السكري الحملي – Gestational Diabetes

السكري الحملي – Gestational Diabetes

المقدمة

السكري الحملي هو نوع من السكري يصيب النساء خلال فترة الحمل. مرض السكري هو عبارة عن حالة تكون فيها نسبة الغلوكوز (السكر) في الدم عالية.

عادة ما يتم التحكم في كمية الجلوكوز في الدم بواسطة هرمون يسمى الأنسولين.و بالرغم من ذلك ترتفع لدى بعض النساء خلال فترة الحمل، مستويات أعلى من المعتاد من الجلوكوز في الدم وتكون أجسامهنّ غير قادرة على إنتاج ما يكفي من الأنسولين لنقله إلى الخلايا.وهذا يعني ارتفاع مستوى السكر في الدم .

أنواع مرض السكري

سكري الحمل هو مرض السكري الذي تم تشخيصه لأول مرة خلال فترة الحمل. حيث أنّ النوعين الرئيسيين الآخرين من مرض السكري هما :

•     مرض السكري من النوع 1   – عندما لا ينتج الجسم الأنسولين على الإطلاق (غالبا ما يشار إليه بإسم مرض سكري الأحداث أو مرض السكري المبكر)

•     مرض السكري من النوع 2   – عندما لا ينتج الجسم ما يكفي من الأنسولين و / أو خلايا الجسم لا تستجيب للأنسولين (مقاومة الأنسولين)

راجع الإرتباطات ذات الصلة أعلاه بالنسبة للنساء المصابات بمرض السكري قبل حدوث الحمل.

ما مدى انتشار مرض السكري الحملي؟

في كل 100 ولادة هناك اثنين إلى خمسة نساء يعانين من مرض السكري. معظم هؤلاء النساء مصابات بسكري الحمل، وبعضهن يعاني من النوع 1 أو من النوع 2 من داء السكري.

التوقعات (الآفاق)

يمكن السيطرة على سكري الحمل باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة. ومع ذلك، قد تحتاج بعض النساء المصابات بسكري الحمل   إلى تناول الدواء للسيطرة على مستويات السكر في الدم.

يمكن أن يزيد خطر حدوث مضاعفات الولادة، مثل كون الأطفال ذوي حجم كبير بالنسبة لعمرهم الحملي (عملقة) اذا لم يتم الكشف عن سكري الحمل ووضعه تحت السيطرة.

يتطور سكري الحمل في معظم الحالات، في المرحلة الثالثة من الحمل (بعد الأسبوع الـ 28)، وعادة ما يختفي بعد ولادة الطفل. ومع ذلك، فالنساء اللاتي تصبن بسكري الحمل هم أكثر عرضة لتطوّر مرض السكري من النوع 2 في وقت لاحق من الحياة.

الأعراض

عادة ما يتم تشخيص سكري الحمل أثناء الفحص الروتيني.لا يتسبب بأعراض على الإطلاق في كثير من الأحيان . 

ومع ذلك، فإن ارتفاع مستوى السكر في الدم (فرط سكر الدم) يمكن أن يسبب بعض الأعراض، بما في ذلك :

•     الشعور بالعطش

•     وجود جفاف بالفم

•     الحاجة إلى التبول بشكل متكرر

•     التعب

•     الإلتهابات المتكررة، مثل مرض القلاع (التهاب فطور)

•     عدم وضوح الرؤية

راجعي الموضوع حول فرط سكر الدم لمزيد من المعلومات حول هذه الحالة.

الأسباب

مرض السكري هو حالة يوجد فيها الكثير من الغلوكوز (السكر) في الدم.

يتم التحكم في كمية الغلوكوز في دمك عن طريق هرمون يسمى الأنسولين، الذي يتم إنتاجه من قبل البنكرياس (غدة خلف المعدة).

يحدث مرض السكري إما بسبب إنتاج غير كافٍ من الأنسولين، أو مقاومة الجسم للأنسولين، وهو ما يعني أن الأنسولين لا يعمل بشكل صحيح .

الأنسولين

عندما تأكل، فإن جهازك الهضمي يفكك الطعام ويتم امتصاص المواد المغذية إلى مجرى الدم. عادةً، يتم إنتاج الأنسولين لإخراج الغلوكوز من دمك ونقله إلى داخل خلاياك. ثم يتم تفكيك الغلوكوز في خلاياك لإنتاج الطاقة.

