حرب المئة عام

حرب المئة عام هي من الحروب الطويلة التي وقعت بين فرنسا وانجلترا وقد تجاوزت المئة عام ( 1337م – 1453م) ، لادعاء الملوك الإنجليز بأن العرش الفرنسي لهم ، ومن الأسباب التي أدت لنشوب هذه الحرب :

رغبة إنجلترا للتخلص من التبعية الفرنسة .

العوامل الاقتصادية المتمثلة في فقد كان يعتمد الإنجليز في اقتصادهم على امارة الفلاندر ، التي كانت تصدر له صوف الغنم الإنجليزي والعنب والنبيذ ، وكانت الأمارة تابعة لملك فرنسا لكنها شبه مستقلة ، ولهذا قام الملك الفرنسي باحتلال العديد من مدن الإمارة والتدخل في شؤونها الداخلية ، وقام الكونت أمير الفلاندر برفع شكوى لملك انجلترا ، على إثر هذا الأمر هاجم ملك فرنسا الإمارة واحتلها كاملة من ما وضع ملك إنجلترا في مأزق بعد اضطراب الوضع الإقتصادي نتيجة هذا الإحتلال في إنجلترا .

ضعف ملك فرنسا وحبه للبذخ والإسراف الأمر الذي جعله يترك أمور الحكم لحاشيته لتلهيه عنها بحفلاته الصاخبة ، الأمر الذي جعله دائم الإفلاس وتراكمت الديون عليه ، واكتفى هذا الملك بالجيش المؤقت بدل إنشاء جيشٍ نظامي للبلاد ، وكان هذا الجيش المؤقت مرهون بمولفقة الإقطاعيين ، كل تلك الأمور شجعت ملك إنجلترا على مهاجمة فرنسا .

على العكس من ملك فرنسا ، كان الملك الإنجليزي ( إدوارد الثالث ) يتمتع بالقوة والجسارة ، دوماً يخطط لأهداف ويسعى لتحقيقها بالعمل الدؤوب ، أحكم سيطرته على نظام الحكم في البلاد ، وأقام علاقات طيبة مع الإقطاعيين ، وعمل على تأسيس جيشٍ نظامي قوي مدرب على أسسٍ جديدة .

قسمت حرب المائة عام إلى سلسلة من المراحل وهي على التوالي :

الحرب الإدواردية

حرب كارولين

أزمة ( 1383 – 85 )

حرب لانكستر يان .

وكانت تتخلل هذه الحرب فترات من السلام ، وانتهت بطرد الإنجليز من جميع انحاء فرنسا باستثناء كاليه، وكانت هذه الحرب من الأساس عبارة عن نزاع بين السلالات الحاكمة ، وأطلق عليها المؤرخين حرب المئة عام لوصف سلسلة الأحداث في أطول حرب وقعت في أوروبا حيث امتدت من نهاية العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة ، ومن إيجابيات هذه الحرب نمو الشعور الوطني لدى الفرنسيين والإنجليز على حدٍ سواء في مواجهة النظام الإقطاعي في تلك الفترة ، والتي كانت تسيطر بجيوشها الاقطاعية وأسلحتها الثقيلة على مجريات الأحداث .

توالى على حكم العرش الفرنسي في هذه الحرب عدد من الملوك بلغوا الخمسة في عددهم ، تقلبت تلك الفترات بين مراحل من القوة والضعف في اساليب الحكم فيها ، وكانت تمتاز بالصراع بين النبلاء والإقطاعيين و رجال الدين وضعف الموارد نتيجة تلك الصراعات الداخلية ، أما العرش الإنجليزي فقد توالى خمسة ملوك على الجلوس عليه في تلك الفترة أيضا .