الملكة ديهيا أسطورة الأمازيغ ، من هي؟ وما سبب تلقيبها بالكاهنة؟

الملكة ديهيا أسطورة الأمازيغ ، من هي؟ وما سبب تلقيبها بالكاهنة؟

قوة شخصيتها

الملكة ديهيا هي ملكة أمازيغية حكمت شمال إفريقيا قبل الفتح الإسلامي. ولدت وعاشت الملكة ديهيا في الجزائر وتحديدًا في جبال الأوراس.

كانت مثالا مشهورًا لقوة الشخصية والرقي والذكاء والدهاء في تسيير نظام الحكم والمملكة. حكمت الملكة ديهيا إحدى الممالك الأمازيغية في الجزائر لمدة خمسة وثلاثين عامًا. عاشت ديهيا 127 عامًا قبل مقتلها على يد الفاتح الإسلامي حسن بن النعمان سنة 74 هـ.

إسمها ونسبها

كانت ديهيا، ابنة نيفان، امرأة قوية الشخصية وقيادية من الدرجة الأولى. استولت الملكة ديهيا على مقاليد السلطة بحكمة وثبات يندر تكرارهم بالتاريخ. استطاعت الملكة أن توحد أهم القبائل البربرية حولها أثناء تقدم جيوش الغزو الإسلامي.

أيدها الكثير من القبائل في مقاومة الغزو الإسلامي، وأهمها قبائل بني يفرن. يحكي التاريخ أنها صمدت أمام جيوش المسلمين. تمكنت من قهرهم ومطاردتهم حتى طردتهم من إفريقية (تونس الحالية).

وانتظر حسن بن النعمان الذي كان يتولى قيادة جيوش الغزو الإسلامي فترة بعد هزيمته ثم هاجمها مرة أخرى. قام بهجومه بعد أن تلقى المؤن العسكرية من الجيوش العربية. بعد معركة شرسة وصراع طويل إستطاع هزيمتها وقتلها عام 74 هـ.

أصل الملكة ديهيا

المؤرخ العربي عبد الرحمن بن خلدون يعتقد أن جزءًا من بربر شمال إفريقيا كانوا يهودًا. وتعود أصولهم إلى مزيج من الشعبين الفينيقي والكنعاني. ويذكر في مكان آخر في كتابه الضخم “العبر” أن بعضهم ينحدر من مملكة حمير اليمنية (110 ق.م – 527 م).

في فصول أخرى، يعود ابن خلدون للحديث عن ملكة يهودية شجاعة قادت قبيلة البربرالمسماه جراوة لهزيمة العرب. يقول: “زناتة كانت أعظم قبائل البربر وأكثرها جموعًا وبطونًا ، وكان موطن جراوة بينهم جبل أوراس. وقيادتهم الكاهنة دهبة بنت، ولديها ثلاثة الأبناء الذين ورثوا قيادة شعوبهم من سلفهم ونشأوا في حجرها “.

ما حقيقة تلقيبها بالكاهنة

الملكة ديهيا أسطورة الأمازيغ ، من هي؟ وما سبب تلقيبها بالكاهنة؟ 2

من أطلق الملكة ديهيا لقب الكاهنة؟

طُبع اسم “الكاهنة ديهيا” لأول مرة في أذهان المؤرخ المتخصص في دراسة يهود شمال إفريقيا ناحوم سلوشز (1872-1966). في عام 1909 نشر مقالتين عن يهود البربر بينما نشر مقالاً كاملاً عن الأصل العرقي للكاهنة. ويرى سلوشيس أن اليهود الأمازيغ أتوا بأعداد كبيرة من القدس إلى شمال إفريقيا، مضيفًا أن “الكاهنة كانت ملكة مقاتلة، وأصولها يهودية”.

رأي ابن خلدون

وبخصوص سبب تلقيبها بلقب الكاهنة، يرى ابن خلدون أن ديهيا “كانت لها عرافة ولها معرفة بغيب أحوال قومها مما جعلها تتولى عرشهم”. لكن يعتقد مؤرخون آخرون أن العرب حاولوا “التقليل من شأن” انتصارها عليهم باتهامها بالسحر والشعوذة. بينما استحقّت العرش بأصوات مجلس القبائل (تقليد أمازيغي قديم) وحكمت لمدة 35 عامًا.

رأي المؤرخ الإسرائلي

أما المؤرخ الإسرائيلي المعروف شلومو ساند، فيعتقد أن أمازيغ شمال إفريقيا كانوا يهودًا غير أرثوذكس. لذلك اعطوا ديهيا مرتبه دينية، ولكن هذا لا يتفق مع التعاليم الحاخامية. ويضيف: “كانت ديهيا امرأة قوية، وعلى الرغم من محاولات تشويه سمعتها، سجل المؤرخون العرب شجاعتها في مواجهة الغزاة”.

الملكة ديهيا واستراتيجية الأرض المحروقة

ولما علمت بخيانة خالد بن يزيد وظهور حسن بن نعمان لجأت إلى استراتيجية الأرض المحروقة وهي مخطط عسكري أساسه تخريب الأراضي التي يطمع بها العدو وتدمير أطماعه. نفذت هذه الخطة لدفع الغزاة إلى الانسحاب من شمال إفريقيا على حد سواء ، فقالت لمؤيديها:

“البدو لا يريدون من بلادنا إلا الذهب والفضة والمعدن، ويكفينا نحن منها المزارع والمراعي، ولا نريهم إلا دمار كل دول إفريقيا حتى ييئسوا منها الأعراب ولا يرجعون إليها ابدًا”.

خيانة خالد إبنها بالتبني

واندلعت معركة أخرى بين ديهيا وحسن بن نعمان في منطقة جبال الأوراس هُزمت فيها. وسبب هزيمتها أن خالد الذي تبنته قد قام بخيانتها وسرب أخبار جيشها وخططها لحسن بن النعمان.

وروى المؤرخ الثعالبي عنها: “ماتت الملكة ديهيا بسبب خيانة خالد الأسير الأعرابي الذي تبنته، قتلت غدرًا وكانت امرأة مسنة تبلغ من العمر 127 عامًا”.

إغلاق
error: Content is protected !!