بركة السحور

بركة السحور

على المسلم أنْ يهتَدِي ويقتَدِي بالرَّسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – ويتأدَّب بآداب الصِّيام حتى يكون صيامُه وفقَ السُّنَّة، والسحُور: بفتْح السين ما يُؤكَل في وقت السَّحَرِ؛ وهو آخِر الليل، وبضمِّ السين: أكل السحور.

 

وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تسحَّروا؛ فإنَّ في السحور بركةً))؛ (رواه البخاري 4/ 139، ومسلم 1095).

 

فلذلك ينبغي على الصائم أنْ يَحرِصَ على السحور؛ لأنَّ فيه خيرًا وبركةً عظيمة في الدُّنيا والآخِرة، ومن فَوائد وحِكَمِ السحور التقوِّي على العبادة، والاستِعانة على طاعة الله – تعالى – أثناء النهار وتحمُّل المشقَّة من جوعٍ وعطشٍ، وحتى لا يكسل الصائم عن العبادة من صلاةٍ وقراءةٍ للقرآن.

 

وكون السحور بركةً ظاهرة لأنَّه اتِّباع للسُّنَّة ويُقوِّي على الصيام، وفيه مخالفةٌ لأهل الكتاب؛ فإنَّهم لا يتسحَّرون؛ لقوله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فصْل ما بين صِيامنا وصِيام أهل الكتاب أكلةُ السحور))؛ (رواه مسلم 1096).

 

ومن بركة السحور أنَّ الإنسان يقومُ آخِر الليل للذِّكر والدُّعاء والصَّلاة، وذلك مظنَّة الإجابة، ووقت صلاة الله والملائكة على المتسحِّرين.

 

ويحصل السحور بأيِّ شيءٍ يتناوَلُه الإنسان من مأكولٍ ومشروبٍ، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نعمَ سحورُ المؤمن التمرُ))؛ (صحيح، أخرجه أبو داود 6/ 470، والبيهقي 4/ 237).

 

حيث إنَّ التمر له قيمةٌ غذائيَّة عالية، وهو خفيفٌ على المعدة سهلُ الهضم، ومن السُّنَّة تأخيرُ السحور؛ لحديث زيد بن ثابت – رضي الله عنه – أنَّه قال: “تسحَّرنا مع النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية”؛ (رواه البخاري 2/ 54، ومسلم 1097).

 

فهذا دليلٌ على استِحباب تأخير السحور إلى قُبَيل الفجر، وعلى المسلم أنْ يستغلَّ وقت السَّحَرِ بالدُّعاء والسؤال والاستغفار؛ لقوله – تعالى – في الثَّناء على المستغفِرين بالأسحار: ﴿ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 18].

 

ولا شكَّ أنَّ في هذه الليلة المباركة تَزداد فرصةُ ساعة الإجابة، بالإضافة إلى النُّزول الإلهي، وشرَف الزمان وهو رمضان؛ قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ في الليل لساعةً لا يُوافِقها رجلٌ مسلم يسأل الله – تعالى – خيرًا من أمر الدُّنيا والآخِرة إلا أعطاه الله إيَّاه، وذلك كلَّ ليلةٍ))؛ (رواه مسلم 757).

إغلاق
error: Content is protected !!