تتعرّض كثيرٌ من النّساء حول العلماء إلى أشكالٍ مختلفة من العنف، وتشير الإحصائيّات العالميّة إلى تزايد نسب العنف ضد النّساء في كثيرٍ من البلدان، ففي كندا على سبيل المثال وحيث تفتخر فيها النّخبة السّياسيّة بالتّقدّم الذي وصلت إليه البلاد تتعرّض حسب الإحصائيّات ما يقارب من خمسين في المئة من النّساء الكنديات اللاتي بلغن خمسة عشر سنة إلى العنف، فما هو تعريف العنف ضد المرأة ؟ وما هي أشكاله ؟ وما هو موقف الإسلام من هذه المسألة ؟
العنف ضد النساء
يعرّف كثيرٌ من الأخصائييّن ونشطاء حقوق الإنسان العنف ضد المرأة بأنّه السّلوك العنيف الذي تتعرّض له المرأة، ويأخذ شكل عنفٍ جسديّ بالضّرب أو الحبس، أو شكل عنفٍ جنسي كالتّحرش أو الاغتصاب، أو شكل نفسيّ كالحرمان من الحقوق، والحريات، والقهر، وسلب الحقوق، وقد يكون العنف من داخل أسرة المرأة سواء من أبيها أو أخوتها أو زوجها، وقد يكون مصدر العنف من خارج الأسرة أيّ من المجتمع الذي تعيش فيه.
الجهود الدّوليّة في مناهضة العنف ضد النساء
أصدرت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وقد نصّ على تعريف أشكال العنف ضدّها، كما تضمّن تشريعات توجب معاقبة من يقوم بأعمال العنف ضد المرأة، وقد اعتبر يوم الخامس والعشرين من كلّ عام يوم التضامن مع المرأة ضد جميع أشكال العنف المرتكبة في حقّها.
إقرأ أيضا:طريقة خلع الزوج من الجوالمعالجة الإسلام لقضيّة العنف ضد النساء
لم تعالج شريعة سماويّة حقوق المرأة وتجرّم العنف ضدها كما عالجت الشّريعة الإسلاميّة تلك المسألة، فقد أعاد الإسلام للمرأة هيبتها وكرامتها من بعد أن استبيحت قرونًا طويلة، بينما كانت هناك قوانين غربيّة تبيح استخدام العقوبة في تأديب المرأة مثل القوانين الأمريكيّة التي عدّلت قبل ذلك، وكان الإسلام قد أكّد على الرّفق بالمرأة قبل أكثر من ألف وأربعمئة سنة، ومن أبرز مظاهر ذلك نذكر:
وصيّة النّبي عليه الصّلاة والسّلام بالمرأة حينما خطب في المسلمين قائلًا: (استوصوا بالنّساء خيرًا )، وكلنا يدرك معنى الوصيّة التي تأتي لتدلّ على مكانة من يُوصى به.
تشبيه النّبي عليه الصّلاة والسّلام النّساء بالقوارير، ويعني بذلك رقّة طباعهنّ ولين أحاسيسهنّ ومشاعرهنّ.
نهي النّبي الكريم عن ضرب النّساء بقوله: ( لا تضربوا إماء الله )، وإن روي بعد ذلك أنّه رخّص فيه بشكلٍ محدود ومعتدل حينما نزلت الآيات الكريمة في ذلك، وحينما اجتمع حول بيته نساء المدينة يشكين أزواجهنّ أكّد على مسألةٍ هامّة بقوله عن الذين يفعلون ذلك فيضربون زوجاتهم: ( ليس أولئك بخياركم )، فالزّوج الصّالح له أسوةٌ حسنة في رسول الله حيث لم يضرب في حياته أمةً أو خادمًا أو زوجة.
إقرأ أيضا:ما الذي تحتاجه الزوجة من زوجها ؟