إبراهيم عليه السلام
يعتبر رسول الله ونبيه، وخليله، إبراهيم ـ عليه السلام- واحداً من أعظم وأهمّ الشخصيات على الإطلاق، فهو أبو الأنبياء كما يلقّب، الذي له مكانة لا يرتقي إليها أي شخص آخر، فقد كافأه الله تعالى على حسن أخلاقه بأن جعل كل الأنبياء من بعد يرجعون في أنسابهم إليهم، كما أعلى مكانته في الدنيا والآخرة، ومن علامات علو مكانته أنه لا يكاد يوجد شخصان لا يوقران هذا النبي العظيم من أتباع الديانات السماوية الثلاث، ولا يوجد أي شخص لا يريد الانتساب إلى هذا النبي إلى ناحيته، فالكلّ يتسابقون للتقرّب منه، وإرجاع الفضل إليه، ويعتبر إبراهيم ـ عليه السلام- وفقاً للمعتقدات الإسلامية واحداً من الخمسة أولي العزم من الرسل.
ولادة سيدنا إبراهيم
أفادت بعض الروايات أنّ رسول الله إبراهيم ـ عليه السلام- قد ولد في منطقة حران التي تعتبر من المدن القديمة التي كانت تقع في منطقة بلاد ما بين النهرين، والتي تقع حالياً في الجنوب الشرقي من الدولة التركية، إلا أن غالبيّة الروايات والدلائل التاريخيّة تشير إلى أن رسول الله إبراهيم ـ عليه السلام- كان قد ولد في منطة أور التي تقع بالقرب من منطقة بابل، أمّا تاريخ ولادته الشريف ففيه تضارب كبير جداً، إلا أنّ جميعها حصرت ولادته بما بين العام ألفين وثلاثمئة وأربعة وعشرين قبل الميلاد، وبين العام ألف وثمانمئة وخمسين قبل الميلاد، أمّا التوراة فقد أفادت أنّ ولادته كانت قبل ألف وتسعمئة عام قبل الميلاد.
بناء على ما ورد في سفر التكوين، فقد هاجر إبراهيم ـ عليه السلام- عدّة هجرات، وتنقّل كثيراً في أرض الله، فقد تناقل بداية من أور إلى بابل، ثمّ إلى حارات، ثم إلى شكيم، فبيت إيل، فمصر، ثمّ عاد مرة أخرى إلى بيت إيل، بعدها ذهب إلى حبرون، ثمّ إلى دمشق، ثم إلى حبرون، ثمّ إلى جرار، فبئر السبع، فمريا، ثم بئر السبع مرّة أخرى، ثمّ حبرون، أمّا في الديانة الإسلامية فقد ارتبطت مكة المكرمة وبيت الله الحرام بإبراهيم وابنه إسماعيل وزوجته هاجر، فبئر زمزم نبع عندما ركضت هاجر بحثاً عن الماء لابنها الرضيع، ومقام إبراهيم لا زال إلى اليوم موجوداً عند الكعبة المشرّفة، حيث وردت قصة بناء بيت الله الحرام من قبل إبراهيم وابنه اسماعيل -عليهما السلام- في كتاب الله تعالى.
وفاة إبراهيم فيها اختلاف أيضاً، ولكنه دفن في حبرون الخليل، في المغارة المعروفة باسم مغارة المكفليّة وهي المغارة التي اشتراها إبراهيم من عفرون الحثيّ وذلك حتى تصير قبراً ومدفناً له ولأسرته، وهي موجودة في المسجد الإبراهيميّ عند المسلمين في مدينة الخليل الإبراهيميّة.