تعرفي على الفوائد الغذائية للبن الأم

تعرفي على الفوائد الغذائية للبن الأم

يتردد كثيرًا أن لبن الأم هو الغذاء الأمثل للوليد وأنه على الرغم من التقدم العلمي والصناعي الحديث لا يوجد حتى اليوم ما يضاهيه أو يحاكيه من بدائل لبن الأم من الألبان الصناعية أو الطبيعية من ألبان الثدييات الأخرى.

 

هل العبارة السابقة صحيحة؟ هذا ما سنتعرف عليه سويًا في سلسلة المقالات القصيرة والتي سنتناول فيها خصائص لبن الأم بمنظار التقدم الطبي والعلمي الحديث.

 

صمم لبن الأم ليكون الأمثل والأنسب لتغطية الإحتياجات المختلفة لمواليد البشر ، مثلما صمم لبن الأبقار على سبيل المثال ليكون الأنسب لمواليد الابقار ، وتنطبق هذه القاعدة أيضاً على ألبان باقي أنواع الثدييات. فلبن الأم صمم خصيصا بالإضافة إلي قيمته الغذائية ليكون الأمثل في المساعدة على نمو مخ الرضيع وجسده ، كما أنه يمنحه قدراً لا يضاهى من المناعة والحماية من الأمراض.

 

موضوعنا الأول هذا المرة هو الفوائد الغذائية للبن الأم، وسنعرض في المرات القادمة بإذن الله مواضيع أخرى مهمة ، مثل: لبن الأم وعلاقته بالمناعة والحماية من الأمراض ، ولبن الأم والوقاية من أمراض الحساسية ، والفوائد النفسية والإدراكية للبن الأم ، وكذلك الفوائد النفسية والصحية التي تعود على الأم من الرضاعة الطبيعية.

 

تحتوي التركيبة الفريدة للبن الأم على العناصر الغذايئة المثالية اللازمة لنمو مخ الرضيع خاصة في السنة الأولى من العمر. من أهم هذه العناصر الكوليستيرول (Cholesterol ) وحمض الدوكوزا هيكسانويك (DHA ) وكذلك التورين (Taurine) .

 

 

من الجدير بالذكر أن محتوى لبن الأم من الكوليستيرول لا علاقة له بمحتوى الكوليستيرول في غذائها ، كما أنه موجود في ألبان الأبقار أيضاً. وعلى الرغم من أن ألبان الأطفال الصناعية تعتمد في صناعتها على ألبان الأبقار لكنها كمنتج نهائي تكون خالية تماما من الكوليسترول نتيجة سلسلة المعالجات التي تتعرض لها أثناء التصنيع.

 

 

أما كلا من حمض الدوكوزا هيكسانويك DHA ، وكذلك التورين (Taurine) فكلاهما غير موجود في ألبان الأبقار من الأساس. وينبغي الأخذ في الإعتبار أيضًا أن ما يتم إضافته للألبان الصناعية من عناصر قد لا تكون موجودة بها في الأصل كمحاولة لتقليد لبن الأم تكون عادة حيوانية المصدر بالإضافة إلى تعرضها لدرجات حرارة عالية ومعالجات كثيرة أثناء التصنيع.

 

 

الفارق في القيمة الغذائية للبن الأم ليس فقط في وجود بعض العناصر الغذائية التي لا غنى عنها لمولودك ، ولكن هناك عامل غاية في الأهمية يساعد على تحقيق الإستفادة القصوى للوليد من هذه العناصر ألا وهو(التوافر البيولوجي). يعني التوافر البيولوجي أن طبيعة العنصر الغذائي في تكوين لبن الأم يحقق أعلى معدل من كفاءة الهضم والإمتصاص للوليد حتى وإن كانت كميته في لبن الأم قليلة. ويعد عنصر الحديد خير مثال على ذلك فهو أحد أهم العناصر اللازمة أيضًا لاستكمال نمو مخ الوليد. يوجد عنصر الحديد بكميات قليلة في لبن الأم لكنها تكون على صورة تحقق أعلى قدر من كفاءة الهضم والإمتصاص فيستفيد منها الرضيع إستفادة كاملة على صغر كميتها في فترة الرضاعة الطبيعية المطلقة/الحصرية خلال الستة أشهر الأولى من عمر الرضيع ، في حين أن الكميات المضافة من عنصر الحديد في ألبان الأطفال الصناعية عادة تكون كبيرة لكن لا يمتص منها من أمعاء الطفل إلا مقادير صغيرة جدًا لافتقادها لكفاءة التوافر البيولوجي.

 

 

من الأمثلة السابقة نستخلص أن تغذية الوليد بلبن الأم الطبيعي هو حدث تتضافر فيه عوامل كثيرة لتحقيق التغذية المثلى للطفل مثل نوع وطبيعة العناصر الغذائية ، وملائمتها وخصوصيتها للرضع وفق إحتياجاتهم لنمو المخ والجسم ، وكذلك معدل توافر العناصر المختلفة في لبن الأم وعلاقتها ببعضها البعض ، بما يحقق أعلى معدل توافر حيوي يمكن أن يستفيد منه الوليد. بالإضافة إلى ذلك فإن لبن الأم الطبيعي يحتوي على العديد من الإنزيمات التي تساعد على عملية الهضم والإمتصاص ، وكذلك المواد التي تساعد على انتظام الطبيعة الإخراجية للرضيع.

 

إذا فمن الناحية الغذائية المتكاملة يكون لبن الام هو الأمثل لإحتياج رضيعك بدون منافس.

إغلاق
error: Content is protected !!