داء كرون – Crohns disease

داء كرون – Crohns disease

المقدمة

داء كرون هو حالة طويلة الأمد تسبب التهاباً في بطانة الجهاز الهضمي.

يمكن للإلتهاب أن يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم إلى الشرج، ولكن غالباً ما يحدث في القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي) أو الأمعاء الغليظة (القولون) .

يمكن أن تشمل الأعراض الشائعة:

•     الإسهال

•     آلام البطن

•     التعب (الإرهاق الشديد)

•     فقدان الوزن غير المقصود

•     الدم والمخاط في غائطك (البراز)

يبقى الناس الذين يعانون من داء كرون في بعض الأحيان لفترات طويلة غير مصابين بأي أعراض، أو أعراض خفيفة جداً. يُعرف هذا بإسم السكون. يمكن أن تُتبع فترة السكون بفترات تتهيج فيها الأعراض وتصبح مزعجة بشكل كبير.

لماذا يحدث داء كرون

السبب الدقيق لداء كرون غير معروف. ولكن تشير البحوث إلى أن هناك مجموعة من العوامل قد تكون مسؤولة عنه.   تشمل:

•     الوراثة – قد تزيد الجينات التي ترثها من والديك خطر الإصابة بداء كرون

•     الجهاز المناعي – قد يُسَبب الإلتهاب بسبب وجود مشكلة في الجهاز المناعى (دفاع الجسم ضد الخمج والمرض) الذي يتسبب في مهاجمة البكتيريا النافعة في الأمعاء

•     الإصابة السابقة – قد تؤدي الإصابة السابقة إلى تحريض استجابة غير طبيعية من الجهاز المناعي

•     التدخين – يعاني مرضى داء كرون من المدخنين عادة من أعراض أكثر حدة من غير المدخنين

•     العوامل البيئية – داء كرون أكثر شيوعا في الدول الغربية، وأقل شيوعا في المناطق الفقيرة من العالم مثل أفريقيا، مما يشير إلى الدور الذي تلعبه البيئة (وخاصةً النظافة)

علاج داء كرون

لا يوجد حالياً أي علاج لداء كرون لذلك فإن أهداف العلاج هي وقف العملية الإلتهابية وتخفيف الأعراض (للحث والحفاظ على فترة السكون)، وتجنب الجراحة قدر الإمكان.

تكون عادة المعالجة بالستيروئيدات القشرية (الكورتيزون) هي المعالجة الأولى المعروضة للحد من الأعراض. تُستخدم الأدوية الكابحة للجهاز المناعي (كابحات المناعة) ويمكن استخدام الأدوية التي تقلل من الإلتهاب في حال عدم الإستجابة على المعالجة السابقة.

تكون العملية الجراحية ضرورية في بعض الحالات لإزالة الجزء الملتهب من الأمعاء.

عندما تصبح أعراضك تحت السيطرة (فترة السكون)، يمكن إضافة علاجات إضافية تساعد في تحقيق ذلك.

من المُتأثر؟

داء كرون هو حالة غير شائعة نسبياً.

يمكن أن يؤثر داء كرون على جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال. لكن تتطور معظم الحالات لأول مرة بين عمر 16 و 30 سنة.  ويتطور أيضاً عدد كبير من الحالات بين عمر 60 و 80 سنة. يؤثر داء كرون على النساء أكثر قليلا من الرجال، ولكن عند الأطفال يتأثر الفتيان أكثر من البنات.

داء كرون شائع عند الأشخاص البيض أكثر من السود والآسيويين.

المضاعفات

يمكن للإلتهاب مع الوقت أن يُلحق الضرر بأجزاء من الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى مضاعفات إضافية، مثل تضيق الأمعاء والقناة التي تتطور بين نهاية الأمعاء والجلد بالقرب من فتحة الشرج أو المهبل (ناسور).

تتطلب هذه المشاكل عادة العلاج الجراحي.

الأعراض

تختلف أعراض داء كرون بحسب الجزء الملتهب من الجهاز الهضمي .

