية استخدام الجهاز. ينبغي التحقق من هذا مرة في السنة على الأقل.
أجهزة المفساح
ينبعث من بعض أجهزة الاستنشاق نفث انبوبي عند الضغط عليها. تعمل هذه بشكل أفضل إذا تم إعطاؤها عبر مفساح، حيث يمكن أن يزيد من كمية الدواء التي تصل إلى الرئتين، ويقلل من الآثار الجانبية. يجد بعض الناس أن من الصعب استخدام أجهزة الاستنشاق، بالتالي يمكن لأجهزة المفساح أن تساعدهم. مع ذلك، غالباً ما ينصح باستخدام أجهزة المفساح حتى للأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الاستنشاق بشكل جيد لأنها تحسّن توزيع الدواء في الرئتين. أجهزة المفساح هي عبوات بلاستيكية أو معدنية مزودة بفم في إحدى النهايات وفتحة لجهاز الاستنشاق في الأخرى. يتم “نفخ” الدواء في المفساح بواسطة جهاز الاستنشاق من ثم استنشاقه عبر فم المفساح. تعد أجهزة المفساح جيدة أيضاً لخفض خطر مرض القلاع في الفم أو الحلق، والذي يمكن أن يكون أثراً جانبياً لأدوية الربو المستنشقة.
أجهزة الاستنشاق المسكّنة
تؤخذ أجهزة الاستنشاق المسكّنة للتخفيف من أعراض الربو بسرعة. يحتوي جهاز الاستنشاق عادةً على دواء يسمى منبهات بيتا2 قصيرة المفعول. يعمل على إرخاء العضلات المحيطة بالمسالك الهوائية المتضيقة. مما يسمح للمسالك الهوائية بالتوسع، فيسهّل بالتالي التنفس مجدداً. تشمل الأمثلة على الأدوية المسكّنة السالبوتامول والتيربوتالين. وهي عادةً ما تكون أدوية آمنة تترافق بآثار جانبية قليلة، ما لم يتم الإكثار من استخدامها. مع ذلك، نادراً ما يكون استخدامها ضرورياً إذا أمكن السيطرة على الربو بشكل جيد، وكل من يحتاج إلى استخدامها لثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع عليه النظر في العلاج.
ينبغي أن يتم إعطاء كل شخص يعاني من الربو جهاز استنشاق مسكّن، يُعرف أيضاً بالمسكّن فقط. وغالباً ما يكون أزرقاً.
أجهزة الاستنشاق الوقائية
تعمل أجهزة الاستنشاق الوقائية مع مرور الوقت لتقليل مقدار الالتهاب و’التشنج’ في المسالك الهوائية ولمنع حدوث نوبات الربو. ستحتاج إلى استخدام أجهزة الاستنشاق الوقائية اليومية لبعض الوقت قبل أن تحصل على الفائدة الكاملة. قد تحتاج أحياناً إلى أجهزة الاستنشاق المسكّنة (الزرقاء عادة) لتخفيف الأعراض، ولكن إذا كنت بحاجة إليها في أغلب الأوقات، ينبغي إعادة النظر في علاجك.
عادةً ما يحتوي جهاز الاستنشاق الوقائي على دواء يسمى الكورتيكوستيرويد المستنشق. تشمل الأمثلة على الأدوية الوقائية : بيكلوميتازون، بوديزونيد، فلوتيكاسون و موميتازون. غالباً ما تكون أجهزة الاستنشاق الوقائية بنية، حمراء أو برتقالية.
يوصى بالعلاج الوقائي عادةً إذا كنت:
• تُصاب بأعراض الربو لأكثر من مرتين في الأسبوع
• تستيقظ مرة واحدة في الأسبوع بسبب أعراض الربو
• مضطراً لاستخدام أجهزة الاستنشاق المسكّنة أكثر من مرتين في الأسبوع
يمكن أن يقلل التدخين من تأثير أجهزة الاستنشاق الوقائية.
