يتعرض العديد من الصائمين لمشكلات صحية في رمضان، ربما نتيجة تغير العادات الغذائية، حيث يشعر بعض الصائمين بالصداع أو الهبوط ويعود ذلك إلى انخفاض سكر الدم بالجسم.
ولتجنب هذه المشكلات ينصح الدكتور عبد الهادي مصباح أستاذ المناعة والتحاليل الطبية في جامعة تميل الأمريكية، بالاستعداد للصيام قبل بداية شهر رمضان بعدة أيام، وذلك بالإقلال من تناول المشروبات المنبهة مثل القهوة والشاي، حتى يحدث الانخفاض في السكر بصورة تدريجية ويتدرب البنكرياس على فترات الصوم.
ويوصي مصباح بعدم إهمال وجبة السحور لتجنب انخفاض السكر في الدم، مع ضرورة أن تحتوي وجبة السحور على النشويات؛ لأنها بطيئة الاحتراق على عكس السكريات سريعة الاحتراق.
أسباب تفجر نوبات الصداع
هناك العديد من الأسباب تفجر نوبات الصداع في شهر رمضان، من بينها بعض المسببات المثيرة للدهشة.
وفي حديث خاص لـ”محيط”، أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أن أسباب الشعور بالصداع في رمضان، تتمثل في صداع العطش، إدمان الكافيين، ارهاق الجهاز الهضمي، انخفاض نسبة السكر في الدم، قلة النوم، التدخين، التوتر، ارتفاع ضغط الدم، حساسية الأنف والتهاب الجيوب الأنفية المزمنة، والأنيميا.
صداع العطش والكافيين
أكد بدران أن المعتادين على شرب القهوة والشاي يحدث عندهم لدى الصيام انقطاع مفاجئ عن هذه المشروبات مما يقلل مستوى الكافيين في الدم وبالتالي الشعور بالصداع، ولتجنب هذه المشكلة يمكن إضافة الحبهان الذي يبطئ مفعول الكافيين في الجسم والإقلال من هذه المنبهات بالتدريج خاصةً قبل رمضان، موضحاً أن الخروب يعتبر بديلاً آمناً للقهوة والشاي والشيكولاتة والكاكاو.
إقرأ أيضا:طريقة مساج الظهروأضاف أن فقدان الماء من الجسم وعدم تعويضه يسبب الجفاف في الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة والتعرق في صيف رمضان يصيب الإنسان بصداع العطش، وللوقاية منه يجب تناول السوائل بوفرة بعد الإفطار.
وأوضح أن الحد الأدنى للبالغين هو ثمانية أكواب ماء وتناول الألبان والشوربة والعصائر الطبيعية والفاكهة الغنية بالماء والتي تعمل كبطاريات للماء خلال الصيام مع الاقلال من الأغذية المحفوظة والمشروبات الصناعية.
وطالب بعدم ارهاق الجهاز الهضمي في رمضان والرفق به بتجنب ملئ المعدة بالطعام، وذلك لأن ملء المعدة بالطعام يسبب اندفاع الدم إلى القناة الهضمية فيقل الدم الواصل إلى المخ ويسبب صداع الشبع.
التدخين
ويرى بدران أن التدخين يعد أحد أسباب إصابة الصائم بالصداع في رمضان، وذلك لانخفاض نسبة النيكوتين بالدم، وأن التوتر يزيد من معدلات الإصابة بالصداع، ونصح لتجنب ذلك الابتعاد عن السهر وتبادل الزيارات مع الأقارب والأصدقاء إلى جانب التعبد في جماعة والذي يفيد في الاسترخاء النفسي والوقاية من التوتر خلال رمضان.
وقال بدران إن 25 % من المصريين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، نصفهم من سكان مدينة القاهرة، مما يساهم في شعورهم بالصداع في نهار رمضان، وللوقاية منه يجب الابتعاد عن المياه الغازية والاقلال من الملح في الطعام والمخللات والمعلبات والمملحات وتناول الخضروات والفاكهة الطازجة والجبن قليل الملح.
إقرأ أيضا:أين يقع النخاع الشوكيحساسية الأنف
وأضاف بدران أن مرضى حساسية الأنف والتهابات الجيوب الأنفية المزمنة ترتفع لديهم فرص الشعور بالصداع الشديد، فيما يشعر مرضى الأنيميا كذلك بالصداع، موضحاً أن الأنيميا (نقص الحديد) تعد أكثر أمراض سوء التغذية انتشاراً خاصةً في النساء والأطفال، حيث تصل الاصابة بينهم إلى40%، مشيراً إلى أن نقص الحديد يسبب نقص الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين من الرئتين إلى أجهزة الجسم والمخ الذي يتسبب نقص الأكسجين فيه الشعور بالصداع.
السحور والإفطار
وينصح بدران لتجنب الصداع الناتج عن انخفاض نسبة السكر في الدم يفضل تأخير السحور والتبكير بالإفطار وتناول التمر في الإفطار، حيث أن للتمر أربعين فائدة غذائية وهو غني بالجلوكوز الذي يعد من السكريات سريعة المفعول التي تعالج الصداع وتوفر طاقة فورية في الجسم في أقل من 20 دقيقة، حيث لايتطلب امتصاصها عمليات هضم معقدة..
كما أكد أن قلة النوم من الأسباب التي تسبب الصداع في رمضان، ولها اضرار كبيرة على الصحة والجسم، حيث يعاني %20 من الناس من عدم القدرة على النوم في غير رمضان وترتفع هذه النسبة في رمضان نتيجة لاختلاف مواعيد النوم والضوضاء والسهر غير المبرر.
أغذية تخلصك من الصداع
أضاف بدران أن النعناع والزنجبيل والأسماك والسبانخ والبروكلي والخبز البلدي والثوم والجبن القريش والبيض والدجاج من الأغذية التي تفيد في التخلص من الصداع إلى جانب تناول الوجبات المتوازنة في الكم والنوع.
إقرأ أيضا:كيف تؤثر القيلولة على صحة القلب والأوعية الدمويةوأوضح بدران أن أفضل السكريات للمخ هى النشويات المعقدة مثل البقول، الفول، العدس، الفاصوليا، البسلة، المعجنات، البطاطس، الحبوب الكاملة كالخبز والأرز البني.
وذلك لأن المواد النشوية تحتاج وقتاً طويلاً لكي تتكسر في الأمعاء إلى سكريات بسيطة تمد الجسم باحتياجاته من السكر في صورة بطيئة ومستمرة عكس ما يحدث مع تناول السكر النقي المكرر الذس يرفع مستوى السكر فى الدم بسرعة لكنه يهبط بسرعة مما يسبب ذبذبة مستوى السكر في الدم.