تشمل الأعراض الشائعة:

•     الإسهال المتكرر

•     ألم في البطن وتشنج واللذان يصبحان عادة أسوأ بعد تناول الطعام

•     إعياء شديد (الوهن)

•     فقدان الوزن غير المقصود

•     الدم والمخاط في غائطك (البراز)

قد تجد أنك واجهت جميع الأعراض السابقة أو واحداً منها فقط. يعاني بعض الناس من أعراض حادة، ولكن يعاني آخرون من مشاكل خفيفة فقط .

قد تكون هناك فترات طويلة تستمر لأسابيع أو شهور لا تعاني فيها إلا من أعراض خفيفة جداً أو بدون أعراض معروفة يطلق عليها اسم (سكون)، تليها فترات أخرى تكون فيها الأعراض مزعجة بشكل شديد (المعروفة باسم التفجر أو الإنتكاس).

تشمل الأعراض الأقل شيوعاً:

•     ارتفاع في درجة الحرارة (الحمى) من 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) أو أعلى

•     الشعور بالإعياء (الغثيان)

•     الإقياء

•     آلام وتورم المفاصل (التهاب المفاصل)

•     التهاب وتهيج في العينين (التهاب القزحية)

•     مناطق مؤلمة، حمراء ومتورمة في الجلد وتكون غالباً في الساقين

•     تقرحات الفم

ينمو الأطفال الذين يعانون من داء كرون بمعدل أبطأ من المتوقع بسبب الإلتهاب الذي يمنع الجسم من امتصاص المواد المغذية من الطعام.

وقت طلب المشورة الطبية

يجب عليك الإتصال بطبيبك إذا كنت تعاني من:

•     استمرار الإسهال

•     آلام مستمرة في البطن

•     فقدان وزن غير مفسر

•     الدم في غائطك (البراز)

يجب عليك أيضاً مراجعة طبيبك إذا كنت تشعر بالقلق إزاء تطور طفلك.

الأسباب

السبب الدقيق لداء كرون غير معروف. يعتقد معظم الباحثين أنه يُسبب بمجموعة من العوامل.

يُعتقد أن تكون هذه العوامل:

•     الوراثة

•     الجهاز المناعي

•     التدخين

•     الإصابة السابقة

•     العوامل البيئية

ليس هناك أية أدلة تشير إلى أن اتباع نظام غذائي معين يمكن أن يسبب داء كرون، بالرغم من أن تغييرات على نظامك الغذائي يمكن أن تكون مفيدة للسيطرة على بعض الأعراض وربما يوصى بها من قبل الإختصاصي أو إختصاصي التغذية المشرفين على حالتك.

الوراثة

هناك أدلة تشير إلى أن الوراثة تلعب دوراً في تطور داء كرون.

حدد الباحثون أكثر من 200 مورثة مختلفة تتواجد عند الناس المصابين بداء كرون بنسبة أكبر من عامة الناس.

يوجد أدلة أيضاً على أن داء كرون من الممكن أن ينتشر ضمن الأسر. حوالي 3 من 20 شخص من المصابين بداء كرون لديه نسيب قريب (الأم، الأب، الأخت أو الأخ) يعاني أيضا من داء كرون. إذا كان لديك أخ توأم مطابق مصاب بداء كرون، فهناك احتمال 70% أن يتطور لديك.

الحقيقة أن داء كرون أكثر شيوعاً في بعض المجموعات العرقية من غيرها، كما تشير أيضاً إلى أن الوراثة تلعب دوراً هاماً.

الجهاز المناعي

يوفر الجهاز المناعي الحماية ضد البكتيريا الضارة التي يمكن أن تجد طريقها إلى الجهاز الهضمي.

الجهاز الهضمي هو أيضاً موطن لكثير من الأنواع المختلفة مما يسمى بـ “البكتيريا الصديقة” التي تساعد على هضم الطعام. يتعرف جهاز المناعة عادة على هذه البكتيريا ويتيح لها القيام بعملها من دون مهاجمتها.

بينما في داء كرون يبدو أنّ هناك شئ ما يتعطل في الجهاز المناعي، الذي يرسل بروتين خاص يُدعى عامل نخر الورم ألفا لقتل كل البكتيريا، بغض النظر عما إذا كانت صديقة أم لا. هذا ما يسبب معظم الإلتهاب المرتبط بداء كرون.

الإصابة السابقة

قد تؤدي الإصابة السابقة أثناء الطفولة عند الأشخاص المهيئين وراثياً، إلى استجابة مناعية غير طبيعية متسببةً بأعراض داء كرون.

