اليهود
تحدّث القرآن الكريم عن صفات ذميمة لليهود، فهم الذي قتلوا الأنبياء بغير حقّ وهم الذين كتموا ما أنزله الله من العلم والبينات وحرّفوا كلام الله، وهم قومٌ لا عهد لهم ولا ميثاق، وإنّ إجرام اليهود وكذبهم لم ينته منذ زمن الأنبياء إلى وقتنا الحاضر، وما الممارسات الوحشيّة لهم في الوقت الحاضر ضد الفلسطينين العزل إلا وجه واحد من وجوه الإجرام والتنكيل في جبلتهم .
ومن بين المعتقدات التي يؤمن بها اليهود هيكل سليمان المزعوم، فما هو أصل هذا المعتقد وهل هو حقيقة أم خرافة ؟، وأين يوجد هذا الهيكل؟
هيكل سليمان
يرى مؤرخو اليهود أنّ النّبي داود عليه السّلام شرع في بناء بيت لله في جبل موريا أو هضبة الحرم حيث يوجد الحرم القدسي الشّريف والمسجد الأقصى ومسجد قبّة الصّخرة، وقد توفّي داود عليه السّلام ليخلفه في الحكم ابنه سليمان عليه السّلام الذي استكمل بناء البيت المقدّس، وتتحدّث الرّوايات الإسرائيليّة نقلًا عن أسفارهم المقدّسة أنّ البناء قد شارك في تشييده ما يقارب مائة وثمانون ألفًا من العمال فضلًا عن آلاف المشرفين، وبعد تشييد البناء قام سليمان بإحضار تابوت العهد الذي تركه موسى عليه السّلام ووضع في البيت المقدّس أو هيكل سليمان كما يسمّونه .
وقد تعرّض هذا الهيكل المزعوم إلى أكثر من تدمير، ففي سنة 587 قبل الميلاد قام نبوخذ نصر البابلي باجتياح الأراضي المقدّسة وهدم الهيكل المزعوم وتشريد اليهود الذين أخذوا كأسرى وسبايا إلى بابل، ثمّ وفي سنة 520 قبل الميلاد أعيد بناء الهيكل بعد عودة عددٍ من اليهود إلى بيت المقدس، وقد حدث التّدمير الثّاني للهيكل في حكم المكدونيين وقيل على يد الإمبراطور الرّوماني تيطس وذلك عام 170 قبل الميلاد، ثمّ أعيد بناء الهيكل المزعوم على يد هيرودوس الذي عيّنه الرومان حاكمًا على اليهود سنة أربعين للميلاد ثمّ ليكون الهدم الأخير له في عهد الرّومان سنة 70 ميلادي حيث استبيح بيت المقدس وبني فيه كنيسة القيامة، واتخذ الحرم القدسي الشّريف مكانًا لرمي القمامة نكاية في اليهود .
وإنّ الحقيقة التي يؤكّد عليها علماء الآثار والتّاريخ أنّه لا وجود لشيءٍ اسمه هيكل سليمان إلاّ في روايات اليهود المحرّفة، وإنّ الرّأي الرّاجح في المسألة أنّ سليمان عليه السّلام لم يكن له إلا مكانٌ واحد يتعبّد به هو بيت المقدس الذي هو المسجد الأقصى الذي كان من أوائل المساجد التي بنيت على الأرض بعد المسجد الحرام بأربعين عامًا.