تاريخ شجرة الزيتون

تاريخ شجرة الزيتون

تستحق شجرة الزيتون أن نبحث عن أصولها ونشأتها وتاريخها. كذلك نستحق نحن ان نعرف متي ظهرت هذه الشجرة وكيف تطورت وأين كان أول ظهور مبارك لهذه الشجرة المباركة. ليس لأنها مصدر زيت الزيتون الذي نهتم به فقط. لكن لإنها من أهم الأشجار وأقدمها واكثرها فائدة علي وجة الأرض. إن تاريخ شجرة الزيتون لهو تاريخٌ ضاربٌ في جذور الإنسانية . لقد أثر وتأثر بها ودعم البشر فى كل العصور بالعديد من الفوائد. لكننا اليوم سنتكلم عن التاريخ .

كيفية دراسة تاريخ شجرة الزيتون

نظرا لقِدَم هذه الشجره فإن الاعتماد على طريقة واحده فقط لن يكون دقيقاً. لذلك فقد قام الخبراء والمعنيين بتاريخ شجرة الزيتون بالدراسة على أكثر من محور . مثل دراسة الأماكن التي ظهرت بها الشجرة , كما تلعب الجينات الوراثية لمختلف الانواع دوراً هاماً أيضاً فى دراسة تاريخ شجرة الزيتون . كذلك الحفريات والبقايا المادية لشجرة الزيتون فى طبقات الأرض المختلفة.

بالتالي نحن سنبحث عن تاريخ شجرة الزيتون من خلال المحاور التالية:

  • التوزيع الحالي للأماكن التي تتم زراعة الزيتون بها.
  • سجلات الفحم الخشبي والحفريات المختلفة.
  • بيانات العلاقة بين أصناف الزيتون

الأصل الجغرافي لشجرة الزيتون

تعتقد بعض الدراسات أن أصل شجرة الزيتون هو الهلال الخصيب كما أن البعض الآخر يعزو ظهور الزيتون إلى سوريا ثم انتقاله لأوروبا عبر بلاد الأناضول. وقد كان الزيتون فى هذه المنطقة يظهر فى الشكل البرّي.

ووفقا لمواقع أخري تجارية قامت بالبحث فى أصل الزيتون تم ذكر جزيرة كريت فى البحر الأبيض المتوسط كمكان نشأة الزيتون البرّي.

وهناك العديد من الدراسات التي تقول أن أصل الزيتون هو جنوب القوقاز وإيران وجبال الأطلس في شمال إفريقيا ومصر السفلى والسودان أو حتى إثيوبيا.

ونلاحظ فى الأماكن السابقة أن معظمها إن لم يكن جميعها تقع فى إقليم البحر المتوسط أو ما حوله. لذلك فالمؤكد أن أصل شجرة الزيتون هو إقليم البحر المتوسط ليس مكان آخر بغض النظر عن تحديد مكان ظهورها بدقة شديده وهو الأمر الغاية فى الصعوبة.

تاريخ شجرة الزيتون
تاريخ شجرة الزيتون

تاريخ شجرة الزيتون من حيث الاستخدام

تم اكتشاف الزيتون من أكثر من 7000 سنة . ومع اتخاذ العديد من الامم رموز من الأشجار للتعبير عن هويتها مثل شجرة الدردار فى الحضارة الاسكندنافية والجميز للحضارة المصرية والبلوط للحضارة الإغريقية والصنوبر لليابانية. إلا أن الزيتون كان حاضراً بشكل ملحوظ فى كل الحضارات كرمز للسلام وطول العمر والسُّلطه.كذلك فإن زيت الزيتون كان حاضراً بوصفه زيت مقدس فى مختلف العقائد وتم إنشاء العديد من الجمعيات الدينية له عبر العصور. ومع تأكيد ظهور زيت الزيتون أثناء العصر البرونزي إلا أن استخداماته أثناء هذا العصر لم تكن معروفة بالتحديد.

إن انتشار الزيتون فى مناطق بعيدة عن أصل نشأته والتشابه الشديد بين الزيتون البري والمستأنس جعل من الصعب التأكد من المنطقة التي تم استزراعه من خلال البشر بها. كذلك المدة الزمنية الطويلة لظهوره أثرت على استنتاج من هم تحديدا الذين قاموا باستئناسه او استزراعه. لكن يمكننا أن نقول أن مناطق آسيا وإفريقيا وأوروبا (باستثناء الأمريكتين) هى المناطق التى تم استزراع الزيتون بها. على الرغم من اختلاف الاستخدام فى كل منطقة منهم. حيث كان سكان إقليم البحر المتوسط يستخدمونه فى التغذية . غير أن سكان الهند وإفريقيا كانوا يستخدمونه في عمل الفحم النباتي.