يوجد مصدر واحد محتمل للإصابة وهو جرثومة تدعى المتفطرة الطيرية (سلالة نظيرة السلية). إنّ التواجد الأكثر شيوعاً لهذه الجرثومة هو في الأبقار، الأغنام والماعز.

وقد وجدت الأبحاث أن الناس الذين يعانون من داء كرون أكثر عرضة بسبع مرات مقارنة بالأشخاص الطبيعيين لوجود آثار من جرثومة المتفطرة الطيرية (السلالة السلية) في دمائهم.

تُعرف المتفطرة الطيرية بمقاومتها لعملية البسترة (حيث يُعالج الحليب بالحرارة لقتل البكتيريا)، لذلك فمن الممكن أن يُصاب الناس بالعدوى بهذه الجرثومة عن طريق شرب الحليب من الحيوانات المصابة.

لكن لم يُحدد الدور الدقيق الذي تلعبه هذه الجرثومة في تطور داء كرون، ويشكك بعض الباحثين بهذه النظرية.

التدخين

التدخين هو عامل الخطر الأهم لداء كرون بغض النظر عن تاريخ العائلة والخلفية العرقية. المدخنون أكثر عرضة بمرتين للإصابة بداء كرون مقارنة مع غير المدخنين .

وعلاوة على ذلك، يعاني الناس المصابين بداء كرون من المدخنين من أعراض أكثر شدةً مقارنةً مع أولئك الذين لديهم نفس الحالة من غير المدخنين.

العوامل البيئية

هناك نوعين من المظاهرغير الطبيعية من لداء كرون والتي أدت بالعديد من الباحثين إلى الإعتقاد بأن العوامل البيئية قد تلعب دوراً في حدوثه.وهي مفصلة أدناه.

•     داء كرون هو داء “للأثرياء”. يحدث أكبر عدد من الحالات في الأجزاء المتقدمة من العالم، وأقل عدداً في الأجزاء النامية من العالم، مثل أفريقيا وآسيا.

•     أصبح داء كرون أكثر انتشاراً بكثير منذ عام 1950 فصاعداً.

يشير هذا بأن هناك رابط مع أنماط الحياة العصرية الغربية، التي تزيد من خطر تعرض الشخص لتطور داء كرون.

النظرية الوحيدة التي تفسر هذا تعرف بفرضية النظافة. تشير هذه النظرية إلى أن الأطفال الذين يكبرون في بيئات خالية من التكاثر الجرثومي، لا تتطور الأجهزة المناعية لديهم بشكل كامل نظراً لنقص تعرّضهم للعدوى الطفولية. لكن هناك القليل من الأدلة الدامغة والعلمية قيد الدراسة لدعم هذه النظرية.

هناك نظرية بديلة وهي فرضية سلسلة التبريد، التي تشير إلى أن الزيادة في عدد حالات داء كرون قد تكون مرتبطة مع زيادة استخدام الثلاجات.

عوامل الخطر

داء كرون هو حالة غير شائعة نسبياً.

يمكن أن يؤثر داء كرون على جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال. لكن تتطور معظم الحالات لأول مرة بين عمر 16 و 30 سنة.  ويتطور أيضاً عدد كبير من الحالات بين عمر 60 و 80 سنة. يؤثر داء كرون على النساء أكثر قليلا من الرجال، ولكن عند الأطفال يتأثر الفتيان أكثر من البنات.

داء كرون شائع عند الأشخاص البيض أكثر من السود والآسيويين.

الاختبارات

قد يكون هناك حاجة لعدد من الإختبارات المختلفة لتشخيص داء كرون، لأنة يشترك بالأعراض مع عدد من الحالات الأخرى.