يمكن أن يتسبب استنشاق الكورتيكوستيرويد أحياناً بعدوى فطرية خفيفة (مرض القلاع الفموي) في الفم والحلق، لذلك اغسل فمك جيداً بعد استنشاق جرعة. ولمزيد من المعلومات حول الآثار الجانبية، انظر أدناه.
العلاجات الأخرى ومرحلة ‘إضافة’ علاج
جهاز الاستنشاق المسكّن طويل المفعول
إذا لم يستجب الربو للعلاج، يمكن زيادة جرعة جهاز الاستنشاق الوقائي بالمناقشة مع فريق الرعاية الصحية المشرف عليك. فإذا لم يسيطر هذا على أعراض الربو التي تعاني منها، قد يتم اعطاؤك جهاز استنشاق يحتوي على دواء يسمى مسكّن طويل المفعول (موسع قصبي طويل المفعول/ منبهات بيتا2 طويلة المفعول ) لاتخاذها كذلك. أو قد تُعطى جهاز استنشاق يجمع بين الستيرويد المستنشق والموسع القصبي طويل المفعول في جهاز واحد، يدعى جهاز استنشاق “مختلط”. يعمل هذا بنفس طريقة المسكّنات قصيرة المفعول، لكنه يستغرق وقتاً أطول ليعمل ويمكن أن يدوم ل12 ساعة. تشمل أمثلة أجهزة الاستنشاق المسكّنة طويلة المفعول الفورموتيرول والسالميتيرول.
استخدم جهاز الاستنشاق المسكّن طويل المفعول مع جهاز الاستنشاق الوقائي فقط ولا تستخدمه أبداً بمفرده. لقد أظهرت الدراسات أن استخدام مسكّن طويل المفعول وحده يمكن أن يزيد من فرصة حدوث نوبة الربو، وحتى أنه يمكن أن يزيد من خطر الموت. تشمل الأمثلة على أجهزة الاستنشاق المختلطة : السيريتيد، السمبيكورت والفوستير. تكون عادةً باللون الأرجواني،الأحمر والأبيض، أو الكستنائي.
الأدوية الوقائية
إذا كان العلاج من الربو لا يزال غير ناجح، سيتم تجربة الأدوية الوقائية الإضافية. وفيما يلي اثنين من الخيارات الممكنة:
• مضادات مستقبلات الليكوترين (مونتيليوكاست): أقراص تمنع جزءاً من التفاعل الكيميائي الرتبط بالتهاب المسالك الهوائية
• ثيوفيلين: أقراص تساعد على توسيع المسالك الهوائية عن طريق إرخاء العضلات حولها
إذا لم تتم السيطرة على الربو لديك، قد يوصف لك الستيرويدات الفموية العادية (أقراص الستيرويد). عادةً ما يتم مراقبة هذا العلاج من قبل أخصائي الجهاز التنفسي (متخصص في الربو).إن لاستخدام الستيرويدات الفموية طويلة الأمد آثار جانبية خطيرة محتملة، لذا يتم استخدامها فقط عند تجربة خيارات العلاج الأخرى. انظر أدناه لمزيد من المعلومات حول الآثار الجانبية لأقراص الستيرويد.
الاستخدام المتكرر للستيرويدات الفموية
يحتاج معظم الناس لأخذ دورة علاجية من الستيرويدات الفموية فقط لمدة أسبوع أو أسبوعين. عندما يصبح الربو تحت السيطرة، يمكنك ’الرجوع بخطوة ‘ لعلاجك السابق.
اوماليزوماب (اكسولر)
اوماليزوماب، المعروفة أيضاً باسم اكسولر، هي الأول في فئة الأدوية الجديدة. ترتبط بأحد البروتينات المشاركة في الاستجابة المناعية، وتقلل مستواها في الدم. يقلل هذا من فرصة حدوث تفاعل مناعي. يوصى بأن اوماليزوماب يمكن استخدامه مع الأشخاص الذين يعانون من نوبات الربو الحادة والمتكررة التي تتطلب زيارات إلى قسم الطوارئ أو دخول المستشفى.
