دور الأب في الرضاعة

دور الأب في الرضاعة

عندما أخبر الأهل المترقّبين في الندوة الخاصّة بالرضاعة أنها مخصّصة للأم والأب على حدٍّ سواء، أسمع دومًا: الآباء أيضًا؟ لا دور لهم في الرضاعة، فلم إذًا يحضرون الندوة؟ الرضاعة عمل الأمّ!

في الواقع، إنّ الرضاعة قرارٌ عائليّ سيؤثّر على كلّ أفراد العائلة. إن لم يعمل أفراد العائلة كفريق، عندها ستكون الرضاعة صعبة وقصيرة الأمد. لتكون الرضاعة ناجحة، على الأب أن يعلم كل ما تفعله الأمّ فيما خصّ الرضاعة وأن يتعلّم دوره الخاصّ، كأب، في هذا الأسلوب الجميل لتربية الأطفال. أيّها الأمّ إسمحي لنا أن نخصّ زوجك بهذا المقال! 

تعلّم أهمية الرضاعة قبل الولادة

هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة الخاصّة بالرضاعة في مجتمعنا والتي لا تشجّع الأهل على الخوض في هذه التجربة مثلًا تجعل الرضاعة الثدي ليّنًا، وأن الأمهات العاملات لا يمكنهنّ إرضاع أولادهنّ، وأنّ الأمهات المرضعات لا يكترثن بأزواجهنّ، ومن المستحيل إرضاع التوأم، وعادةً ما لا تملك الأمهات حليبًا كافيًا، والترضيع مؤلمٌ… كلّ هذه المفاهيم خاطئة وهي شائعة. لذلك إن ساعد الرجل زوجته أن تتعلّم كل هذه الأمور قبل موعد الولادة يمكن رفع نسبة نجاح هذه التجربة.

تأكيد إنطلاقة جيّدة في الرضاعة بعد الولادة تمامًا

وضع مخطّط للولادة سيكون مساعدًا جدًّا. لإنطلاقة حسنة في الرضاعة يجب اعتماد الخطوات التالية:

  • وضع الطفل تمامًا بعد الولادة على صدر الأمّ قبل أن يتمّ تحميمه وإلباسه، وعلى الرضاعة أن تتمّ في الوقت عينه أو بعد 30 دقيقة من الولادة الطبيعية، أو خلال ساعتين إن كانت الولادة قيصرية.
  • لا يجب إعطاء الطفل زجاجة حليب خلال مكوثه في المستشفى لأن ذلك سينعكس سلبًا على مخزون حليب الأم من جهة، وقد يجعل الطفل يخسر اهتمامه بالرضاعة من جهةٍ أخرى ما قد ينتهي برفضٍ تامّ.
  • القطرات الأولى من حليب ثدي الأمّ ضرورية لمناعة الطفل وصحته وهي دائمًا كافية إن كان الطفل يرضع بشكل طبيعي.
  • على الطفل أن يرضع قبل أن يبكي من الجوع لأن وضع طفل يبكي على الثدي يسبّب التوتّر ويصعّب العملية. إلى ذلك، يخسر الأطفال الكثير من الطاقة عندما يبكون لذلك من المستحسن تفادي الموضوع. من الضروري القيام بالترضيع أقله من 10 إلى 12 مرّة خلال 24 ساعة في الأيام الثلاث الأولى بعد الولادة قبل قدوم الحليب الأبيض. والوقت الفاصل بين مرّات الرضاعة غير مهمّ، ففي بعض الأحيان تكون الرضاعة كل 15 إلى 30 دقيقة وفي البعض الآخر يكون الوقت الفاصل أطول، قد يكون إذًا على أساسٍ ثابت أو لا.
  • طلب أن يمكث الرضيع في الغرفة نفسها في المستشفى مع الأم، وبالتالي تكون إنطلاقة الرضاعة فضلى، لأن الأهل يمكن لهم بذلك ترضيع الطفل قبل أن يبكي والحرص على ألّا يحصل على أي حليبٍ من مصدرٍ خارجي.

كن حارسًا لزوجتك في كلّ الأوقات

كونوا على يقين أن الكثير من الأشخاص الذين يحيطون بكم سيقفون في وجه الرضاعة الطبيعية، فالحليب المصنّع أصبح كالقاعدة في المجتمع فبات من الصعب على الأفراد الاقتناع بأهمية الرضاعة الطبيعية. دورك إذًا كأب هو حماية زوجتك من التعليقات السلبية قدر المستطاع. نحن الأمهات نحبّ أن نقلق ونشكّ ونحن عرضة للاستسلام للحليب المصنّع إن ضغط علينا من حولنا. لذلك نوجّه دعوة إليك أيها الرجل لتصبح محاميًا لزوجتك وللرضاعة الطبيعية.

أخبر زوجتك بأنك فخورٌ بها وتثق بها

من المهمّ لنا نحن الأمهات أن يثق أزواجنا بأننا نلبّي احتياجات الطفل بالرضاعة الطبيعية حتى لو العالم بأسره شكّك بنا. لذلك أيها الآباء قولوا لزوجاتكنّ بأنكم فخورون بها وتشعرون بالثقة بقدرتها على توفير أجود حليب للطفل.

ساعد زوجتك في وقت الضيق

الرضاعة بمثابة رحلة. فأول أسبوعبن بعد الولادة يحتاجان للالتزام، المجهود والانتباه. وغالبًا سوف تواجهكم صعوبات في بداية الطريق. إن عدت إلى المنزل لتجد زوجتك تبكي وتقول أن الرضاعة الطبيعية لا تعمل، إجلس واستمع إليها وحاول فهم ما يجري. وإن لم تتوصلا لحلٍّ اعرض على زوجتك استشارة خبير في الرضاعة الطبيعية.

إغلاق
error: Content is protected !!