التقييم الأولي

خلال تقييمك الأولي، من المرجح أن يسألك طبيبك عن نمط أعراضك والتحقق من وجود أية أسباب مساهمة بحدوث الحالة، مثل:

•     حمية

•     سفر حديث- على سبيل المثال، قد تكون أُصبت بإسهال المسافرين أثناء السفر في الخارج

•     إذا كنت تتناول أي دواء، بما في ذلك الأدوية التي تُؤخذ من دون وصفة طبية

•     وجود تاريخ عائلي من الإصابة بداء كرون

قد يُجري طبيبك أيضا سلسلة من الإختبارات القياسية لتقييم حالتك الصحيّة العامة. يمكن أن تكون على سبيل المثال:

•     فحص نبضك

•     فحص ضغط دمك

•     قياس وزنك وطولك

•     قياس درجة حرارتك

•     فحص بطنك

اختبارات الدم

قد يطلب طبيبك سلسلة من اختبارات الدم. يمكن استخدام هذه الإختبارات لتقييم:

•     مستويات الإلتهاب في الجسم

•     إذا كنت مصاباً بالعدوى

•     إذا كنت مصاباً بفقر الدم (لديك مستويات منخفضة من كريات الدم الحمراء)، والتي يمكن أن تشير على أنك تعاني من سوء التغذية

عينة البراز

قد يُطلب منك تقديم عينة براز ايتم التحقق منها للبحث عن الدم والمخاط. ويمكن أن تُستخدم أيضاً لتحديد ما إذا كانت أعراضك ناتجة عن عدوى طفيلية مثل الدودة المستديرة، أو غيرها من الأمراض.

بعد أن تقدم عينة البراز والدم، قد يتم استشارة طبيب هضمية (متخصص في أمراض الجهاز الهضمي) الذي يستطيع مناقشتك بنتائج التحاليل وأن يطلب الإختبارات الموصوفة أدناه في حال كانت ضرورية.

تنظير القولون

فحص القولون بالمنظار هو اختبار يستخدم لفحص قولونك من الداخل. يتضمن إدخال أنبوب مرن طويل، معروف باسم المنظار، في قولونك من خلال مروره بالمستقيم.

يوجد على نهاية المنظار ضوء وكاميرا. تُستخدم الكاميرا لإرسال الصور إلى شاشة التلفزيون. ستُظهر هذه الصور مستوى ومدى الإلتهاب داخل قولونك.

يمكن أن يُزوّد المنظار أيضاً بأدوات جراحية والتي يمكن أن تُستخدم لأخذ عدد من العينات الصغيرة من أنسجة أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي. هذا ما يُعرف باسم الخزعة. قد يُسبب الإجراء شعور بعدم الإرتياح لكنه ليس مؤلماً.

ستُفحص هذه العينات النسيجية تحت المجهر لدراسة التغيرات الخلوية المعروف بأنها تحدث في حالات داء كرون.

كبسولة التنظير اللاسلكية

كبسولة التنظير اللاسلكية هو نوع جديد من الإختبارات يتضمن ابتلاع كبسولة صغيرة (تقريبا بحجم قرص كبير من الفيتامين). تعمل الكبسولة في طريقها للوصول إلى أمعائك الدقيقة حيث تقوم بإرسال الصور إلى جهاز تسجيل يُحمل على الحزام أو في حقيبة كتف صغيرة.

تخرج الكبسولة من جسمك بعد أيام قليلة من الإختبار في البراز. لا داعٍ لاسترجاع الكبسولة بعد خروجها، لذلك لا داعي للقلق حول استعادتها من البراز.

هذا الإختبار جديد نسبيا، وتوافره محدود. يُستخدم الرنين المغناطيسي للأمعاء بدلاً من كبسولة التنظير اللاسلكية.

الرنين المغناطيسي للأمعاء والتصوير المقطعي

تُستخدم الفحوص المُسماة بالرنين المغناطيسي للأمعاء / حقنة معوية أو التصوير المقطعي للأمعاء/ حقنة معوية لفحص الأمعاء الدقيقة لمن يشتبه بإصابتهم بداء كرون.

ستحتاج قبل إجراء هذين النوعين من المسح إما إلى شرب سائل غير ضار يُسمى عامل كشف (وصف الأمعاء)، أو قد يُدخل عامل الكشف من خلال أنبوب في الأنف يؤدي إلى أمعائك الدقيقة (حقنة معوية). تسمح عوامل التباين هذه بظهور أمعائك الدقيقة بشكل أكثر وضوحاً خلال عمليات الفحص.