تعطى اوماليزوماب كحقنة كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع. ينبغي أن وصفقط في مركز متخصص. إذا لم تستطع اوماليزوماب ضبط أعراض الربو في غضون 16 أسبوع، يجب أن يتوقف العلاج.
الثيرموبلاستي القصبي
الثيرموبلاستي القصبي هو إجراء جديد نسبياً لم يتوفر بعد على نطاق واسع. في بعض الحالات، يمكن أن يستخدم لعلاج الربو الحادّ عن طريق الحدّ من تضيّق المسالك الهوائية.
يتم تنفيذ هذا الإجراء إما بالتسكين أو تحت التخدير العام. يتم إدخال منظار القصبات (وهو نوع من الأنابيب المجوفة) يحتوي على مسبار عن طريق الفم أو الأنف في مجرى الهواء و توسيعه بحيث يلامس جدار مجرى الهواء، ثم تزداد حرارته. عادةً ما يلزم إجراء ثلاثة جلسات علاجية بفترة ثلاثة أسابيع على الأقل بين كل جلسة.
هناك بعض الأدلة التي تشير أن هذا الإجراء قد يقلل من نوبات الربو ويحسّن حياة للشخص الذي يعاني من الربو الحادّ. مع ذلك، لا تزال المخاطر والفوائد طويلة الأمد غير مفهومة تماماً حتى الآن.
عليك مناقشة هذا الإجراء بشكل كامل مع طبيبك إذا تم تقديم العلاج لك.
الآثار الجانبية للعلاج
الآثار الجانبية للمسكّنات والأجهزة والوقائية
المسكّنات هي أدوية آمنة وفعّالة ولها آثار جانبية قليلة، طالما أنها لا تُستخدم كثيراً. تشمل الآثار الجانبية الرئيسية رجفان خفيف في اليدين، صداع وتقلصات العضلات. تحدث هذه عادةً فقط مع جرعات عالية من جهاز الاستنشاق المسكّن وعادةً ما تستمر لبضع دقائق فقط.
الأجهزة الوقائية هي آمنة جداً في الجرعات المعتادة، على الرغم من أنها يمكن أن تتسبّب بمجموعة من الآثار الجانبية عند تناول جرعات عالية، وخصوصاً في الاستخدام طويل الأمد. إن الآثار الجانبية الرئيسية لأجهزة الاستنشاق الوقائية هي عدوى فطرية (داء المبيضات الفموي) في الفم أو الحلق. كما يمكن أن يثخن صوتك. يمكن لاستخدام المفساح أن يساعد على منع هذه الآثار الجانبية. كذلك، اغسل فمك أو نظّف أسنانك بعد استعمالك لجهاز الاستنشاق الوقائي.
سيقوم طبيبك أو الممرضة بمناقشتك حول ضرورة تحقيق التوازن بين السيطرة على الربو و خطر الآثار الجانبية، وكيفية الحصول على أدنى حد من الآثار الجانبية.
الآثار الجانبية لمرحلة إضافة علاج
قد تسبب مسكّنات طويلة المفعول آثاراً جانبيةً مشابهة للمسكنات قصيرة المفعول، بما في ذلك رجفان خفيف في اليدين، صداع وتقلصات العضلات. يمكن لطبيبك أن يناقش معك مخاطر وفوائد هذا الدواء.يجب أن يتم مراقبتك في بداية العلاج ومراجعتك باستمرار. إذا وجدت أنه لا فائدة من استخدام المسكّن طويل المفعول، ينبغي أن يتم إيقافة.
لقد عُرفت أقراص الثيوفيلين بأنها تسبّب آثار جانبية لدى بعض الناس، بما في ذلك الصداع، الغثيان، الأرق، التقيؤ، التهيج واضطرابات المعدة. يمكن تجنب هذه عادةً عن طريق تعديل الجرعة.
