الزواج في الإسلام

الزواج في الإسلام

الزواج هو مصدر السعادة والاستقرار للإنسان، فقد خلق الله سبحانه وتعالى النساء ليكونوا شقائق الرجال، فلا يمكن للرجل أن يعيش بدون المرأة، ولا يمكن للمرأة أن تعيش بدون الرجل، قال تعالى: “والله جعل لكم من بيوتكم سكناً”، والمعنى المراد من الآية الكريمة أن الاستقرار الحقيقي والسكينة لا يكون إلا بحياة زوجية قائمة على المودة والمحبة.

وهذا هو أسمى مقاصد الزواج في الإسلام، فمن المقاصد والأهداف التي شرع لأجلها الزواج:

أولاً: تحصين الإنسان المسلم، فقد كان الزواج في الإسلام مبنيًا على قضاء شهوة الإنسان بما يرضي الله سبحانه وتعالى بعيدًا عن الفحشاء والمنكر والزنا والسفاح، لهذا بين حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لمعشر الشباب أهميته، فخاطبهم قائلاً: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج “.

ثانيًا: تحقيق خلافة الإنسان في الأرض فالله سبحانه وتعالى خلق آدم ثم جعل من ضلعه زوجًا له حتى تكون له الذرية فيقوم بخلافة الأرض وعمارتها، ولا يتحقق ذلك إلا بالزواج، إذ كيف يحصل التكاثر والذرية المسلمة التي ستحقق العبادة لله سبحانه وتعالى دون وجود رابط إسلامي قائم بالزواج بين الرجل والمرأة.

ثالثًا: شرع الله سبحانه  وتعالى الزواج حتى تتحقق طاعته وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، فقد قال سبحانه وتعالى: ” فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع”، وأما رسولنا صلى الله عليه وسلم فقد أمر الفتاة أن ترضى بصاحب الخلق والدين، وإلا فهي آثمة، لقوله صلى الله عليه وسلم: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”.

رابعاً: الزواج أمر مندوب، لفعل الرسل والأنبياء المكرمين، وحتى يخرج من نسل الرسل والأنبياء الصالحين دعاة يحملون هم الدعوة والرسالة فقد كان لا بد من الزواج، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ” تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم”.

خامسا: في الزواج فقط يؤجر المؤمن على إشباع غريزته: فلو لم يكن الزواج لانتشر الفجور، والزنا والسفور، ولعمت الفاحشة، وطغت الرذيلة على المجتمع، وهذا بالطبع ليس من سمات المجتمع المسلم، لذلك كان لا بد من الزواج، فقد جاء في الأثر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصحابته: “وفي بضع أحدكم صدقة، فقال أحدهم: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك، فقال الحبيب المصطفى : نعم، أرأيت إن كان في حرام هل عليه معصية؟!

هذه بعض من الحكم التي شرع لأجلها الزواج، ولكن كيف يقيم الزوجين حياتهما على الاسلام؟ من خلال الأمور التالية:

-1- حسن المعاشرة بين الزوجين: فالحياة الزوجية قائمة على رباط المحبة والألفة، والسكينة والمودة، قال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها”.

-2- التشاور والتعاون في مسؤوليات البيت، وفي تربية الأبناء، فقد كان الحبيب المصطفى يقول: “خيركم؛ خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله”.

-3- إكرام أهل الزوج/ة: بمعنى أن نرفع شعاراً يقول: “أهلك أهلي، وأهلي أهلك”.

-4- الرضا والقناعة، وعدم النظر إلى سفاسف الأمور، فقد قال الذي لا ينطق عن الهوى: “أيما امرأة طلبت الطلاق من زوجها دون بأس لا تجد ريح الجنة”.

-5- الاجتهاد معاً في المداومة على الطاعة والعبادة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أيقظ الرجل زوجه من الليل، فصليا، كُتِبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات”.

إغلاق
error: Content is protected !!