تُستخدم الحقول المغناطيسية والموجات اللاسلكية خلال التصوير بالرنين المغناطيسي لإنتاج صور مفصلة لأمعائك الدقيقة. تُؤخذ عدة أمواج سينية خلال التصوير المقطعي وتُجمع عن طريق الكمبيوتر لخلق صورة مفصلة.

يتزايد استخدام هذه الاختبارات بدلاً من حقنة الأمعاء الدقيقة أو متابعة الأمعاء الصغيرة (انظر أدناه) لأنها تسمح بإجراء فحص أكثر تفصيلاً للأمعاء الدقيقة ويُجنب الرنين المغناطيسي للأمعاء أي تعرض لإشعاع الأشعة السينية.

حقنة الأمعاء الدقيقة أو متابعة الأمعاء الدقيقة

حقنة الأمعاء الدقيقة واختبار متابعة الأمعاء الدقيقة نوعان من الإختبارات المتشابهه والتي جرت العادة على استخدامها لفحص كامل داخل الأمعاء الدقيقة، عادة عند النقطة التي تلتقي فيها بالقولون. تُستخدم في بعض الأحيان لأن آخر 20 سم فقط من القولون تُرى بتنظير القولون.

يُستخدم بخاخ مخدر موضعي خلال إجراء متابعة الأمعاء الدقيقة/ حقنة الأمعاء الدقيقة، لتخدير داخل الأنف والبلعوم. يتم تمرير أنبوب للأسفل من خلال أنفك وداخل بلعومك، قبل الوصول لأمعائك الدقيقة. قد يُسبب في البداية احساس غير مريح، ولكن معظم الناس وجدوا أنهم اعتادو على الإحساس بعد بضع دقائق.

يُدعى السائل غير الضار بالباريوم حيث يُمرّر إلى الأسفل من خلال الأنبوب. يغطي الباريوم بطانة أمعائك الدقيقة فتظهر بشكل واضح بالأشعة السينية. وتُؤخذ عندها سلسة من صور الأشعة السينية. يمكن للصور في معظم الأحيان تسليط الضوء على المناطق المتضررة والملتهبة التي يسببها داء كرون.

سيُطلب منك بعد الإختبار شرب الكثير من السوائل للمساعدة على التخلص من الباريوم من جسمك. قد تلاحظ أن برازك يبدو بلون أبيض في الأيام القليلة التالية بعد إجراء متابعة الامعاء الدقيقة/ حقنة الأمعاء الدقيقة. وهذا أمر طبيعي تماما، ولا شيء يدعو للقلق.

العلاج

لا يوجد حالياً أي دواء شافٍ لداء كرون، ولكن المعالجة يمكن أن تساعد على تحسين الأعراض.

الأهداف الرئيسية للعلاج:

•     الحد من الأعراض – المعروف بإسم الحث على السكون (السكون هي فترة بدون أعراض)

•     الحفاظ على السكون

يهدف العلاج عند الأطفال أيضاً إلى تعزيز النمو والتطور الصحي.

يتم تأمين علاجك عادة عن طريق مجموعة من المتخصصين بالرعاية الصحية، بما في ذلك الأطباء المختصين (مثل أطباء الهضمية أو الجراحين)، أطباء وممرضات متخصصات.

الحد من الأعراض

إذا كنت تعاني من داء كرون ويسبب لك أعراضاً معتدلة أو شديدة، فهذا يدعى باسم “المرض النشط”. يتضمن عادة العلاج لداء كرون النشط علاجاً دوائياً، ولكن الجراحة هي الخيار الأفضل في بعض الأحيان.

العلاج الأولي

إنّ العلاج الأولي المُقدّم هو دواء ستيروئيدي (الستيروئيدات القشرية) للحد من الإلتهابات. إن أقراص بريدنيزولون وحقن الهيدروكورتيزون هي أمثلة عن الكورتيزونات المستخدمة لداء كرون.

غالباً ما تكون هذه الأدوية فعالة في الحد من أعراض داء كرون، ولكن يمكن أن يكون لها آثار جانبية كبيرة – مثل:

•     زيادة الوزن

•     تورّم في الوجه

•     زيادة الحساسية للإصابة

•     ترقق وضعف العظام (هشاشة وترقق العظام)

تبعاً للآثار الجانبية المحتملة سيتم تخفيض الجرعة تدريجياً عندما تبدأ الأعراض بالتحسن.

