الزوج فى غرفة الولادة!

الزوج فى غرفة الولادة!

أثناء الولادة، الصورة التقليدية للزوج فى أذهاننا تكون صورة رجل يدخن ويهرول بلا حول أو قوة أمام غرفة الولادة وهو يستمع بقلق بالغ إلى صرخات ألم زوجته. لكن اليوم، ازداد عدد الزوجات اللاتى ترغبن فى حضور أزواجهن الولادة، وبالرغم من عدم شيوع هذا الأمر فى مصر، إلا أن هناك بعض الأطباء الذين يتقبلون الفكرة.

د. محمد فارس – استشارى أمراض النساء – يسمح بوجود الزوج فى غرفة الولادة، ويضيف أن الأزواج المثقفين أو الذين قد حضروا فصول تحضير للولادة يكونون أكثر حرصاً على حضور الزوج للولادة وقيامه بدور فعال. هؤلاء الأزواج يكونون أكثر استعداداً عن غيرهم، وتكون لديهم فكرة عما سيحدث فى غرفة الولادة، كما تكون لديهم قدرة أكبر من غيرهم على التعامل مع المشاعر المتدفقة التى تصاحب عملية الولادة.

يقول د. محمد فارس أن الفائدة الرئيسية من وجود الزوج فى غرفة الولادة هى التأثير الإيجابى على الحالة النفسية للزوجة. أثناء الولادة تشعر الزوجة بقلة الحيلة والخوف وحينئذ تكون فى حاجة إلى كل المساعدة، القوة، والمساندة المعنوية التى يمكن أن يمنحها لها زوجها.

نهى – أم لطفلين – اختارت أن تخضع لتخدير ال”ابيدورال” فى ولادتيها القيصرتين. زوجها على كان موجوداً فى الولادتين وكان ممسكاً يدها ويطمئنها. تقول نهى: “بالطبع كان يجلس بجوار رأسى خلف البارافان ولم ير شيئاً مما كان يحدث، ولكن كان وجوده رائعاً وكان يمسك بيدى طوال الوقت.”

نيفين – أم لطفلين وتنتظر الثالث – تقول أنها قطعاً تريد حضور زوجها الولادة وتضيف: “لم يتمكن زوجى حضور الولادتين السابقتين لأنه كان مسافراً وهذه فرصتى الأخيرة ليحضر معى، فأنا أريده بجوارى.”

على الجانب الآخر يشعر د. وجدى سامى – طبيب أمراض النساء والتوليد – أن الزوج فى كثير من الأحوال يمثل عائقاً أثناء الولادة، ويضيف أن كثير من الرجال يصابون بالإغماء عند رؤية دم أو شخص يتألم بشدة. يوضح د. وجدى أن الأمر ينتهى بانشغال الطبيب بالزوج المغمى عليه على الأرض وما إذا كان قد أصيب بدلاً من التركيز مع الزوجة التى تلد.

يوافق د. وجدى على أن وجود الزوج فى غرفة الولادة يكون أحياناً مفيداً لكنه يسمح بذلك فقط للأزواج الذين يحضرون فصول تحضير للولادة معاً لكى يكون الزوج على علم بما يتوقع أن يراه. يوضح د. وجدى قائلاً: “فى الخارج حيث فصول التحضير للولادة أمراً شائعاً، يكون الزوج على علم بدوره فى غرفة الولادة، فهو يساعد زوجته فى اتباع أسلوب التنفس السليم، تدليك ظهرها، ومساندتها معنوياً، فهو يعرف دوره جيداً ولا يمثل أى عائق. لقد قابلت حالة هنا حيث بدأت الزوجة تصرخ وبدأ زوجها يصرخ ويبكى.”

هناك مشكلة أخرى قد تحدث عند حضور الزوج للولادة وهى افتقاد الزوج للرغبة الجنسية فى زوجته. يوضح د. وجدى أنه من الممكن أن يلوم الزوج نفسه وعلاقته الجنسية بزوجته على أنها السبب فيما يحدث لها، أو قد يزهد فى زوجته عند رؤيتها فى هذا الوضع، لكنه يضيف أن هذه حالات نادرة للغاية. رغم اعتقاد د. محمد فارس أن افتقاد الرغبة الجنسية فى الزوجة أمراً ممكناً، إلا أنه لم يقابل مثل هذه المشكلة مع مرضاه.

يقترح د. وجدى حلاً وسطاً لمرضاه، وهو أن يحضر الزوج الولادة ولكن يبقى بجوار رأس زوجته ممسكاً يدها ويطمئنها ويساندها معنوياً كلما احتاجت لذلك، لكن لا يجب أن يسمح له بالتجول فى غرفة الولادة ورؤية ما يحدث، فدوره يجب أن يقتصر على طمأنة زوجته.

رغم ازدياد عدد الزوجات اللاتى ترغبن فى حضور أزواجهن الولادة، إلا أنه يجب أن يوضع فى الاعتبار قدرة الزوج على احتمال ذلك. المهم ألا تغضبى من زوجك إذا رفض الحضور، على كل الأحوال فهو لن يستطيع تقديم أية مساعدة إليك إذا كان مغشياً عليه! ما يمكنكما عمله هو التحضير معاً لاستقبال هذا اليوم الجميل مما يعطى لكليكما فرصة الاستمتاع بهذه التجربة الرائعة التى ستغير حياتكما.

إغلاق
error: Content is protected !!