يقضي الأطفال في السن المبكرة معظم الوقت في استكشاف الأشياء المحيطة، مع كثرة الاسئلة عما يدور حولهم محاولين فهم كل الأحداث الجارية. فمثلا: يسأل الأطفال لِمَ على أن أفعل ذلك؟ لِمَ على أن أكل؟ لِمَ على أن أنام؟ مع التركيز الشديد والإنصات للإجابات التي يحصلون عليها. ولهذه الفترة أهميتها فهي فترة النمو الفكري وتكوين الوعي عند الأطفال. وقد أكدت الدراسات أن 50% من النمو العقلي للطفل يتم في الفترة ما بعد الولادة وحتى الرابعة من عمره، و30% من النمو العقلي يتم في الفترة ما بين العام الرابع والعام الثامن من العمر.
ليس على الأباء خلال تلك الفترة أن يقدموا شرحًا تفصيليًا لكل شئ، فالأطفال في هذه السن ليست لديهم القدرة على الفهم بشكل كامل. لذلك فإن إجراء المحادثات بشكل جاد لن يحظى بإهتمام الطفل، فقد يحاول أن يضع تركيزه في بعض الأشياء الأخرى الممتعة كاللعب بدميته أو النظر خارج النافذة. فبدلا عن ذلك يمكن التحدث مع الطفل أثناء صنع بعض الأشياء سويا.
عادة ما يكثر الأطفال من الأسئلة التي تتعلق بالسبب والتي من الممكن ألا يكون لها إجابة محددة أو ألا تكون الأم على دراية كاملة حول هذا السؤال، على سبيل المثال: “لماذا تشرق الشمس؟” أو “لماذا لا يستطيع الكلب التكلم؟” عند تعرض الأم لمثل تلك الأسئلة عليها ألا تستهين بها وأن تستعين بكتاب حول الموضوع، مما يساعد الطفل على الإحساس بأهمية القراءة، كما أن ذلك يعمل على توسيع مدى الإدراك المعرفي لدى الطفل كما يساعد على إشباع فضوله ويوجهه للأسلوب الصحيح للتفكير.
إقرأ أيضا:ابني يمص إبهامه بمتعة واسترخاء!
عند تعرض الطفل لبعض المهارات التعليمية قد تجدين أنه لازال يفكر بمنطق ضعيف ولا يستطيع رؤية الأمور من أكثر من زاوية أو حل بعض المشكلات التي تحتاج لربط بعض العوامل في نفس الوقت لفهمها.
فعلى سبيل المثال، إذا كان لديك كوبين متساويين الحجم من الماء، ثم قمت بصب كل منهما في إناء مختلف، أحدهما أطول وأرفع من الأخر. فسيعتقد الطفل أن الإناء الطويل يحتوي على كمية أكبر من الماء نظرا لارتفاع الماء بداخله عن الإناء الأخر. بينما يبدأ الطفل في فهم مثل تلك الأمور عند عمر السابعة.
يبدأ الطفل في الاحساس بالوقت مع بداية عامه الثالث. ويستطيع حينها التفريق ما بين الليل والنهار وتحديد نشاطه اليومي خلال النهار. فعلى سبيل المثال، يستطيع معرفة الوقت الذي يغادر فيه والده للعمل. كما يستطيع تحديد بعض الاحداث التي تتكرر يوميا وبعض الاحداث الاستثنائية كالإجازات والأعياد التي تحدث لمرة واحدة. وعند ملاحظة أي تغييرات غريبة في نمو الطفل العقلي خلال هذه الفترة، فلابد من الاستعانة بالطبيب.
خلال السنة الرابعة من العمر، يبدأ الطفل في اكتشاف العديد من المفاهيم الأساسية التي سوف تدرس بمزيد من التفاصيل في المدرسة. على سبيل المثال، هو يفهم الأن أن اليوم ينقسم إلى صباح وظهر وليل، ويعرف أيضا أن هناك عدة فصول مختلفة خلال العام. وبعد بلوغه عامه الخامس، عند ذهابه للحضانة يمكن للطفل تحديد بعض ايام الاسبوع ومعرفة الساعات والدقائق. كما يمكن له حفظ بعض الحروف والأرقام بل والكلمات البسيطة، ومعرفة بعض الأشكال الهندسية مثل المثلث والمربع والدائرة.
إقرأ أيضا:طرق فعالة تزيد من مناعة طفلك طبيعياً
وهناك العديد من كتب الأطفال الجيدة التي توضح تلك المفاهيم بشكل بسيط، ولكن ليس هناك ضرورة لتعجيل الأمور. فإجبار الطفل على تعلم بعض الأمور في السن المبكرة قد لا يكون ميزة، بل على العكس قد يؤثر ذلك على مستوى التحصيل لديه عند دخول المدرسة.
إقرأ أيضا:أعجبتني! غرفة طفلة بسيطة وملهمة
ومن أهم الوسائل التي تساعد على توسيع الافاق المعرفية للطفل هي اصطحابه لرؤية الحيوانات والأثار، فتحتوي بعض المتاحف على أقسام مخصصة للأطفال لمساعدتهم على التعلم واكتساب بعض الخبرات. كما لابد أيضا من مراعاة اهتمامات الطفل وموهبته. فإذا كانت اهتمامات الطفل تتعلق بالموسيقى والفنون يمكن زيارة متاحف الفنون لتعريف الطفل بتاريخ الفن. وإذا كان للطفل اهتمامات بالرسم يمكن زيارة بعض المعارض او الورش الفنية التي تعلم الأطفال طرق الرسم المختلفة وتعمل على تنمية قدراتهم. في هذه المرحلة لابد أن يكتشف الطفل متعة التعليم كي يكون متحمسا لبدء الدراسة بشكل رسمي داخل المدرسة.