إذا كنت تفضل فيمكنك اختيار ستيروئيد أكثر اعتدلاً يُدعى بوديزونيد، أو نوع من الأدوية تسمى 5-أمينوساليسيلات (مثل

ميسالازين)، كمعالجة أولية بديلة. تمتلك هذه الأدوية آثاراً جانبية أقل، لكنها أقل فعالية.

يُوصى بحمية سائلة خاصة كمعالجة أولية عند الأطفال أو الشباب حيث يوجد مخاوف بشأن النمو والتطور لديهم. يُعرف هذا باسم نظام غذائي عنصري أو بوليمري والذي يمكن أن يساعد على الحد من الإلتهاب عن طريق السماح لجهازك الهضمي بترميم نفسه، مع ضمان حصولهم على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها.

معالجة إضافية

قد تكون المعالجة الإضافية ضرورية إذا كانت أعراضك تعود للظهور مرتين أو أكثر خلال 12 شهراً، أوعند تخفيض جرعة الستيروئيد.

قد تُشارك الأدوية الكابحة لجهازك المناعي (الكابحات المناعية) مع علاجك البدئي في هذه الحالات.  إنّ استخدام الآزويثوبرين أو مركابتوبورين هو الأكثر شيوعاً.

لا تناسب هذه الأدوية جميع المرضى، لذلك ينبغي إجراء فحص الدم للتحقق من إمكانيتك لاستخدامها. يُستخدم دواء كابح مناعي بديل يُدعى الميثوتركسات في حال عدم التمكن من استخدام الأدوية السابقة.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للأدوية الكابحة للمناعة:

•     الغثيان والإقياء

•     زيادة الحساسية للعدوى

•     الشعور بالتعب، ضيق التنفس والضعف، والذي يُسبب من فقر الدم (انخفاض في عدد كريات الدم الحمراء)

•     مشاكل في الكبد

تُجرى فحوص دم دورية خلال فترة تناول الدواء للتحقق من أية آثار جانبية خطيرة.

تعتبر الكابحات المناعية الآزوثيوبرين ومركابتوبورين آمنة أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية. ويمكن الإستمرار باستخدامها عند محاولة تأسيس عائلة وخلال فترة الحمل.

لكن لا يُسمح بتناول الميثوتركسات قبل محاولة إنجاب طفل بستة أشهر على الأقل (ينطبق ذلك على كل من الذكور والإناث) يُعرف هذا الدواء بتسببه بتشوهات خلقية. كما يجب تجنب تناوله أثناء الرضاعة الطبيعية.

إذا كنتي تخططين للحمل أو أصبحتِ حاملاً خلال فترة علاجك من داء كرون فمن المهم جداً إخبار طبيبك بذلك.

داء كرون الحاد

تُدعى الأدوية بالنسبة للأشخاص ممن يعانون من حالة صحية عامة سيئة مع أعراض حادة من داء كرون بالعلاج البيولوجي التي من الممكن استخدامها للحد من أعراضك إذا كانت الستيروئيدات القشرية والكابحات المناعية غير مناسبة أو غير فعالة.

العلاج البيولوجي هو نوع من الأدوية المثبطة للمناعة القوية تم إنشاؤها باستخدام المواد الطبيعية البيولوجية، مثل الأجسام المضادة والأنزيمات.

يُدعى الدوائين المستخدمين لعلاج داء كرون إنفليكسيماب وأداليموماب. يعمل كلا الدوائين عن طريق استهداف بروتين يسمى عامل نخر الورم ألفا، والذي يُعتقد بأنه المسؤول عن الحالة الإلتهابية المرتبطة بداء كرون.

يمكن استخدام إنفليكسيماب للأطفال ممن تتجاوز أعمارهم الست سنوات والبالغين، ولكن يجب أن يُستخدم أداليموماب للبالغين فقط.

يُعطى إنفليكسيماب بالتنقيط الوريدي في ذراعك والمعروف باسم (التسريب) في المستشفى. يُعطى أداليموماب عن طريق الحقن وقد يكون مناسباً لك، فقد يستطيع فرد من اسرتك أو صديق يتقن طريقة الإعطاء من إعطائك الحقنة فلا تضطر لزيارة المستشفى عند كل علاج.

