خواطر

خواطر مغترب

خواطر مغترب

رحيق السنين مضت سنوات وسنوات. وأنا ما زلت في غربتي عن وطني الحبيب تمر بنا الايام يوما بعد يوم . وأعد ساعت اليوم أنها سنين وأنا ما زلت في غربتي عن وطني والاهل والاصحاب فيى لهفة حنيني وشوقي . عند الرجوع إلى الوطن عندها تنزاح عني همومي وحزني . وتبدأ شفتي بابتسامة عريضة كلهافرح وسرور وأمل وشوق وحنين للوطن ها هو وطني قد حضنني بترابه وألهمني حب أصدقائي وأحبابي فيى سعادتي إكتملت لرؤيت وطني اللذي هو حضن حنين شوقي.
تركنا الأرصِفةُ البارداتُ لأرصِفةٍ ساخنات حيث يوجد هناك ما يسمى خليج الدولارات إلى أينَ تمضينَ بِنا أيّتها الطائرات وأينَ مَحطّاتنا القادِماتْ وهل يكونُ لنا بعدَ الطّوافِ ، بِها مستقر! وُجوهاً تهيمُ على غيرِ هَدْيٍ تُقادُ إلى حَتفها المُنتظرْ تركلنا الطائرات للحافِلاتْ الى رحلة البحث عن الذات وليسَ ثمة كفوف تلوح للذاهبين ولا ابتسامة طفل سيفرح بالقادِمينْ ليسَ إلاّ الخُطى المُتعبهْ تجرجرُ أذيالَ خيبتها لأقدارِها ذاهبهْ فإلى أينَ تمضينَ بِنا أيّتها الطائرات تعبنا ، وقد جَفّ منّا الفؤادُ برغمِ المطرْ كَبُرنا ، وما عادَ في العُمرِ مُتسعٌ للخيالِ ورسمِ الصّورْ كَبُرنا ، وخَطّ المشيبُ ارتسم فوقَ هاماتنا وانتصَرْ فإلى أينَ تمضينَ بِنا أيّتها الطائرات فَهيّا خُذينا إلى حيثُ يوماً نُخاصمُ هذا السّفرْ ؟ خُذينا إلى واحةٍ نستريحُ ، وأيضا نُريحْ إلى واحةٍ من سُباتْ إلى أينَ تمضينَ بِنا أيّتها الطائرات ؟
وطني الغالي… غيابي عنك طال … و دموعي انهمرت كالأمطار … تنتظر يوم العودة و الرجوع إلى الديار .
في فترة من الفترات ، يجتمع عليك كل شيء ، خيبات الحظ ، تحطيم أحلامك ، تعبك الجسدي ، ذكرياتك المُره ، وبكاؤك الحاد.
عندما ترى شخصاً يتجاهل كل مايزعجه…فلا تعتقد أنه بارد الأعصاب وبلا مشاعر…ولكن إعلم أنه قد تألم…حتى تخدر !.
اُمِي…سأكتفِي بِذكرك…عندَما يتحدثوُن عَن النِعم.
الكثير من أمور حياتنا اليومية التي كُنا لا نعيرها إهتماماً…تصبح حلماً بعيد المنال…فالشخص لا يعرف قيمة الشيء إلا عندما يفقده.
الوطن نحمله في قلوبنا دائماً أينما رحلنا…فهو زادنا ونورنا الداخلي الذي يضيء الطريق لنا في الغربة.
بكل عبرة حنين…أصرخ بآهات مغترب ينادي إسم وطنه بأنين مشتاق لكل سواد وبياض لكل طيبة وقسوة…للنور والعتمة لكل بسمة ودمعة.
العود قريب يا صحبي فالله كفيل بالوعد إن كنت حزينا فى يوم فاليوم القادم للسعد.
رياح الغربه تجعل من القناعات مهترئه وقابله للتّغيّر دائماً.