السكري الحملي

خلال فترة الحمل، ينتج جسمك عدداً من الهرمونات (المواد الكيميائية)، مثل الأستروجين والبروجسترون، وهرمون النمو المشيمي. تجعل هذه الهرمونات جسمك مقاوماً للأنسولين، مما يعني أن خلايا جسمك تستجيب بشكل أقل حساسية للأنسولين وأن مستوى الغلوكوز في دمك يبقى مرتفعاً.

الغرض من هذا التأثير الهرموني هو السماح للغلوكوز والمواد المغذية الإضافية في دمك بالمرور إلى الجنين (الطفل الذي لم يولد بعد) وبذلك يمكن أن ينمو.

من أجل التعامل مع الكميات الزائدة من الغلوكوز في دمك، ينبغي على جسمك إنتاج المزيد من الأنسولين. ومع ذلك، لا يمكن لبعض النساء أن تنتج ما يكفي من الأنسولين في الحمل لنقل الغلوكوز إلى داخل الخلايا، أو أن خلايا جسمهن أكثر مقاومة للأنسولين. وهذا ما يعرف بإسم السكري الحملي.

عوامل الخطر

قد تكونين في خطر متزايد للإصابة بالسكري الحملي إذا كان:

•     مؤشر كتلة جسمك هو 30 أو أكثر – يمكنك استخدام آلة حاسبة صحية للوزن لحساب مؤشر كتلة الجسم لديك

•     كان لديك سابقاً طفلاً كان وزنه 4.5 كغ ( 10 باوندات) أو أكثر عند الولادة – المصطلح الطبي لوزن ولادة أكثر

من 4 كغ (8.8 باوندات) هو الوزن العرطل

•     كان لديك سكري حملي في حمل سابق

•     لديك تاريخ عائلي لمرض السكري – أحد والديك أو أشقائك مصاب بمرض السكري

•     أصول عائلتك هي جنوب آسيا (وتحديداً الهند والباكستان أو بنغلاديش)، منطقة البحر الكاريبي الأسود أو الشرق الأوسط (وتحديداً المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، العراق، الأردن، سوريا، عُمان، قطر، الكويت، لبنان أو مصر)

الاختبارات

ينبغي لكل امرأة حامل لديها عامل خطر واحد أو أكثر أن يتم إجراء فحص مسحي لها للكشف عن السكري الحملي.

يحدد الفحص المسحي الأشخاص الأصحاء الذين قد يكونون في خطر متزايد للإصابة بمرض، مثل مرض السكري. يمكن تقديم المعلومات لك حينها وإجراء مزيد من الإختبارات لتحديد ما إذا كنت تعاني من المرض .

الفحص المسحي

قد يتم فحصك للكشف عن مرض السكري الحملي في موعدك المحجوز. يكون هذا أول موعد ما قبل الولادة مع طبيبك أو القابلة، والذي يتم في الأسابيع 8-12 من الحمل. قومي بالقراءة عن مواعيد ما قبل الولادة للحصول على مزيد من المعلومات حول رعايتك خلال فترة الحمل.

في هذا الوقت، سيكتشف طبيبك أو القابلة ما إذا كنت في خطر متزايد للإصابة بالسكري الحملي. سيقومان بذلك من خلال سؤالك عن عوامل الخطر التي قد تؤثر عليك، مثل ما إذا كان لديك تاريخ عائلي لمرض السكري.

إذا كانت أي من عوامل الخطر هذه تنطبق عليك، سيتم لك إجراء اختبار لمرض السكري الحملي.

الإختبار

يتم الكشف عن السكري الحملي عن طريق إجراء اختبار تحمُّل الغلوكوز عن طريق الفم في الأسابيع بين 24-28 عادةً. لإجراء هذا الإختبار، سيتم فحص عينة من دمك، ثم سيتم اعطاؤك شراب الغلوكوز. بعد ذلك يتم أخذ عينة أخرى من الدم

بعد ساعتين لرؤية كيف يتعامل جسمك مع الغلوكوز.

إذا كان لديك سكري حملي في الحمل السابق، سيتم إجراء اختبار تحمُّل الغلوكوز عن طريق الفم في الأسابيع بين 16-18، يتم تكراره في الأسبوع 28 إذا كان الإختبار الأول طبيعي.

