أصبح التوحد أو اضطراب المدى التوحدي Autism spectrum disorder (ASD) من الأمراض التي تثير قلق العديد من الأسر بعد أن ازدادت نسبة الإصابة به في بلادنا وعلى مستوى العالم. ويمكننا أن نرجع هذه الزيادة لتطور التشخيص والفحص العلمي وزيادة الوعي المعرفي في العالم. لذلك يثير هذا المرض العديد من التساؤلات فلم يصل الباحثون بعد لسبب بذاته ولا علاج بعينه قادر على القضاء على أعراض هذا المرض.
تبدو صورة هذا الاضطراب في شكل خلل في النمو والتطور الاجتماعي والمعرفي للطفل، ويتم اكتشافه في الغالب من عمر 12 إلى 36 شهرًا، والنسبة تزيد في الذكور عن الإناث بنسبة (3-5) في الذكور مقابل 1 في الإناث.
وهنا يأتي سؤال كل أم وأب ومربي: كيف أستطيع التنبؤ باحتمال إصابة ابني بالمظاهر التوحدية؟
والإجابة: للأسف لم يصل بنا العلم والبحث إلى إجابة عن كيفية التنبؤ أو إلى سبل الحماية ولكن الاكتشاف المبكر للحالة هو العامل الأكثر فاعلية لنجاح التأهيل المجتمعي للطفل.
تظهر المشكلات الخاصة بمرض التوحد في الآتي:
• المهارات الاجتماعية: Skills Social
يميل الطفل إلى اللعب وحده وليس لديه القدرة على اللعب مع الآخرين أو إقامة علاقات اجتماعية أو تكوين صداقات ويعاني من انخفاض التواصل البصري، أي لا يستطيع النظر في عين الشخص الذي يتعامل معه أو يحدثه.
إقرأ أيضا:هل الألعاب المحشوة تسبب حساسية الصدر؟
• النمو اللغوي: Development Language
يعاني الطفل المصاب بالتوحد من بعض مشاكل في الكلام مثل عدم الكلام أو تكرار الكلام بصورة نمطية أو انخفاض القدرة على إقامة حوار.
• النمو السلوكي: Development Behavioral
يعاني الطفل من سلوك نمطي تكراري وعدم توافق رد الفعل مع الموقف والإصابة أحيانا بنوبات غضب حادة ومفاجأة.
هناك ثلاث مستويات لمرض التوحد:
في المستوى الأول والثاني قد يسير الطفل في نموه الطبيعي ثم يصاب بتدهور حاد ومفاجئ بعد بلوغه 12 إلى 36 شهر، أما المستوى الثالث، فغالبا ما تظهر أعراض التأخر في النمو والتطور منذ البداية.
إذا تأخر طفلك في المظاهر التالية عليك بالاستشارة الطبية الفورية دون تردد:
• في عمر 6 أشهر لا يظهر ابنك مظاهر المشاعر الدافئة، خاصة الابتسامة.
• في عمر 9 شهور لا يتجاوب مع الأصوات أو الابتسام أو المداعبة، لا يظهر أي تعبيرات على وجهه ولا يتجاوب مع تعبيرات الآخرين.
• في عمر 12 شهراً لا يتجاوب عند النداء عليه، لا يصدر أصوات، لا يظهر إشارات جدية مثل الإشارة باليد أو إلقاء التحية باليد.
إقرأ أيضا:المراهقون بين مخاوف الأهل واحلام الإستقلالية• في عمر 16 شهرًا لا ينطق كلمات مفردة.
• في عمر 24 شهرًا لا يكون جملة صحيحة من كلمتين.
والآن لدينا عدة أسئلة، إذا كانت أجابتك بنعم على معظم الأسئلة فهذا يشير إلى احتمال إصابة طفلك بالتوحد:
• هل يمتنع الطفل عن الإشارة بأصابعه لما يريد ويستبدله بأخذك من يدك لتلبية حاجته؟
• هل يتجنب الطفل التواصل البصري (النظر في العين)؟
• هل يظهر الطفل تجاوبًا انفعاليًا غير متناسق أو يظهر عدم التجاوب الانفعالي حتى مع الوالدين؟
• هل يعاني من تأخر الكلام بعد أن كان قد بدأ في نطق كلمات مفردة؟
• هل يقول الطفل الكلمات المفردة ويكررها بشكل نمطي لا تَغيير فيه؟
إقرأ أيضا:كيف تنظفين أذن مولودك الجديد؟• هل يرفض تَغيير النظام أو الروتين ويصاب بالغضب الشديد إذا تغير هذا الروتين؟
• هل يعجز عن اللعب التخيلي؟
• هل يفضل اللعب بمفرده ويجد صعوبة في اللعب مع غيره من الأطفال؟
• هل الشعور بالألم لديه أقَل من الأطفال الذين في عمره؟
• هل يتناول أنواع معينة من الطعام ولا يقبل التنوع في الأطعمة؟
• هل يخاف من بعض الأصوات المرتفعة التي لا تثير عادة مخاوف سائر الأطفال مثل الخلاط أو المكنسة الكهربائية؟
• هل له ميول للطقوس في الحصول على احتياجاته (ترتيب محدد أو روتين محدد)؟