الفارِسُ التُّركِي ارطغرل

الفارِسُ التُّركِي ارطغرل

مقدمة

أنَّ المُسلسلَ التُّركِي الشَّهير قيامة ارطغرل قد ولَّد فُضولًا لا مثيل لَه بشأن بَطله التَّاريخي العظيم ارطغرل بك.

استطاعت تُركيَّا كعادتِها أن تجَذبنَا بعملٍ فنيٍّ آخر، وهذه المرة أشعل شرارةً فِي قرارةٍ كُل مُسلمٍ مُناضِلٍ يبحثُ عَن الحق،.

نَسلُ ارطغرل العريق

يَنحدِرُ الأميرُ الغازِيُّ ارطغرل بِك بن سُليمان شاه القايوي التُّركمانِي مِن قبيلة قايي التِي يعود نَسبُها إلى قبائل الأوغوز.

ومَسقطهم الأصلِي في تُركستان الواقِعة فِي أسيا الوُسطى، وذلك قبل النُزوح إلى الأناضول فِي القرن السَّابِع عشر، وقد اتَّبعت عشيرةُ قايي المَذهب الحنفي مِن أهل السُّنة والجماعة.

وبالرّغم مِن صكَّ عُثمان الأول ـ ابن ارطغرل ـ عُملاتٍ معدنيَّة بصورة الأسطورة التَّاريخية التُّركية الإسلامية ارطغرل، إلَّا أننا نفتقِر لمعلوماتٍ وتفاصيل بخصوص سَنة مِيلادِه وحياة وأنشطتُه.

وكَم هو مؤسِفٌ المَعرِفة بِذلِك، لا سيما أنَّه مِن أكبر الشَّخصيات الَّتي استطاعت تغير مجرى التَّاريخ.

تسَّلُم ارطغرل لِلقيادة

انشرت الأخبار بشأن الخطر المغولي في آسيا كالهشيم، فَفِي بِداية القرن السابع الهجري، الموافق الثالث عشر ميلادي.

اضطرت عشيرة قايي النزوح مِن موطنها من تركستان في أسيا الوسطى إلى الأناضول وهي الأرض التي تُمَثِلُ حاليًا أغلب الأراضي التُركيَّة.

وقد سُلَّمت قيادةُ عشيرة قايي فِي ذلك الزَّمن لِسُليمان شاه، وذلِك حتى وفاتِه غرقًا فِي نهر الفُرات أثناء تِرحاله مَع قبيلته.

فخلفَه مِن بعدِه ابنه الأوسط ارطغرل، فقاد الفارِس المِغوار ما تبقى مِن العشيرة الَّتي تكونت مِن مئة أسرة وأربع مائة فارس.

وِلادةُ بَطلٍ فِي خضم معركةٍ

بينما تنقل ارطغرل مع عشيرته سمَع أصوات حربٍ بين جيشين مُتلاحمين، كان الجيش الأول مِن سلاجقة الروم المسلمين.

أمَّا الجيش الثَّانِي فقد اختلف المؤرخين مِن أصلهم فبعضهم قال أنَّهم جيش الرومان البيزنطيين، ومصادر أخرى ذكرت بأنهم مِن الخوارزميين.

وحينها لاحظ بأنَّ حالة جيش السلاجقة أضعف مِن مُنافسِيهم، فتدخل مع جيشيه وساعدَهم حتَّى انتصروا.

فأقطعه السُلطان السلجوقي علاء الدِّين قِطعة مِن الأرض في غرب الأناضول، وقعت بقرب الحدود مع الإمبراطوريَّة البيزنطية.

كما مُنِح لقب مُحافظ الحدود، بالإضافة لتوكِيله بِمهمة حماية حدود الدَّولة السلجوقية مِن غارات البيزنطيين وغيرهم مِن الغُزاة.

رؤية المِقدام ارطغرل

بعد استقراره في غرب الأناضول أبدى شغفًا كبير، فَلم يُرد الحكم على عشيرته فقط، فكان لديه أملُ لتغير واقعه وواقع شعبه، بل واقع الإنسانية بأجمعها وللأفضل.

استأذن سُلطان السلاجقة لغزو الأراضي الإمبراطورية الرومانية، وقد وافق لَه السُلطان السلجوقي بالتوسع غربًا وعلى حِساب البيزنطيين.

فأخبرهُ ارطغرل بأن كُل قِطعة أرضٍ يتم انتزاعها مِن الروم ستُضاف إلى مقاطعته السَّلجوقيَّة.

انجازاتُ ارطغرل المُشرِّفة

تمَّت معركة بعد معركة، واستطاع فيهم القائد المسلم ارطغرل الانتصار على جيوش الإمبراطورية البيزنطية.

فتمكن مِن توسيع مقاطعته على حسابهم، كما عمل وفي نفس الوقت على تنظيم شؤون قبيلته؛ فنظم أمورهم الاجتماعية، ونشر العدل بين صفوفها، وقمع أي تمردٍ كان هدفُه تفكيك صفوفهم الإسلاميَّة.

وبعدما تناقلت أخبار انتصاراتهم على الرومان انضمت أعداد من القبائل المُهاجِرة لهم، فبنى ارطغرل جيشًا مِنهم.

وقد زحف نحو حدود الإمبراطوريَّة البيزنطية، فكان حلم القائد إنهاء عهد الإمبراطورية البيزنطية الظالِمة.

لَن يردع المَوت حُلم القائد ارطغرل

بالرَّغم مِن انتقالِ ارطغرل لِرحمة الله تعالي في عام 1280م دون تحقيقه لحلمه إلَّا أنَّه أيقن بأن حلم الإنسان لا ينتهي مع موته.

ولذلك درَّب أفراد قبيلته ومن تطوع من الأطفال، كما اهتم بتربية أولاده التَّربية صالحة لاتباع أحلامِهم.

ومَع أن بُطولات الإسلامِي العظيم ارطغرل ابن سليمان شاه قد انتهت، إلَّا أنَّه تَرك هديةً للأمة الإسلامية والإنسانيَّة.

وقد تمثلت على شكل نجلٍ قد خلِفَه فِي الحُكم، وهو ابنه العثمان الأول مؤسس الدَّولة العثمانيَّة.

يمكنكم قراءة المزيد من الموضوعات التاريخية في قسم شخصيات تاريخية بالقسم الخاص بموقعنا

إغلاق
error: Content is protected !!