يمكنك مراقبة مستويات السكر في دمك باستخدام اختبار وخز الإصبع البسيط أو اختبار البول.

اختبار وخز الإصبع

في مايلي ما تحتاج إليه للقيام بالفحص بشكل مستقل :

•     شرائط اختبار الدم

•     جهاز قياس جلوكوز الدم

•     جهاز وخز الإصبع

•     مشارط

•     مذكرات لرصد كمية السكر في الدم

•     علبة الأدوات الحادة للتخلص من الأدوات الحادة

و كلها متوفرة عند الطبيب أو في المستشفى.

تعليمات:

•     قبل القيام باختبار وخز الإصبع، تأكد أنك تحتفظ بكل معداتك في مكان جاف ونظيف.

•     اغسل يديك واشطفهم جيدا بالماء الدافئ (يمكن للأيدي القذرة أن تلوث عينة الدم وتعطي بذلك نتيجة غير دقيقة).

•     قم باختيار إصبعك دلكه لتحسين الدورة الدموية.

•     يمكن أن يكون وخز الجزء اللحمي من إصبعك مؤلماً.بدلاً من ذلك قم بوخز جانب إصبعك بعيدا عن الإبهام. اضغط إصبعك بلطف لتحصل على قطرة دم.

•     ضع قطرة دم على شريط الإختبار،و سيقوم المقياس تلقائياً بقراءة النتيجة.

•     سجّل النتيجة في اليوميات الخاصة بك.

العلاج

إذا كان لديك السكري الحملي، ستُنصحين برصد ومراقبة مستويات الجلوكوز(السكر) في الدم.

إنّ تغيير النظام الغذائي وممارسة المزيد من التمارين الرياضية يكون كافياً للسيطرة على السكري الحملي عند الكثير من النساء، ولكن بعض النساء تحتاج إلى العلاج.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم تعليمك كيفية مراقبة نسبة الجلوكوز في دمك، و ستتم مراقبة طفلك الذي لم يولد بعد عن كثب .

مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم

سيقوم الطبيب، القابلة، أو فريق مرض السكري بمحادثتك عن كيفية اختبار مستويات الجلوكوز في الدم.وسوف يشرح أيضا كيف يتم قياس مستوى السكر في الدم، والمستوى الذي يجب أن تهدفين له.

عادة ما تقاس مستويات السكر في الدم من حيث كمية الـميلي مولات من الغلوكوز في لتر واحد من الدم. الميلي مول هو واحدة القياس التي تحدد تركيز الغلوكوز في الدم. يتم التعبير عن القياس على النحو ميلي مول للتر الواحد، أو مليمول / لتر للإختصار.

سيتم تعيين هدفك بالمليمول / لتر ويمكن أن يشمل هذا الهدف ما يلي:

•     نسبة الجلوكوز في الدم بعد الصيام (بعد الإمتناع عن تناول الطعام لحوالي ثماني ساعات -عادة في أول الصباح)

•     مستوى السكر في الدم بعد الأكل (بعد ساعة واحدة من تناول الطعام)

ستقدم لك المشورة الطبية لمعرفة مدى و عدد مرات حاجتك إلى اختبار نسبة الجلوكوز في الدم. قد تحتاجين لاختبار السكر في الدم بعد الصيام ونسبة الجلوكوز في الدم بعد كل وجبة طوال فترة الحمل. اذا كنتِ تعالجين مرض السكري بالأنسولين (انظري أدناه، تحت “الأدوية”)، قد تحتاجين إلى اختبار نسبة الجلوكوز في الدم قبل الذهاب إلى الفراش ليلا.

الأدوية

قد يوصف لك الدواء إذا لم يسيطر النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية على السكري الحملي بشكل فعال بعد حوالي أسبوع أو أسبوعين من ذلك.قد يختلف التوقيت بحسب مستويات الجلوكوز لديك.

هناك عدة أنواع مختلفة من الأدوية المتاحة، وسيعتمد الخيار على:

•     ما الذي سوف يسيطر بشكل فعال على نسبة الجلوكوز في دمك

•     ما الذي يعد مقبولاً لك

الأدوية المحتملة تشمل:

•     الأنسولين

•     الميتفورمين وغليبينكلاميد في شكل أقراص

نناقشها أدناه بمزيد من التفاصيل. سيتم إيقاف هذه الأدوية فورا بعد ولادة طفلك.

