أطفال الشوارع
تعدّ ظاهرة أطفال الشوارع من الظواهر الخطيرة والمنتشرة بكثرة في المجتمعات، وكانت هذه الظاهرة منتشرة في الدول الفقيرة والنامية، لكنّها تعدّت هذه الحدود وأصبحت متواجدة في جميع المجتمعات بما فيها المتقدّمة والصناعيّة، وهؤلاء الأطفال يعيشون حياة صعبة ومريرة بكلِّ معنى الكلمة، سواء إن كانوا هم من اختاروا هذه الحياة أم الظروف هي التي فرضت عليهم العيش بهذه الطريقة، ففي جميع الحالات هؤلاء الأطفال هم ضحايا المجتمعات الفاسدة.
أقسام أطفال الشوارع
ينقسم أطفال الشوارع إلى عدة أقسام وهي:
قاطنون بالشارع: وهذا النوع من الأطفال الذين يقضون حياتهم في الشوارع، سواء في المباني المهجورة أو في الحدائق العامة وغيرها من الأماكن، وهؤلاء الأطفال يفتقدون لعائلاتهم وأسرهم.
عاملون في الشوارع: حيث يمكثون فترات طويلة من النهار في الشارع، وذلك للحصول على الأموال بوسائل مختلفة، وفي نهاية النهار يعودون إلى منازلهم.
أسر الشوارع: وهذا النوع مختلف تماماً عن غيره؛ لأنّ أطفال الشوارع يعيشون مع كامل أسرهم في الشوارع.
خصائص أطفال الشوارع
هناك مجموعة من الخصائص التي توجد في أطفال الشوارع وهي:
هم أطفال لا قيمة لهم في المجتمع الذي يعيشون فيه، ومهمشون لدرجة كبيرة ولا يوجد من يرعاهم ويسأل عنهم، وهم أكثر فئة تحتاج إلى العناية والاهتمام.
متوسّط أعمار أطفال الشوارع ما بين (14-7) سنة.
ارتفاع مستوى الجهل والأمية عند هؤلاء الأطفال؛ لأنّهم يتركون التعليم والمدارس منذ صغرهم.
يرجع أصل أغلبية هؤلاء الأطفال إلى عائلات وأسر فقيرة وأمية، ويكون عدد أفرادها كثير ويعيشون في مساحات ضيّقة وصغيرة.
أسباب ظاهرة أطفال الشوارع
انتشار ظاهرة أطفال الشوارع تعود للعديد من الأسباب وهي:
هناك دوافع وأسباب تتعلّق بالأطفال أنفسهم، وتؤدّي بهم في نهاية المطاف إلى الشوارع، كرغبة الأطفال في حصولهم على الحرية المطلقة، والتخلّص من الضغوط العائلية، وعدم توفّر الوسائل الترفيهية والمسلية داخل البيوت، فيلجأ الأطفال إلى البحث عنها في الشوارع، وعدم حصول الطفل على احتياجاته النفسية والمادية والمعنوية من قبل أسرهم، ورغبة الأطفال في الحصول على المزيد من الأموال، مهما كانت طريقة الكسب.
للأسباب العائلية والأسرية دور كبير في جعل الأطفال أطفال شوارع، ومن هذه الأسباب فقدان الطفل والده أو والدته أو الاثنين معاً ، وبالتالي عدم ووجد من يرعاه أو يراقب تصرّفاته، ومكوث الأطفال عند المقربين لهم، في حالة فقدان أبويه أو انشغالهم عنهم، ولحالات الطلاق والتفكك الأسري دور كبير في ضياع الأطفال، وتمييز الوالدين في التعامل مع أبنائهم، والقسوة في التعامل مع الأبناء كل هذه الأمور تؤدي إلى ضياع الأطفال وانحرافهم.
تعدّ الأسباب الاجتماعية عامل أساسي في ضياع الأطفال، وذلك عندما يكون الوضع المادي للأسر والعائلات متدنٍ ولا يؤدّي إلى قضاء الحاجة، وطموح الأطفال في الحصول على حياة أفضل، تؤدّي بهم إلى الابتعاد عن أسرهم والعيش بشكل منفرد، للبحث عن الرفاهية والحياة الأفضل، والكثير من الأطفال الذين يحملون المسؤولية منذ صغرهم، ممّا يؤدّي إلى شعورهم بالضغوط وعدم القدرة على تحمّل ذلك، وبالتالي البحث عن طرق ووسائل ملتوية للحصول على المال، ممّا يؤدّي إلى الضياع والانحراف.