تستمر المعالجة عادة 12 شهرا على الأقل، ما لم تصبح غير فعالة لديك قبل هذا الوقت. يتم بعدها تقييم حالتك لتحديد ما إذا كان هناك ضرورة لعلاج إضافي.

هناك خطر من هذه الأدوية من خلال تسببها برد فعل تحسسي، والذي يمكن أن يسبب أعراض مثل:

•     حكة في الجلد

•     ارتفاع في درجة الحرارة

•     آلام في العضلات والمفاصل

•     تورم في اليدين أو الشفتين

•     مشاكل البلع

يجب عليك طلب المساعدة الطبية الفورية إذا واجهت هذه الأعراض. يمكن أن يحدث رد الفعل التحسسي بعد العلاج مباشرة، على الرغم من أنه من المعروف بأن رد الفعل هذا قد يحدث بعد أشهر من العلاج حتى بعد إيقافه .

الجراحة

قد يُوصى بالجراحة للحد من أعراضك إذا شعر الفريق الطبي المشرف على صحتك بأن فوائد الجراحة تفوق المخاطر.

يُستخدم نوع من الجراحة يُدعى الإستئصال في كثير من الحالات. ينطوي على إزالة منطقة ملتهبة من الأمعاء وخياطة الأجزاء السليمة معاً.

قد يُوصي طبيبك في بعض حالات بإجراء يسمى فغر لفائف الأمعاء لتحويل النفايات الهضمية مؤقتاً بعيداً عن القولون الملتهب (الأمعاء الغليظة) لإعطائه فرصة للشفاء. يتم قطع نهاية الأمعاء الدقيقة (اللفائف) عن القولون في هذه الجراحة وإعادة توجيهها من خلال ثقب يُصنع في البطن، ويُعرف باسم فُغره. تُرفق هذه الفتحة بحقيبة خارجية لجمع النفايات المُنتجة.

عندما يستعيد القولون عافيته بما فيه الكفاية – عادة بعد عدة أشهر- يحتاج المريض لجراحة ثانية لإغلاق الفُغره وإعادة وصل المعي الدقيق بالقولون.

الحفاظ على السكون

السكون هي فترة لا تعاني فيها من أي أعراض، أو تعاني من أعراض خفيفة فقط. يمكنك الإختيارخلال هذه الفترة فيما إذا كنت راغباً باستخدام دواء من عدمه للمساعدة في الحفاظ على حالة السكون.

إذا قررت عدم الحصول على المزيد من العلاج، يجب أن تُنصح بالحضور المنتظم للمواعيد لمتابعة حالتك، والأعراض التي يجب أن تنتبه لها. تشمل هذه الأعراض فقدان الوزن غيرالمقصود، آلام البطن والإسهال.

إذا اخترت العلاج يتضمن ذلك عادة العلاج بالكابحات المناعية. لا ينصح بالستيروئيدات القشرية للحفاظ على فترة السكون.

المضاعفات

إذا تطورت مضاعفات داء كرون لديك، مثل النواسير (القنوات التي تتوضع بين قسمين من الجهاز الهضمي)، أو تضيق الأمعاء (تضيق)، ستحتاج هذه الأعراض للمعالجة أيضاً. تكون الجراحة ضرورية في معظم هذه الحالات.

نمط الحياة

التدخين

التدخين هو عامل الخطر الأهم لداء كرون بغض النظر عن تاريخ العائلة والخلفية العرقية. المدخنون أكثر عرضة بمرتين للإصابة بداء كرون مقارنة مع غير المدخنين .

وعلاوة على ذلك، يعاني الناس المصابين بداء كرون من المدخنين من أعراض أكثر شدةً مقارنةً مع أولئك الذين لديهم نفس الحالة من غير المدخنين.

المضاعفات

إنّ الأشخاص الذين يعانون من داء كرون معرضون لخطر تطورعدد من المضاعفات.  

يُناقش أدناه بمزيد من التفاصيل أكثر مشكلتين شائعتين من المشاكل المرتبطة بداء كرون.

تضيّق الأمعاء

التهاب القولون (الأمعاء) في داء كرون يمكن أن يسبب تشكّل نسيج ندبي، مما يؤدي لتضيق المناطق المتضررة. هذا ما يُعرف باسم تضيّق.