الأنسولين

إذا كان جسمك مقاوماً للأنسولين (الجسم لا يستجيب للأنسولين)، قد تحتاجين لحقن الانسولين لضمان أن جسمك لديه ما يكفي من الأنسولين لخفض مستويات الجلوكوز في الدم.

يجب حقن الأنسولين لأنه إذا قمت بابتلاعه، ستقوم الأنزيمات (البروتينات التي تسرع و تراقب التفاعلات الكيميائية في الجسم) في معدتك بهضمه كأي طعام، و لن يكون فعالاً. إذا كنت بحاجة إلى حقن الأنسولين، سيُشرح لك ما يلي:

•     كيف ومتى تحقنين نفسك

•     كيفية تخزين الأنسولين والتخلص من الإبر بالشكل الصحيح

يتم حقن الأنسولين مع العديد من الترتيبات المختلفة. فقد يوصف لك :

•     الأنسولين ذو النظائر السريعة المفعول- يتم حقنها عادة قبل أو بعد الوجبات مباشرة، تعمل بسرعة ولكن لا يستمر مفعولها طويلاً

•     الأنسولين القاعدي يتم حقنه عادة عند النوم أو عند الاستيقاظ؛ يوفر الأنسولين الخلفية اللازمة للحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة بين الوجبات

يعد هذا النوع آمناً للاستخدام خلال فترة الحمل. ومع ذلك، فسوف تحتاجين إلى مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم عن كثب. إذا كنت تتعالجين بالأنسولين، سوف تحتاجين إلى فحص مايلي:

•     نسبة الجلوكوز في الدم بعد الصيام (بعد أن الإمتناع عن الأكل لحوالي ثماني ساعات – الساعات الأولى للصباح عادة)

•     نسبة الجلوكوز في الدم، ساعة واحدة بعد كل وجبة

•     نسبة الجلوكوز في الدم في أوقات أخرى (على سبيل المثال إذا كنت تشعرين بتوعك أو كنت تعانين من نوبات نقص سكر الدم – انخفاض مستوى السكر في الدم)

إذا انخفضت نسبة الجلوكوز في دمك لدرجة قليلة جدا، قد يكون لديك نقص سكر الدم .

عوامل سكر الدم الفموية

في بعض الحالات، قد يتم وصف عوامل سكر الدم عن طريق الفم إلى جانب أو بدلا من الأنسولين. وهي أدوية تبتلعيها لخفض مستوى الجلوكوز في الدم. البديلين الذين يمكن استخدامها أثناء الحمل هما:

•     الميتفورمين

•     غليبينكلاميد (من الأسبوع 11 من الحمل)

ويمكن أن يتسبب كل من الميتفورمين والغليبينكلاميد بآثار جانبية، بما فيها:

الغثيان (الشعور بالحاجة إلى التقيؤ)

•     الإقياء

•     الإسهال (تمرير البراز، والبراز المائي)

كما هو الحال مع الأنسولين، قد تكونين عرضة لخطر نقص سكر الدم إذا كنت تستخدمين الغليبينكلاميد (انظري المربّع الموجود على اليسار).هذا لا يحدث عادة مع الميتفورمين ما لم يتم استخدامه مع الأنسولين أو الغليبينكلاميد.

للحصول على قائمة كاملة من الآثار الجانبية، راجعي نشرة معلومات المريض التي تأتي مع الدواء.

مراقبة الجنين

إذا كنت مصابة بالسكري الحملي، قد يكون جنينك في خطر حدوث مضاعفات، مثل أن يكون ذو حجم كبير لهذه المرحلة من الحمل. وبسبب هذا، قد يتم تزويدك بمواعيد إضافية سابقة للولادة حتى تمكن مراقبة طفلك عن كثب خلال فترة الحمل.

