يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
” اللهم لك اسلمت وبك آمنت
وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت
اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني
أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون ”
– رواه مسلم –
هنا يقول العبد لربه لك انقدت، واستسلمت، لحكمك وأمرك، ومن ذلك نطقي بالشهادتين، وبك صدقت بذاتك، وما يليق بها من كمال الصفات وفوّضت أموري كلّها إليك. و أقبلت بعباداتي وطاعتي لك، وأعرضت عما سواك. و بك أحاج وأدافع، وأقاتل أعداءك بالحجة والبيان والسيف والسنان. فقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه، جملة من أجلّ العبادات، والمقامات العبودية للَّه تعالى بين يدي دعائه توسلاً عظيماً، من تخصيص العبودية له تعالى من أعمال القلوب، والأركان، فبدأ بالإقرار الكامل له تعالى بالإسلام، والإيمان، والتوكل، والرجوع إليه في كل مهامه وشؤونه الدنيوية، والدينية، والدفاع عنه والمجاهدة لدينه بالحجة والقوة، مقدمة قبل سؤاله؛ ليكون أرجى في القبول، فالوسيلة مقدمة على الوصيلة.