أصاب أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنواع عديدة من العذاب، وعلى الرغم من ذلك إلّا أنّ ذلك لم يدفعهم إلى التوقّف عن مسيرهم في الدعوة إلى الله -تعالى-، ولكن لم يملك أحد منهم أن يقرأ القرآن جهراً أمام قريش سوى رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، حتّى جاء الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فجهر به، فكان بذلك أوّل من جهر بالقرآن الكريم بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
أول من جهر بالقرآن الكريم في مكة من الصحابة، عبدالله بن مسعود، الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم «من أحب أن يسمع القرآن غضا كما انزل فليسمعه من ابن ام معبد»، وقد أورد الامام عبدالحليم محمود في كتابه «دلائل النبوة» قصة المفاجأة التي أحدثها ابن مسعود حينما أسمع نفرا من قريش كلام الله ولم يخشهم:
وقال ابن اسحاق: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: كان أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
قال: اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبدالله بن مسعود: أنا، قالوا: انا نخشاهم عليك، انما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من القوم ان أرادوه قال: دعوني فإن الله يمنعني قال فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام ثم قرأ: «بسم الله الرحمن الرحيم» رافعا بها صوته «الرحمن علم القرآن» قال: ثم استقبلها يقرؤها قال: فتأملوه فجعلوا يقولون ماذا قال ابن ام معبد؟ قال:
إقرأ أيضا:قصة عاتكة بنت زيد رضي الله عنهاثم قالوا: انه يتلو بنص ما جاء به محمد، فقاموا اليه، فجعلوا يضربونه في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله ان يبلغ ثم انصرف الى أصحابه، وقد اثروا في وجهه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا، قالوا: لا حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون».
إقرأ أيضا:أهمية الحديث النبوي في الإسلامويروى عنه أنه قال: «خير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، وشر العمى عمى القلوب، وأعظم الخطايا الكذب، وشر المكاسب الربا، وشر المأكل مال اليتيم، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يغفر يغفر الله له».