المواعيد التي يمكن أن تعرض عليك هي:

•     التصوير بالموجات فوق الصوتية خلال الأسابيع 18-20 من الحمل للتحقق من قلب جنينك بحثاعن وجود دلائل على أي شذوذ (إذا تم تشخيص مرض السكري الحملي في فترة متأخرة من الحمل قد لا يتم عرض هذا المسح عليك)

•     التصوير بالموجات فوق الصوتية خلال الأسابيع 28 و 32 و 36 و الفحوصات العادية خلال الأسبوع 38 من الحمل لمراقبة نمو طفلك وكمية السائل الأمنيوسي (السائل الذي يحيط به في الرحم)

الولادة

إذا كنت تعانين من السكري الحملي وطفلك ينمو بمعدل طبيعي، قد يعرض عليك أن تبدئي بعملية المخاض (عملية الولادة) بعد الأسبوع 38 من الحمل.

يمكن القيام بذلك عن طريق تحفيزالمخاض.عندما يتم البدء بالمخاض بشكل مصطنع عن طريق إدراج تحميلة (قرص) أو هلام في المهبل، وبتنقيط الهرمون في ذراعك (لمزيد من المعلومات اقرأ عن تحريض المخاض ).

يمكنك الإنتظار لكي يبدأ المخاض بشكل طبيعي طالما أن السكريات في الدم ضمن المستويات الطبيعية، صور الموجات فوق الصوتية للطفل طبيعية، وليس هناك مشكلة أخرى في فترة الحمل.

إذا كان طفلك كبير الحجم بالنسبة لعمره الجنيني (عرطلة)، يتوجب على طبيبك أو ممرضة التوليد مناقشة خيارات الولادة معك.

الولادة الطبيعية تبقى ممكنة عادة ولكن سوف تعتمد على حجم الطفل.

يجب أن تتم الولادة في مستشفى حيث يوجد فيه  متخصصين في الرعاية الصحية و مدربين في مجال إنعاش الأطفال حديثي الولادة على مدار 24 ساعة في اليوم.

سوف تقاس نسبة الجلوكوز في الدم كل ساعة أثناء المخاض والولادة، حيث يجب الحفاظ عليها بين 4-7 مليمول / لتر.إذا كنت تستعملين الأنسولين أثناء الحمل، ستنصحين بأن يتم تنقيط كل من الأنسولين و الجلوكوز في الوريدأثناء المخاض، لتتم السيطرة على مستويات السكر في دمك بحذر.

بعد حوالي 2-4 ساعات من الولادة، سيتم قياس نسبة الجلوكوز في دم المولود الجديد، وسيكون هذا عادة قبل إطعام الطفل للمرة الثانية.

نمط الحياة

الحمية الغذائية

يمكن أن تُنصحي بتغيير نظامك الغذائي للسيطرة على مرض السكري الحملي. يجب أن يتم تحويلك إلى اختصاصي التغذية (الطبيب المختص بالتغذية) لتقديم المشورة بشأن اتباع نظام غذائي خاص.

ونفسر أدناه بعض النصائح التي قد تنصح بها:

تناول الطعام بانتظام 

لا تتخطي الوجبات. ينصح بتناول وجبات منتظمة، معتادة و متوازنة حيث تشمل الكربوهيدرات النشوية مع مؤشر منخفض للجلوكوز يمكنك امتصاص الكربوهيدرات ببطء أكبر مما يساعد على إبقاء مستويات الجلوكوز في الدم مستقرة بين وجبات الطعام.

اختاري أطعمة كالمعكرونة، أرز بسمتي أو السهل الطبخ، الخبز المصنوع من الحبوب مثل خبز الصومعة، خبز البومبيرنيكيل و خبزالجاودار، بالإضافة إلى البطاطا الجديدة، البطاطا الحلوة، عصيدة الشوفان، والمزيج المصنوع من النخالة الكاملة و الطبيعية. ستساعد الأصناف المتنوعة عالية الألياف من الأطعمة النشوية جهازك الهضمي وستمنع الإمساك.

تصنيف الأطعمة بحب مؤشر نسبة السكر في الدم

يصنّف مؤشر نسبة السكر في الدم الأطعمة على أساس تأثيرها على مستويات السكر في الدم – حيث يتم امتصاص الأطعمة، المنخفضة بحسب تصنيف مؤشر نسبة السكر في الدم، بشكل بطيء إلى مجرى الدم في حين يتم امتصاص الأطعمة، المرتفعة بحسب تصنيف مؤشر نسبة السكر في الدم، بشكل سريع مما يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم.