لا تسبب منبهات مستقبلات الليكوترين آثاراً جانبية بشكل عام، على الرغم من أن هناك تقارير عن اضطرابات المعدة، شعور بالعطش وصداع.
الآثار الجانبية لأقراص الستيرويد
تسبب الستيرويدات الفموية مخاطر إذا تم تناولها لأكثر من ثلاثة أشهر أو إذا تم تناولها بشكل متكرر (ثلاث أو أربع دورات علاجية من الستيرويدات في السنة). يمكن أن تشمل الآثار الجانبية على ما يلي:
• هشاشة العظام
• ارتفاع ضغط الدم (فرط التوتر الشرياني)
• مرض السكري
• زيادة الوزن
• إعتام عدسة العين ، والزرق (اضطرابات العين)
• ترقّق في الجلد
• سهولة الإصابة برضوض
• ضعف العضلات
لتقليل مخاطر أخذ الستيريدات الفموية:
• اتبع نظام غذائي صحي ومتوازن مع الكثير من الكالسيوم.
• حافظ على وزن جسم سليم.
• توقف عن التدخين (إذا كنت تدخن)
• قم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام
ستحتاج أيضاً لتحديد مواعيد منتظمة للتحقق من ارتفاع ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام.
الربو المهني
إذا كان من الممكن إصابتك بالربو المهني، سيتم إحالتك إلى أخصائي الجهاز التنفسي للتأكد من التشخيص. إذا تواجدت خدمة الصحة المهنية لدى الجهة الموظّفة، ينبغي إعلامها أيضاً بذلك، إضافة إلى المسؤول عن الصحة والسلامة.
يتحمل مديرك مسؤولية حمايتك من أسباب الربو المهني و قد يكون من الممكن في بعض الأحيان استبدال أو إزالة المادة التي تثير الربو المهني الذي تعاني منه من مكان عملك. يمكن اتخاذ عدد من الخطوات للحدّ من تأثير المثيرات المهنية. مع ذلك، قد تحتاج إلى التفكير في تغيير وظيفتك أو الانتقال بعيداً عن بيئة عملك في أقرب وقت ممكن، والأمثل في غضون 12 شهراً من ظهور الأعراض.
نوبات الربو
تساعدك خطة عمل شخصية للربو على التعرف إلى الأعراض الأولية لنوبة الربو، ومعرفة كيفية الاستجابة لها، ومتى يجب طلب العناية الطبية.
عادةً ما يتضمن علاج نوبات الربو أخذ جرعة أو أكثر من دوائك المسكّن. إذا استمرت أعراض نوبة الربو وتفاقمت، قد تحتاج العلاج في المستشفى. إذا تم إدخالك المستشفى، سيتم إعطاؤك خليط من الأكسجين، الأدوية المسكّنة والوقائية للسيطرة على الربو لديك.
ستحتاج بعد ذلك خطة العمل الشخصية للربو للمراجعة، فيمكن بهذا تحديد أسباب نوبات الربو وتجنّبها في المستقبل.
العلاجات التكميلية
لقد تم اقتراح عدد من العلاجات التكميلية لمعالجة الربو، بما في ذلك:
• تمارين التنفس
• الطب الصيني التقليدي
• الوخز بالإبر
• المؤينات، وهي أجهزة تستخدم تيار كهربائي لشحن (تأيين) جزيئات الهواء
• تقنية الكسندر، وهي برنامج تدريبي يهدف إلى تغيير الطريقة التي تحرّك فيها جسمك
• المعالجة المثلية
• المكمّلات الغذائية
هناك أدلة قليلة أن أي هذه العلاجات، باستثناء تمارين التنفس، فعّالة.
هناك دليل جيد على أن تمارين التنفس، بما في ذلك تمارين التنفس التى تعطى من قبل أخصائي العلاج الطبيعي، واليوغا وطريقة بوتيكو (وهي تقنية تنطوي على التنفس الضحل) يمكن أن تحسّن الأعراض وتقلل الحاجة إلى الأدوية المسكّنة لدى بعض الناس.