الادب العربي يزدحم بأمثلة وتجارب حياة تعكس البعد النفسي والعقلي للإنسان. الغاية من هذا المنشور كغيره القاء الضوء على هذا البعد النفسي في الادب العربي٬ وحديث اليوم هو عن ابيات شعرية للحسن بن هانئ المعروف بابي نواس.
الحسن بن هانئ شخصية عربية تتضارب فيها اراء الناس عموماً. لم يعرف والده٬ وكانت امه فارسية تعمل في الحياكة. هناك من يقول بان ولد في البصرة وهناك من يقول الاهواز٫ وولادته كانت في عام ٧٥٦ م وهناك من يقول قبل ذلك بعشرة أعوام. ودع الحياة أيام الحرب الاهلية العباسية مسجوناً وهناك من يقول مسموماً٬ ولكن من يقرأ ابيات شعره قد يدرك بان مرضه الاخير لم يكن بسبب مؤامرة ما وانما وعكة صحية لرجلٍ حياته كانت مزدحمة باللهو والعبث بسبب تمرده على التقاليد ودور طفولته في ذلك وعبقرتيه الأدبية الفنية.
ترى أشهر شوارع بغداد باسمه٬ ولكن الجميع يعلم بان دواوين شعره تم حرقها في مصر وحذف معظمها فيما يسمى الموسوعة العربية في القرن العشرين وبداية مرحلة التخلف الفكري والادبي والعلمي في العالم العربي.
ولكن حديث اليوم هو عن الظرافة كدفاع نفسي. الدفاعات النفسية اللا واعية تصاحب الانسان في حياته وتعكس صفات شخصيته وتعامله مع أزمات الحياة. يتم تقسيمها الى ناضجة٬ وطفولية٫ وعصابية٬ و ذهانية. من دفاعات النضوج هو الظرافة.
تاريخياً كانت علوم النفس تنظر الى الظرافة بمنظور سلبي وتضعها كعملية دفاعية لأسدال الستار على عقد الانسان وتكبره على الاخرين. بعد ذلك تغير الأمر ويتم تصنيف الظرافة كعملية نفسية ناضجة للتعامل مع أزمات نفسية تداهم الانسان طوال عمره او بين الحين والاخر. كذلك الامر مع الابتسامة فهناك من البشر من ترى الصدق في ابتسامته واخر من لا يعرف كيف يبتسم وان ابتسم تتصوره غاضباً.
إقرأ أيضا:التقاط العواطفازمة نفسية صاحبت الحسن بن هانئ طوال عمره وهي عدم وسامته في رأيه وربما لها علاقة بتمرده ورفضه الزواج وآرائه في النساء. تعامل مع هذه الازمة وعبر عنها في شعره بين الحين والاخر. في هذه الابيات الشعرية الأربعة تحس وتستوعب هذه الظرافة كدفاع نفسي ناضج.