لا تدعي تقييمات مؤشر نسبة السكر في الدم تستحوذ عليك. اهدفي لاتباع نظام غذائي متوازن و مشهي، حيث يمكن اتباعه على مر الزمن. قومي بالتنويع لتحصل على الفوائد الكاملة من الأطعمة ذات التصنيف المنخفض.

تناول المزيد من الفاكهة والخضروات

يجب تناول خمس حصص على الأقل يوميا من الفاكهة و الخضراوات لتوفير الفيتامينات، المعادن والألياف ولكن احتفظي بحصة واحدة منها للفاكهة في كل مرة .  حاولي أن تتناولي البقوليات مثل الفول، العدس،الفاصوليا، الفاصوليا البيضاء، الحمص أو العدس الأحمر والأخضر.

الحد من تناول السكر والأغذية السكرية

لستِ بحاجة إلى تناول الأطعمة الخالية من السكر. يمكنك استخدام السكر في الأطعمة والخبز كجزء من نظام غذائي صحي، ولكن استخدميه باعتدال. إن شرب كولا الحمية و العصائر الخالية من السكر، بدون أي سكر مضاف، بدلا من المنتجات السكرية يمكن أن تقلل من نسبة السكر في نظامك الغذائي.

يمكن أيضا أن تكوني قد نُصحت باختيار البروتينات غير الدهنية، مثل الأسماك. تناولي حصتين من السمك في الأسبوع، بحيث تكون احداها من الأسماك الزيتية مثل السلمون، السردين و الماكريل. يجب تجنب بعض الأسماك، فمثلا تجنبي تناول الكثير من أسماك التونة. لمزيد من المعلومات، اقرأ عن الأطعمة التي يجب تجنبها في فترة الحمل

الدهون الغير المشبعة

يجب تناول الدهون المتعددة و الأحادية غير المشبعة بشكل متوازن. إنّ كميات صغيرة من الدهون غير المشبعة ستحافظ على صحة نظام مناعتك (نظام دفاع الجسم) ويمكن أن تقلل من مستويات الكوليسترول في الدم (الكولسترول هو مادة دهنية يمكن أن تتراكم في الدم وتؤثر تأثيرا خطيرا على صحتك).

الأطعمة التي تحتوي على دهون غير مشبعة تشمل ما يلي:

•     المكسرات والبزور

•     الأفوكادو

•     الأطعمة المصنوعة من زيوت عباد الشمس، الزيتون والخضار

السعرات الحرارية

إذا كان مؤشر كتلة جسمك أكثر من 27 قبل أن الحمل، يمكن أن تُنصحي بالتقليل من كمية السعرات الحرارية في نظامك الغذائي. يمكنك استخدام حاسبة الوزن الصحي  لمعرفة مؤشر كتلة الجسم الخاص بك – ولكن تذكري استخدام وزنك قبل الحمل.

سيقوم الطبيب، القابلة، أو فريق مرض السكري بتقديم المشورة عن عدد السعرات الحرارية التي يجب تناولها في اليوم، والطريقة الأسلم لتخفيض السعرات الحرارية في حميتك.

ممارسة التمارين الرياضية

يقلل النشاط البدني من مستوى السكر في الدم، لذلك يمكن لممارسة التمارين الرياضية بانتظام أن تكون وسيلة فعالة لعلاج مرض السكري الحملي. سيقدم الطبيب، القابلة، أو فريق مرض السكري المشورة حول الطريق الأسلم لممارسة الرياضة أثناء الحمل.لمزيد من المعلومات اقرأي عن   ممارسة الرياضة في فترة الحمل

إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكثر من 27 قبل أن الحمل، يمكن أن تنصحي بممارسة تمارين رياضية معتدلة لمدة 150 دقيقة على الأقل (ساعتين و نصف) في الأسبوع. يمكن لذلك أن يكون أي نشاط يشعرك بانقطاع طفيف بالنفس و يرفع معدل نبضات قلبك، مثل ركوب الدراجات أو المشي السريع.

المضاعفات

إذا لم يتم الكشف عن مرض السكري الحملي، أو لم يتم التعامل معه بشكل فعّال، يمكن أن يسبب مضاعفات لك ولطفلك.

يمكن للتحكم في مستويات الغلوكوز في الدم (السكر) طوال فترة الحمل أن يقلل من خطر حدوث المضاعفات .

