الولادة الطبيعية والقيصرية

الولادة الطبيعية والقيصرية

يوضح د. أحمد خيري مقلد استشاري أمراض النساء والتوليد بعض الأسس التي تحكم نوع الولادة سواء طبيعية أو قيصرية.

 

كثيرا ما يأتينا تساؤل غريب في عيادة النساء والتوليد، فنجد المريضة أو زوجها أو والدتها يسألونني أيهما أفضل، الولادة الطبيعية أم الولادة القيصرية؟

 

وكأن نوع الولادة هو اختيارٌ نملكه، ويكون ردنا عليهم أن من تلد طبيعيا عادة فهي ستلد طبيعيا ومن تلد قيصريا عادةً فهي ستلد قيصرياً. وكثيرا ما تكون خطتنا للولادة غير واضحة للمريضة، فهي لا تفهم ما هي الولادة الطبيعية، أو كيف تذهب لتلد طبيعيا ثم تلد بعملية قيصرية في النهاية، أو كيف تأتيها آلام المخاض ثم لا تلد طبيعياً.

 

والمريضات في بداية الشهر التاسع ينقسمن لنوعين، منهما نوع من السيدات اللاتي لا تسمح حالتهن الطبية أن نعطيها فرصة للولادة الطبيعية، ففي كتب الطب لا يوجد ما يسمى بالولادة الطبيعية، ولكن تسمى “بمحاولة ولادة” “trial of labor” وهذه المحاولة قد تكلل بالنجاح وقد لا تكلل بالنجاح، فإذا كنا قد قررنا أن نعطي السيدة محاولة ولادة فهذه المحاولة قد تنجح وقد لا تنجح، لذا فلا يعد خطأ طبياً أن السيدة أخذت فرصتها للولادة الطبيعية ثم لم تلد، فقد أعطاها الطبيب فرصة للولادة الطبيعية مادامت هذه الفرصة محاولة أمينة، إذن فنحن نتفق أن التجهيز للولادة الطبيعية هو أمر هام للغاية، فعندما تسألني السيدة الحامل في الشهر الثاني أو الثالث إن كانت ستلد طبيعيا أم قيصريا أجيبها بأن الوقت لازال مبكرا جدا أن نقرر، ويجب أن نؤجل القرار حتى أول الشهر التاسع، ونتفق أن نأخذ فرصة للولادة الطبيعية، حتى إن أرادت السيدة أن تلد قيصريا، لأن كثيرا من السيدات بعدما تكون اتخذت القرار بالولادة القيصرية وتبدأ في شهرها التاسع تتراجع، وتطلب أن تأخذ فرصة للولادة الطبيعية، ووقتها نكون قد أهدرنا فترة طويلة من الحمل بدلا من الاستفادة منها في تحضير هذه السيدة للولادة الطبيعية، والذي كان سيؤتي بنتيجة ولادة أفضل.

 

 

لذا فالطبيب تفكيره ليس في اتجاه واحد، فهو لن يسارع بفتح بطن السيدة الحامل وفي نفس الوقت لن يصر على الولادة الطبيعية حتى لو أصيبت الأم أو أصيب الطفل بمشاكل، بل يجب أن تكون خطة الولادة ذات هدف، وهذا الهدف يتكون من ثلاث نقاط: أم بصحة جيدة، وطفل بصحة جيدة، وهما نقطتان لا يمكن الاستغناء عنهما، والنقطة الثالثة -إن أمكن- أن تلد السيدة ولادة طبيعية، وبذلك نكون قد حققنا ثلاثي النجاح، لكن إن اضطررنا للتخلي عن الولادة الطبيعية لمصلحة الأم والطفل فأهلا بهذا الاختيار، فلا يمكن الاستغناء عن مصلحة الأم والطفل من أجل الولادة الطبيعية.

 

أما محاولة الولادة الطبيعية فهي تبدأ دائما من اليوم الأول من الحمل، فكثير من السيدات تبدي رغبتها بالولادة الطبيعية لكنها تكثر من تناول النشويات ويزداد وزنها أثناء الحمل حتى خمسة وعشرين وثلاثين كيلو جراما، ويزداد وزن الجنين حتى أربعة كيلوجرامات، وتظل دون حركة طوال اليوم، ثم تشكو في النهاية أن الطبيب أجرى لها ولادة قيصرية.

 

لذا فينبغي من أول يوم أن نضع خطة للحمل حتى إن رغبت السيدة في الولادة القيصرية، فيجب التعامل معها وكأنها ستلد طبيعيا، لأنها إن لم تلد طبيعيا فستكون أخذت فرصة كي تخرج من الحمل بأقل المشاكل من حيث الوزن وشكل الجسم.

 

إذن فليس الهدف هو الولادة الطبيعية، بل ولادة طبيعية لا تعاني بسببها السيدة طوال العمر، فلا تشكو بعد الولادة من وجود مشاكل في العلاقة الزوجية، أو مشاكل في التحكم في البول أو البراز، أو آلام وأوجاع مستمرة في منطقة العجان، أي أن الهدف ولادة طبيعية تحترم إنسانية السيدة الحامل.

 

وهناك أربع خطوات يجب اتباعها لإعداد السيدة للولادة الطبيعية:

  1. حافظي على وزنك حتى لا تتخطى زيادة الوزن أثناء الحمل المعدل الطبيعي (12- 15 كيلو).
  2. لابد من ممارسة الرياضة الخفيفة مع الحمل، وأهمها المشي على أرض مستوية أو السباحة فوق الماء وليس تحت الماء.
  3.  لابد من ممارسة تمرين “كيجل” وهو محاولة قبض عضلات الحوض بطريقة منتظمة، مرات كثيرة، وكل مرة لمدة 10 ثواني. وهو تمرين مسؤول عن تقوية عضلات الحوض وما يتبعه من زيادة فرص الولادة الطبيعية وتخفيف تأثير الحمل على هذه العضلة سواء كانت الولادة طبيعية أم قيصرية.
  4. ممارسة تمرين تدليك منطقة العجان (المنطقة بين فتحتي الشرج والمهبل) بأي زيوت طبيعية حتى نزيد مرونة هذه المنطقة وبالتالي نقلل حجم الفتح والخياطة فيما بعد لدى السيدة.

إغلاق
error: Content is protected !!