تحليل قصيدة المساء لخليل مطران

تحليل قصيدة المساء لخليل مطران

مناسبة هذه القصيدة المليئة بالاكتئاب والإحباط والملل  : في عام 1902 م مرض الشاعر خليل مطران ، وانتقل بعدها من القاهرة إلى الإسكندرية للاصطياف والاستشفاء من مرضه ، وكان يظن أن هذا يشفيه من علة أصابته ، ومرض آلمه وأثقل عليه، ولأن شجونه تضاعفت هناك وزادت أكثر ، فأخذ يبث شكواه بكآبة ليزيدنا كآبة على ما نحن فيه من الكآبة في هذه القصيدة الرائعة الملأى بالإحباط والقنوط والتكرير الممل في وصف حزنه وضيقه وهمه وكأنه مركز الكون ظانا أننا سنأبه أو سيهمنا ما يشعر فيه من ضيف فان ما في نفوسنا من هم وغم يكفينا ويزيد ، فلا ينقصنا شاعر أو كاتب ليزيد همنا وغمنا وحزننا ، وقد كتب قصيدته الرائعة البائسة تلك رحمه الله وهو جالس يشرب النسكافيه السادة بدون سكر وينظر إلى البحر وغروب الشمس ، مقارنا حالته بحالة المساء بأسلوب شعري يدعو للملل والقنوط كما قلنا وبأسلوب تميز بقوة العاطفة والإحباط والنكد وصدق الوجدان .

داء ألم فيه شفــــائي من صـبوتي فتضاعفت برجائي :يتحدث الشاعر عن المرض الذي أصابه وحل به ويقول أنه كان يظن بأنه سيشفى منه ولكن هذا المرض تضاعف بسبب بعده عن محبوبته وشوقه لها .

يا للضعيفين استبدا بي وما فيا لـظلم مثل تحكم الضعــــــفاء:يقول الشاعر بأنه يصبر نفسه ويمنيها بأنه سيشفى من المرض بعد أن نصحه أصحابه بالسفر ليخفف من ألم المرض ولكن كما رأينا أن هذا المرض قد تفاقم بعد سفره.

قلب أذابـته الصبابة والجــوى،وغلة رثـة من الأدواء:يقول الشاعر أن تنقله من مكان لأخر ليس منه فائدة وإنما هو زاد من مرضه ويقول أن سفره للشفاء سيزيد من ألمه.

والروح بيـنهما نسيم تنهد في حالي التصويب و الصعـــداء:يقول الشاعر أنه أصبح وحيدا يكابد لوعة الشوق والحب ولا أحد يشاركه حزنه وقد أنهكه التعب.

والعقـل كالمصبـاح يغشى نوره كدري ويضعفه نضوب دمائــي في هذا البيت يشكو الشاعر للبحر مشاعره المضطربة وكل ما يجول في خاطره منتظرا الإجابة التي تريحه وتريح باله ويقول الشاعر أن الإجابة وصلته عن طريق الرياح الشديدة وهذا يدلنا على أن البحر أيضا كان مضطربا.

إني أقـمت على التعلة بالمنى في غربة قـالوا تكــــون دوائي:هنا يقول الشاعر أنه جالس على صخرة صماء صلبه جدا وأنه يتمنى أن يكون مثلها حتى لا يشعر بالألم ولوعة الفراق ولكنه لم يعلم أن هذه الصخرة الصلبة أيضا تعاني كما يعاني هو.

إن يشف هذا الجسم طيب هوائها أيـلطف النـيران طيب هــــواء:في هذا البيت لاحظ الشاعر أن الصخرة أيضا تعاني من البحر الهائج الذي يأتي بشده ليفتتها ويحطمها بالرغم من صلابتها ويشبه حال الصخرة بحاله عندما تفتت الأسقام والأمراض جسده.

عبث طوافي في البلاد وعلة،فـي عـلة مــــنفاي لاســــتشفاء:يقول الشاعر أن البحرأيضا مضطرب وضائق وكله حزن ويشبه الشاعر حاله عندما يكون حزينا ومتضايقا وقد خص الشاعر هنا وقت المساء لأنه يكون الوقت الذي يعم بالهدوء والسكينة.

متـفرد بصـبابتي، متـفرد،بكـآبتي ، متفـــــرد بعنـائي:يقول الشاعر أن السواد الذي يغطي الناس تصاعد من أحشائه ليظهر في عيناه وقد خص العينين لأنهما محط أنظار الناس.

شاك إلى البحر اضطراب خواطري،فيجـيبني برياحـــه الهوجاء:في هذا البيت يشبه الشاعرغروب الشمس والشفق بالعين القريحة التي يكون لونها أحمر بفعل الشوائب التي تغطيها.

وباقي ما تبقى من القصيدة حافل وزاخر بنفس النكد والدعوة للإحباط وكره الدنيا .

إغلاق
error: Content is protected !!