قد يزيد مرض السكري الحملي من خطر:

•     انفكاك المشيمة   – تبدأ المشيمة (والتي هي العضو الذي يوصل الإمدادات من دم المرأة الحامل إلى جنينها) في الإبتعاد عن جدار الرحم (الرحم). قد يتسبب هذا بالنزيف المهبلي و / أو ألم مستمر في البطن

•     الحاجة إلى تحريض المخاض   – عند استخدام الأدوية لبدء المخاض بشكل مصطنع (قومي بالقراءة عن تحريض المخاض لمزيد من المعلومات)

•     الولادة المبكرة (انظري أدناه)

•    العرطلة (انظري أدناه)

•     صدمة أثناء الولادة   – لك ولطفلك

•     نقص سكر الدم الوليدي   – يكون لدى مولودك الجديد انخفاض في مستوى سكر الدم، الذي يمكن أن يسبب سوء تغذية، جلد مزرق وتهيُّج

•     وفيات الفترة المحيطة بالولادة   – وفاة طفلك في وقت قريب من ولادته

•     تطور البدانة و / أو مرض السكري لاحقاً في حياة الطفل

الولادة المبكرة

يمكن أن يسبب مرض السكري الحملي الولادة المبكرة (حيث يولد طفلك قبل الأسبوع 37 من الحمل). يمكن لهذا أن يؤدي إلى مزيد من المضاعفات لطفلك، مثل:

•     متلازمة الضائقة التنفسية – حيث لا تكون رئتي طفلك متطورتان بشكل كامل، ولا تستطيعان تزويد بقية الجسم بما يكفي من الأوكسجين

•     اليرقان – حيث يصبح جلد طفلك مصفراً عندما تتراكم نواتج فضلاتية تدعى البيليروبين في الدم

العرطلة

يزيد السكري الحملي من خطر إصابة طفلك بالتضخم بالنسبة لعمره الحملي، يزيد مثلاً وزنه عن 4 كغ (8.8 باوندات). وهذا ما يعرف باسم العرطلة.

تحدث العرطلة أثناء الحمل لأن الغلوكوز الزائد في دم الأم يتم تمريره إلى الجنين (الطفل الذي لم يولد بعد). هذا ما يتسبب بإفراز الجنين للأنسولين (هرمون) الذي يسمح للغلوكوز بالدخول إلى الخلايا، مما يؤدي الى النمو.

عسر ولادة الكتف

يمكن أن تؤدي العرطلة إلى حالة تسمى عسر ولادة الكتف. يكون هذا عندما يمر رأس طفلك عبر المهبل، حيث يعلق كتف طفلك وراء عظم حوضك (حلقة العظم التي تدعم الجزء العلوي من جسمك، وتسمى أيضاً عظام الورك).

يمكن أن يكون عسر ولادة الكتف خطراً لأن طفلك قد لا يكون قادراً على التنفس عندما يكون عالقاً. ويقدر أن يحدث لدى 1 من 200 ولادة.

الأمراض المستقبلية

الأم

بعد الإصابة بمرض السكري الحملي، تكونين أكثر عرضة لتطور مرض السكري من النوع 2 بسبع مرات من النساء اللواتي لديهن حملاً طبيعياً.

يحدث مرض السكري من النوع 2 عندما لا يفرز جسمك ما يكفي من الأنسولين، أو عندما لا تستجيب خلايا جسمك للأنسولين (مقاومة الأنسولين). قومي بالقراءة عن مرض السكري من النوع 2 لمزيد من المعلومات حول هذه الحالة.

لذلك، من المهم مراقبة مستوى الغلوكوز في دمك بعد الولادة للتحقق من عودته إلى الطبيعي أو لا.

الطفل

قد يكون طفلك أيضاً في خطر أكبر للإصابة بهذه الحالات في حياته في وقت لاحق:

•    مرض السكري

•    السمنة (وجود مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30)

الحمل في المستقبل

بعد الإصابة بالسكري الحملي، ستكونين في خطر متزايد للإصابة بالسكري الحملي في أي حمل مستقبلي.

من المهم جداً التحدث إلى طبيبك إذا كنت تخططين لحمل آخر. يمكن أن يخطط لمراقبة مستوى السكر في دمك منذ المرحلة المبكرة من الحمل.

إغلاق
error: Content is protected !!