هناك خطر من إعاقة النفايات الهضمية إذا حدث ذلك، وهذا يعني أنك لن تكون قادراً على تمرير أي براز، أو ستكون قادراً على تمرير البراز المائي فقط .

تشمل الأعراض الأخرى لانسداد الأمعاء:

•   ألم في البطن وتقلصات

•     الإقياء

•     النفخة

•     شعور غير مريح بالإمتلاء في البطن

هناك خطر يتمثل في تمزق الأمعاء بحال تُركَت دون علاج. يخلق هذا فتحة يمكن أن تتسرب منها محتويات الأمعاء. لذلك يجب الإتصال بالطبيب بأسرع وقت ممكن إذا كنت تشك بوجود انسداد في أمعائك.

يتم التعامل عادة مع تضيق الأمعاء باستخدام عملية جراحية لتوسيع القسم المتضرر من الأمعاء. يمكن تحقيق ذلك في بعض الحالات باستخدام إجراء يسمى تمدد البالون والذي يتم أثناء فحص القولون بالمنظار . خلال تمدد البالون، يتم تمرير منظار القولون حتى يتجاوز أسفل ظهرك (المستقيم) ويُدخل البالون عن طريق منظار القولون. ثم يتم نفخه لفتح المنطقة المتضررة.

إذا لم ينفع هذا أو كان غير مناسب، قد تكون هناك حاجة لإجراء العملية الجراحية المعروفة باسم التضيقات لتوسيع المنطقة المتضررة. يقوم الجراح خلال هذه الجراحة بتوسيع الجزء الضيق من الأمعاء عن طريق فتحه، وإعادة تشكيله و خياطته مرة أخرى.

نواسير

إذا حدث تشوه في الجهاز الهضمي بسبب الإلتهاب المفرط، يمكن أن تتطور إلى قرحات .

تتطور القرحات مع الوقت إلى أنفاق، أو ممرات بين جزء من الجهاز الهضمي إلى جزء آخر، أو إلى المثانة، المهبل أو فتحة الشرج أو الجلد في حالات أخرى. تُعرف هذه الممرات بالنواسير.

لاتسبب عادة النواسير الصغيرة أية أعراض. ولكن يمكن للنواسير الكبيرة أن تُصاب بالعدوى وتسبب أعراض مثل:

•     ألم نابض متواصل

•     ارتفاع بدرجة الحرارة (الحمى) من 38 درجة مئوية ( 100.4° فهرنهايت)أو أعلى

•     دم أو صديد في غائطك (البراز)

•     تسرب البراز أو المخاط في ملابسك الداخلية

إذا كان الناسور يتطور على جلدك (عادة، على فتحة الشرج أو بالقرب منها) قد يسبب إنتاج إفرازات كريهة الرائحة.

يُستخدم عادة لعلاج الناسور نوع من الدواء يدعى بالدواء البيولوجي، وعندما لا يكون هذا الدواء فعالاً يُفضل عادة إجراء الجراحة. اقرأ المزيد عن علاج الناسور.

مضاعفات أخرى

إنّ الناس الذين يعانون من داء كرون في خطر متزايد من حدوث مضاعفات أخرى، مثل:

•     هشاشة العظام – ضعف العظام الناجم عن عدم امتصاص الأمعاء للمواد المغذية وبسبب استخدام الأدوية الستيروئيدية لعلاج داء كرون

•     فقر الدم بنقص الحديد – هي حالة يمكن أن تحدث عند الناس المصابين بداء كرون وذلك بسبب النزيف في الطرق الهضمية، تشمل الأعراض الشائعة التعب، ضيق في التنفس وبشرة شاحبة

•     فقر الدم الناتج عن نقص فيتامين ب 12 أوحمض الفوليك – وهو حالة ناجمة عن نقص فيتامين ب 12 أو الفولات التي يمتصها الجسم، تشمل الأعراض الشائعة التعب ونقص الطاقة

•     تقيّح الجلد بالغنغرينا- وهو رد فعل نادر للجلد، يُسبب تقرحات جلدية مؤلمة

قد يواجة الأطفال المصابون بداء كرون مشاكل في نموهم وتطورهم، بسبب نقص المواد الغذائية التي يمتصها الجسم.

إغلاق
error: Content is protected !!