ظهور الزيتون فى الأمريكتين

كتب توماس جيفرسون(أب مؤسس للولايات المتجدة الأمريكية) إلى جيمس رونالسون(اقتصادي شهير فى تلك الفترة) في 13 يناير 1813 ، “لقد مرت الآن خمسة وعشرون عامًا منذ أن أرسلت لهم (المزارعون الجنوبيون) شحنتين من حوالي 500 نبتة من شجرة زيتون إيكس (إيكس إن بروفانس ، فرنسا) ، أجود أشجار الزيتون في العالم ”

وبحسب هذا الخطاب يُعتقد ان ذلك هو أول ظهور للزيتون فى أمريكا الشمالية. غير أن ظهوره فى الجنوبية سبق ذلك الأوان بحوالى ثلاثة قرون حيث تم إدخال شجرة الزيتون إلى العالم الجديد في أمريكا الجنوبية من قبل الإسبان (المستكشفون والرهبان) في بداية القرن الخامس عشر الميلادي إلي (كولومبيا ، بيرو).دور الحفريات فى تحديد تاريخ شجرة الزيتون

في موقع يرجع إلى العصر الحجري أكتشف العلماء وجود آثار لآبار مياه تحت الماء على ساحل فلسطين (العربية الحبيبة) . وكانت هذه الآبار مبنية من طبقات متناوبة من فروع الأشجار والأحجار ، ومنشآت حجرية ، بعضها مبطن بالحجارة غير المكسوة والبعض الآخر محفور في الرواسب الطينية. كذلك احتوت بعض البقايا على الآلاف من حفريات الزيتون المسحوقة والمخلفات الناتجة عن استخلاص زيت الزيتون. حتى الآن هذا هو أقدم دليل معروف لاستخراج زيت الزيتون.

وجد مدفأة يعود تاريخها إلى حوالي 790،000 سنة تحتوي على فحم (بري) من خشب الزيتون.وكان ذلك فى كهف باليونان يرجع تاريخه إلى العصر الجليدي. وكان ذلك دليل على وجود الزيتون منذ ذلك الوقت. حيث استخدم الإنسان البدائي خشب الزيتون فى التدفئه نظرا لخروج كمية دخان أقل من الزيوت والدهون الحيوانية.

وكان أكثر الدلائل علي وجود زيت الزيتون هو الفخار الذي يستطيع الاحتفاظ جيدا بالروائح وبقايا الزيوت والدهون مما يساعد علي تحليلها. حيث من الممكن التمييز بين الزيوت النباتية والدهون الحيوانية وتحديد الزيوت النباتية من خلال تكوين الأحماض الدهنية التي تم الحصول عليها من بقايا الفخار. وقد تواجدت بقايا الفخار على نطاق واسع في جميع أنحاء حوض البحر المتوسط والتى كانت تحمل آثار زيت الزيتون نظرا لانتشارها فى الثقافات اليونانية والرومانية. علاوة علي انتشار حركة التجارة فيما بين بلاد هذه المنطقة . بينما تشير الوثائق إلى أن الأشخاص استخدموا عدة زيوت نباتية (على الأقل بذور الكتان والزعفران والعصفر وزيت الخروع والخشخاش) . ومع ذلك ، من الممكن التمييز بين الزيوت النباتية والدهون الحيوانية وتحديد الزيوت النباتية من خلال تكوين الأحماض الدهنية التي تم الحصول عليها من بقايا الفخار.

العلاقة بين أصناف الزيتون

يوجد اليوم أكثر من 2000 صنف من أصناف الزيتون حول العالم. بخلاف ذلك يوجد داخل هذه الأصناف ما هو برّي وما هو مستأنس من خلال البشر.

وفى الحقيقة لم يتأكد تحديداً ما هي الأصناف البرية التي تم استخدامها لاستزراع الزيتون . ولكن تشير الدراسات أن انتقال الثمار من منطقة لأخري كان يحافظ على الخصائص البرّية. بينما انتقال البذور مثلما حدث فى الهند مثلا اطلق العنان لإنتاج أصناف جديدة من الزيتون.

وعموما فقد أدى الاستزراع والتدجين إلى انتشار الزيتون في مناطق مناخية مختلفة وكان تكيف شجرة الزيتون مع المناخ , حتي مع انتاج أصناف مختلفة هو المقصد من التدجين واستزراع أصناف جديدة.

وفي أغلب الدراسات تم استنتاج أن كل انواع الزيتون الحالية هى من أصل عشرة أنواع أساسية.

للمزيد من المعلومات والأسرار عن الزيتون وزيت الزيتون يمكنكم مطالعة مقالات متنوعة من المدونة.

وإذا كانت لديكم أية إضافات نحن نرحب بها فى التعليقات.

 

إغلاق
error: Content is protected !!