عندما يسود الظلام على ليل الغريب المفارق لأحبابه وعندما تكون المسافة البعيدة هى الحاجز المنيع الذى يفصل بين الأحباب يكون ليلي أنا غريب…ليل غير ليالى باقى البشر لأنى أنا غريب في وطن غير وطني الذي إعتادة عليه نفسي ليلي أنا سهر تمر فيه الدقائق كأنها دهر طويل لا ينقضى ويذوق فيها القلب ألوان القهر.
قد يتأخر الفرج وتنقبض الصدور وتنحبس السعادة…. ولكن الفرح حتماً سيأتي بألف طريقة طالما أننا نؤمن بأن الله على كل شيء قدير.
كل نبضة قلب تخفق للوطن وتردد ”عشت ايماني وحبي سرمديا ومسيري فوق دربي عربياً” بشعور يكاد ينطق التي تكاد أن تنطق وهي ”حب الوطن ” المتألم بآلام جراحه المفتوحه كل يوم.
مهما إشتدت قسوة الحياة، ومهما تبعثرت الآمال ، وفي أصعب الظروف تخبئ ” الأنثى ” بين أشيائها مرآة تُسائلها عن جمالها.
إن كان والدك أو أمك أحياء ، فاحمد الله وإلزم برهما فهما (أبواب جنة) مفتحة بين يديك و يوماً ما سيغلق الباب.
أبحرت سفينة ذكرياتي من غير شراع…لم تحيي المودعين لأنها تكره كلمات الوداع أبحرت والامواج تحركها هبوط وارتفاع…تسيرها الأقدار نحو قدر مجهول بغير اقتناع.
عندما تجف الدموع في الجفون…ورنين الكلمات يتحول إلى صدى تضيع الصور بين صفحات الذكريات…ويمضي الوقت بعيداً يتوارا عن أنظار الزمن يتلاشي سراب الحلم ويحيا الواقع عميقاً…صافياً دون غبار بين طيات الذكريات يولد الحنين…حنين الوطن كالهفة طفل وحيد لحضن دافئ.
أجلس وحدي تحيط بي جدران الغرفة الأربعة والباب والنوافذ المغلقة ، أغالب دموعي في عيوني… تكويني نار الغربة وحرارة الأشواق لأمي الغالية.
ها أنا اليوم أعود إليك مرفوع الرأس و الجبين…بخطوات ثابتة أعود هنا … حيث كنت ألعب و أمرح … أركض فرحاً … مع مواكب الأطفال … مع من يعشقك و يعشق اسمك .. و كل مكان فيك يا وطني … هنا اليوم سيلعب أطفالي … بحرية يلعبون … و بريق الأمل في عيونهم اللامعة … تحت شمس الأمل و السماء الزرقاء..مع حمام الحرية.
هذا يوم العيد يا وطني … سنرفع الأعلام لترفرف في سمائك …في كل مكان فيك …اليوم سنقرع الطبول..و ننشد أجمل الأناشيد …سنخرج إلى شوارعك و الفرحة تملأ قلوبنا …اليوم عيدك يا وطني.
مالي لفراق الوطن أشكي نواحي و أذرف الدمع و أبقى الليل صاحي أهو شوق للوطن أم أني فقدت صوابي لا بل إني افتقدت عطر أحبابي ضحك عليّ الزمان ببريق الغربة أعماني تركني حائراً بين جنح الليل أتاني حنين يا رباه ويا له من حنين تبكي له الجراح و ينطق له الجنين محال أن يجاريني في حبك يا جنوب أحد ما لم أذق مرار المنية من بعد فهل يا ترى أستحق أشبار أرضك أشباراً لم تكن لولا جهود أبنائك فإليك يا حبي يا جنوب أهدي سلامي معبراً بحب الوئام مسلحاً بجيش الأنام.

إقرأ أيضا:أجمل بيت شعري
السابق
خواطر من الحياة
التالي
خواطر مؤلمة